أضرار بطانة الرحم السميكة

أضرار بطانة الرحم السميكة
أضرار بطانة الرحم السميكة

بطانة الرحم السميكة

يتغير سمك بطانة الرحم خلال الدورة الشهرية بشكل طبيعي استجابةً للتغيرات الهرمونية، ففي النصف الأول من الدورة الشهرية يُفرَز هرمون الأستروجين من المبيض، مما يحفز بطانة الرحم للنمو وزيادة سمكها، وفي منتصف الدورة الشهرية تخرج البويضة من المبيض ويصاحبها إفراز هرمون البروجيسترون بكمية كبيرة، الذي يحافظ على سمك بطانة الرحم، ويجهزها لاستقبال البويضة المخصبة واستكمال الحمل، لكن عند عدم حدوث الحمل ينخفض مستوى الهرمونين، مما يحفّز تكسّر بطانة الرحم وخروجها من الجسم في شكل دم الحيض، وفور تكسر كل بطانة الرحم تبدأ دورة شهرية جديدة.

الإصابة ببطانة الرحم السميكة أو ما يُعرَف باسم مرض فرط تنسج بطانة الرحم هو اضطراب يصيب بطانة الرحم، ويسبب زيادة سمكها بشكل غير طبيعي نتيجة العديد من الأسباب، ويُقسّم مرض فرط تنسج بطانة الرحم نوعين؛ نوع بسيط، ونوع معقد، وتُقسّم هذه الأنواع أنواعًا فرعية أخرى طبقًا لوجود تشوهات في الخلايا تسمى النسيج غير النمطي، وبذلك تكون أنواع فرط التنسج هي؛ فرط تنسج بسيط، فرط تنسج معقد، فرط تنسج بسيط غير نمطي، وفرط تنسج معقد غير نمطي.[١]


أضرار بطانة الرحم السميكة

تسبب بطانة الرحم السميكة عرضًا أساسيًا مزعجًا للمريضة، وهو اضطراب الدورة الشهرية الذي يحدث في شكل:[٢]

  • زيادة كثافة دم الحيض أو استمرار أيام الحيض أطول من المعتاد.
  • قصر المدة بين الحيضتين؛ أي يأتي الحيض كل أقل من واحد وعشرين يومًا.
  • الإصابة بنزيف بين الحيضتين.
  • غياب الدورة الشهرية، بما يُعرَف باسم ما قبل سن اليأس.
  • الإصابة بنزيف بعد بلوغ سن اليأس.

بطانة الرحم السميكة مرض سهل الإصابة به مرة أخرى حتى بعد الخضوع للعلاج، كما قد يتطور المرض إلى الإصابة بـسرطان بطانة الرحم، فالحالات التي تعاني من فرط تنسج من دون خلايا غير نمطية تكون في خطر بسيط للإصابة بالسرطان، بينما 30-40% من الحالات المصابة بفرط التنسج غير نمطي تُشخّص بالإصابة بالسرطان في الوقت ذاته، والحالات المتبقية تكون في خطر عالٍ للإصابة بسرطان بطانة الرحم، ويزداد هذا الخطر بشكل كبير بعد بلوغ سن اليأس.[٣]


أسباب بطانة الرحم السميكة

اضطراب التوازن بين هرمونَي الأستروجين والبروجيسترون هو السبب الرئيس للإصابة بفرط تنسج بطانة الرحم، وبشكل أوضح ارتفاع هرمون الأستروجين وانخفاض هرمون البروجيسترون الذي قد يحدث نتيجة العديد من الأسباب؛ مثل:[٤]

  • بلوغ سن اليأس؛ أي عدم إفراز المبيض للبويضات، وعدم إفراز هرمون البروجيسترون.
  • بلوغ مدة ما قبل سن اليأس، التي يضطرب فيها التبويض.
  • تناول العلاج الهرموني، خاصةً هرمون الأستروجين، بعد سن اليأس.
  • الإصابة باضطراب الدورة الشهرية أو العقم أو متلازمة المبيض متعدد الكيسات.
  • تناول الأدوية التي تحاكي تأثير هرمون الأستروجين في الجسم.
  • الإصابة بالسمنة المفرطة.

