محتويات
تليف الكبد
يُعرَف تليّف الكبد بأنّه عملية التندب التي تنتج استجابةً لتعرض الكبد للتمزقات، إذ يُرسّب الكبد الكولاجين عند تعرّض الكبد للجروح كغيره من أعضاء الجسم الأخرى والجلد، مما يؤدي إلى تشكّل ندوب على الكبد، ومع مرور الزمن تؤدي هذه العملية إلى تليّف الكبد ليتعطّل التنظيم للوحدات الوظيفية للكبد، الأمر الذي يعيق تدفق الدم، وتتعطّل وظائف الكبد، وبمجرد تطوّر تليّف الكبد تبدأ المضاعفات الخطيرة بالحدوث؛ بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم البابي، وفشل الكبد، وسرطان الكبد. حيث الإصابة بتليّف الكبد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، كما يُعدّ تليّف الكبد حالةً مرضيةً تسبق الورم الخبيث، والذي يُعدّ من الأسباب العشرة الأبرز للوفاة عالميًا، بالإضافة إلى سرطان الكبد، وهو من أكثر خمسة أسباب مؤدية إلى الوفاة لدى متوسطي العمر في البلدان الناميّة.[١]
أسباب تليف الكبد
يتطوّر تليّف الكبد غالبًا عند تعرّض الكبد للجروح أو الالتهاب، الأمر الذي يحفّز التئام الجروح في الكبد، وخلال التئام الجروح تتراكم البروتينات الزائدة في الكبد؛ مثل: الكولاجين، والبروتينات السكريّة، وفي النهاية وبعد العديد من محاولات إصلاح الكبد تصبح خلايا الكبد غير قادرةً إصلاح نفسها، وتظهر الندب أو التليفات في الكبد بسبب البروتينات الزائدة، وتسهم الإصابة بالعديد من أمراض الكبد في تشكيل تليّف الكبد. وتتضمن هذه الأمراض ما يأتي:[٢]
- التهاب الكبد المناعيّ.
- فرط الحديد.
- الانسداد الصفراويّ.
- التهاب الكبد الفيروسيّ من النوع ب، والنوع ج.
- مرض الكبد الكحوليّ.
- مرض الكبد غير الكحوليّ، والتهاب الكبد غير الكحوليّ.
يُعدّ مرض الكبد غير الكحولي أكثر الأسباب شيوعًا للإصابة بتليّف الكبد، بينما يُعدّ السبب الثاني مرض الكبد الكحوليّ، الذي ينتج من تناول الكحول بكثرة ولمدة طويلة.
عوامل الخطر لتليف الكبد
تتضمن عوامل الخطر التي تزيد من احتمال الإصابة بتليّف الكبد ما يأتي:[٣]
- الإصابة المزمنة بالتهابَي الكبد ب أو ج.
- الجنس، إذ يُعدّ الرجال أكثر عرضةً للإصابة بتليّف الكبد من النساء.
- الأشخاص الأكبر سنًا من خمسين عامًا.
- مقاومة الإنسولين، هو اضطراب تصبح خلاله خلايا الجسم مقاومة للإنسولين، مما يتسبب في تقليل الاستجابة الطبيعيّة للإنسولين في الجسم؛ مما يعني حاجة الجسم إلى كميات أكبر من الإنسولين لتظهر آثار الإنسولين.
- ضعف جهاز المناعة؛ الذي ينتج بسبب الإصابة بعدوى فيروسيّة؛ مثل: فيروس نقص المناعة البشريّة، أو استخدام الأدوية التي تثبّط جهاز المناعة بعد عملية زراعة الكبد.
- تناول الكحول.
أعراض تليف الكبد
لا يدرك معظم الأشخاص المصابين بتليّف الكبد إصابتهم به، ويعزى ذلك إلى قلة ظهور أيّ أعراض واضحة لتليّف الكبد، وعلى الرغم من ذلك فإنّه تحدث بعض الأمور داخل الكبد؛ ومنها:[٤]
- انخفاض القدرة العامة لوظائف الكبد؛ بما في ذلك تنقية الدم، وحفظ الطاقة، والتخلص من العدوى.
- الحد من قدرة الكبد على إعادة تجديد نفسه.
- الحد من تدفق الدم داخل الكبد.
يبدأ معظم الأشخاص بملاحظة ظهور الأعراض عند تطور تليّف الكبد إلى تشمع الكبد، كما تختلف الأعراض الأوليّة، لكن تتضمن أكثر الأعراض شيوعًا لتشمع الكبد في مراحله المبكرة ما يأتي:[٤]
- ضعف الشهيّة.
- الشعور بالضعف.
- التعب غير المبرر.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- التقيؤ، والغثيان.
- الشعور بالألم أو عدم الراحة في الجزء الأيمن العلويّ من البطن.
تتضمن بعض الأعراض الشائعة للمراحل المتقدمة من تشمع الكبد ما يأتي:[٤]
- سهولة التعرض للكدمات أو النزيف.
- الوذمة، أو احتباس السوائل أسفل الساقين أو الكاحلين أو القدمين.
- اليرقان؛ هو الاصفرار الذي يحدث في الجلد أو العينين.
- الحكة الشديدة في الجلد.
- الاستسقاء أو انتفاخ البطن؛ بسبب تراكم السوائل.
- زيادة الحساسية تجاه العلاجات الدوائيّة وآثارها الجانبيّة.
- لون البول الغامق.
- وجود مشكلات في بعض المهارات المعرفيّة؛ مثل: الذاكرة، أو التركيز، أو النوم.
