تضخم الطحال

تضخم الطحال
تضخم الطحال

تضخم الطحال

يُعدّ الطحال واحدًا من أعضاء الجسم المهمة، ويقوم بعدد متنوع من المهمات؛ إذ إنّه المسؤول الرئيسي عن عملية ترشيح الدم التي يتم من خلالها التخلص من خلايا الدم الحمراء التالفة والقديمة والبكتيريا، كما يقوم بتخزين خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية لحين حاجة الجسم إليها، ويعدّ جزءًا من الجهاز اللمفاوي، إذ يتولى مهمة إنتاج الخلايا اللمفاوية، وهي إحدى أنواع خلايا الدم البيضاء وتعمل ضمن الجهاز المناعي، للوقاية من العدوى والتخلص منها.

يمتلك الطحال نوعين من الأنسجة؛ النسيج الأحمر الذي يتولى مهمة تنقية الدم، والنسيج الأبيض الذي يتولى المهمات المناعية للطحال، وتتسبب بعض الأمراض الكامنة في تضخم الطحال، وعادةً لا يتسبب تضخم الطحال (Splenomegaly) في ظهور أي أعراض بينما تظهر بسبب الأمراض الكامنة الأخرى المتسببة في تضخمه، مثل؛ الالتهابات، والسرطان، وأمراض الكبد، وغيرها.[١]


أعراض تضخم الطحال

من النادر جدًا أن يتسبب تضخم الطحال في ظهور أي أعراض، وتُكشف الإصابة به بالخضوع للفحص البدني، ومن أكثر أعراض تضخم الطحال شيوعًا:[٢]

  • الشعور بآلام أو الانزعاج أو الانتفاخ في الجهة العلوية اليسرى من البطن، ويمكن أن يتوسع هذا الألم ليصل الكتف الأيسر.
  • عدم التمكن من تناول وجبات كبيرة الحجم.

يجب استشارة الطبيب فورًا في حال الشعور بألم قوي أو زيادة حدة الألم أثناء التنفس بعمق، كما ذُكرَ سابقًا يُرافق تضخم الطحال عدد من الأعراض التي تحدث بسبب المرض الأساسي ومن هذه الأعراض:[٢]

  • الشعور بالإعياء.
  • الإصابة المتكررة بالعدوى.
  • اليرقان.
  • خسارة الوزن.
  • زيادة خطر الإصابة بالنزيف.
  • فقر الدم.


أسباب تضخم الطحال

تتعدد العوامل المسببة لتضخم الطحال كثيرًا، وتتنوع ما بين الورام السرطانية، والأمراض الالتهابية، وزيادة تدفق الدم، وأمراض خلايا الدم، وبسبب أمراض أخرى، ومن أكثر أسباب تضخم الطحال شيوعًا ما يأتي:[٣]

  • أمراض الكبد مثل؛ تشمع الكبد الذي يحدث نتيجةً للإصابة بالتهاب الكبد المزمن B، والتهاب الكبد المزمن C، والكبد الدهني، وشرب الكحول لفترات طويلة.
  • سرطانات الدم مثل؛ ابيضاض الدم، وسرطان الغدد الليمفاوية، والتليف النقوي.
  • العدوى مثل؛ كثرة الوحيدات العدوائية، والإيدز، والتهاب الشغاف البكتيري، والملاريا.
  • تدفق الدم غير الطبيعي واحتقانه، مثل؛ قصور القلب الاحتقاني، وخثرة الوريد الطحالي، وانسداد الوريد البابي.
  • اضطرابات خلايا الدم، مثل؛ الثلاسيميا، وفقر الدم المنجلي، وكثرة الكريات البيضاء.
  • الأمراض التهابية مثل؛ مرض الذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي.
  • فرفرية قليلة الصفيحات مجهولة السبب.
  • كثرة الحمر الحقيقية.
  • داء غوشيه، وهو أحد الاضطرابات المؤثرة في تخزين الدهون في الجسم.


عوامل خطر تضخّم الطّحال

تضخم الطّحال حالة تصيب أي شخصٍ في أي عمر، إلا أنه هناك مجموعة من الأشخاص أكثر عرضة للإصابة بتضخم الطّحال، وهي ما يلي:[٤]

  • الأطفال، والشباب البالغون المصابون بأحد أنواع العدوى ككثرة الوحيدات العدائية.
  • الأشخاص الذين يعانون من اضطراباتٍ أيضية موروثة تصيب الكبد والطّحال كدتء غوشية.
  • الأشخاص الذين يسكنون مناطق تنتشر فيها الملاريا، أو يسافرون إليها.


تشخيص تضخم الطحال

يلجأ الأطباء إلى فحص المريض بدنيًا من أجل تشخيص تضخم الطحال، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأطباء قد لا يستطيعون تمييز تضخم الطحال من خلال الفحص السريري فقط لدى بعض الأشخاص، خصوصًا أولئك ذوي الوزن المنخفض، ولتأكيد الإصابة بتضخم الطحال يُخضع المصاب إلى واحد من الفحوص التالية أو عدد منها:[٤]

  • فحوص الدم: مثل التعداد الشامل للدم الذي يساعد على تحديد عدد خلايا الدم الحمراء، وخلايا الدم البيضاء، والصفائح الدموية الموجودة في الجسم.
  • التصوير المقطعي المحوسب أو التصوير بالموجات فوق الصوتية: تمكن الطبيب من الكشف عن حجم الطحال، ووجود ضغط على أي من الأعضاء الأخرى التي تقع بالقرب منه.
  • تصوير الرنين المغناطيسي: يساعد في الكشف عن تدفق الدم عبر الطحال.

