محتويات
ماء في رأس الجنين
يسمّى الماء في رأس الجنين باستسقاء الرّأس أو استسقاء الدّماغ، وهو حالة يتجمّع فيها السّائل النّخاعي في تجاويف البطينين في الدّماغ، وغالبًا ما يحدث تراكم السّوائل النخاعية في الدّماغ بسبب انسداد يمنع تصريف السّوائل بصورة صحيحة، أو بسبب فرط إنتاج السّائل النّخاعي.
في استسقاء الدّماغ يمكن أن يؤدّي تراكم السّائل النخاعي إلى زيادة الضّغط داخل الجمجمة، ممّا يسبّب تلف الأنسجة المحيطة بالدّماغ، وفي بعض الحالات قد يسبّب نمو الرّأس بصورة مطّردة في الحجم، ويسبّب التشنّجات وتلف الدّماغ، ويمكن أن يكون استسقاء الرأس قاتلًا إذ تُرك دون علاج.
تشمل أعراض استسقاء الدّماغ الشائعة الصّداع، والتقيؤ، وعدم وضوح الرّؤية، والمشكلات المعرفيّة، وصعوبات المشي، ويعتمد مستقبل الطفل المصاب باستسقاء الدّماغ على مدى سرعة تشخيص الحالة وعلاجها، وعلى المعرفة بوجود اضطرابات رئيسة في الدّماغ.
يعدّ مصطلح ماء على الدّماغ مصطلحًا غير صحيح؛ لأنّ الدّماغ محاط بالسّائل النخاعي وليس الماء، وتوجد عدّة وظائف رئيسة للسّائل النّخاعي، وهي: حماية الجهاز العصبي، والتخلّص من فضلات أيض الدّماغ، وتغذية الدّماغ، وإبقاء الدّماغ الثقيل نسبيًا طافيًا داخل الجمجمة، وينتج الدّماغ حوالي نصف لتر من السّائل النخاعي يوميًا، وتمتصّ الأوعية الدموية السّائل النخاعي القديم، وعند وجود خلل أو اضطراب في عملية إنتاج السّائل النّخاعي وتصريفه يمكن أن يتراكم هذا السّائل، ما يسبّب استسقاء الدّماغ، وتوجد عدّة أنواع من استسقاء الدّماغ، وهي:[١]
- استسقاء الدّماغ الخلقي: يولد طفل واحد من بين كلّ 500 طفل مصاب باستسقاء الدّماغ، ويعود السّبب إلى إصابة الأم أثناء الحمل بالحصبة الألمانية، أو النّكاف، أو بسبب وجود عيب خلقي لدى الجنين يسمّى بالسّنسنة المشقوقة، ويعدّ استسقاء الدّماغ واحدًا من أكثر الإعاقات شيوعًا، ويعدّ أكثر شيوعًا من متلازمة داون، أو الصّمم.
- استسقاء الدّماغ المكتسب: يتطوّر هذا النوع من استسقاء الدّماغ بعد الولادة، وعادةً ما يحدث بعد السّكتة الدّماغية، أو ورم الدّماغ، أو نتيجةً لالتهاب السّحايا، أو نتيجةً لإصابة خطرة في الرّأس.
- استسقاء الدّماغ المُستطرق (الخارجي): يحدث هذا النوع من استسقاء الدّماغ عندما يحدث انسداد السّائل النخاعي بعد مغادرته بُطيني الدّماغ، ويمكن أن يتدفّق السّائل النخاعي بين البطينين في الدّماغ عند الإصابة بهذا النوع من استسقاء الدّماغ.
- استسقاء الدّماغ اللامستطرق (الانسدادي): يحدث استسقاء الدّماغ اللامستطرق عندما تصبح الروابط الرقيقة بين بيطيني الدّماغ مسدودةً.
- استسقاء الدّماغ السوي الضغط: يؤثّر هذا النوع من استسقاء الدّماغ على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا، وقد يحدث بعد السكتة الدّماغية، أو الإصابة، أو العدوى، أو الجراحة، أو النزيف، ومع ذلك في كثير من الأحيان قد لا يعرف الأطباء سبب حدوثه.
