تخثر الدم
يتعرض الأشخاص للإصابة بأمراض عدّة تكون مزعجةً بعض الشيء وقد يصعب علاجها، ويلجأ كل شخص إلى عدة طرق للتخلص من الأمراض التي من الممكن أن تصيبه، وهناك أمراض خطيرة مزمنة أحيانًا، مثل أمراض الدم، ومنها تخثر الدم أو تجلطه.
تُعدّ عمليّة تخثر الدم ضروريةً لمنع فقدانه في الجسم واستمرار النزيف في حالات عدّة، ويعرف التخثر بتجمّع الدم على شكل كتل وتغيّره من القوام السائل إلى قوام أسمك قليلًا، وقد لا يضرّ التخثر في حال تكوّن كتلة من الدم وبقائها في مكانها، لكن ما يستدعي القلق تفتتها إلى قطع أصغر تسهل حركتها في مجرى الدم ووصولها إلى القلب أو الرئتين عن طريق الأوردة مُسبِّبةً إغلاقها ومنع وصول الدم إلى هذه الأعضاء، ومثل هذه الحالة لا تزول وحدها في العادة، وإنما تتطلب الرعاية الطبية التي من خلالها يمكن للطبيب تشخيص أعراض تخثر الدّم، والتاريخ المرضي للشخص، ثم اختيار العلاج المناسب لحل المشكلة.[١]
علاج تخثر الدم
من الممكن أن يسبّب تخثر الدّم مضاعفات صحيةً خطيرةً، ويوجد العديد من الأعراض التي من الممكن أن تدل على الإصابة بهذه الحالة، ويتوجّب على الشخص مراجعة الطبيب فورًا للتأكد منها، وعند الوصول إلى خطوة العلاج يهتم الطبيب المختص بمنع ازدياد حجم كتلة الدّم وتفكيكها لإزالة هذا التخثر، خاصةً في حالات تجلّط الدّم وتخثّره في منطقة السّاق، ومن شأن العلاج تخفيف حدوث هذه الحالة في المستقبل والتقليل من مخاطرها، ويختلف العلاج المتبع باختلاف مكان تخثّر الدّم، ومدى أضراره، وخطورته على صحة الشخص، ويذكر من الطرق العلاجية المتبعة ما يلي:[٢]
- جوارب الضّغط: تعرَف أيضًا بالجوارب الداعمة، وهي نوع من أنواع العلاج بالضغط للمساهمة في تقليل تورم الساقين في حال تخثّر الدم فيهما، ومنع تكوّن تكتلات وتخثّر الدم في ما بعد.
- إجراء عملية جراحية: يستخدم الأطباء في حالات إزالة تخثّر الدّم جراحيًا أدوات طبيةً مخصصةً لإزالتها بحذر شديد، ويتمّ ذلك عن طريق إجراء عملية قسطرة بإدخال أنبوب طويل باتجاه كتلة الدّم تحديدًا، وإيصال الدواء مباشرةً لها لتفكيكها.
- استخدام الأدوية الطبية: يوجد العديد من الأدوية التي تعمل على إزالة تخثّر الدّم، وتُعرَف بمميعات الدّم أيضًا، بالإضافة إلى أدوية أخرى، تُعرف بالأدوية الحالّة للخثرة، والتي تُحلّل خثرات الدم الموجودة مُسبَقًا، وتشتمل الأدوية المضادة للتخثر على ما يأتي:[٣]
- الوارفارين، الذي يتوفر على شكل أقراص تؤخذ عن طريق الفم.
- الهيبارين، وهو دواء سائل يُعطى إما عن طريق الوريد أو عن طريق الحقن تحت الجلد.
- الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي، الذي يمكن حقنه تحت الجلد مرةً أو مرتين في اليوم.
- فوندابارينوكس، الذي يمكن حقنه تحت الجلد.
- مرشّح الوريد الأجوف: يُعد الوريد الأجوف أكبر أوردة الجسم، ويمكن استخدام مرشّح الوريد الأجوف بوضعه في المنطقة السفلية من الوريد لالتقاط أي خثرة دم من شأنها الانتقال من الجزء السفلي من الجسم إلى الجزء العلوي، ويُنصَح باستخدام هذه المُرشِحات في الحالات التي يُمنَع فيها الشخص من تناول أدوية مميعة للدم لتعارضها مع مشاكل صحية أخرى لديه.
- تركيب دعّامات: فقد يكون من الضروري تبعًا لرأي الطبيب تركيب دعامات طبية داخل القلب لفتح الأوعية الدموية المُغلقَة وإبقائها مفتوحةً.
