محتويات
التهاب المسالك البولية والحمل
تتعرض المرأة خلال الحمل للإصابة بالتهابات المسالك البولية أكثر من غيرها، ففي هذه المرحلة تتعرض لتغيرات جسدية، مثل نمو الجنين في الرحم الذي يولّد الضغط على المثانة وعلى الجهاز البولي عامةً، الأمر الذي يزيد بدوره من فرصة تجمع البكتيريا أو يسبب سلس البول.
كما أن النساء الحوامل يعانين بعد الأسبوع السادس من الحمل من التوسع في مجرى البول، ويستمر ذلك حتى الولادة، ومع هذا التوسع تبدأ المثانة بالتوسع وتفقد مرونتها، مما يؤدي إلى زيادة طول مدة مكوث البول في مجراه، فيزيد ذلك من فرصة تكاثر البكتيريا في البول، بالتالي حدوث التهاب المسالك البولية، ويجدر بالذكر أن المرأة الحامل قد تكون مصابةً بالتهاب المسالك البولية لكن دون أعراض، أو قد تعاني من أعراض شديدة.[١]
كيف يُعالج التهاب المسالك البولية عند الحامل؟
على المرأة الحامل إجراء فحوصات دورية للتأكد من عدم وجود التهاب في المسالك البولية حتى وإن كانت لا تعاني من أي أعراض، وعند مراجعة الطبيب وتشخيص الحالة بهذا الالتهاب يصف الطبيب عادةً مضادات حيوية آمنة خلال الحمل لعلاجه حسب نوعه، بالإضافة إلى المسكنات مثل الباراسيتامول للتخلص من الألم المصاحب لالتهاب المسالك البولية، ويكون علاج المضادات الحيوية كالآتي:[٢]
التهاب المسالك البولية السفلي
التهاب المسالك البولية السفلي أو ما يسمى التهاب المثانة عادةً تكون أعراضه موضعيّةً، كصعوبة التبول، والتبول المتكرّر دون أعراض جسدية عامة، وتُطلب عيّنة من البول قبل البدء بالمضاد الحيوي المبدئي وعمل زراعة لتحديد نوع البكتيريا والمضاد الحيوي الأكثر فاعليّةً، وعند المرأة الحامل يجب البدء بالعلاج حتى قبل ظهور النتيجة، ومن أكثر المضادات الحيوية المستخدمة كمضاد حيوي مبدئي -ويُذكَر أن الجرعات المذكورة هي جرعات عامة تستدعي استشارة الطبيب- ما يأتي:
- النتروفورانتوين (Nitrofurantoin): يُعطى بجرعة 50 ملليغرامًا أربع مرات يوميًا، لكن من الضروري تجنُّبه بعد الأسبوع 36 من الحمل.
- التريميثوبريم (Trimethoprim): يُعطى بجرعة 300 ملليغرام مرةً واحدةً يوميًا، لكن يُمنَع استخدمه في الثلث الأول من الحمل.
- السيفالكسين (Cephalaxin): يعطى بجرعة 500 ملليغرام مرّتين يوميًا.
- الأموكسيسلين (Amoxicillin): قد يستخدم لكن بعد نتائج الزراعة للتأكّد من فاعليته.
التهاب المسالك البولية العلوي
التهاب المسالك البولي العلوي يعني وصول الالتهاب إلى الجزء العلوي من الجهاز البولي؛ أي الكلى، وتظهر الأعراض الجسدية العامة على المريضة، مثل: الحمى، والألم في الخاصرة، والغثيان، والاستفراغ، وهذا النوع من الالتهابات يُشكّل خطرًا على الحمل وقد يؤدّي إلى مضاعفات خطيرة، وفي هذا النّوع من الالتهابات تحتاج الحامل إلى دخول المستشفى لأخذ المضادات الحيوية وريديًا حتى 48 ساعةً بعد أن تزول الحمى، بعدها تُعطى المضادات الحيوية الفموية.
التهاب المسالك البولية دون أعراض
قد تعاني الكثير من النساء الحوامل من التهاب المسالك البولية دون أعراض، وقد يؤدي عدم علاجه إلى حدوث المضاعفات، مثل: الولادة المبكرة، أو ولادة الطفل بوزن قليل، كما قد يُعّرض الحامل للإصابة بالتهابات المسالك البولية العلوية، لذا يجب علاجه، وعادةً يُجرى الفحص الكشفي ما بين الأسبوعين 12-16من الحمل للتأكد من عدم الإصابة، وعادةً يكون العلاج بالمضادات الحيوية المبدئية، والجرعات المذكورة هي جرعات عامة تستدعي استشارة الطبيب، وهي كالآتي:
- الأموكسيسلين: يُعطى بجرعة 250 ملليغرامًا ثلاث مرات يوميًا.
- النتروفورانتوين: يُعطى بجرعة 50 ملليغرامًا أربع مرات يوميًا، ويُمنع استخدامه بعد الأسبوع 36 من الحمل.
- التريميثوبريم: يُعطى بجرعة 300 ملليغرام مرةً واحدةً يوميًا، ويمنع استخدامه في الثلث الأول من الحمل.
- السيفالكسين: يُعطى بجرعة 500 ملليغرام مرّتين يوميًا (الأقل استخدامًا).
التهابات المسالك البولية المتكررة
قد تتعرض المرأة للالتهابات المسالك البولية بصورة متكرّرة، مما يُعرّضها للخطر خلال الحمل، وقد تكون هذه الالتهابات مرتبطةً بالجماع، لذا يفضّل أخذ مضاد حيوي للحماية من حدوث التهابات في المسالك البولية باستمرار، مثل: جرعة نتروفورانتوين 50 ملليغرامًا بعد الجماع، ويمكن استخدام سيفالكسين 250 ملليغرامًا.
