أمراض الدم

أمراض الدم
أمراض الدم

أمراض الدم

تعدّ أمراض الدم من الأمراض التي قد تؤثر على قدرة الدم على العمل الصحيح، وتحدث بسبب خلل في وظائف الدم أو كرياته، وتتضمن بعض الأعراض الشائعة لاملراض الدم؛ التعب غير المبرر، وفقدان الوزن.[١]

وتتمثل مضاعفات معظم أمراض الدم انخفاض عدد الخلايا أو البروتينات أو الصفائح الدموية أو العناصر الغذائية الموجودة في الدم أو تتداخل مع وظائفها، وتتسبب معظم أمراض الدم في حدوث طفرات في أجزاء من الجينات المعينة، ويمكن أن تنتقل بالوراثة، وقد تُؤدي بعض الحالات الطبية والأدوية المستخدمة في العلاج وعوامل أخرى، إلى الإصابة بإحدى أمراض الدم.[١]


أنواع أمراض الدم

تقسم أمراض الدم حسب المكونات التي تشكله؛ إذ يقسم الدم إلى ثلاث مكونات رئيسة؛ وهي: خلايا الدم الحمراء التي تحمل الأكسجين إلى أنسجة الجسم، وخلايا الدم البيضاء التي تحارب الالتهابات، والصفائح الدموية التي تساعد على تجلط الدم. ويُمكن أن تُؤثر أمراض الدم أيضًا على الجزء السائل من الدم، الذي يسمى البلازما، وتختلف العلاجات والتشخيص لأمراض الدم عن بعضها، وتكون حسب الحالة الدم وشدته وتقسم إلى ما يأتي:[٢]

الأمراض التي تصيب خلايا الدم الحمراء

وتتضمن أمراض الدم التي تصيب خلايا الدم الحمراء ما يأتي:

  • فقر الدم: إذ يعاني الأشخاص المصابون بفقر الدم من انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء، ولا تسبب الإصابة بفقر الدم في مراحلة الاولى أيّ أعراض، وعند تتطور الحالة مما يسبب ضيق التنفس، والتعب، والجلد الشاحب، ولفقر الدم عدة أنواع منها ما يأتي:
    • فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، إذ يعد الحديد ضروري للجسم؛ ويدخل في عملية تصنيع خلايا الدم الحمراء، وإن عدم تناول الحديد وفقدان الدم بسبب الحيض هي من الأسباب الأكثر شيوعا لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد، وقد يحدث بسبب فقدان الدم من الجهاز الهضمي بسبب القرحة أو السرطان، ويمكن علاجه يتناول حبوب الحديد، أو نقل الدم.
    • فقر الدم الناجم عن مرض مزمن، ويحدث لدى مرضى الكلى المزمن أو أي نوع من الأمراض المزمنة، وفقر الدم الناجم عن الأمراض المزمنة لا يحتاج الى عادة العلاج، وقد يحتاج بعض المرضى إلى الحقن ببعض الهرمونات الاصطناعية مثل؛ الإيبيوتين-ألفا، لتحفيز إنتاج خلايا الدم أو نقل الدم الى المصابين بهذا النوع.
    • فقر الدم بسبب نقص فيتامين B12؛ وهي حالة مرضية تمنع الجسم من امتصاص ما يكفي من فيتامين B12، وقد يُسببها ضعف الجدار الداخلي للمعدة أو حالة بسبب المناعة الذاتية، وهذه الأسباب يُمكن أن تؤدي إلى تلف الأعصاب في النهاية أو ما يُسمى الاعتلال العصبي، ويكون العلاج بتناول جرعات كبيرة من فيتامين B12.
    • فقر الدم اللاتنسجي؛ وهو عدم إنتاج النخاع العظمي ما يكفي من خلايا الدم، بما في ذلك خلايا الدم الحمراء، ويحدث هذا بسبب مجموعة من الأمراض، منها؛ التهاب الكبد أو الإيدز أو بسبب الآثار الجانبية للأدوية العلاج الكيمياوي أثناء الحمل، ويمكن علاجه بالأدوية، أو نقل الدم، أو زرع نخاع العظام لعلاج فقر الدم اللاتنسجي.
    • فقر الدم الانحلالي المناعي الذاتي؛ وهي حالة مرضية يكون فيها جهاز المناعة بحالة مفرطة ونشطة، تدمر خلايا الدم الحمراء في الجسم، ممّا يُسبب فقر الدم الحاد وقد تحتاج هذه الحالة المرضية إلى الأدوية التي تسيطر على الجهاز المناعي، مثل؛ بريدنيزون.
  • الثلاسيميا: وهو أحد اشكال المرض الوراثي لفقر الدم الذي يصيب سكان البحر الأبيض المتوسط، ومعظم هؤلاء السكان ليس لديهم أعراض، ولا يحتاجون إلى علاج، وقد يحتاج بعضهم إلى عمليات نقل دم منتظمة لتخفيف أعراض فقر الدم.
  • فقر الدم المنجلي: وهي حالة مرضية وراثية، تؤثر على الأشخاص ذوي الأصول الأفريقيّة وجنوب أمريكا وأمريكا الوسطى، وجزر الكاريبي، والهند، والمملكة العربية السعودية، ودول البحر المتوسط التي تتضمن؛ تركيا، واليونان، وإيطاليا، وفي فقر الدم المنجلي تكون خلايا الدم الحمراء لزجة وقاسية، وتعمل على منع تدفق الدم، وتسبب ألمًا شديدًا وتلفًا في الأعضاء.
  • الملاريا: تقوم لدغة البعوض بنقل الطفيليات إلى الدم؛ إذ يصيب خلايا الدم الحمراء، دوريًا تعمل على تمزق خلايا الدم الحمراء، فتتسبب بحمى، وقشعريرة، وتلف الأعضاء، وتعد هذه الحالة المرضية أكثر انتشارًا وشيوعًا في أجزاء من إفريقيا، ولكن يمكن أن تُصيب أشخاص في مناطق استوائية، وشبه استوائية أخرى حول العالم، يجب على المسافرين إلى المناطق المتضررة اتخاذ تدابير وقائية من هذه الحالة.[٢]
  • كثرة الحمر الحقيقية: وهي سرطان دم بطيء النمو، يُنتج فيه النخاع العظمي الكثير من خلايا الدم الحمراء، وتُؤدي هذه الخلايا الزائدة إلى زيادة سماكة الدم وبطئ تدفقه، كما تُؤدي أيضًا إلى مضاعفات مثل؛ الجلطات الدموية، التي يمكنها أن تؤدي إلى الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية.[٣]

أمراض الدم التي تصيب خلايا الدم البيضاء

تتضمن هذه الأمراض التي تصيب خلايا الدم البيضاء ما يلي:[٢]

  • سرطان الغدد الليمفاوية: وهو شكل من أشكال سرطان الدم الذي يصيب الجهاز الليمفاوي، وفيه تصبح خلايا الدم البيضاء سرطانية، وتتكاثر وتنتشر انتشارًا غير طبيعي، ويقسم إلى نوعين؛ الليمفوما هودجكين، وسرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين، ويمكن علاجهما بالكيمياوي أو الإشعاعي.
  • سرطان الدم: وفيه تصبح خلايا الدم البيضاء خبيثة وتتضاعف داخل النخاع العظمي، وتسمى باللوكيميا التي قد تكون حادة أو مزمنة ويمكن استخدام العلاج الكيمياوي أو زراعة الخلايا الجذعية لعلاج سرطان الدم.
  • الورم النقوي المتعدد: هو أحد أشكال سرطان الدم؛ إذ تتكاثر فيه خلايا الدم البيضاء التي تسمى خلايا البلازما التي تعمل على إنتاج مواد سامه وضارة تؤدي إلى تلف الاعضاء، ولا يوجد علاج لهذا السرطان ولكن يمكن استخدام زراعة الخلايا الجذعية والعلاج الكيميائي الذي يسمح بالعيش لفترة اطول.
  • متلازمة خلل التنسج النخاعي: هي مجموعة من سرطانات الدم التي تصيب نخاع العظم، ويتطور نتيجة خلل التنسج النخاعي البطيء في معظم الاوقات، ولكنها قد تتحول فجأة إلى سرطان دم، ويتم علاجه بنقل الدم، والعلاج الكيميائي، وزرع الخلايا الجذعية.

الأمراض التي تصيب الصفائح الدموية

تتضمن أمراض الدم التي تصيب الصفائح الدموية ما يأتي:[٢]

  • نقص الصفيحات: وهي وجود عدد قليل من الصفائح الدموية في الدم.
  • فرفرية نقص الصفيحات مجهول السبب: وهي حالة مرضية تتسبب في انخفاض مستمر في عدد الصفائح الدموية في الدم بسبب غير معروف، لا توجد أعراض لكن قد تحدث بقع حمراء غير طبيعية، أو بقع حمراء صغيرة على الجلد أو نزيف غير طبيعي.
  • نقص الصفيحات الناجم عن الهيبارين: ينتج انخفاض عدد الصفائح الدموية الناتج عن رد فعل ضد الهيبارين، وهو علاج يمكن استخدامه لحالات تجلط الدم في المستشفيات.
  • فرفرية نقص الصفيحات التخثرية: وهو مرض نادر يصيب الدم ويتسبب في تكوين جلطات دموية صغيرة في الأوعية الدموية في جميع أنحاء الجسم؛ إذ تُستخدم الصفائح الدموية في عملية التجلط، ممّا يُسبب انخفاض عددها.
  • كثرة الصفيحات الأولية: إذ ينتج الجسم الكثير من الصفائح الدموية لسبب غير معروف، مما يجعل الصفائح الدموية لا تعمل جيدًا، مما ينتج عنه تخثر مفرط أو نزيف.

أمراض الدم التي تؤثر على بلازما الدم

وتتضمن أمراض الدم التي تؤثر على بلازما الدم:[٢]

  • الهيموفيليا: نقص وراثي لبعض البروتينات التي تساعد على تجلط الدم، وتوجد أشكال متعددة من الهيموفيليا، ومنها ما يمكن علاجها، ومنها ما تؤثر على حياة المصاب.
  • مرض فون ويلبراند: وهو بروتين في الدم يُساعد على تجلط الدم، وفي مرض فون ويلبراند، ينتج الجسم البروتين القليل جدًا، أو ينتج بروتين لا يعمل جيدًا، وهي الحالة وراثية، ولكن معظم المصابين بمرض فون ويلبراند ليس لديهم أعراض ولا يعرفون أنّهم مصابون بها، وبعض المصابين بمرض فون ويلبراند، يعانون من نزيف مفرط بعد الإصابة أو أثناء الجراحة.
  • حالة فرط التخثر: يكون فيها تجلط الدم أكثر سهولة، وفي بعض الحالات لا تُشخص، وبعض المرضى يصابوا بنوبات متكررة من تجلط الدم طوال الحياة، ممّا يستدعي تناول دواء يومي لمنع تخثر الدم.
  • تجلط الدم الوريدي العميق: وهي جلطة دموية في الأوردة العميقة، وتكون في الساق في معظم الحالات، ويمكن للتخثر الوريدي العميق أن ينتقل بالقلب إلى الرئتين، ممّا يؤدي إلى انسداد رئوي.
  • تخثر الدم داخل الأوعية : حالة مرضية تسبب جلطات دموية صغيرة، ويحدث النزيف في جميع مناطق أنحاء الجسم في وقت واحد، وتحدث بسبب الالتهابات الحادة أو الجراحة أو مضاعفات الحمل، وهي حالات يمكن أن تؤدي إلى تخثر الدم داخل الأوعية.


أعراض أمراض الدم الشائعة

تختلف الأعراض حسب نوع خلايا الدم، ومن الأعراض الشائعة أمراض خلايا الدم الحمراء هي:[٤]

  • ضعف العضلات.
  • ضيق في التنفس.
  • إعياء.
  • صعوبة في التركيز، بسبب نقص الدم المؤكسد الواصل الى المخ.
  • نبضات سريعة.