كما توجد بعض العوامل التي تزيد خطر إصابة المرأة بفرط تنسج بطانة الرحم؛ مثل: العمر الأكبر من خمسة وثلاثين عامًا، وبدء الحيض مبكرًا في عمر صغير، وبلوغ سنّ اليأس متأخرًا، والإصابة بأمراض أخرى؛ مثل: مرض السكري، أو أمراض الغدة الدرقية، أو أمراض المرارة، أو إصابة أحد أفراد العائلة بسرطان الرحم، أو سرطان المبيض، أو سرطان القولون.


تشخيص بطانة الرحم السميكة

يشخص الطبيب إصابة المرأة ببطانة الرحم السميكة عن طريق مراجعة التاريخ المرضي والأعراض التي تعاني منها بعد طرح العديد من الأسئلة عليها، ثم يستعين الطبيب ببعض الفحوصات لتأكيد التشخيص مثل:[٤]

  • الموجات فوق الصوتية عبر المهبل لقياس سمك بطانة الرحم وفحص الرحم والمبيضين من الداخل.
  • منظار الرحم.
  • سحب خزعة من أنسجة بطانة الرحم وفحصها لاكتشاف وجود أي خلايا سرطانية بها.


علاج بطانة الرحم السميكة

يختلف علاج بطانة الرحم السميكة على نوعه، ومن ذلك علاج هذه المشكلة في حالة[٥] فرط التنسج من دون خلايا غير نمطية، ويُعالج هذا النوع بواسطة هرمون البروجيسترون الذي يعطي نتائج جيدة جدًا؛ إذ تعود 90% من الخلايا إلى طبيعتها بالعلاج، ويُستخدم هرمون البروجيستيرون إما في شكل حبوب تؤخذ عن طريق الفم يوميًا لمدة ستة أشهر على الأقل، أو في شكل اللولب الهرموني ميرنا، الذي يُستخدم عادةً في منع الحمل، ويفرز هذا اللولب هرمون البروجيسترون داخل الرحم؛ لذا هو يعطي نتائج أفضل للعلاج بأعراض جانبية قليلة. وفي بعض الحالات تكون المتابعة فقط دون علاج هي أفضل حلّ إذا توقف عامل الخطر المسبب للمرض لدى المرأة؛ مثل: التوقف عن تناول هرمون الأستروجين، إذ في 75% من هذه الحالات تعود الخلايا إلى طبيعتها دون علاج.

والمتابعة الدورية مع الطبيب أمر ضروري للتأكد من عودة الخلايا إلى طبيعتها عن طريق سحب خزعة من خلايا بطانة الرحم وفحصها، أو الخضوع لمنظار الرحم لفحص بطانته من الداخل بعد ستة أشهر ثم اثني عشر شهرًا من العلاج، واستمرار الإصابة بفرط التنسج يستدعي الحصول على هرمون البروجيسترون إذا لم تحصل عليه المرأة سابقًا.


المراجع

  1. "Endometrial Hyperplasia", acog, Retrieved 2019-7-16.
  2. familydoctor.org editorial staff (2019-1-16), "Endometrial Hyperplasia"، familydoctor, Retrieved 2019-7-16.
  3. Dr Mary Harding (2017-3-22), "Endometrial Hyperplasia"، patient, Retrieved 2019-7-16.
  4. ^ أ ب Ann Pietrangelo (2018-12-3), "What Is Endometrial Hyperplasia and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 2019-7-16.
  5. "Endometrial Hyperplasia", nhs, Retrieved 2019-7-16.

فيديو ذو صلة :

601 مشاهدة