محتويات
التهاب عين الطفل
يتعرض الأطفال للميكروبات والجراثيم بكثرة، وهذا يفسر سبب إصابتهم بالأمراض، كما أنّ جهازهم المناعي لا يستطيع مواجهة هذه الميكروبات، وتعدّ العين من أكثر أعضاء الجسم حساسيّةً، ويمكن أن تُصاب بالعديد من الحالات المرضية، بما فيها الالتهاب الذي ينتشر بنسبة كبيرة، خاصّةً بين الأطفال، إذ إنّه على سبيل الذكر لا الحصر يصيب 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة الأمريكية، وتعد العدوى الفيروسية السبب الأكثر شيوعًا الذي يؤثر في ما يتراوح بين 50-75% من الأطفال.[١]
ما أعراض التهاب عين الطفل؟
التهاب عين الأطفال أو ما يعرف بالتهاب الملتحمة أو العين الوردية هو حالة التهابية تصيب الغشاء المخاطي للعين وهو القسم الأبيض منها، ويتسبب بتحوّل لون العين إلى اللون الأحمر أو الأصفر، وغالبًا ما يحدث الالتهاب نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية، وتعد نزلات البرد أكثر الأسباب شيوعًا،[٢] ويؤدّي التهاب عين الطفل -خاصّةً الأطفال ما دون عمر 5 سنوات- إلى ظهور العديد من الأعراض، ومن الجدير بالذّكر أنّ الأعراض تتطور خلال ما يتراوح بين 1-3 أيام، ومن الممكن أن تستمرّ لثلاثة أسابيع كحد أقصى، وتتضمن الآتي:[٣]
- نزول الدموع بكثرة.
- احمرار المنطقة خلف الجفن.
- احمرار العينين أو إحداهما، أو تحوّل لونها إلى اللون الوردي.
- نزول إفرازات صفراء أو خضراء من العين، وعند نوم الطّفل؛ فهذه الإفرازات تجفّف مسبّبةً تقشّر المنطقة حول الجفون.
- انزعاج الطّفل عند تعرضه لضوءٍ ساطع، وهذا ما يعرف برهاب الضوء.
- الشّعور بالانزعاج في العين، كوجود الرمل فيها.
- الحكّة في العينين مع فركهما.
- تورّم الجفون وانتفاخها.
ما الذي يسبب التهاب عين الطفل؟
يحدث التهاب عين الطفل كما أُشير أعلاه بنسبة كبيرة نتيجة عدوى فيروسية أو بكتيرية، لكنه يختلف باختلاف العامل المسبب، وتتضمن أسباب التهاب عين الطفل في المُجمَل ما يأتي:[٤]
- الحساسية: من الممكن أن تلتهب عين الطفل عند التعرض لأحد العوامل التحسّسية، كحبوب اللقاح، وهذا يؤدي إلى إنتاج الجسم لأجسام مضادة تسمّى الغلوبيولين المناعي لتحفّز خلايا في الأغشية المخاطية في كلتا العينين والجهاز التنفسي بهدف إفراز مواد تسبب التهاب العين، من أبرزها مادة الهيستامين.
- دخول الأجسام الغريبة إلى العين: يؤدي دخول أجسام غريبة أو مواد كيميائية إلى التهاب العين لدى الطفل، ومن الممكن أن يحدث أيضًا عند غسل العين بهدف إخراج الجسم الغريب أو المادة الكيميائية، لكن ذلك يؤدي إلى تهيج العين واحمرارها، ومن الجدير بالذّكر أنّ بعض المواد الكيميائية -خاصّةً إذا كانت كاويةً- تؤدي إلى تلف عين الطفل الدائم، وقد يشير استمرار أعراض الالتهاب إلى بقاء الجسم الغريب داخل العين، أو وجود خدش في القرنية.
- الفيروسات والبكتيريا: عادةً ما يحدث التهاب العين لدى الأطفال نتيجة الإصابة بالفيروسات، بما فيها فيروس الهربس البسيط، أو الفيروس النطاقي الحماقي، أو الفيروس المسبب لكورونا (كوفيد 19)، أمّا التهاب العين البكتيري فتصاحبه عدوى في الجهاز التنفسي كالزكام، كما قد يحدث نتيجة ارتداء عدسات لاصقة لم تنظّف بطريقة صحيحة، أو مشاركة العدسات مع أشخاص آخرين، ومن الجدير بالذّكر أنّ كلا نوعي التهاب العين -أي الفيروسي والبكتيري- مُعدٍ للغاية، وتنتقل العدوى من شخص مصاب إلى شخص سليم من خلال التلامس المباشر أو غير المباشر مع سوائل عين المصاب.