أسباب تخثر الدم
يشكّل تخثر الدم عمليةً طبيعيةً يقوم بها الجسم عند إصابته بجروح على سطح الجلد، لكن من غير الطبيعي أن يحدث التخثر داخل الأوعية الدموية وتكوّن كتل من شأنها أن تعيق سير الدم داخل الأوعية والشرايين والتسبب بانغلاقها، ويوجد العديد من الظروف والعوامل التي من شأنها أن تسبب تخثّر الدم والمضاعفات الخطيرة الناتجة عنه، يُذكر منها ما يلي:[٤][١]
- السمنة وزيادة الوزن، خاصةً عند الأشخاص الذين لا يتحركون كثيرًا.
- الحمل.
- قلة الحركة، والجلوس لمدة طويلة.
- تاريخ مرضي في العائلة من وجود مشاكل تخثر الدّم.
- تناول أدوية طبية معينة، مثل: أدوية منع الحمل، وأدوية العلاج الهرموني.
- عدم انتظام في ضربات القلب.
- العمليات الجراحية.
- العمر، خاصةً لمن هم أكبر من 65 عامًا.
- الإصابة بالسرطان.
- الإصابة بالنوبة القلبية أو فشل عضلة القلب.
- السكتة الدماغية.
- التدخين.
أنواع تخثر الدم
تختلف أنواع تخثرّات الدّم تبعًا لموقع تلك الخثرة، فالجهاز الدوري داخل الجسم يتكوّن من أوعية دموية منها الأوردة والشرايين، وقد تتشكّل الخثرة في أي منها، فالجلطة الوريدية ناتجة عن تجلّط وتخثّر الدم في أحد أوردة الجسم، وتتميز هذه الجلطات رغم أنها مهدّدة للحياة ببطء تشكلّها وتكوّنها داخل الجسم، ومن أخطرها تجلّط الأوردة العميقة أو ما يُعرف بجلطة السّاق، كما توجد أنواع أخرى، يمكن توضيحها كما يلي:[١]
- تخثّر الدّم في الساق أو في اليد: عادةً ما يحدث تخثّر الدم في اليد أو في ساق واحدة، وفي المنطقة السفلية منها خاصّةً، وقد تظهر عليها العديد من الأعراض المُشيرة إلى هذه الحالة، مثل: تورّمها، والإحساس بالألم فيها، بالإضافة إلى تلّونها باللون الأحمر، والشعور بارتفاع حرارة تلك المنطقة، وليس من الشائع حدوث تخثّر الدّم في كلتا الساقين واليدين في وقت واحد، وتزداد احتمالية هذه الحالة إذا كانت الأعراض مقتصرةً على قدم واحدة أو يد واحدة بدلًا من الاثنتين معًا، وما يجب معرفته أن حدة الأعراض تعتمد على حجم خثرة الدّم.
- النوبة القلبية وتخثّر الدّم في القلب: بالرغم من عدم شيوع تكّون خثرة دم في القلب، لكن ما زال من الممكن حدوث ذلك، وتنتج عن هذه الحالة الإصابة بنوبة قلبية، الأمر الذي يسبّب ظهور العديد من الأعراض، مثل: الشعور بالثقل أو الألم في منطقة الصدر، بالإضافة إلى ضيق في النفس، والشعور بالدّوار.
- تخثّر الدم في منطقة البطن: قد تشترك أعراض تخثر الدّم في منطقة البطن مع أعراض الإصابة بعدوى فيروسية أو التسمّم الغذائي، ومن هذه الأعراض الناتجة عن وجود خثرة دم في منطقة البطن تورّم المنطقة، بالإضافة إلى الشعور بالألم فيها.
- تخثّر الدم في الرئتين، والانسداد الرئوي: تظهر أعراض عدّة نتيجة انتقال خثرة الدّم باتجاه الرئتين، ومنها: مشاكل في التنفس، وخروج الدّم عند السّعال، وآلام في منطقة الصّدر، وضيق مفاجئ في التنفس لم يسبقه القيام بالتمارين الرياضية، بالإضافة إلى خفقان القلب وتسارع في دقاته.
- تخثر الدّم في الدماغ: هو ما يُعرَف بالجلطة الدماغية التي من شأنها أن تسبّب الصداع الشديد والمفاجئ، بالإضافة إلى مواجهة مشاكل في الرؤية والتكلّم.
المراجع
- ^ أ ب ت Juliann Schaeffer (14-11-2017), "How to Tell If You Have a Blood Clot"، www.healthline.com, Retrieved 12-11-2019. Edited.
- ↑ "Blood Clots: Management and Treatment", my.clevelandclinic.org, Retrieved 12-11-2019. Edited.
- ↑ "Hypercoagulability — Primary and Secondary Causes", lecturio, Retrieved 9-12-2019. Edited.
- ↑ "Symptoms Blood clots", www.mayoclinic.org, Retrieved 12-11-2019. Edited.