احتباس البول
عدم القدرة على تفريغ المثانة كليًا من البول، وهو ما قد يكون حادًا؛ أي يحدث فجأةً ويستمر مدة قصيرة، أو مزمنًا؛ أي يحدث بالتدريج ويستمر مدة طويلة وأحيانًا مدى الحياة. واحتباس البول الحاد أشد خطرًا؛ إذ يفقد المرء قدرته على التبول تمامًا رغم امتلاء المثانة بالبول، فيسبب الألم الحاد ومشاكل خطيرة مهددة للحياة، مما يستدعي التدخل الطبي الفوري لإفراغ المثانة، وعلاج الاحتباس. أما احتباس البول المزمن فيستطيع الشخص التبول، لكنه لا يفرغ المثانة بالكامل، مما قد يسبب مشاكل مختلفة؛ مثل: السلس البولي، وفقدان التحكم بالمثانة، أو التهاب مجرى البول. ويصيب احتباس البول الرجال والنساء، لكن الرجال أكثر عرضة للإصابة به عشر أضعاف النساء.[١][٢]
أسباب احتباس البول
تُقسَّم أسباب احتباس البول أربعة أسباب رئيسة؛ هي:[٣][٤]
- انسداد الإحليل؛ أي القناة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم؛ وذلك نتيجة:
- تضخم البروستاتا الحميد، الذي يصيب معظم الرجال بعد عمر الخمسين، والبروستاتا غدة صغيرة الحجم تقع على جانبي الإحليل، لذا زيادتها في الحجم تضغط على الإحليل، وتعيق مرور البول بداخله.
- ضيق الإحليل نتيجة التهاب، أو إصابة، أو عدوى متكررة، أو جراحة تركت بعدها نسيجًا ندبيًا داخل الإحليل؛ مثل: جراحات تضخم البروستاتا، أو سرطان البروستاتا. والإحليل لدى الرجال يكون طويلًا بطول القضيب، لذا يكون أكثر عرضة للإصابة بالضيق على عكس النساء؛ فالإحليل لديهن قصير، فيصاب بالضيق لكن بنسب أقل، وغالبًا يكون سبب الضيق عند النساء انقباض العضلات المحيطة بالإحليل.
- حصوات مجرى البول التي تبدأ كريستالات صغيرة، ثم تتجمع مكونة حصوة في السطح الداخلي لأي جزء من مجرى البول؛ مثل: الكلى، والحالب، والمثانة. وإذا زاد حجم الحصوة كثيرًا قد تَسدًّ فتحة خروج البول من المثانة مسببة احتباس البول.
- القيلة المثانية، أو كما تُعرَف بالتدلي الأمامي؛ أي تدلي المثانة من مكانها الطبيعي إلى المهبل؛ نتيجة ضعف العضلات، والأنسجة الرابطة المحيطة بالمثانة وتدليها. ومكان المثانة المتدلي يجعلها تضغط على الإحليل، وتعيق مرور البول.
- القيلة المستقيمية، أو التدلي الخلفي نتيجة ضعف العضلات، والأنسجة الداعمة التي تفصل بين المهبل والمستقيم؛ فيضغط المستقيم على الإحليل، مما يعيق مرور البول.
- الإمساك؛ أي التبرز أقل من ثلاث مرات أسبوعيًا، أو خروج البراز صلبًا جافًا صغير الحجم مسببًا ألمًا شديدًا مع التبرز. ويسبب الإمساك الشعور بالانتفاخ والامتلاء؛ نتيجة تراكم البراز في المستقيم، مما يضغط على المثانة والإحليل، ويعيق مرور البول.
- بعض أنواع الأورام، التي تصيب المثانة أو الإحليل أو السرطانات.
- اضطراب الأعصاب التي تتحكم بالمثانة والعضلة العاصرة الموجودة عند فتحة المثانة؛ نتيجة العديد من الأمراض؛ فعند اضطراب هذه الأعصاب أو تلفها لا يستقبل الدماغ إنذارًا بامتلاء المثانة، ولا تستقبل المثانة إشارة ببدء التفريغ رغم امتلائها، ولا تستقبل العضلة العاصرة إشارة ببسط عضلاتها للسماح للبول بالمرور فيحدث احتباس البول. ويصيب اضطراب الأعصاب أي شخص بأي عمر، وفيما يلي أهم الأسباب التي قد تؤدي إلى اضطراب الأعصاب:
- الولادة المهبلية.
- إصابة الدماغ والعمود الفقري، أو عدوى فيهما.
- مرض السكري.
- السكتة الدماغية.
- مرض التصلب المتعدد.
- إصابة الحوض، أو رضوض فيه.
- التسمم بالمعادن الثقيلة.
- ولادة الأطفال بعيوب خلقية تمنع الاتصال العصبي بين الدماغ والمثانة.
- بعد إجراء جراحة؛ بسبب التخدير الذي يمنع الإشارات العصبية، إضافة إلى إعطاء المريض كمية كبيرة من السوائل؛ لتعويض الدم المفقود بسبب الجراحة، فتملًأ المثانة مع توقف الإشارات العصبية، ويحدث احتباس البول مؤقتًا؛ إذ تعود قدرة المريض على التبول بشكل طبيعي بعد اختفاء تأثير التخدير.
- عَرَض جانبي ناتج من تناول بعض أنواع الأدوية؛ مثل:
- الأدوية المضادة للحساسية؛ مثل: سيتريزين، وفينوكسوفينيدين، وكلورفينيرامين، ودايفينهيدرامين.
- الأدوية المضادة للتقلصات، أو المستخدمة في علاج السلس البولي؛ مثل: هيوسيامين، وأوكسبيوتينين، وتولتيرودين.
- الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق؛ مثل: أميتريبتيلين، وإيميبرامين، ونورتريبتيلين.
- الأدوية المزيلة لاحتقان الانف؛ مثل: سودوإفدرين، وفينيل إفرين.
- نيفيدبين المستخدم في علاج ضغط الدم المرتفع.
- كاربامازيبين، المستخدم في علاج الصرع.
- الأدوية المسكنة، والمضادة للالتهاب.
- ديازيبام.
- سيكلوبنزابرين الباسط للعضلات.
- أمفيتامين، والمسكنات الأفيونية.
- ضعف عضلات جدار المثانة؛ فلا تنقبض بقوة كافية، أو مدة كافية لإفراغ كل البول من المثانة، فيحدث احتباس البول.
أعراض احتباس البول
احتباس البول الحاد يسبب فقدان القدرة على التبول تمامًا، وأحيانًا يسبب حاجة ملحة وفورية إلى التبول ويصاحبها الألم في أسفل البطن أو الحوض، وانتفاخهما، وعدم الشعور بالراحة فيهما، بينما احتباس البول المزمن تصاحبه الأعراض التالية:[٥]
- الحاجة المتكررة إلى التبول أكثر من ثماني مرات في اليوم.
- صعوبة في بدء التبول.
- ضعف تدفق البول، وأحيانًا يبدأ ثم يتوقف.
- الشعور بالحاجة إلى التبول مرة أخرى فور الانتهاء منه.
- الاستيقاظ ليلًا أكثر من مرة؛ للتبول.
- تسرب بعض البول خلال النهار.
- الشعور بالحاجة إلى التبول فورًا، وعدم القدرة على إيقاف تدفق البول.
- عدم الإحساس بامتلاء المثانة.
- عدم الشعور بالراحة في منطقتَي الحوض وأسفل البطن، وانتفاخهما.
المراجع
- ↑ "Urinary retention", healthdirect,2018-2، Retrieved 2019-2-21.
- ↑ "Urinary Retention", clevelandclinic,2014-6-11، Retrieved 2019-2-21.
- ↑ J. Curtis Nickel (2014-8), "Urinary Retention"، niddk, Retrieved 2019-2-21.
- ↑ "URINARY RETENTION", nafc, Retrieved 2019-2-21.
- ↑ Nancy L. Moyer (2018-3-13), "What Causes Urinary Retention and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 2019-2-21.