كيف يتم تشخيص التهاب عين الطفل؟
يُشخّص الطبيب التهاب عين الطفل من خلال معاينة الأعراض الظاهرة، على الرغم من أنّ تحديد العامل المسبب قد يكون صعبًا، كما يطرح بعض الأسئلة حول حالة الطفل الصحية، وهل يرتدي نظارةً أم لا، وهل توجد إصابات سابقة في العائلة بالتهاب العين، وإذا كان الطفل قد تعرض لمرات عديدة من العدوى فإنّ الطبيب يأخذ عينةً من أنسجة العين ويحللها مخبريًا للكشف عن العامل المسبب للالتهاب ولتحديد الخيار العلاجي الأفضل.[٥]
كيف يمكن علاج التهاب عين الطفل؟
بعد إجراء الفحوصات التشخيصية ومعرفة الأسباب يحدد الطبيب الخيار العلاجي المناسب، وفي المجمل تتضمن العلاجات الخيارات الآتية:[٦]
- علاج العدوى الفيروسية: إذا كان سبب الالتهاب ناجمًا عن عدوى فيروسيّة فإنّه لا يحتاج إلى علاج؛ لأنّ هذه العدوى تزول من تلقاء نفسها.
- علاج العدوى البكتيرية: إذا كان التهاب عين الطفل ناتجًا عن عدوى بكتيريّة فإنّ علاجه يكون باستخدام قطرات العين أو المضادّات الحيوية، ويوصي الطبيب بوضع القطرات في الزّاوية الدّاخلية للعين، وعندما يفتح الطّفل عينه فإنّ الدواء يتدفّق عبرها، ومن الممكن أن يصف المراهم التي تحتوي على مضادّات حيويّة في حال كان يصعب التّعامل مع قطرات العين للأطفال، وتستخدم من خلال وضع طبقة رقيقة على الجزء الداخلي من الجفون لتذوب وتدخل إلى العين.
- علاج ردّ الفعل التحسّسي: يوصي الطبيب باستخدام أدوية مضادّة للحساسية على شكل سائل أو قطرات للعين أو حبوب، كما يمكن استخدام الأسيتامينوفين أو الأيبوبروفين لتخفيف الأعراض وتقليل انزعاج الطّفل من حالة الالتهاب.
نصائح للتقليل من التهاب عين الطفل
يمكن اتباع بعض الخطوات للتّخفيف من أعراض التهاب عين الطفل، تتضمن الآتي:[٧]
- منع الطفل فرك عينيه بالأصابع.
- الامتناع عن مشاركة أشياء الطفل الخاصة مع الأطفال الآخرين، كالملابس والمناشف والأدوية.
- غسل يدي الطّفل جيدًا بالماء الدافئ والصابون قبل الأكل.
- من الضروري أيضًا عدم استخدام القطرات العينية مدّةً أكثر من التي أوصى بها الطبيب؛ وذلك لأنّها قد تؤدي إلى احمرار العين بصورة كبيرة.
- الحفاظ على نظافة عين الطفل وغسلها جيدًا في حال خروج إفرازات منها باستخدام منشفة أو قطعة من القطن.
- تغيير ملابس الطّفل وأغطية السّرير والمناشف التي يستخدمها حتى تختفي العدوى.
- وضع منشفة مبلّلة بالماء الدافئ على عين الطفل والضّغط عليها عدّة دقائق، وتكرار هذه العملية 3-4 مرّات في اليوم؛ وذلك للمساعدة على إزالة القشرة التي تتشكّل على الرموش بعد نزول الإفرازات.
- عدم تغطية عين الطّفل برقعة؛ وذلك لأنّها تزيد من العدوى.
- حماية عيني الطّفل من الأوساخ أو من الأشياء التي تجعلها تتهيّج.
ما هي مضاعفات التهاب عين الطفل؟
من الممكن أن يتسبب التهاب عين الطفل بالعديد من المضاعفات، تتضمن التهاب القرنية الذي قد يؤدي إلى التأثير في الرؤية بنسبة كبيرة، سواءً كان المصاب طفلًا أم بالغًا، ومن الجدير بالذكر أنّ مراجعة الطبيب عند حدوث اضطراب في الرؤية وتعتيم أو وجود حساسية من الضوء أو الإحساس بوجود شيء عالق في العين تقلل من احتمالية حدوث المضاعفات.[٤]
المراجع
- ↑ ncbi staff, "Conjunctival"، ncbi, Retrieved 2020-6 -22. Edited.
- ↑ Bjarne Lühr Hansen PhD, MD, Philipp Skafte-Holm MD، "Eye Inflammation"، www.illchild.com, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ↑ "Conjunctivitis", www.rch.org.au,2-2018، Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (3-1-2019), "Pink eye (conjunctivitis)"، www.mayoclinic.org, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ↑ Zawn Villines (2019-11-21), "Pink eye in toddlers: Everything you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-22. Edited.
- ↑ Patricia Solo-Josephson, MD (6-2017), "Pinkeye (Conjunctivitis)"، kidshealth.org, Retrieved 6-7-2020. Edited.
- ↑ Alan Kozarsky, MD (2-4-2018), "Conjunctivitis (Pinkeye)"، www.webmd.com, Retrieved 6-7-2020. Edited.
