أعراض الحمل العنقودي الجزئي

الحمل العنقودي

يشار للحمل العنقودي (Molar pregnancy) أيضًا باسم الحمل الرّحوي، ويعدّ من المضاعفات النادرة للحمل، ويعرف من خلال النّمو غير الطّبيعي للأرومة المغذية، وهي الخلايا التي تتطوّر عادةً لتكوّن المشيمة المغذية للجنين.

يوجد نوعان من الحمل العنقوديّ، وهما: الحمل العنقودي التامّ، والحمل العنقودي الجزئيّ، في الحمل العنقودي التام تكون خلايا المشيمة غير طبيعيّة ومتورّمةً، وتتشكّل لتكوّن كيسًا مملوءًا بالسّوائل، ولا يحدث تكوّن لخلايا الجنين. أما في الحمل العنقودي الجزئي تتكوّن خلايا مشيمة طبيعيّة بالتزامن مع تكوّن خلايا مشيمة أخرى غير طبيعيّة، وقد يحدث تكوّن للجنين، لكن في هذه الحالة لا يتمكّن الجنين من البقاء على قيد الحياة، وفي العادة يحدث الإجهاض في مراحل الحمل المبكّرة.

يمكن أن يسبّب الحمل العنقودي حدوث مضاعفات خطيرة، ويمكن أن تشمل هذه المضاعفات الإصابة بنوع نادر من السّرطان، ومن الضروري التنويه إلى حاجة الحمل العنقودي إلى العلاج المبكِّر.[١]


أعراض الحمل العنقودي الجزئي

يعدّ النّزيف المهبلي الشديد أثناء الحمل العلامة الرّئيسة على الحمل العنقودي، وقد يكون دم النزيف الناجم عن الحمل العنقودي أسود أو بنيًّا،[٢] وفي الحقيقة تتشابه أعراض الحمل العنقودي الجزئي مع أعراض الحمل العنقودي الكلي، إلا أنَّها غالبًا ما تكون أقل شدة، كما أنَّ بعض أعراض الحمل العنقودي الكلي نادرًا ما تظهر في الحمل العنقودي الجزئي مثل: التقيؤ المتكرر، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وتجدر الإشارة إلى أنَّ معظم الأعراض -ما عدا النزيف المهبلي- من النادر حدوثها، وذلك لأنها تحدث في المرحلة المقدمة من المرض، فغالبًا ما تُعالج النساء المُصابات بالحمل العنقودي مبكرًا، ويمكن بيان الأعراض على النحو الآتي:[٣]

  • النزيف المهبلي: تعاني العديد من النساء المُصابات بالحمل العنقودي الجزئي تقريبًا من نزيف مهبلي غير منتظم أثناء الحمل، ويبدأ النزيف عادةً خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، وغالبًا ما تظهر تجلطات دموية أو إفرازات بنية مائية من المهبل، وفي بعض الأحيان تظهر كتلة على هيئة العنب من المهبل. وغالبًا ما يؤدي هذا النزيف إلى مراجعة الطبيب وتشخيص الحمل العنقودي.
  • فقر الدم: يحدث فقر الدم في حالات النزيف الشديدة أو المطولة، فلا يستطيع جسم المرأة استبدال خلايا الدم الحمراء بالسرعة التي تُفقَد بها من خلال النزيف، الأمر الذي يُسبِّب انخفاض عدد كريات الدم الحمراء، والإصابة بفقر الدم، ومن أعراضه: التعب، وضيق التنفس خاصةً عند ممارسة النشاط البدني.
  • تورم البطن: يزداد حجم الرحم والبطن بسرعة أكبر في الحمل العنقودي بشكل أسرع من الحمل الطبيعي. ويعد هذا أكثر شيوعًا في الحمل العنقودي الكامل، وغالبًا ما يظهر في الثلث الثاني من الحمل.
  • تكيسات المبيض: ينتج هذا عن إنتاج خلايا الورم هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية (HCG) -ويُشار إليه أيضًا باسم هرمون الحمل-، مما يؤدي إلى تكوين تكيسات مملوءة بالسوائل في المبيضين. وفي الحقيقة يحدث هذا في حال ارتفاع مستوى الحمل بدرجات كبيرة، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الكيساتقد تكون كبيرة بما يكفي لإحداث تورم في البطن، وفي الحقيقة تختفي هذه من تلقاء نفسها دون علاج بعد حوالي 8 أسابيع من إزالة الحمل العنقودي عادةً، لكن في بعض الأحيان يقد يحدث التواء المبيض، أي التواء المبيض على الأوعية الدموية المغذية له، ويسبِّب هذا ألمًا شديدًا، ومن الضروري علاجه بالإجراءات الجراحية.
  • مقدمات الارتعاج: قد تحدث مقدمات الارتعاج -المرحلة التي تسبق تسمم الحمل- كأحد مضاعفات الحمل الطبيعي في الثلث الثالث من الحمل عادةً، مُسبِّبة ارتفاع ضغط الدم، والصداع، وتورم في اليدين أو القدمين، وخروج كمية كبيرة من البروتين إلى البول. لكن قد تشير الإصابة بمقدمات الارتعاج خلال الثلث الأول أو أوائل الثلث الثاني من الحمل على الإصابة بالحمل العنقودي، ويعد حدوث هذه نادرًا في الحمل العنقودي الجزئي، فهو أكثر شيوعًا بالحمل العنقودي الكامل. الحمل المولي الكامل.