لا تطرأ الحاجة إلى تشخيص تضخم الطحال دائمًا باختبارات التصوير، ولا يحتاج المصاب إلى القيام بأي تحضيرات مسبقة في حال توصية الطبيب بخضوعه لتصوير الرنين المغناطيسي أو التصوير بالموجات فوق الصوتية، بينما يتعين عليه عدم تناول الطعام قبل الخضوع للتصوير المقطعي المحوسب.[٤]


علاج تضخم الطحال

يتضمن علاج تضخم الطحال علاج المرض الأساسي المسبِّب له، فعلى سبيل المثال يتم استخدام المضادات الحيوية لعلاج تضخم الطحال الناجم عن عدوى بكتيرية، وتتضمن أساليب علاج تضخم الطحال على:[٤]

  • الانتظار بالحذر: يلجأ الطبيب في حالات تضخم الطحال التي لا يرافقها أي أعراض مع عدم القدرة على تحديد المرض الرئيسي المسبب لها إلى الانتظار لبعض الوقت لحين ظهور أي أعراض محتملة، مع ضرورة مراجعة الطبيب خلال 6 أشهر أو 12 أشهر أو حال ظهور أي أعراض.
  • جراحة استئصال الطحال: يلجأ الطبيب إلى جراحة استئصال الطحال في الحالات التي يتسبب بها الطحال في مضاعفات خطيرة أو عدم القدرة على الكشف عن السبب الرئيسي وراء التضخم أو العثور على العلاج المناسب له، وغالبًا ما تعتبر الجراحة خيار أفضل للحالات المزمنة والطارئة، ويجب أن يتم دراسة احتمال استئصال الطحال بتأني وروية، ويمكن للمصاب أن يعيش طبيعيًا بعد استئصال الطحال؛ إلّا أنه يكون أكثر عرضة للتعرض للإصابات الخطيرة التي قد تهدد حياته، وقد تُستخدم الإشعاعات في بعض الحالات لتقليص حجم الطحال بهدف تجنب استئصاله، ويجب على المصاب بعد الخضوع للجراحة اتباع بعض الإجراءات التي تساعده في خفض خطر الإصابة بالعدوى، ومنها:
    • الحصول على مجموعة متسلسلة من اللقاحات قبل الجراحة وبعدها، مثل؛ لقاح المكورات الرئوية المتعدد السكاريد ولقاحات المكورات السحائية، والتهاب المستدمية النزلية من النوع ب، وتساعد هذه اللقاحات في الوقاية من عدوى الدم، والعظام، والمفاصل، والتهاب السحايا، ويجب على المصاب أيضًا الحصول على لقاح المكورات الرئوية كل 5 سنوات بعد الجراحة.
    • الحصول على المضادات الحيوية والبنسلين بعد الجراحة، وفي الأوقات التي يشك بإصابة المريض بعدوى ما.
    • زيارة الطبيب عند ظهور أي علامات تشير إلى الإصابة بالحمى، وغالبَا ما تكون الحمى علامة على الإصابة بالعدوى.
    • الامتناع عن السفر إلى أماكن محددة من العالم التي تنتشر فيها بعض لأمراض مثل؛ مرض الملاريا.


مضاعفات تضخم الطحال

يتسبب تضخم حجم الطحال إلى زيادة احتمال تعرضه للانفجار في حال الإصابات الخارجية المباشرة، ففي حال تضخم الطحال ينمو هذا العضو خارج القفص الصدري الحامي له في الأحوال الطبيعية، وعادةً ما ينصح الشباب والمراهقين المصابين بتضخم الطحال بالامتناع عن القيام بالأنشطة التي تزيد من احتمال تمزق الطحال حتى عودته إلى حجمه الطبيعي، وحتى يصبح محميًا خلف القفص الصدري، ويمكن أن يتسبب تمزق الطحال في حدوث نزيف داخلي، ممّا يتسبب في تهديد حياة المصاب والحاجة الطارئة إلى استئصال الطحال جراحيًا، كما يتسبب تضخم الطحال في حبس جميع أنواع خلايا الدم بداخله، ممّا يتسبب في الإصابة بفقر الدم ويرافق ذلك بعض المضاعفات والأعراض مثل:[١]

  • الضعف.
  • الدوار.
  • ألم في الصدر.
  • الإعياء.
  • صعوبة التنفس.
  • زيادة خطر النزيف، يحدث بسبب انخفاض عدد الصفائح الدموية.
  • زيادة خطر الإصابة بعدوى، يحدث بسبب انخفاض عدد كريات الدم البيضاء.


المراجع

  1. ^ أ ب Benjamin Wedro, "Enlarged Spleen (Splenomegaly) Symptoms, Signs, Causes, and Treatment"، www.medicinenet.com, Retrieved 8-11-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Enlarged Spleen: Causes, Symptoms, and Treatments", www.webmd.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  3. "What Is an Enlarged Spleen?", www.emedicinehealth.com, Retrieved 7-11-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Enlarged spleen (splenomegaly)", www.mayoclinic.org, Retrieved 7-11-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :