التهاب عصب السن

التهاب عصب السن
التهاب عصب السن

عصب السن

تُكوّن السن من جزءين أساسيين، وهما: التاج؛ وهو الجزء العلوي المرئي في الفم من السن، والجذر؛ وهو الجزء الذي يمتد إلى عظم الفك مثبتًا السن في موضعها، بالإضافة إلى الأجزاء الأخرى؛ مثل: المينا؛ وهو الغطاء الصلب الخارجي، والعاج؛ وهو المادة اللينة التي تدعم المينا وتشكّل معظم تركيب السن، والملاط؛ وهي المادة الصلبة التي تُغلّف سطح الجذر وتحميه، وعصب السن؛ وهو مجموعة من الأنسجة الرخوة الموجودة في وسط السن.[١]:

عصب السن أو لبّ السن هي المنطقة الناعمة الموجودة داخل مركز السن، الذي يمتد في قناة جذر السن من منطقة التاج إلى نهاية الجذر، ويُكوّن عصب السن من مجموعة من الأنسجة الضامّة، بالإضافة إلى الأوعية الدموية، والنهايات العصبيّة الحسيّة، ولا يُعّد عصب السن ذا أهمية حيوية لصحة السن ووظيفتها، لا سيّما بعد خروج السن وظهورها من خلال اللثة، إذ تتمثّل وظيفته الوحيدة بنقل الإحساس لتوفير الشعور بالحرارة أو البرودة، ولا يؤثّر وجود العصب أو عدم وجوده في الأداء اليومي للسن، ويُعدّ عصب السن من الأنسجة الحسّاسة تجاه المؤثّرات الخارجيّة؛ كتسوس الأسنان، والعوامل الكيميائية والفيزيائية الناتجة من الإجراءات العلاجية للأسنان، لذلك عادةً ما يكون عصب السن عُرضة للالتهابات[٢].


التهاب عصب السن

يتأثر عصب السن بالكثير من العوامل الخارجية في محيط الفم، فهو شديد الحساسية تجاه معظم المؤثرات الكيميائية والفيزيائية التي تحدث في الفم، حيث عصب السن يتميّز بكثرة وجود الأوعية الدموية والنهايات العصبية فيه، وتنقل هذه النهايات العصبية مؤشرات الالتهاب في حال حدوثه عن طريق التسبب في ضغط وألم شديدين في السن المصابة [٣]. يتعرّض عصب السن للكثير من حالات الالتهاب نتيجة حساسيته، وتحدث معظم حالات الالتهاب في عصب السن بسبب العدوى التي تصل إليه من الكائنات الحية الدقيقة الموجودة في الفم، وهناك نوعان من التهاب العصب: الالتهاب الرجعي القابل للإصلاح، وهي الحالات الالتهابية التي يكون فيها الالتهاب خفيفًا، ويبقى عصب السن في صحة جيدة بدرجة كافية لإصلاحه والاحتفاظ به، والالتهاب غير القابل للإصلاح؛ وهي الالتهابات الشديدة التي تُسبب ضررًا كبيرًا بعصب السن لا تمكن معالجته أو إصلاحه، وقد تؤدي التهابات العصب الشديدة إلى نوع من العدوى يسمّى الخراج المحيط، الذي يسبب التهابًا ويُشكّل جيب صديد عند جذر السن، وقد تنتشر هذه العدوى في حال عدم مُعالجتها إلى أجزاء أخرى من الجسم؛ مثل: الجيوب الأنفية، أو الفك، أو حتى الدماغ،[٤]، واعتمادًا على حال الالتهاب تُحدَّد أنظمة العلاج المناسبة، وإصلاح الضرر في العصب في حال إمكانية إصلاحه، أو إزالته كاملًا في حال كان الضرر كبيرًا وغير قابل للإصلاح[٥]


أعراض التهاب عصب السن

يُصاحب حالات التهاب عصب السن بنوعيه ظهور الكثير من الأعراض التي عادةً ما تكون شديدة ومُؤلمة، لا سيّما في حالات الالتهابات غير القابلة للإصلاح، التي يكون فيها الألم شديدًا جدًا ويستمر طوال النهار والليل، على نقيض حالات الالتهاب العكسي، التي تُسبب ألمًا يحدث غالبًا أثناء تناول الطعام، وتتمثّل الأعراض التي تحدث في كلا النوعين من الالتهاب بحساسية الأسنان تجاه الأغذية الساخنة والباردة، والطعام الحلو، وفيما يلي الأعراض المُصاحبة للالتهابات الشديدة في عصب السن وغير القابلة للإصلاح[٢]،[٤]:

  • الحمى.
  • تورم الغدد الليمفاوية، وتورم اللثة.
  • رائحة الفم الكريهة.
  • طعم سيء في الفم.
  • تلوّن السن واسودادها.
  • ظهور بثرة متكررة على اللثة.


أسباب التهاب عصب السن

تحمي طبقات المينا والعاج عصب السن السليمة من العدوى، ويحدث التهاب العصب عند اختراق هذه الطبقات الواقية، مما يسمح للبكتيريا الموجودة في الفم بالوصول إلى العصب، مما يسبب الالتهاب والألم، وهناك مجموعة من الأسباب التي تُساهم في حدوث الالتهاب في عصب الأسنان، ومنها[٢]،[٤]:

  • تسوس الأسنان، لا سيّما التسوس العميق الذي يُسبب تآكل السن.
  • وجود سن مكسورة، مما يجعل العصب مكشوفًا.
  • الصدمات المتكررة الناجمة عن مشاكل الأسنان؛ مثل: طحن الأسنان.
  • إجراءات متكررة لطب الأسنان، ووجود حشوات كبيرة في السن.
  • كدمات الوجه.
  • الإصابة ببعض الأمراض؛ كمرض السكري.
  • عدم المحافظة على نظافة الفم والأسنان.
  • تناول نظام غذائي غني بالسكر.


علاج التهاب عصب السن

تختلف طرق علاج التهاب عصب السن اعتمادًا على نوع الالتهاب، وشدته، وإمكانية إصلاح عصب السن المصاب أو لا. وعادةً ما يكون الإجراء الأول لعلاج عصب الأسنان هو إزالة البكتيريا من قناة جذر السن وتعقيمها، ومعالجة الحال إذ كان ذلك ممكنًا بإزالة الأجزاء الملتهبة والمتحللة من السن، ووضع الحشوات الطبية لإغلاق التجويف. أمّا في حالات الالتهاب الشديدة لعصب السن يكون الحل الأمثل هو إزالة العصب كاملًا عبر إجراء عملية تُسمى سحب العصب، التي تجرى تحت تخدير موضعي؛ حيث إزالة العصب وتطهير المنطقة المجوفة داخل السن، ثم تعبئتها وإغلاقها مع بقاء السن سليمة، وقد تستدعي بعض الحالات من التهاب عصب السن إزالة السن كاملة في حال موتها وتلفها، إلا أنّه لا يُنصح بإزالة السن، ومن الأفضل الاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من الأسنان الطبيعية، وتحتاج الأسنان إلى رعاية خاصة بعد الإجراءات الطبية العلاجية؛ كالمحافظة على نظافتها، وتعقيم الفم باستمرار، والابتعاد عن التدخين والأطعمة السكرية[١]، ،[٤].


المراجع

  1. ^ أ ب "Root canal treatment", nhs, Retrieved 2019-4-28. Edited.
  2. ^ أ ب ت "An Overview of Root Canals", webmd, Retrieved 2019-4-28. Edited.
  3. Sang Hyuk Park, Ling Ye, Robert M. Love, وآخرون (2015-12-30), "Inflammation of the Dental Pulp"، ncbi, Retrieved 2019-4-28. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث Corey Whelan (2018-3-8), "What Is Pulpitis?"، healthline, Retrieved 2019-4-28. Edited.
  5. Dan-Krister Rechenberg , Johnah C. Galicia, Ove A. Peters (2016-11-29), "Biological Markers for Pulpal Inflammation: A Systematic Review"، journals, Retrieved 2019-4-28. Edited.

فيديو ذو صلة :