- استسقاء الدّماغ التعويضي: يحدث هذا النوع من استسقاء الدّماغ بعد السكتة الدّماغية، أو بعد إصابة الدّماغ، أو بسبب الأمراض التنكسية، إذ إنّه مع تقلّص الأنسجة يصبح بُطينا الدّماغ أكبر.
أعراض استسقاء الدّماغ
لكلّ نوع من أنواع استسقاء الدّماغ أعراض يمكن أن تختلف عن أعراض باقي أنواع استسقاء الدّماغ، وهذه الأعراض لدى الأطفال هي: [٢]
استسقاء الدّماغ الخلقي
- صعوبة التّنفس.
- صلابة عضلات الذّراعين والساقين.
- مشكلات النمو.
- تأخّر مراحل النمو، مثل: الجلوس أو الزحف.
- انتفاخ يافوخ الطّفل إلى الخارج.
- التّهيج، أو النّعاس، أو كلاهما.
- كبر حجم الرّأس.
- سرعة في ازدياد حجم الرأس.
- عدم الرّغبة بالانحناء أو تحريك الرقبة.
- عدم الرّغبة بالرّضاعة.
- فروة الرأس تكون رقيقةً ولامعةً، وتكون عروق الرّأس مرئيةً داخل فروة الرّأس.
- بؤبؤ العين يكون قريبًا من الجفن السّفلي، وتسمّى هذه الحالة في بعض الأحيان غروب الشّمس.
- احتمال الإصابة بنوبات الصرع.
- التقيّؤ.
استسقاء الدّماغ المكتسب
- سلس الأمعاء، لكنّه نادر الحدوث.
- مشكلات النمو.
- الارتباك، أو التّشتت، أو كلاهما.
- النّعاس والخمول.
- الصّداع.
- التهيّج.
- انعدام الشّهية.
- الغثيان.
- تغيّرات الشّخصية.
- مشكلات البصر، مثل: عدم وضوح الرّؤية، أو الرّؤية المزدوجة.
- نوبات الصّرع.
- سلس البول.
- التقيّؤ.
- التّغيرات في المشي، إذ قد يشعر الطفل كما لو كان مجمدًا عند محاولة المشي، ويبدو كأنّه يجرّ قدميه بدلًا من المشي.
- تباطؤ عملية التفكير العادية، إذ قد يجيب الطفل عن الأسئلة العاديّة والبسيطة بصورة أبطأ من المعتاد، وقد يوجد تأخير في ردود الفعل على المواقف، وتكون قدرة الطفل على معالجة المعلومات بطيئةً.
عوامل تزيد من خطر الإصابة باستسقاء الدّماغ
يمكن أن تزيد بعض العوامل من خطر إصابة الطّفل باستسقاء الدّماغ، ومن هذه العوامل ما يأتي: [٣]
- الولادة المبكّرة: يكون الأطفال المولودون مبكّرًا قبل الأوان أكثر عرضةً للإصابة بالنّزيف داخل البطينين في الدّماغ، ممّا يؤدي إلى استسقاء الدّماغ.
- المشكلات أثناء الحمل: تزيد إصابة الجنين داخل الرحم باستسقاء الدّماغ بسبب إصابة الأم بالعدوى أثناء الحمل، مثل: عدوى الحصبة الألمانية، ومرض الزهري، والنّكاف، إذ قد تسبّب هذه الأنواع من العدوى التهاب أنسجة دماغ الجنين.
- مشكلات نمو الجنين: يمكن أن تسبب بعض المشكلات في نمو الجنين وتطوّره حدوث استسقاء الدّماغ للجنين النّامي داخل الرحم، وتشمل هذه المشكلات الإغلاق غير الكامل للعمود الفقري، وأورام الحبل الشوكي أو الدّماغ لدى الجنين، والتهابات الجهاز العصبي، والإصابات الشديدة في رأس الجنين، والنمو المفرط للجهاز العصبي للجنين، ممّا يسبّب الانسداد وعدم تصريف السّائل النخاعي.
المراجع
- ↑ Christian Nordqvist, "What is hydrocephalus, or water on the brain?"، medicalnewstoday, Retrieved 25-3-2019.
- ↑ "Hydrocephalus", fetaltonewborn, Retrieved 25-3-2019.
- ↑ "Fetal Hydrocephalus", ssmhealth, Retrieved 25-3-2019.