التخلص من التثدي

التثدي

التثدّي هو اضطراب يسبّب تورم أنسجة الثدي لدى الرجال والأطفال الذّكور نتيجة اضطراب التوازن بين هرمون التستوستيرون وهرمون الاستروجين في الجسم، إذ يولد جميع الأطفال الذكور بأنسجة صغيرة في الثدي، ولا تنمو هذه الأنسجة بالشكل الذي يحدث لدى الإناث، لكن حدوث أي اضطراب ينتج عنه ارتفاع مستوى هرمون الإستروجين الأنثوي عن مستوى هرمون التستوستيرون الذكري يسبّب تضخم أنسجة الثدي أو ما يعرف بالتثدّي.

قد يحدث التثدّي خلال فترة البلوغ ومع التقدّم بالعمر؛ لأنّ الجسم يصنع كميّاتٍ أقلّ من التستوستيرون، ممّا يجعل نصف المراهقين وثلث كبار السّن الأكبر من خمسين عامًا مصابين بالتثدّي.[١]


التخلص من التثدي

معظم حالات التثدي -خاصّةً التي تصيب الأطفال مع البلوغ- تختفي من تلقاء نفسها خلال ستّة أشهر دون تدخّل، لذا فالمتابعة الجيّدة والانتظار خيار يستخدم مع العديد من الحالات، وجزء مهم من العلاج أيضًا هو التوقّف عن تناول أي أدوية مسبّبة للتثدّي، وعلاج أي اضطراب أو مرض جسدي مسبّب للتثدي، أمّا علاج التثدي بالأدوية فيوجد أكثر من نوع من الأدوية، لكن لم تصرّح منظّمة الغذاء والدواء باستخدام أيّ منها حتّى الآن، ومن هذه الأدوية:[٢]

  • العلاج بهرمون التستوستيرون لتعويض انخفاض مستواه لدى كبار السّن، لكن لا يمكن استخدامه لدى مرضى التثدّي ذوي المستوى الطبيعي للهرمون.
  • الكلوميفين يستخدم لستّة أشهر متتالية لعلاج التثدي.
  • التاموكسفين يقلّل حجم الثدي لكن لا يتخلّص منه تمامًا، ويقتصر استخدامه على الحالات الحادّة والمؤلمة من التثدّي.
  • الدانازول.

هذه الأدوية فعّالة جدًا في علاج التثدي خلال المراحل الأوليّة منه، لكن استمرار التثدّي أكثر من سنة يسبّب تكوّن ندبات في نسيج الثّدي، ممّا يصعّب العلاج بالأدوية، فتكون الجراحة الحلّ الوحيد الفعّال في هذه الحالات، وجراحة تصغير الثدي تستخدم لإعادة الشّكل الطبيعي للثّدي لدى الذّكور.


أسباب التثدي

انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون مقارنةً بهرمون الإستروجين هو ما يسبّب الإصابة بالتثدّي، وينتج هذا الاضطراب عن العديد من الأسباب، منها:[٣]

