محتويات
الجهاز العضلي
يُعرَف الجهاز العضلي بأنّه النظام المسؤول عن الحركة في الجسم البشري، ويتكوّن من حوالي 700 عضلة تُشكِّل ما يقارب نصف وزن جسم الإنسان، وكل عضلة من هذه العضلات بمنزلة عضو منفصل يتكوّن من مجموعة من الأنسجة العضلية الهيكلية والأعصاب والأوعية الدموية والأوتار، وتوجد أنسجة العضلات في كلٍّ من الأوعية الدموية، والأعضاء الهضمية، والقلب، وتحرّك هذه العضلات المواد إلى كلّ أنحاء الجسم.[١]
ما أنواع العضلات؟
يحتوي جسم الإنسان على ثلاثة أنواع مختلفة من العضلات، وهي ما يأتي:[٢]
- العضلات الهيكلية: وظيفة هذا النوع من العضلات في الغالب الحركة، فعندما تنقبض إحدى هذه العضلات تسمح بحركة منطقة معينة من الجسم، وترتبط بالعظام عن طريق الأوتار، وتتكوّن كلّ عضلة من آلاف الألياف المجتمعة معًا، وهذا يؤدي إلى ظهور هذه العضلات بشكل مخطط؛ لذلك تُسمّى في بعض الأحيان بالعضلات المخططة، وما يميّز هذه العضلات أنّها إرادية الحركية؛ إذ يمكن التحكم بحركتها؛ مثل: عضلات اليد أو الرّجل، وهي النوع الوحيد من العضلات الذي يمكن التحكم به.
- العضلات الملساء: هذا النوع من العضلات أملس وغير مخطط ولديه مظهر أكثر تجانسًا من العضلات الهيكلية، وفي الغالب تتركّز خلايا العضلات الملساء في الوسط وتتناقص عند الجانبين، وتوجد في العديد من أجهزة الجسم؛ مثل: الجهاز التناسلي والكلوي والتنفسي؛ لذلك فهي لا إرادية على عكس العضلات الهيكلية؛ أي لا يمكن التحكم بها من الإنسان.
- عضلة القلب: تُنسَب تسميتها لوجودها في عضلة القلب فقط، وهي التي تسمح للقلب بالنبض، وتشبه العضلات الهيكلية بأنّها مخططة لكنّها تشبه العضلات الملساء بأنّها لا إرادية؛ إذ تنقبض استجابة للنبضات الكهربائية الناتجة من نوع خاص من الخلايا في القلب، وترتبط خلايا عضلة القلب بعضها ببعض ارتباطًا وثيقًا؛ مما يساعد في تمكين القلب من النبض بطريقة متناسقة.
ما أهمية الجهاز العضلي ووظائفه؟
للجهاز العضلي في جسم الإنسان العديد من الوظائف، ومن أهمها ما يأتي:[٣]
- الحركة: هي الوظيفة الرئيسة للجهاز العضلي، فعندما تنقبض العضلات فإنّها تسهم في حركة الجسم، وتتضمن الحركة المشي والكتابة والسباحة وتعابير الوجه وغيرها من الحركات.
- تنظيم درجة الحرارة: إذ إنّ 85% من حرارة الجسم تُولّد من انقباض العضلات، فعندما تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون المستوى المطلوب فإنّ العضلات تزيد من نشاطه،ا وترتعش لزيادة الحرارة، وتنقبض العضلات في الأوعية الدموية أيضًا للحفاظ على حرارة الجسم، وتُعاد درجة الحرارة للمعدل الطبيعي من خلال استرخاء العضلات الملساء في الأوعية الدموية، مما يؤدي إلى زيادة تدفق الدم وإطلاق الحرارة الزائدة عبر الجلد بالتعرق.
- الثبات والاستقرار: إذ تمتدّ أوتار العضلات فوق المفاصل، وتسهم في استقرار المفاصل، كما أنّ أوتار العضلات في مفصل الركبة ومفصل الكتف تسهم بشكل كبير في تحقيق الاستقرار.
