ما هو البنج النصفي؟

التخدير أو البنج النصفيّ (Spinal anaesthesia; Spinal block) من طرق تخدير الألم المُتّبعة عند إجراء بعض العمليات الجراحيّة، التي تتطلّب فُقدان الشعور بكامل المنطقة أسفل الخصر أثناء بقاء الفرد مُستيقظًا، أو تُعطى بالتزامن مع الأدوية المنوّمة أو حتّى مع البنج الكامل، أو قد يلجأ إليها بعض الأطباء لتخدير الألم الذي يشعر به المُصابون بعد إجراء عمليات جراحيّة مُعيّنة، وتقتضي آليته بإعطاء طبيب التخدير للفرد حُقنة في الظهر في الحيّز المُسمّى تحت العنكبوتيّة (Subarachnoid space)، ليبدأ مفعول المادّة الدوائيّة بالتدريج أسفل الجسم حتّى يتخدّر تمامًا، فهل يتسبّب البنج النصفيّ بأيّ مُضاعفات أو مُشكلات؟ وما هي إيجابياته التي تُميّزه بالضبط؟^[١]

ما هي الآثار المترتبة على البنج النصفي؟

بالإضافة لما يمنحه البنج النصفيّ كخيار للتخدير يراه الأطباء أفضل من أنواع التخدير الأُخرى؛ فإنّ له جانبًا سلبيًّا يتمثّل ببعض المُضاعفات والآثار الجانبيّة عند استخدامه، والتي يحرص الطبيب على إخبار المُصاب بها ليأخذها بعين الاعتبار، إذ أنّ بعضًا منها قد يستمر لفترة أطول بعد انتهاء مفعول البنج، وتتضمّن هذه الآثار كُلًا ممّا يأتي:^[٢][٣]

• ألم في الظهر.

• صعوبة التبوّل، وهو من المُضاعفات الشائعة خاصّة لدى الرجال، وهو ما يستدعي استعمال أنبوب القسطرة البوليّة إلى حين زوال تأثير البنج النصفيّ بالكامل، لتعود بعدها المثانة لوضعها الطبيعيّ.

• انخفاض ضغط الدم، وهو من المُضاعفات الشائعة، التي تتطلّب تزويد المُصاب بالسوائل عبر الوريد أثناء العمليّة الجراحيّة، بالإضافة لعلاجات أو أدوية مُعيّنة لإعادة الضغط لوضعه الطبيعيّ.

• فشل التخدير المرجوّ بالبنج النصفيّ.

• الشعور بالحكّة في الجسم؛ بسبب الأدوية أو المواد المُستخدمة في التخدير، وتُعدّ الحكّة من المُضاعفات الشائعة.

• الشعور بالصداع، الذي يُلاحظ ازدياده عند الجلوس، وتقلّ شدّته عند الاستلقاء، وعادًة ما يزول عند أخذ قسط كافٍ من الراحة، وتناول بعض مُسكّنات الألم البسيطة، وشُرب كميات كافية من الماء، وتجدر الإشارة إلى أنّ الصداع أكثر شيوعًا لدى النساء الحوامل اللواتي يلجأن للبنج النصفيّ عند الولادة ممّا قد يشعر به الأفراد الآخرون الأكبر عُمرًا.

• تضرر الأعصاب، الذي قد يكون دائمًا في بعض الأحيان، ورغم أنّ ذلك من المُضاعفات النادرة للغاية إلا إنّه اكثر ما يقلق بشأنه الأفراد عند الخضوع للبنج النصفيّ، ويُذكر أنّ تضرّر الأعصاب قد يكون مؤقّتًا في حالات أكثر، ما يتسبّب بفقدان الشعور في أماكن مُعيّنة في الجسم، أو الشعور بوخز الإبر وضعف العضلات لفترة تستمرّ ما بين عدّة أيام وبضع أسابيع.

• تغيّر القُدرة على السمع، أو فُقدانه.

• انهيار القلب والأوعية الدمويّة (Cardiovascular collapse)، التي تتسبّب في توقّف عضلة القلب.

• امتداد تأثير البنج النصفيّ لأكثر من المنطقة المتوقعة والمُراد تخديرها؛ مثل الشعور بالخدر في الذراعين، أو حتى صعوبة التنفس، وذلك في الحالات النادرة، ولكن سرعان ما يتدخل الطبيب حينها للحفاظ على التنفّس بالإجراءات المُناسبة، إلى حين زوال تأثير البنج عن المُصاب.

• الإصابة بعدوى ما في المنطقة المُحيطة بالعمود الفقريّ.

• تكوّن القيح والصديد في العمود الفقريّ.

• الإصابة بجلطات وتخثّرات في الدم.

• الشلل الكامل أو الوفاة.

