أسباب ضعف الذاكرة

أسباب ضعف الذاكرة
أسباب ضعف الذاكرة

الذاكرة

مفهوم الذاكرة أرّق البشرية لوقت طويل في التوصل إلى فهم طبيعتها وماهيتها، وفهم آلية حفظ الذكريات والمعلومات في الدماغ، ولعل الذاكرة من أبرز ما يميز الإنسان عن غيره من المخلوقات؛ إذ يستطيع حفظ المعلومات في دماغه، وتحليلها وربطها، واستخدامها بعدة طرق، وكان يُعتقد بين العلماء أنّ جزءًا معينًا من الدماغ هو المسؤول عن تخزين المعلومات، كما للإبصار مركز معين، ولكل شيء في الدماغ مركز، لكن بعد دراسة الأمر بصورة أعمق تبيّن أنّ الذاكرة هو عملية معقدة واسعة النطاق تتعاون فيها عدة مناطق في الدماغ مجتمعة، والأمر يتعدى الدماغ ليصل إلى أعضاء الجسم؛ فهي تملك ذاكرة حركة، وذاكرة ألم، وذاكرة لكل ما تُعرّض له؛ فمثًلا: عند ممارسة مهارة معينة أُجري التدرب عليها لمدة حتى وصل الشخص إلى الإتقان؛ مثل: قيادة السيارة، تتعاون عدة أجزاء في الدماغ لإتمام المهمة، ومنها المسؤول عن الحركة، ومنها المسؤول عن المعلومات المخزنة المتعلقة بالأشخاص، ومنها المسؤول عن رد الفعل السريع، ومنها المسؤول عن الطرق والاتجاهات، وكلها لها علاقة بالذاكرة، وكل معلومة مخزنة في مكان مختلف في الدماغ، وعادة تُخزّن المعلومات مع مشاعر معينة، وتُستدعى تلك المشاعر ذاتها عند استدعاء المعلومات، ويُستذكر الجو النفسي الذي حُفظت فيه المعلومة، لذلك كان من أفضل طرق الحفظ السريع ربط المعلومة بشعور أو قصة تحتوي على شعور أو إحساس، وما يزال عالم الذاكرة فيه الكثير من الأمور الغامضة التي تحتاج البحث والدراسة، ومن الجدير بالذكر أنّ للذاكرة لها نوعان؛ ذاكرة قصيرة المدى، وذاكرة بعيدة المدى. لكن ضعف الذاكرة يحدث لعدة أسباب يُذكر عدد منها في هذا المقال[١].


أسباب ضعف الذاكرة

تضعف الذاكرة لعدة أسباب؛ منها ما هو أمراض، ومنها ممارسات ضارة، ومنها إهمال لتمرين القدرات العقلية والذاكرة، ومن أسباب ضعف الذاكرة[٢]:

  • الحرمان من النوم؛ حيث الحرمان من النوم الكافي، أو النوم بشكل غير عميق، أو النوم بوضعية مزعجة كلها تؤثر في قوة الذاكرة، فـقلة النوم أو الاستيقاظ عدة مرات أثناء الليل يؤديان إلى الشعور بالتعب العام في الجسم وقلة التركيز وضعف الذاكرة.
  • التوتر والاكتئاب؛ حيث الشخص المصاب بالتوتر المزمن أو الاكتئاب يكون في حالة تمنعه من استجماع تركيزه وذاكرته، فهو يُطلِق باستمرار هرمونات تعطل عمل الدماغ بكفاءة، فهي أوضاع يكون فيها الجسم مستعدًا للقتال أو الدفاع عن نفسه، فيقل التركيز والتفكير العميق، وتضعف الذاكرة، ويكون الدماغ متحفزًا بشدة تجعل التذكر مهمة صعبة.
  • نقص بعض العناصر الغذائية؛ أُثبِتَت علاقة بعض العناصر الغذائية بقوة الذاكرة؛ مثل البروتينات، والدهون المفيدة؛ مثل: الأوميغا 3، وفيتامينات ب1، وب12.
  • إصابات الرأس؛ إذا عُرّضت الرأس لضربة قوية أو جرح من حادث تصادم قوي؛ كحوادث السير، أو السقوط من مرتفع، فإنّ هذه الصدمات قد تسبب فقدان ذاكرة إما قصير المدى أو بعيد المدى، وقد تجرى استعادتها مع الوقت والتحفيز.
  • الجلطة الدماغية؛ تسبب الجلطة الدماغية حرمان أجزاء من الدماغ من تدفق الدم إليها، وبالتالي تسبب نقص الأكسجين فيها بسبب انغلاق بعض الأوعية الدموية نتيجة الجلطة، مما يؤدي إلى فقدان ذاكرة قصير المدى، إذ يكون الشخص قادرًا على تذكر الأحداث القديمة، وعاجزًا عن تذكر الأحداث القريبة.
  • الخرف؛ هو فقدان تدريجي للقدرات العقلية، الذي يصبح معه تنفيذ الأنشطة اليومية صعبًا على المصاب بالخرف، ومن أشهر أسباب الخرف الإصابة بمرض ألزهايمر، وإدمان الكحول، وأمراض القلب والشرايين، أو أي سبب يؤدي إلى موت خلايا الدماغ.
  • قصور الغدة الدرقية؛ لأن الغدة الدرقية مسؤولة عن مستوى الحرق في الجسم فإنه حين يحدث فيها قصور تصبح أنشطة الجسم جميعها بطيئة، وتؤدي وظائفها بصعوبة وجهد، ومنها: الذاكرة، واستحضار الذهن.
  • الإصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة؛ حيث الإيدز يتسبب في ضعف الذاكرة والقدرة العقلية إضافة إلى الكثير من المشاكل الأخرى.
  • الإصابة بعدوى السُّل؛ تسبب الإصابة بفيروس السُّل ضعفًا في الذاكرة إضافة إلى السعال المتواصل، والتعب والإعياء، وانخفاض الشهية للطعام، ونزول الوزن.
  • مرض الزُّهَري؛ يسبب مرض الزهري في مراحل متقدمة منه تلفًا في خلايا الدماغ، وتراجعًا في قوة جهاز الأعصاب، مما يؤدي إلى ضعف في الذاكرة.


الوقاية من ضعف الذاكرة

مع أنّ للوراثة دورًا كبيرًا في ضعف الذاكرة المرتبط بتقدم العمر، إلا أنّ لنمط الحياة التأثير الأكبر في قوة الذاكرة وضعفها، ومن أبرز الممارسات المساعدة في تقوية الذاكرة يُذكَر[٣]:

  • التقليل من تناول السكريات، والنشويات.
  • تناول حبوب المكملات الخاصة بزيت السمك الأوميغا 3.
  • ممارسة التأمل والاسترخاء.
  • المحافظة على وزن صحي.
  • النوم الجيد والكافي بما لا يقل عن ثماني ساعات.
  • التركيز على اللحظة الحالية بتفاصيلها كاملة، وتجنب التفكير في الماضي والمستقبل.
  • تجنب شرب الكحول.
  • ممارسة التمارين العقلية التي تقوي قدرات العقل؛ كألعاب الذاكرة، والكلمات المتقاطعة، والألغاز، ومعاني الكلمات، والمسائل الرياضية.
  • تجنب تناول الحبوب أو الكربوهيدرات المنخولة، وتناول الحبوب الكاملة.
  • فحص مستوى فيتامين د، والتأكد أنه ضمن الحدود الصحية.
  • ممارسة نشاط رياضي بانتظام.
  • تناول الأطعمة المضادة للالتهابات الغنية بمضادات التأكسد؛ مثل: الكاكاو النقي، والفواكه، والخضراوات، والأعشاب؛ مثل: الكركم.


المراجع

  1. human-memory staff (N.D), "THE HUMAN MEMORY"، human-memory, Retrieved 2019-7-29. Edited.
  2. Neil Lava, MD (2017-8-9), "Memory Loss"، webmd, Retrieved 2019-7-29. Edited.
  3. Jillian Kubala, MS, RD (2018-3-26), "14 Natural Ways to Improve Your Memory"، healthline, Retrieved 2019-7-29. Edited.

فيديو ذو صلة :

457 مشاهدة