الأعراض الشائعة لأمراض خلايا الدم البيضاء هي:[٤]

  • الالتهابات المزمنة.
  • إعياء.
  • فقدان الوزن غير المبررة.
  • الشعور بالضعف عام والتوعك.

الأعراض الشائعة لأمراض الصفائح الدموية هي:[٤]

  • الجروح أو القروح لا تلتئم ويوجد صعوبة في الشفاء.
  • الدم لا يتجلط بعد الإصابة أو الجروح.
  • ظهور على الجلد كدمات.
  • نزيف من الأنف غير معروف السبب أو نزيف من اللثة.


مضاعفات أمراض الدم

إنّ الوقاية من معظم المضاعفات ترتبط باضطرابات النزيف أو كيفية التحكم بها بالعلاج؛ إذ يجب الحصول على العلاج في أسرع وقت، وعادة تحدث المضاعفات عند علاج اضطرابات النزف، وتتضمن المضاعفات ما يأتي:[٥]

  • نزيف في الأمعاء.
  • نزيف في الدماغ.
  • نزيف في المفاصل.
  • ألم المفاصل.
  • يمكن أن تنشأ المضاعفات أيضا إذا كان الاضطراب شديدة تؤدي الى الفقدان المفرط لكميات كبيرة من الدم.

يمكن أن تكون اضطرابات النزيف خطيرة جدًا بشكل خاص عند النساء، وخاصة إذا لم تعالج سريعًا، وتزيد اضطرابات النزيف التي لم تعالج من خطر فقدان كميات كبيرة من الدم التي تحدث أثناء الولادة أو الإجهاض، قد يؤدي ذلك إلى فقر الدم، وقد يسبب فقر الدم ضعف عام وضيق في التنفس، والدوخة.[٥]


علاج أمراض الدم

تعتمد خطة العلاج لكل مصاب بأمراض الدم، على نوع المرض، والعمر، والصحة العامة للمصاب، وقد يستخدم الأطباء مجموعة من العلاجات للمساعدة في علاج أمراض الدم ومنها:[٦]

  • الادوية: تتضمن بعض الأدوية على أدوية تعمل على تحفيز نخاع العظم لإنتاج مزيد من الصفائح الدموية في حالة الاصابة بنقص الصفائح الدموية أو تكسرها، أمّا بالنسبة لأمراض الدم التي تصيب خلايا الدم البيضاء، فيمكن استعمال المضادات الحيوية في مكافحة الالتهابات، إذا كانت السبب وراءها، ويمكن استعمال المكملات الغذائية مثل؛ الحديد وفيتامين B-9 أو B-12 لعلاج فقر الدم، ويطلق على فيتامين ب 9 حمض الفوليك أيضًا، ويعرف فيتامين ب 12 أيضًا بالكوبالامين.
  • الجراحة: قد تعمل زراعة النخاع العظمي على إصلاح أو استبدال النخاع التالف، ويتضمن ذلك نقل الخلايا الجذعية إلى جسم المصاب، لمساعدة نخاع العظم على البدء في إنتاج خلايا الدم.


المراجع

  1. ^ أ ب Elaine K. Luo, MD (26/6/2018), "What types of blood disorders are there?"، medical news today, Retrieved 7/11/2019. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Types of Blood Disorders", www.webmd.com, Retrieved 14-11-2019. Edited.
  3. Mayo Clinic Staff (8/2/2017), "Polycythemia vera"، mayo clinic, Retrieved 7/11/2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت Shuvani Sanyal, MD Brindles Lee Macon, Matthew Solan, and Karen Lamoreux (19/6/2017), "Blood Diseases: White and Red Blood Cells, Platelets and Plasma"، health line, Retrieved 7/11/2019. Edited.
  5. ^ أ ب Elaine K. Luo, MD April Kahn (26/2/2018), "Bleeding Disorders"، healthline, Retrieved 7/11/2019. Edited.
  6. Shuvani Sanyal, MD Lee Macon, Matthew Solan, and Karen Lamoreux (19/6/2017), "Blood Diseases: White and Red Blood Cells, Platelets and Plasma"، health line, Retrieved 7/11/2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

746 مشاهدة