محتويات
مقدمة
يحتاج الأطفال إلى الاهتمام المستمر أثناء مرحلة الطفولة، فتربية الطفل وظيفية تستمر طوال السنة، والطفل يحتاج إلى الاهتمام طوال الوقت، فهذا يلعب دور مهم في بناء شخصية الطفل، وتنمية طفل متوازن عاطفيًا وذهنيًا، ولكن هل من الممكن أن يكون الاهتمام بالطفل ضارًَا؟ وهل يوجد حد لهذا الاهتمام؟ وما شكل الاهتمام الزائد وما المقصود به؟ سيتطرق هذا المقال إلى هذه الأسئلة، وإلى كيفية التعامل مع الطفل المدلل الذي قد ينتج بسبب الاهتمام بشكل خاطئ.[١]
ما المقصود بكثرة الاهتمام؟
قد يختلط على البعض المقصود بكثرة الاهتمام، فلا يقصد به التفاعل مع الطفل، أو الاستماع إليه والاهتمام بحاجاته الأساسية، سواء كانت جسدية أم عاطفية، فهذه كلها أمور مهمة يحتاجها الطفل، والمقصود هنا هو الإفراط في بعض النواحي، بشكل يؤثر سلبًا على الطفل وشخصيته، ويمكن تصنيف هذا الإفراط في ثلاثة مناحي رئيسية هي:[٢]
- الإفراط في إعطاء الطفل الألعاب أو الإلكترونيات أو غيرها من الملهيات.
- الإفراط في خدمة الطفل في الأمور التي يمكن للطفل تأديتها بنفسه، مثل ترتيب السرير أو ترتيب الألعاب بعد انتهاء اللعب.
- انعدام أو قلة القوانين أو ضعف تطبيق القوانين في المنزل، أو أن لا يشارك الطفل أبدًا في أعمال المنزل.
قد يكون الإفراط في تدليل الطفل بأحد الأشكال التي سبق ذكرها، أو بأكثر من شكل معًا، وللأسف الشديد تنتشر هذه الممارسات بكثرة بين العائلات المعاصرة، وتوجد مجموعة صفات لهذه الأساليب في التربية منها:
- يكون السبب في هذه الأساليب في التربية هي محبة الطفل، فيعتقد الآباء أن الإفراط في هذه المجالات في مصلحة الطفل.
- تسبب هذه الأساليب مشاكل للطفل في المستقبل، وتسبب صعوبات في الحياة اليومية.
- لا يكون الإفراط بالإكثار من الألعاب أو غيرها فقط، وإنما في التراخي الشديد في تربية الطفل أيضًا.
- قد يحدث الإفراط في عائلات من أي مستوى معيشي، ولا يشترط أن تكون العائلة غنية حتى تنتج طفل مدلل.
- يمكن ملاحظة مثل هذه الأساليب والتصرفات، وتغييرها وتصحيح المسار إلى الأفضل.
هل كثرة الاهتمام بالطفل ضارة؟
الإجابة البسيطة للسؤال هي نعم، ولكن كيف يؤثر الإفراط أو الدلال في الطفل والعائلة؟ توجد عدة صفات سلبية للطفل المدلل، وقد يحمل الطفل هذه الصفات معه طوال حياته، إن لم يتدارك الآباء ذلك في مرحلة مبكرة، ومن هذه الصفات كل من الآتي:[٣]
- الحاجة إلى الإرضاء الفوري والمستمر.
- عدم قدرة الطفل على السيطرة على أقواله وأفعاله.
- شعور الطفل بأن كل شيء من حقه.
- نكران الطفل لأي لطف معروف أو لطف.
- انعدام الحدود لدى الطفل، فهو يعتقد أن لك شيء من حقه.
- اهتمام الطفل بالأمور المادية فقط.
- البذخ والإسراف.
- الإفراط في الأكل.
- تكون أهداف الطفل مادية أيضًا، تتعلق بالشهرة والمظهر والمال.
- لا يبحث عن أية علاقات جدية مع الآخرين.
- لا يهتم بالنمو على الصعيد الشخصي أو نمو من حوله وتطورهم.
- لا يملك الطفل المدلل مهارات حياتية.
- يتصف بانعدام المسؤولية.
- لا يتوقف الطفل عن طلب المزيد.
- يواجه الطفل صعوبة إذا لم يكن محور الاهتمام دائمًا.
كيفية التعامل مع الطفل المدلل
توجد عدة استراتيجيات تربوية لوقاية الطفل من أن يصبح مدللًا، أو لتدارك الطفل المدلل وتصحيح مساره، ويمكن للآباء أن يتبعوا الاستراتيجيات الآتية:[٢]
- الواجبات المنزلية: من المهم أن يشارك الطفل في الواجبات المنزلية مثل التنظيف أو غسل الصحون أو غيرها من أعمال المنزل، فهذا من شأنه بناء ثقة الطفل بنفسه، وتعليمه التفكير في الآخرين، كما يمكن ربط ذلك مع المصروف اليومي للطفل، فيكون ذلك شبيه بنظام العمل، مما يعلم الطفل أهمية المال وأن المال لا يأتي إلا بالعمل.
- تعويد الطفل على شكر الآخرين: يجب أن يتعلم الطفل بأن يبدي امتنانه للآخرين، ويمكن ذلك عن طريق تعويده على قول شكرًا عند شراء الألعاب له، أو أخذ الطفل إلى المتنزه أو تقديم الطعام وغيرها، ويمكن أيضًا تعليمه على أن يكتب رسائل شكر للأشخاص الذي يبعثون الهدايا له، وبعد تعويد الطفل على ذلك يصبح الأمر تلقائي لديه.
- تعليم الطفل بأن يهتم بممتلكاته: في حال فقد الطفل شيئًا أو كسره، فمن الممكن إعطائه واجبات إضافية قبل استبدال ما فقده الطفل.
- انخراط العائلة بأكملها في العمل الخيري: توجد العديد من الخيارات فيما يتعلق بالعمل الخيري وخدمة الآخرين، وأهمية تعليم الطفل على المشاركة في العمل الخيري، تمكن في تربية روح العطاء والتعاطف مع الآخرين لدى الطفل.
- التدرج في تصحيح المسار: بعد أن يحدد الوالدين المشاكل التي يعاني منها الطفل، فيكون تعديل السلوك تدريجي وليس فجأةً، فيمكن البدء بأحد المناحي مثل الواجبات المنزلية ثم الانتقال إلى مناحي أخرى على فترات ممتدة، كيلا يحدث نفور شديد وردة فعل عكسية عند الطفل.
يصبح الطفل أكثر استقلالًا وتحملًا للمسؤولية بعد اتخاذ الإجراءات المناسبة لتعديل سلوكه، ويصبح أكثر اهتمامًا بمن حوله من أفراد أسرته وأصدقائه، بدلًا عن الاهتمام بالماديات، وهي نواة الطفل السعيد، القادر على تكوين صداقات وعلاقات جيدة مع الآخرين.
المراجع
- ↑ "How Much Attention Do Children Need?", http://www.sote.qld.edu.au/, Retrieved 7-7-2020. Edited.
- ^ أ ب "Are You Overindulging Your Child?", www.verywellfamily.com, Retrieved 7-7-2020. Edited.
- ↑ "What Is Childhood Overindulgence?", www.psychologytoday.com, Retrieved 7-7-2020. Edited.