  • التغيرات الهرمونية الطبيعية: تحدث بعض التغيرات الطبيعية للهرمونات في جسم الذكور باختلاف أعمارهم، ممّا يسبّب التثدّي، ويمكن توضيح ذلك كما يأتي:
    • التثدّي لدى الرضّع، يولد 50% من الأطفال الذكور بتضخّم في أنسجة الثدي بسبب تأثير هرمون الاستروجين الخاصّ بالأم خلال الحمل، لكن يختفي هذه التثدي سريعًا خلال 2-3 أسابيع.
    • التثدّي في مرحلة البلوغ، نتيجة التغيرات الهرمونية التي تحدث في هذه الفترة، ممّا يسبّب تضخّم الثدي الذي يختفي من تلقاء نفسه خلال ستة أشهر وكحدّ أقصى خلال عامين.
    • التثدّي لدى كبار السّن، يصيب التثدي 25% من الرجال في الأعمار 50-69 عامًا.
  • الأدوية: يوجد العديد من الأدوية التي تسبّب تضخم الثدي كعَرَض جانبيّ لها، مثل:
    • الأدوية المضادّة للأندروجين، التي تستخدم في علاج سرطان البروستاتا وتضخم البروستاتا وبعض الأمراض الأخرى، ومن أمثلة هذه الأدوية الفيناستيريد، والفلوتاميد، والسبيرينولاكتون.
    • الستيرويدات، والأندروجين.
    • أدوية الإيدز، يظهر التثدّي لدى الرّجال المصابين بالإيدز ويحصلون على العلاج فائق الفاعلية المضادّ للفيروسات القهقرية، خاصّةً ايفافيرنز.
    • الأدوية المضادّة للقلق، مثل الديازيبام.
    • الأدوية المضادة للاكتئاب ثلاثية الحلقات.
    • المضادات الحيويّة.
    • أدوية القرحة، مثل سيميتيدين.
    • العلاج الكيمائي لعلاج السرطان.
    • أدوية القلب، مثل: الديجوكسين، وحاصرات قنوات الكالسيوم.
    • أدوية حركيّة المعدة، مثل ميتوكلوبراميد.
  • المخدرات والكحول: قد ينتج تضخّم الثّدي لدى الرّجال عن شرب الكحول، وتعاطي الأمفيتامين، وماريجوانا، والهيروين، والميثادون.
  • المشكلات الصحّية: يوجد العديد من المشكلات الصحّية التي تؤثر على توازن الهرمونات في الجسم وتسبّب ظهور التثدّي، منها:
    • قصور الغدد التناسليّة؛ أي انخفاض إفراز هرمون التستوستيرون نتيجة الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل: متلازمة كلينفلتر، أو قصور الغدة النخامية.
    • التقدّم بالعمر، خاصّةً لدى الرجال ذوي الوزن الزائد.
    • أورام الخصية أو الغدة الكظرية أو الغدة النخامية، إذ تفرز هذه الأورام هرموناتٍ تسبّب اضطراب توازن الهرمونات الذكرية والأنثوية في الجسم.
    • فرط نشاط الغدة الدرقية.
    • الفشل الكلوي، فنصف مرضى الفشل الكلوي الذين يخضعون للغسيل الكلوي يعانون من تضخّم الثّدي بسبب اضطراب الهرمونات.
    • تليّف الكبد وفشل الكبد، إذ تسبّب مشكلات الكبد تأرجح مستوى الهرمونات في الجسم، كما ترتبط الأدوية المستخدمة في علاج تليف الكبد بالإصابة بالتثدّي.
    • سوء التغذية والمجاعة تسبّب انخفاضًا حادًّا في مستوى هرمون التستوستيرون، مع بقاء مستوى هرمون الاستروجين ثابتًا، ممّا يسبّب اضطراب التوازن بينهما.
  • الأعشاب الطبيعية: يرتبط استخدام المنتجات المحتوية على بعض الأعشاب مثل اللافندر بالإصابة بالتثدّي؛ بسبب النشاط الإستروجيني الضعيف لها، ويوجد اللافندر في العديد من المنتجات الشخصيّة، مثل: الشامبو، والصابون.


تشخيص التثدي

يشخّص الطّبيب إصابة المريض بالتثدي بمراجعة الأعراض التي يعاني منها، وتاريخه المرضي، والأدوية التي يتناولها، والتاريخ العائلي له، ثمّ يُجري الفحص الجسدي لمنطقة الثدي والبطن والأعضاء التناسلية، وإذا اكتشف الطبيب وجود كتلة كبيرة ثابتة وصلبة في أحد الثديين يطلب حينها سحب خزعة منها؛ لاستبعاد الإصابة بسرطان الثدي، كما قد يطلب الطبيب إجراء بعض اختبارات الدم والأشعة التشخيصيّة، مثل: الماموجرام، والأشعّة السينية على الصّدر، والأشعّة المقطعيّة، والرّنين المغناطيسيّ، والموجات فوق الصّوتية على الخصيتين.[٤]


المراجع

  1. Melinda Ratini (2017-1-18), "What is Gynecomastia?"، webmd, Retrieved 2019-6-24.
  2. Melissa Conrad Stöppler (2018-9-21), "Gynecomastia "، medicinenet, Retrieved 2019-6-24.
  3. Mayo Clinic Staff (2018-3-10), "Enlarged breasts in men (gynecomastia)"، mayoclinic, Retrieved 2019-6-24.
  4. Christian Nordqvist (2018-1-11), "Treating gynecomastia"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-6-24.

فيديو ذو صلة :