تشخيص تليف الكبد
يشكّ الطبيب في إصابة الشخص بتليّف الكبد عند وجود اضطراب لديه، أو في حال تناول علاجات دوائية تسبب تليف الكبد، أو أثناء عمل الفحوصات الروتينيّة للكبد، والتي تشير إلى وجود خلل في الكبد، أو أنّه لا يؤدي وظائفه بشكل جيد، ثمّ تُجرى فحوصات أخرى لتأكيد التشخيص والإصابة بتليّف الكبد، كما تُنفّذ هذه الفحوصات لتحديد مدى شدة المرض. وتتضمن الفحوصات خزعةً من الكبد، وفحوصات الدم، والفحوصات التصويريّة، وقد تُجرى بعض الفحوصات التصويرية المتخصصة في بعض الحالات لتحديد مدى تصلب الكبد.[٥] ومن أبرز هذه الفحوصات ما يأتي:
- الفحوصات التصويريّة، تُجرى بعض الفحوصات؛ مثل: تخطيط الصدى الطبيّ، أو التصوير الطبقيّ المحوريّ، أو تصوير الرنين المغناطيسيّ، التي تكشف عن وجود تشوّهات تصاحب تليّف الكبد، وارتفاع ضغط الشريان البابيّ؛ مثل: تضخم الطحال، أو الدوالي. ومن الجدير ذكره أنّ هذه الفحوصات لا تكشف عن وجود تليف الكبد في مراحله الأولية أو بداية المتقدمة إلى حدّ ما.
- فحوصات الدم، تُجرى فحوصات دم محددة تُميّز ما بين مرحلتين من مراحل تليّف الكبد، وهي مرحلة عدم وجود تليف الكبد، أو المرحلة الخفيفة، أو المرحلة المتوسطة إلى الشديدة، وهذه الفحوصات لا تُميّز بشكل دقيق ما بين مراحل تليّف الكبد المتوسطة أو الشديدة، وتساعد معرفة شدة تليف الكبد في التنبؤ بإصابة الشخص بالتهاب الكبد المزمن.
- خزعة الكبد، يُعدّ إجراء خزعة للكبد الطريقة الأكثر دقة للتأكد من الإصابة بتليف الكبد، وتحديد مرحلته، وتحديد المرض المتسبب في الإصابة بتليف الكبد، وغالبًا ما تُجرى خزعة الكبد إذا كان التشخيص غير واضح، كما تُنفّذ لمعرفة إذا ما تقدّم تليّف الكبد إلى تشمع الكبد، والسبب الذي ينتج من خزعة الكبد فإنّ الأطباء يُجرون فحوصات الدم في البداية لتحديد درجة تقدم المرض، ثم تُؤخذ الخزعة لتحديد إذا ما كان التليف متوسطًا أو شديدًا.
- الفحوصات التصويرية المتخصصة، يُحدّد مدى تيبّس الكبد من خلال إجراء هذه الفحوصات، وتعني زيادة شدة تصلّب الكبد زيادة شدة تليّف الكبد، وتتضمن هذه الفحوصات التصوير بالموجات فوق الصوتية المرنة، والتصميم المرن بالرنين المغناطيسي، والتصوير الدافع لقوة الإشعاع الصوتيّ، التي خلالها تُستخدَم الموجات الصوتيّة، وتُطبّق على البطن لتحديد مدى تصلب الكبد، ولا تُعدّ هذه الفحوصات خطيرةً، كما توجد لها بعض المزايا.
مضاعفات تليف الكبد
يُعدّ تشمع الكبد من أهم المضاعفات التي تصيب الكبد نتيجة تليّفه، أو التندبات الشديدة في الكبد التي تسبب تلف الكبد بشكل كبير، وتؤدي إلى مرض الشخص، وغالبًا ما يحتاج ذلك إلى الكثير من الوقت ليحدث، إذ يحدث على مدار عقد أو عقدين، ويُعدّ كبد الإنسان ضروريًا لبقائه على الحياة؛ لأنّه المسؤول عن فلترة المواد الضارة في الكبد، بالإضافة إلى تنفيذ مهمات أخرى تُعدّ ضرورية للجسم، لكن إذا تقدّم تليف الكبد لدى الشخص وأصبح مصابًا بتشمع الكبد أو فشل الكبد؛ فإنّه تظهر مضاعفات تتضمن ما يأتي:[٢]
- الاستسقاء، هو التراكم الشديد للسوائل في البطن.
- اعتلال الدماغيّ الكبديّ، هو تراكم الفضلات ومخلفات الأيض في الدم، الذي تنتج منه الإصابة بالارتباك.
- المتلازمة الكبدية الكلويّة.
- فرط ضغط الدم البابيّ.
- نزيف الدوالي.
تُعدّ أيٌّ من هذه الاضطراباتِ مميتةً لدى الشخص المصاب بأمراض الكبد.
المراجع
- ↑ William Rosenberg, "What is liver fibrosis?"، siemens-healthineers, Retrieved 10-10-2019. Edited.
- ^ أ ب Rachel Nall (11-1-2018), "Liver Fibrosis"، healthline, Retrieved 10-10-2019. Edited.
- ↑ Stephen Holt, "Liver Fibrosis"، liversupport, Retrieved 10-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Jennifer Huizen (29-4-2019), "What is liver fibrosis?"، medicalnewstoday, Retrieved 10-10-2019. Edited.
- ↑ Jesse M. Civan, "Fibrosis of the Liver"، msdmanuals, Retrieved 14-10-2019. Edited.