محتويات
الأحلام
تناول العلماء والباحثون الأحلام في دراساتهم منذ القدم، وكان ما يرجون التوصّل إليه إيجاد علاقة أو وسيلة تربط الأحلام بما يحدث في المُستقبل، والتحكّم بها نوعًا ما بما يسهم في التنبّؤ بما هو قادم، وحتّى هذا اليوم ما زالت الصورة الكاملة عنها غير واضحة بما يكفي، لكنّ ما يُتّفَق عليه أنّ الأحلام مجموعة من الصور والحكايا التي يجد فيها الفرد مشاعر الفرح والسرور، أو الرعب والقلق الشديد، وباختلاف أنواع الأحلام وأشكالها فإنّ الواحد منها يستمرّ ما بين 5 إلى 20 دقيقة، وبمُعدّل 3 إلى 6 أحلام في الليلة الواحدة، بذلك يبدو العر الذي يقضيه المرء غارقًا في الأحلام قد يصل إلى خمس أو ستّ سنوات طيلة حياته.[١][٢]
أسباب الأحلام
يرى بعض الأشخاص أنّ الأحلام مُجرّد أحداث وعمليات عقليّة لا يرتبط حدوثها بأيّ هدف مُحدّد، ولا تعود بأيّ نفعٍ على الشخص الحالم، ويرى آخرون بأنّها وسيلة يلجأ إليها الدماغ في دعم الصحّة النفسيّة والعاطفيّة والجسديّة، وهو ما قد يُفسّر الحلم بأحداث يوميّة كانت تؤرّق الشخص خلال يومه، سواء أكان موضوع الحلم حلًّا لمُشكلة الشخص أم مشاهد ووقائع تبعث في نفسه الهدوء والطمأنينة، وفي الواقع فإنّ ما يخصّ سبب حدوث الأحلام كلّها آراء وفرضيّات ما زالت حقيقتها غير مُثبتة أو واضحة تمامًا، لكن يرى بعض الخبراء أنّ الأحلام تحدث للأسباب الآتية:[٣]
- المساعدة في حلّ المشكلات التي يتعرّض لها الشخص في حياته.
- مُعالجة بعض المشاعر والعواطف.
- تجسيد الذكريات.
أهمية الأحلام
في ما يخصّ أهميّة الأحلام والهدف من حدوثها؛ فذلك أيضًا مبنيٌّ على آراء وفرضيات للخبراء والباحثين، ويُجمَل بعض منها في ما يأتي ذكره:[٤]
- يُعالج الدماغ المُعضِلات والأحداث العاطفيّة ويواجهها عن طريق الأحلام؛ لأنّ كفاءته في التعامل مع المشاعر والعواطف أثناء النوم أفضل منها في مدة الاستيقاظ.
- تُعدّ وسيلة الدماغ في تجهيز الفرد على التعامل مع الأخطار، بما يُعرَف باستجابة الكرّ والفرّ Fight or Flight، وما دفع الخُبراء لهذا الاستنتاج أنّ الجزء المُسمّى اللوزة العصبيّة Amygdala الموجود في الدّماغ والمسؤول عن ردود الفعل المعنيّة بالحفاظ على حياة الفرد يتحفّز أكثر خلال النوم مُقارنة بالاستيقاظ.
- يمثّل وسيلة لتدفّق المعلومات والأفكار الإبداعيّة، خاصّة التي تتطلّب مُخيّلة واسعة، أو الإلهام بأفكار جديدة ومُبتكرة، وهذا ما تُتيحه الأحلام، التي لا تحدّ مشاهدها وأحداثها حدود أو قواعد.
- يساعد في تخزين المعلومات والذكريات وترتيبها ومُعالجة الصعب أو المُعقّد منها.
المؤثرات في الأحلام
هنالك العديد من العوامل التي تحدث خلال اليقظة، ولها أثر في الأحلام، ومنها:[٤]
- الحالة الصحيّة للفرد، ويظهر تأثيرها في كلٍّ من الحالات الآتية:
- أثناء الحمل، إذ إنّ التغيّرات الهرمونيّة في جسم المرأة أثناء الحمل تزيد من عمل الدّماغ ومعالجته للأحداث عن طريق الأحلام، والتي عادًة ما تبدو عميقة وقويّة وحقيقيّة بدرجة كبيرة.
- في حال المعاناة من بعض الأمراض النفسيّة؛ كالاكتئاب واضطراب ثنائيّ القُطب والقلق، أو من تناول بعض الأدوية المُستخدمة للتعامل مع هذه الأمراض؛ كمضادات الاكتئاب، وهو ما يُسبّب الأحلام الشديدة والمُخيفة أو حتّى الكوابيس.
- النوم بعد قضاء ليلة أو ليلتين دون نوم بتاتًا، وهو ما يُسبّب الأحلام الواقعيّة Vivid Dreams، والتي يُستطاع تذكّرها بسهولة عند الاستيقاظ.
- نوع الطعام، يتضّح دوره في التأثير في عمق النوم، وبالتالي قدرة الشخص على تذكّر الأحلام التي راودته أثناء نومه، خاصّة إن كان استيقاظه في مرحلة نوم حركة العين السريعة REM Stage.
- الأنشطة اليوميّة، إذ إنّ أيّ أعمال مُجهدة تُقلّل من جودة النوم، أو تُسبّب تقطّعه فهي ستبدو سببًا في الأحلام الواقعيّة المزعجة، وهو ما يُقارن بالنوم بعد ممارسة تمارين هوائيّة تساعد في الاسترخاء والراحة، والتي تُقلّل من احتمال التعرّض لمثل هذه الأحلام.
تذكّر الشخص للأحلام
في الحقيقة فإنّ عدم تذكّر الأحلام وتفاصيلها بالضبط حالة يختبرها الأشخاص جميعهم على الأغلب، ويُرجّح أنّ 50% من الأحداث والمشاهد التي يراها الشخص في أحلامه تُنسى بمرور 5 دقائق فقط على استيقاظه، وتتلاشى من ذاكرته 90% من تفاصيل الأحلام بمرور 5 دقائق أُخرى، حتّى إنّ بعض الأحلام تُنسى تمامًا بمُجرّد استيقاظ الشخص من نومه، وسبب ذلك غير مُحدّد، لكن في حال كان بعضهم يرغبون في تذكّر ما يراه في منامه فيتّبعون الخطوات الآتية:[٢]
- استيقاظ الشخص من تلقاء نفسه دون الاستعانة بالمُنبّه.
- كتابة ما يتذكّره الشخص من تفاصيل للحلم بمجرّد استيقاظه.
- تركيز الانتباه والتفكير على الحلم وأحداثه عند الاستيقاظ.
- تدوين الأحلام وكتابتها في شكل روتين يوميّ.
المراجع
- ↑ "Dreaming", psychologytoday, Retrieved 1-5-2020. Edited.
- ^ أ ب Hannah Nichols (28-6-2018), "What does it mean when we dream?"، medicalnewstoday, Retrieved 1-5-2020. Edited.
- ↑ Carol DerSarkissian (5-11-2019), "Dreams"، webmd, Retrieved 1-5-2020. Edited.
- ^ أ ب James Roland (22-8-2017), "Why Do We Dream?"، healthline, Retrieved 1-5-2020. Edited.