سبب حدوث الحمل العنقودي

يحدث الحمل العنقودي نتيجةً لوجود مشكلة في البويضة المخصّبة، إذ تحتوي الخلايا الطبيعية البشرية على 23 زوجًا من الكروموسومات؛ نصفها من الأم والنصف الثاني من الأب، وتحمل هذه الكروموسومات المعلومات التي تخبر خلايا الجسم بما يجب فعله.

في الحمل العنقودي توجد مجموعة إضافية من الكروموسومات قادمة من الأب، وعندما تحدث هذه المشكلة لا تتمكّن البويضة المخصّبة من البقاء على قيد الحياة، وتموت خلال بضعة أسابيع من الحمل.[٤]


عوامل خطر الإصابة بالحمل العنقودي

يُشخَّص حمل واحد من كل 1000 حمل كحمل عنقوديّ، ويمكن أن تزيد عوامل عديدة من خطر حدوث الحمل العنقودي، وتشمل هذه العوامل ما يأتي:[١]

  • سنّ الأم، يزداد احتمال حدوث الحمل العنقودي لدى النساء اللواتي تزيد أعمارهن عن 35 عامًا، أو اللواتي تقلّ عن 20 عامًا.
  • حدوث الحمل العنقودي سابقًا، تعدّ السيدات اللواتي تعرضن للحمل العنقودي مسبقًا أكثر عرضةً لحدوث الحمل العنقودي مرّةً أخرى، ويتكرّر حدوث الحمل العنقودي لدى امرأة واحدة من كلّ 100 امرأة تعرّضت للحمل العنقودي سابقًا.


مضاعفات الحمل العنقودي

بعد إزالة الحمل العنقودي يمكن أن تبقى بعض الأنسجة منه في الرّحم، وقد تستمرّ هذه بالنّمو، وتسمّى هذه الحالة بورم الأرومة الغاذية الحملي المستمر، وتحدث هذه الحالة لدى ما يقارب 15-20% من النساء اللواتي تعرضن للحمل العنقودي التام، ولدى ما يقارب %5 من النساء اللواتي تعرّضن للحمل العنقودي الجزئي. ويعدّ استمرار ارتفاع مستوى هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية -هرمون الحمل- بعد إزالة ورم الحمل العنقودي إشارةً على الإصابة بورم الأرومة الغاذية الحملي المستمر، وفي بعض الأحيان تخترق أنسجة الحمل العنقودي جدار الرحم بعمق لتصل إلى الطبقة الوسطى من جدار الرّحم، ممّا يسبّب النّزيف المهبلي. عادةً ما تُعالَج ورم الأرومة الغاذية الحملي المستمر باستخدام العلاج الكيميائي بنجاح، كما وقد تُعالج عن طريق استئصال الرّحم.

في حالات نادرة قد يتطوّر ورم سرطاني من ورم الحمل العنقودي يعرف بالسرطانة المشيمائية الذي يمكن أن ينتشر إلى الأعضاء الأخرى، وتعدّ هذه الحالة أكثر شيوعًا في الحمل العنقودي التامّ من الحمل العنقودي الجزئي.[١]


علاج الحمل العنقودي

يُعالَج الحمل العنقودي الجزئي من خلال إزالة الجنين والمشيمة من الرّحم، ويتمّ هذا الإجراء من خلال إجراء جراحيّ يسمّى الكشط المصي، وينطوي هذا الإجراء على توسعة عنق الرحم لإخراج الجنين والمشيمة.

بعد هذا الإجراء يستمرّ الطّبيب بفحص نسب هرمون موجهة الغدد التناسلية لمدّة سنة تقريبًا؛ للتأكّد من عدم بقاء أنسجة من الحمل العنقودي في الرحم، ويجب على المرأة استخدام وسائل منع الحمل خلال هذه الفترة للتأكّد من عدم حدوث الحمل.[٢]


نصائح للوقاية من الحمل العنقودي

يجب رؤية الطبيب قبل الحمل مرّةً أخرى إذا واجهت المرأة حالة الحمل العنقودي من قبل، وقد يقترح الطبيب الانتظار من ستّة أشهر إلى سنة قبل تجربة الحمل مرّةً أخرى. وتجدر الإشارة إلى أنَّ خطر تكرار حدوث الحمل العنقودي منخفضًا، لكنّه يبقى أعلى لدى النساء اللواتي واجهن الحمل العنقودي مسبقًا من النساء اللواتي لم يتعرّضن لحدوث الحمل العنقودي على الإطلاق. خلال أيّ حالة حمل لاحقة قد يراقب الطبيب حالة الحامل وتطوّر الحمل في المراحل المبكّرة من الحمل من خلال التصوير بالموجات الفوق صوتية، وقد يقترح أيضًا فحص الجينات للتأكّد من عدم تكرار حدوث الحمل العنقودي.[١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث Mayo Clinic Staff (14-12-2017), "Molar pregnancy"، mayoclinic, Retrieved 24-7-2019. Edited.
  2. ^ أ ب "Partial Molar Pregnancy", clevelandclinic, Retrieved 24-7-2019. Edited.
  3. "Signs and Symptoms of Gestational Trophoblastic Disease", cancer,28-11-2017، Retrieved 28-4-2020. Edited.
  4. "What is a Molar Pregnancy?", webmd, Retrieved 24-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :