محتويات
ما المقصود بالعصعص؟
اعتقد الناس حتّى فترة قريبة جدًا أنّ العُصعُص Coccyx عظمة زائدة في الجسم، لا يحمل وجودها أيّ معنى مُهمّ، وليس لها أيّ وظائف مُحدّدة، إلا أنّها في الحقيقة أشبه بقطعة عظميّة مُثلّثة الشكل مكوّنة من 3-5 عظمات، تربط بينها مفاصل وأربطة، وترتكز في قاعدة الجسم أسفل الظهر تحت عظم العَجْز (Sacrum) مُباشرًة من العظام الأساسيّة المُحقّقة للتوازن عند الجلوس، والواصلة ما بين عضلات قاع الحوض المسؤولة عن دعم فتحة الشرج والمهبل، والمُساعدة على الركض، والمشي، وحركة الرّجلين.[١]
ما هي أسباب ألم العصعص؟
لا يُعدّ ألم العصعص Coccydynia مرضًا بحدّ ذاته، وإنّما أحد الأعراض أو العلامات المُصاحبة والمُشيرة إلى وجود مُشكلة صحيّة أو مرضٍ ما، ويُذكر من أبرز الأسباب المُرتبطة به ما يأتي:
الأسباب الشائعة
التي تتضمّن إحدى الحالات والمشكلات الصحيّة الآتية:[٢][٣]
- الولادة: هي من أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بألم العصعص لدى النساء، فعلى الرغم من تأهّب العصعص وزيادة مرونته استعدادًا للولادة في آخر شهور الحمل، إلا أنّ الأربطة والعضلات المُتّصلة به قد تنبسط أو تتمدّد أكثر من اللازم، كما قد يحدث كسر فيه أحيانًا، أو التواء الأربطة، أو رضوض أثناء الولادة.
- إصابات العصعص: قد ينتج ألم العصعص عن إصابته مباشرةً، كما في حال السقوط للخلف، أو التعرُّض لضربة مباشرة عليه أثناء ممارسة بعض الرياضات، مما يؤدي إلى إصابة العظم برضوض مؤلمة، كما قد يُسبِّب أحيانًا كسر العظم نفسه أو خلعه وإزاحته من مكانه، وقد يتعرض العصعص لبعض الإصابات المتكررة عند أداء بعض الأنشطة، كركوب الدراجة أو ركوب الخيل، والتي يتطلّب أداؤها الضغط والجُهد المُطوَّل على عظمة العصعص، وهو ما يُعرَف بإصابات الإجهاد المتكرر، وفي بعض الأحيان ينجم هذا الألم عن الجلوس على قاعدة صلبة أثناء العمل أو أثناء السفر، أو الجلوس بوضعية غير صحيحة لمدّة زمنيّة طويلة ومُتواصلة.
- زيادة وزن الفرد أو نُقصانه: يكون تأثير الوزن الزائد كبيرًا؛ لزيادة الضغط الواقع على العصعص عند الجلوس، كما أنّ نقصه المُفرِط من أحد الأسباب أيضًا؛ إذ إنّ تناقص الكتلة الدّهنيّة الشديد في منطقة الأرداف يزيد من احتماليّة احتكاك العصعص بما حوله.
- التقدّم بالسن: إذ إنّ تلف الأقراص الغضروفيّة الداعمة للعصعص مع العُمر يُسبّب اندماج عظامه وزيادة تصلبه، ممّا يزيد من الجهد الواقع عليه.
- الإصابة بأحد أمراض المفاصل التنكسيّة: كالفصال العظمي الذي يُعرَف أيضًا بخشونة المفاصل، وتنجم العديد من هذه الأمراض عن تلف بعض المفاصل والعظام وكثرة استعمالها، بما فيها العصعص.
- اختلاف شكل العصعص: إذ إنّه قد يختلف في عدد العظام التي تكوّنه ما بين الأفراد، وزيادة عدد العظام تعني زيادة عدد الاضطرابات والمشكلات التي يُمكن أن تصيب العصعص.
- الألم العصبيّ: الناجم عن تهيّج مجموعة من الأعصاب الموجودة أمام العصعص من المنطقة العلويّة، التي تُسمّى العُقدة العصبيّة المُفردة (Ganglion Impar)، وتهيّجها يُسبّب ألمًا مُزمنًا في العصعص.
- شدّ في عضلات قاع الحوض: التي تُسمّى العضلات الرافعة للشرج (Levator Ani) وتتّصل بالعصعص، ويُسبّب الشدّ فيها أو تهيّجها الشعور بالألم الذي يمتدّ حول العصعص ومنطقة المُستقيم العلوي في الجسم.
الأسباب النادرة
في حال استثناء أن يكون أحد الأسباب الشائعة السابقة وراء الشعور بألم العصعص يبحث الطبيب في احتماليّة أن تكون الأسباب الأقلّ شيوعًا الآتية المسؤولة عن ذلك:[٣]
- بعض أنواع السرطان: ففي بعض الحالات تنتقل أنواع مُحدّدة من السرطانات كسرطان البروستات أو سرطان القولون أو سرطان عنق الرحم أو سرطان المبايض إلى العصص وتتسبَّب بتكوّن أورام خبيثة فيه، يكون من أبرز أعراضها الشعور بالألم فيه، بالإضافة إلى ذلك توجد احتماليّة أكثر نُدرةً للإصابة بالورم الحبليّ في العصعص ينشأ أساسًا في العصعص أو المنطقة المحيطة به، قد يكون السبب وراء الشعور بالألم.
- الإصابة بالعدوى: نتيجة الإصابة بالناسور الشعرّي (Pilonidal cyst)، الذي يُسبّب الألم والتورّم في العصعص، وتكوّن القيح أو الصّديد فيه، كما أنّ التهاب العصعص قد يكون من مُضاعفات الإصابة بالتهاب العظم والنّقي (osteomyelitis) في حالات نادرة، إلا أنّه مُحتمل عند من لديهم تاريخ مرضيّ من الإصابة بقُرحة الفراش العجزيّة العصعصيّة، بالتزامن مع ظهور أعراض الالتهاب، كارتفاع درجة حرارة الجسم.
كيف يمكن تخفيف ألم العصعص في المنزل؟
يُمكن اتّباع بعض الإجراءات والخطوات البسيطة للتخفيف من ألم العصعص، يُمكن تطبيقها في المنزل دون الحاجة إلى مُراجعة الطبيب، يُذكر من أهمّها ما يأتي:[٣]
- تجنّب الجلوس لفترات طويلة مُتواصلة، وإن كان لا بُدّ من الجلوس المُطوّل في أداء بعض الأعمال يُنصح بمُحاولة الوقوف بين كلّ فترة وأُخرى، أو ثني الجسم إلى الأمام لتقليل الضغط على العصعص، أو استخدام بعض أنواع الوسائد المُعدّة خصوصًا لمنع آلام العصعص الناجمة عن الجلوس لساعات طويلة.
- استخدام أكياس الثلج أو كمادات ساخنة لتقليل ألم العصعص، وتجربة كلٍّ منهما لمعرفة إذا ما كانت إحداهما أفضل في تخفيف الألم من الأخرى، وهي توضع على منطقة الألم لمدّة تتراوح ما بين 10-15 دقيقةً، كما يُمكن استخدامها عدّة مرّات في اليوم، وفي حال كان الألم ناجمًا عن التعرّض لإصابة في منطقة العصعص عندها يُمكن استخدام الكمادات لمدّة أقصاها 3 أيام.
- تجنّب الإصابة بالإمساك قدر الإمكان، وذلك بتناول كميات جيّدة من الألياف، وشرب ما يكفي من الماء خلال اليوم، وإن تطلّب الأمر استخدام مُليّنات المعدة فلا بأس من استشارة الطبيب والصيدلاني؛ لمعرفة النوع المُناسب وطريقة استخدامه.
- ارتداء ملابس فضفاضة، وتجنُّب ارتداء بناطيل الجينز وغيرها من البناطيل الضيقة.[٢]
- استخدام مُسكّنات الألم البسيطة، التي تُصرف دون الحاجة إلى وصفة طبيّة.[٢]
كيف يمكن علاج ألم العصعص؟
في حال لم تُجدِ العلاجات السابقة نفعًا عندها يُفضّل زيارة الطبيب، وتشخيص أسباب ألم العصعص وعلاجها بما يُناسب، وعادةً ما تتضمّن الخيارات العلاجيّة كُلًا ممّا يأتي:[٢][٤]
- العلاج الفيزيائيّ: يستدعي العلاج الفيزيائيّ إجراء بعض التمارين لتقوية العضلات الدّاعمة للعصعص، وتقليل الشدّ المُحتمل حدوثه في الأربطة، كما أنّ المُعالج يُدرّب المُصاب على وضعية الجلوس الأنسب والحركات التي تُقلّل احتماليّة عودة الألم أو تفاقمه.
- حُقن الكورتيكوستيرويد الموضعيّة: تُعطى حُقن الكورتيكوستيرويد الموضعيّة في المنطقة المحيطة بالعصعص مُباشرةً، وتهدف إلى تقليل الألم والالتهاب فيه، كما أنّها قد تحتوي على مُخدّرٍ موضعيّ للتخلص من الألم بفعالية أكبر، إلا أنّ مفعولها يمتدّ بضعة أسابيع ليس إلا، كما أنّ لها بعض المُضاعفات التي تحصر استخدامها لمرّة أو مرّتين فقط في السنة.
- العمليات الجراحيّة: التي تكون خيار الأطباء الأخير في حال فشل جميع العلاجات الأُخرى، سواء كانت باستئصال جُزئيّ لإحدى عظام العصعص أم باستئصاله بالكامل.
ما هي الأعراض المُصاحبة لألم العصعص؟
نظرًا لتعدّد الأسباب وراء الشعور بالألم في العصعص فإنّ الأعراض المُصاحبة له تختلف ما بين الإصابات، وهي تتضمّن واحدًا أو أكثر ممّا يأتي:[٤]
- الشعور بالألم عند الضّغط في منطقة العصعص، كما في حال الجلوس على كُرسيّ صلب للغاية.
- الألم أثناء الإخراج.
- الألم أثناء مُمارسة العمليّة الجنسيّة.
- الإصابة بالقلق أو الاكتئاب؛ لطول فترة الإصابة بآلام العصعص.
المراجع
- ↑ Richard Staehler (13-1-2017), "Anatomy of the Coccyx (Tailbone)"، spine-health, Retrieved 21-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Coccydynia (tailbone pain)", nhs,11-7-2019، Retrieved 21-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Elizabeth Quinn (12-3-2019), "Causes of Tailbone Pain and Treatment Options"، verywellhealth, Retrieved 21-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Coccydynia (Tailbone Pain)", clevelandclinic,22-7-2014، Retrieved 21-5-2020. Edited.