ما هي الأعراض الجانبية للعلاج؟
يتمّ اختيار مضادات حيوية آمنة على الجنين والأم خلال الحمل، لكن تتضمن الأعراض الجانبية لكل دواء التي قد تؤثر على الحمل ما يأتي:[٢]
- نتروفورانتوين: هو دواء آمن خلال الحمل، لكن قد يؤدي استخدامه في الأسبوع 36 من الحمل أو ما بعده إلى تضرُّر الجنين؛ إذ يؤدي إلى فقر الدم الانحلالي نتيجة اختلال الإنزيمات المسؤولة عن نُضج كريات الدم الحمراء.
- تريميثوبريم: على الرغم من استخدامه الواسع في علاج التهابات المسالك البولية خلال الحمل، إلا أنّه يُمنَع استخدامه خلال الثلث الأول منه؛ إذ يقاوم حمض الفوليك، الأمر الذي قد يعرّض الجنين لعيوب خَلقية عصبيّة.
- سيفالكسين: يعدّ السيفالكسين من أكثر الأدوية أمانًا، لكن بما أنّه من المضادات الحيوية القوية وواسعة النطاق في محاربة البكتيريا يفضل عدم استخدامه، واستخدام أدوية تستهدف البكتيريا المسببة للالتهاب بصورة خاصّة؛ لمنع مقاومة المضادات الحيوية التي قد تُعرّض حياة الأم للخطر.
- أموكسيسلين: يعدّ من المضادت الحيوية الآمنة جدًا، لكن للأسف نسبة مقاومة البكتيريا للأموكسيسلين كبيرة، بالتالي فشل العلاج بسهولة، لذا لا يستخدم للعلاج المبدئي، بل إن ثَبُتت فعاليته ضد البكتيريا المسببة بعد نتائج زراعة البول.
كم يستغرق علاج التهاب المسالك البولية؟
تختلف مدة العلاج حسب حالة المريضة، وحسب الأعراض وشدتها، ونوع المضاد الحيوي، وإن تكرّر الالتهاب، وبصورة عامّة تكون مدة العلاج كالآتي:[٢]
- التهاب المسالك البولية السفلي: يفضل استمرار العلاج 7-10 أيام للتأكد من شفاء المريضة تمامًا ومنع حدوث مضاعفات المرض، وإجراء فحص زراعة البول للتأكد من الشفاء بعد أسبوع إلى أسبوعين بعد انتهاء مدّة العلاج.
- التهاب المسالك البولية دون أعراض: يفضل استخدام المضاد على الأقل 7 أيام، وإعادة فحص زراعة البول بعد أسبوع أو أسبوعين من انتهاء العلاج، وللتأكد من عدم حدوث هذا النوع من الالتهابات يجب إجراء الفحص دوريًّا إلى حين الولادة.
- التهاب المسالك البولية العلوي: عادةً يكون العلاج داخل المستشفى كما ذُكر بأدوية وريدية، ويستمر العلاج كذلك حتّى الشفاء من الحمى لمدة 48 ساعةً، بعدها يبدأ العلاج بمضاد حيوي فموي لمدة 10-14 يومًا.
نصائح بعد التعافي من التهاب المسالك البولية للحامل
بعد علاج التهاب البول عند الحامل يجب اتباع إجراءات الوقاية لمنع حدوث التهابات المسالك البولية مرةً أخرى خلال الحمل، ومن طرق الوقاية من الإصابة بها الالتهاب عند الحامل ما يأتي:[١]
- الذهاب إلى المرحاض دوريًّا وإفراغ المثانة، خاصّة قبل الجماع وبعده.
- ارتداء ملابس داخلية قطنية صحيّة.
- عدم استخدام المعطرات غير المخصّصة للمناطق الحساسة.
- شرب كميات كافية من الماء خلال اليوم.
- تجنب دخول غسولات الاستحمام العادية أو الصابون غير المخصّص في المنطقة الحساسة.
هل يمكن علاج هذا الالتهاب في المنزل؟
على الرغم من ضرورة زيارة الطبيب في حال حدوث التهاب المسالك البولية خلال الحمل، إلا أنه قد تساعد بعض الإجراءات المنزلية مع العلاج الموصوف من قِبل الطبيب المختص في تسريع الشفاء والتخلص من الأعراض، منها ما يأتي:[٣]
- شرب الماء: إذ يجب شرب كميات كافية من الماء لتخفيف تركيز البول، بالتالي التخلص من البكتيريا أسرع.
- شرب عصير التوت البري: أثبتت بعض الدراسات أنّ عصير التوت البري يحتوي على مركبات تمنع نمو البكتيريا داخل الجهاز البولي، بالتالي منع حدوث التهابات فيه والتخلّص منها.[٤]
- التبول وعدم حصر البول: لمنع تجمّع البكتيريا في البول داخل المثانة والتخلص منها بسرعة.
- المكملات الغذائية: إنّ تناول المكملات الغذائية التي تحتوي على فيتامين ج ومستخلصات التوت البري والبكتيريا النافعة (Probiotics) يساعد في علاج التهابات المسالك البولية المتكررة.
المراجع
- ^ أ ب Chaunie Brusie (7-1-2017), "How to Treat a UTI During Pregnancy"، www.healthline.com, Retrieved 25-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت "Managing urinary tract infections in pregnancy", bpac.org.nz, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ↑ Beth Sissons (27-21-2019), "UTI in pregnancy: Everything you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31-5-2020. Edited.
- ↑ Marcelo Hisano, Homero Bruschini, Antonio Carlos Nicodemo, and Miguel SrougiI (2012), "Cranberries and lower urinary tract infection prevention", Clinics (Sao Paulo), Issue 67, Folder 6, Page 661–667. Edited.