محتويات
التورّم اللمفاوي
يتّسم الجهاز اللمفاوي بالأهميّة لحفاظه على سلامة الجسم، إذ يوزّع الجهاز اللمفاوي السّائل الغني بالبروتين على كافّة أنحاء الجسم، ويجمع البكتيريا، والفيروسات، والفضلات، ويحمل الجهاز اللمفاوي السّائل والموادّ الضارّة عبر الأوعية الليمفاوية، التي تؤدّي إلى العقد اللمفاوية لتجري تصفية الفضلات عن طريق الخلايا اللمفاوية (وهي الخلايا المسؤولة عن مكافحة العدوى التي تعيش في العقد اللمفاوية)، وتُخرج هذه الفضلات من الجسم في نهاية الأمر.
كما يسمّى التورّم اللمفاوي بالوذمة اللمفاويّة، وتحدث عادًة في الذّراعين، أو السّاقين، أو كليهما معًا، وتحدث الإصابة بالوذمة اللمفاوية عندما تكون الأوعية اللمفاوية غير قادرة على تصريف السّائل اللمفاوي بكفاءة، أو بالقدر الكافي؛ بسبب إزالة العقد اللمفاوية أو تلفها كجزء من علاج السّرطان، أو بسبب انسداد في الجهاز اللمفاوي، ممّا يؤدّي إلى تراكم السّوائل وحدوث التورّم.
تنقسم الوذمات اللمفاوية إلى قسمين، وهي الوذمات اللمفاوية الأوليّة التي تحدث من تلقاء نفسها، بسبب وجود خلل وراثي يؤدّي إلى عدم تطور العقد اللمفاوية، أو تكون العقد اللمفاوية غير موجودة أصلًا، والوذمات اللمفاوية الثانوية التي تحدث نتيجةً لمرض أو حالة أخرى، وتعدّ الوذمة اللمفاوية الثانويّة أكثر شيوعًا بكثير من الوذمة اللمفاوية الأساسية. [١]
أعراض التورّم اللمفاوي
تؤدّي الوذمة اللمفاوية إلى تراكم السوائل في الأنسجة الرّخوة تحت الجلد، ومن الأعراض الأكثر شيوعًا للوذمة اللمفاوية ما يأتي: [٢]
- تورّم إحدى السّاقين أو الذّراعين أو كلتيهما، ويمكن أن يمتدّ التورّم إلى الأصابع أو القدمين، وعادةً ما يتطوّر هذا التورّم تدريجيًا مع مرور الوقت، إذ يبدأ هذا التورّم بصورة طريّة وسائلة، ثمّ يصبح أكثر كثافةً وصلابةً.
- شعور المريض بألم أو ثقل في الطّرف المصاب، بالإضافة إلى تقييد نطاق الحركة، ممّا يجعل من الصّعب على المريض ممارسة الأنشطة والتحرّك بصورة طبيعيّة.
- مع مرور الوقت قد تؤدي هذه الأعراض إلى ظهور مشكلات أخرى، مثل العدوى، وفي بعض الأحيان قد تؤدّي إلى السّرطان.
أسباب التورّم اللمفاوي
يمكن لأي حالة أو إجراءات تؤدّي إلى الإضرار بالعقد اللمفاوية، أو الأوعية اللمفاوية أن تسبّب الوذمة اللمفاوية، وتختلف هذه الأسباب حسب اختلاف نوع الوذمة اللمفاوية، ومن هذه الأسباب ما يأتي: [٣]
الوذمة اللمفاوية الأولية
- الوذمة اللمفاوية الخلقية: يسمّى هذا النوع من الوذمات اللمفاوية بداء ميلر، وتبدأ أعراض هذا الاضطراب في فترة الطفولة المبكّرة، وتسبّب عدم تطوّر العقد اللمفاوية بصورة طبيعيّة.
- الوذمة اللمفاوية المبكّرة: تسمّى بداء ميجي، وتحدث هذه الوذمة بسبب اضطرابات الحمل، أو يمكن أن تحدث في فترة البلوغ حتّى عمر 35 عامًا.
- الوذمة اللمفاوية المتأخرة: يعدّ هذا النوع من الوذمات نادرًا، ويحدث بعد عمر 35 عامًا.
الوذمة اللمفاوية الثانوية
- الجراحة: يؤدي استئصال العقد اللمفاوية أو الأوعية اللمفاوية إلى الإصابة بالوذمة اللمفاوية، مثل: أثناء جراحة التحقّق من مدى انتشار السّرطان، أو أثناء جراحة الأوعية الدموية في الأطراف.
- علاج السرطان الإشعاعي: يؤدّي علاج السرطان بالأشعة إلى ترك ندبات والتهابات في الأوعية والعقد اللمفاوية، ممّا يؤدّي إلى الإصابة بالوذمة اللمفاوية.
- السرطان: يؤدّي سدّ الخلايا السرطانية لمجرى الأوعية اللمفاوية إلى حدوث الوذمة اللمفاوية، بسبب نموّ الأورام بالقرب من العقد اللمفاوية أو الأوعية اللمفاوية، مما يمنع تدفّق السّائل اللمفاوي.
- العدوى: قد يؤدي التهاب العقد اللمفاوية والطفيليات إلى تقييد تدفّق السائل اللمفاوي أو منعه، ممّا يؤدّي إلى حدوث الوذمة اللمفاوية، مثل: التهاب المفاصل الروماتويدي، والأكزيما.
- السُمنة: تؤدي السّمنة المفرطة والشديدة إلى حدوث الوذمة اللمفاوية، وما يزال السّبب الدقيق الذي يربط السمنة بالوذمة اللمفاوية غير واضح، لكن يعتقد الأطباء أنّ الأنسجة الدهنية الزائدة تؤثّر على القنوات الليمفاوية بطريقة ما، وتقلّل تدفّق السّائل الليمفاوي من خلالها.
- الصّدمة: يمكن أن تحدث الوذمة اللمفاوية نتيجةً لإصابة عرضيّة في الجهاز الليمفاوي، مثل حوادث المرور التي تؤدّي إلى حدوث كدمات كبيرة وعميقة، وتسبّب فقدان الأنسجة الرّخوة.
- قلّة الحركة: تساعد الحركة والتمرين على تصريف السائل اللمفاوي؛ لأنّ نشاط العضلات المحيطة بالأوعية اللمفاوية يدلّك الأوعية اللمفاوية، ويساعد على تدفّق السائل اللمفاوي خلالها، أمّا قلّة الحركة فتؤدّي إلى الوذمات اللمفاوية لدى الأشخاص الذين يعيشون نمط الحياة الساكنة، ويجلسون لفترات طويلة، أو الأشخاص الذين تكون حركتهم محدودةً لفترة طويلة من الزّمن بسبب مرض ما، أو التّلف العصبي، أو التهاب المفاصل.
عوامل تزيد من خطر الإصابة بالتورّم اللمفاوي
يكون الأشخاص الذين تعرّضوا لإزالة العقد اللمفاوية، أو علاج السّرطان بالأشعّة أكثر عرضةً للإصابة بالوذمة اللمفاوية على المدى الطويل، ويمكن أن تصبح الوذمة اللمفاوية مشكلةً بعد العلاج الجراحي والإشعاعي لأغلب حالات السرطان، لكن يزداد خطر الإصابة بها في الحالات الآتية:[٤]
- سرطان الثدي.
- سرطان البروستاتا.
- سرطانات منطقة الحوض، مثل: سرطان المثانة، أو الخصية، أو بطانة الرحم، أو الفرج، أو سرطان عنق الرحم.
- سرطان الغدد اللمفاوية.
- سرطان الجلد.
- سرطان الرأس والرقبة.
المراجع
- ↑ Mayo Clinic Staff (21-12-2017), "Lymphedema"، mayoclinic, Retrieved 3-3-2019.
- ↑ "What Is Lymphedema?", webmd, Retrieved 3-3-2019.
- ↑ "Lymphoedema", nhs, Retrieved 3-3-2019.
- ↑ "For People at Risk of Lymphedema", cancer, Retrieved 3-3-2019.