وبالإضافة للآثار السابقة التي تكون أثناء التخدير النصفيّ وفي الفترة التي يكون فيها مفعوله، تُحتمل الإصابة بآثار جانبيّة أُخرى بعد الانتهاء منه، والتي تتضمّن كُلًّا ممّا يأتي:^[٢]

• تصلّب الرقبة.
• ارتفاع درجة الحرارة.
• صعوبة التبوّل.
• الشعور بعدم الراحة عند التواجد في الأماكن التي يكون الضوء فيها ساطعًا.
• صعوبة الشعور بالرجلين أو تحريكهما.
• الشعور بالتوعك والمرض.
• سلس البُراز.

هل يمنع استخدام البنج النصفي على فئة معينة؟

في بعض الأحيان قد يُفضّل الأطباء تجنّب اللجوء لخيار البنج النصفيّ لفئة مُعيّنة من الناس، ويتجنّبونه حينها طالما هنالك خيارات أُخرى أكثر أمانًا وبنتائج مُحتملة أفضل، ويُمكن إجمال هذه الحالات في النقاط الآتية:^[٤]

• الأفراد الذين لا يُوافقون على البنج النصفيّ لأسباب مُختلفة، إذ يجب مُناقشة الفرد بالمخاطر المُحتملة والإيجابيات المتوقّعة وأخذ موافقته قبل اللجوء لهذا النوع من التخدير.
• الأفراد الذين يُعانون من ارتفاع الضغط داخل الجمجمة (ICP).
• الأفراد الذين يُعانون من مُشكلات أو أمراض عصبيّة، وبالأخصّ التي تتفاوت شدّة أعراضها ما بين وقت وآخر؛ مثل التصلّب اللويحيّ.
• الأفراد الذين يُحتمل انخفاض ضغط الدم لديهم؛ مثل من يُعانون من الجفاف الشديد، أو السّمنة، أو الفئة العُمريّة التي تزيد عن 40-50 عامًا، أو الذين يستهلكون المشروبات الكحوليّة بإفراط منذ زمن طويل، أو من يخضعون لعمليّة جراحيّة طارئة، أو المُصابون بارتفاع ضغط الدم المُزمن، أو من يُعانون من نقص حجم الدم.
• الأفراد المُصابون باعتلال عضلة القلب الانسداديّ الضخاميّ، الذين يُعانون من تضيّق الشريان التاجيّ والأبهريّ، وانسداد تدفّق الدم من البُطين الأيسر في القلب.
• الأفراد المُصابون بالاعتلال التخثّريّ أو نقص الصفيحات في الدم.

ما هي إيجابيات استخدام البنج النصفي؟

من الضروريّ تقييم حالة كلّ فرد على حدة قبل اختيار نوع التخدير الأفضل له، إذ أنّ بعض الحالات قد يكون خيار البنج الكامل فيها صعبًا للغاية؛ مثل من يُعانون من مُشكلات في التنفّس، ولذا فإنّ الإيجابيات المُتوقّعة قد تختلف بعض الشيء من فرد لآخر، والطبيب هو المسؤول والأكثر قُدرة على معرفة الأفضلّ لكلّ حالة، إلا إنّ إيجابيات البنج النصفيّ عمومًا تتضمّن كُلًّا ممّا يأتي:^[٣]

• احتماليّة أقلّ للإصابة بأيّ عدوى في الصدر.
• عدم وجود فترة دوار أو دوخة شديدة بعد الانتهاء من البنج، مثلما يحدث مع البنج الكامل.
• القُدرة على الأكل والشرب بعد وقت قصير من الانتهاء من العمليّة الجراحيّة.
• عدم وجود تأثيرات أو مُضاعفات خطيرة على الرئتين أو على التنفّس.
• الشعور بالغثيان والتقيّؤ بشدّة أقلّ، مُقارنًة مع ما تُسبّبه الأدوية والعقاقير المُستعملة في البنج الكامل.
• الشعور بارتباك أقلّ بعد انتهاء العمليّة، وهو ما يُعاني منه كبار السنّ على وجه الخصوص.
• حاجة أقلّ لاستعمال مُسكّنات الألم القوية، المُرتبطة بعدّة آثار ومُضاعفات جانبيّة؛ مثل الشعور بالتقيّؤ والغثيان، والإمساك، والشعور بالارتباك.
• التخلّص الكامل من الألم بعد الانتهاء من إجراء العمليّة الجراحيّة.

= المراجع =

1. ↑ "Spinal anaesthetic", nuffieldhealth, Retrieved 24/1/2021. Edited.
2. ^ ^{أ ب} "Spinal anaesthetic", healthdirect, 8/2020, Retrieved 24/1/2021. Edited.
3. ^ ^{أ ب} Dr Jennifer Hares (17/8/2017), "Spinal Anaesthetic", patient, Retrieved 24/1/2021. Edited.
4. ↑ Abdulquadri M. Olawin, Joe M Das (13/10/2020), "Spinal Anesthesia", ncbi, Retrieved 24/1/2021. Edited.