الرحم المقلوب
الرحم المقلوب أو ما يعرف بالرحم المائل هو حالة تختصّ بتغير الوضعية الطبيعية للرحم لدى النساء؛ إذ يتخذ الرحم الوضعية الأمامية في الحالات الطبيعية لدى غالبية النساء، فيقع فوق المثانة البولية باتجاه الأمام مواجهًا جدار البطن، بينما يميل الرحم في حالة الرحم المقلوب نحو الخلف، متجهًا إلى الوراء صوب المستقيم.
يعدّ الرحم المقلوب حالةً شائعةً تصيب حوالي 30% من النساء، وتعاني النساء من ظهور أعراض للرحم المقلوب عند تزامن هذه الحالة مع حدوث اضطرابات في أعضاء الحوض عادةً، مثل الانتباذ البطاني الرحمي، ولا يرتبط الرحم المقلوب مع التسبّب بحالة العقم لدى النساء، كما أّنه لا يزيد من خطر الإصابة بالإجهاض أو الشعور بالألم في معظم الحالات.
يعدّ الشّعور بالألم عند ممارسة الجماع -خاصّةً في وضعيات معينة من الجماع- العَرَض الوحيد الثابت المرتبط بالرحم المقلوب، ويحدث هذا الألم نتيجةً للضغط الواقع من القضيب على المبايض وقنوات الرحم، والتي بدورها تميل إلى الوراء مع الرحم المقلوب، ولا يتعارض الرحم المقلوب مع الحمل لدى النساء، إذ يرتفع الرحم المتنامي من الحوض إلى أن يتخّذ الوضعية المستقيمة والطبيعية عادةً، إلّا أنّه قد ينجم عن حالاتٍ نادرة من الرّحم المائل بدرجةٍ كبيرة إلى الخلف حدوث ألم ومشكلات في التبوّل في الشهر الثالث أو الرابع من الحمل؛ وذلك نتيجةً لتنامي حجم الرّحم وعدم توفّر المساحة الكافية في الخلف لذلك، ويُطلَق على هذه الحالة الرحم المسجون.[١]
أعراض الرحم المقلوب
قد تواجه النساء في حالة الرحم المقلوب تشكُّل بعض الأعراض للرحم المقلوب، ومن أهمّها ما يأتي:[٢]
- الشعور بألم أثناء الجماع.
- الشعور بألمٍ أو تشنّجات أثناء الدورة الشهريّة.
- الإحساس بآلام الظهر أثناء الجماع.
- سلس البول، وتسرّب كميّاتٍ بسيطة من البول.
- تكرار الإصابة بالالتهابات والعدوى في المسالك البوليّة.
- الشعور بالضيق والانزعاج عند استخدام النساء للحفاضات الصحية.
أسباب الرحم المقلوب
تتشكّل حالة الرحم المقلوب عند حدوث تغيّر في وضعيّة بنية الحوض لدى حوالي ربع النساء، وقد تعاني النساء من الرحم المقلوب منذ الولادة نتيجةً للعوامل الوراثية، أو قد تتطوّر هذه الحالة لدى بعض النساء في مرحلة البلوغ والنضوج، وقد ينشأ الرحم المقلوب في بعض الحالات نتيجةً لوجود سببٍ كامن مرتبط بتعرض الحوض للتندبات أو الالتصاقات، ومن أبرز هذه الحالات والأسباب ما يأتي:[٣]
- الانتباذ البطاني الرحمي، وهو حالة تختصّ بنمو أنسجة شبيهة بأنسجة بطانة الرحم على الجزء الخارجي من تجويف الرحم، فتتشكّل هذه الأنسجة خارج الرحم، وفي تجويف الحوض، والمثانة، والمبيضين،[٤] وقد ينجم عن تندّبات أنسجة بطانة الرحم في هذه الحالة ثبوت الرحم بوضعيةٍ مقلوبة مائلة إلى الخلف، وعدم تمكّنه من اتخاذ الوضعية الأمامية الطبيعية.
- الأورام الليفية الرحمية، فقد تسبب هذه الأورام التصاق الرحم، أو تشوّه شكله، أو انقلابه وميلانه باتجاه الخلف.
- مرض التهاب الحوض، وهو مرض ناجم عن البكتيريا التي تدخل الجسم عن طريق الجماع عادةً، أو استخدام بعض الإجراءات الطّبية، مثل تركيب اللولب داخل الرحم في حالاتٍ أقلّ شيوعًا،[٤] وقد يترتب على عدم حصول النساء على علاج لمرض التهاب الحوض حدوث تندبات في منطقة الحوض، بالتّالي التأثير على الوضعية الطبيعية للرحم، كما هو الحال في حالة الانتباذ البطاني الرحمي.
- وجود تاريخٍ من جراحة الحوض، مما قد يسبب تشكّل ندوب وتشكّل الرحم المقلوب.
- وجود تاريخ سابق من الحمل، فقد تضعف الأربطة التي تحمل الرحم في مكانه نتيجةً لتعرّضها للتمدّد المفرط أثناء الحمل، وتصعب عودتها إلى وضعها الطبيعي، مما يتيح المجال للرحم بالميلان إلى الخلف.
المراجع
- ↑ Liji Thomas (26-6-2019), "Retroverted Uterus (Tilted or Tipped Uterus)"، www.news-medical.net, Retrieved 11-7-2019.
- ↑ Nicole Galan (19-2-2018), "What causes a tilted uterus?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 11-7-2019.
- ↑ Corey Whelan (8-4-2019), "What You Should Know About Retroverted Uterus"، www.healthline.com, Retrieved 11-7-2019.
- ^ أ ب Krissi Danielsson (18-9-2018), "Tilted Uterus and the Risk of Miscarriage"، www.verywellfamily.com, Retrieved 11-7-2019.