- حماية الأعضاء: تحمي عضلات الجذع الأعضاء الداخلية في الأمام والجوانب والخلف من الجسم، وتوفر عظام العمود الفقري والأضلاع المزيد من الحماية عن طريق امتصاص الصدمة وتقليل الاحتكاك في المفاصل.
- الحفاظ على القامة: تساعد العضلات الهيكلية في إبقاء الجسم في الوضع الصحيح عندما يجلس الشخص أو يقف.
- النظر: تتحكم ست عضلات هيكلية بحركة العين، وتعمل هذه العضلات بسرعة ودقة، وتسمح للعين بتتبع الأجسام المتحركة وتفحص المنطقة المحيطة والحفاظ على صورة مستقرة، وعند حدوث تلف في عضلات العين يؤدي ذلك إلى التعرض لضعف البصر.
- ضخّ الدم: يُضخّ الدم عن طريق عضلة القلب إلى كلّ أجزاء الجسم عند تحفيزها بالإشارات الكهربائية، وتحافظ العضلات الملساء على ضغط الدم والدورة الدموية في حالة نزف الدم أو الجفاف، وتتوسّع لزيادة تدفق الدم خلال التمارين الرياضية التي يحتاج فيها الجسم إلى المزيد من الأكسجين.
- الولادة: تتوسع العضلات الملساء في الرحم وتتقلص أثناء الولادة، وهذا ما يدفع الطفل من خلال المهبل، كما تساعد عضلات الحوض في توجيه رأس الطفل إلى أسفل قناة الولادة.
- التنفس: يحدث التنفس من خلال عضلة الحجاب الحاجز، وهي عضلة توجد أسفل الرئتين، عندما تنقبض تجعل تجويف الصدر أكبر؛ مما يسمح بامتلاء الرئتين بالهواء، وعندما تسترخي فإنّها تدفع الهواء إلى خارج الرئتين، وعندما يحتاج الإنسان إلى التنفس بعمق أكبر فإنّه يستعين بالعضلات الموجودة في البطن والرقبة والظهر.
- التبول: يشمل الجهاز البولي كلًّا من العضلات الملساء والعضلات الهيكلية؛ بما في ذلك العضلات الموجودة في المثانة والكلى والإحليل والبروستات والحالب والقضيب أو المهبل، وتعمل هذه العضلات جنبًا إلى جنب الأعصاب لحمل البول وإخراجه من المثانة.
- الهضم: يمتدّ الجهاز الهضمي من الفم وحتى فتحة الشرج، وهو مملوء بالعضلات الملساء؛ إذ يتحرك الطعام خلال الجهاز الهضمي بحركة تشبه الموجات عن طريق انقباض عضلات جدران الأعضاء وانبساطها، كذلك تساعد العضلات في مزج الطعام بحمض المعدة والإنزيمات، وتنقبض المزيد من العضلات لتمرير الطعام خارج الجسم على هيئة براز.
أمراض تصيب الجهاز العضلي
بما أنّ الجهاز العضلي يتوزّع على كامل جسم الإنسان، وله دور كبير ومهم؛ فقد يصاب بأمراض مختلفة وعديدة، ومن أهمها وأكثرها شيوعًا ما يأتي:[٤]
- التهاب المفاصل: الشكل الأكثر خطورة من التهاب المفاصل هو ما يُسمّى التهاب المفاصل الروماتويدي، وهو مرض من أمراض المناعة الذاتية؛ إذ ينتج الجسم أجسامًا مضادة ضد أنسجة المفاصل، مما يسبب الألم في المفاصل وعدم قدرة على الحركة.
- هشاشة العظام: يحدث في الغالب عند كبار السن، خاصةً النساء، إذ يعتمد وجود العظام الصلبة على الكالسيوم، وعندما تقلّ مستويات الكالسيوم تفقد العظام الكثافة وتتكسر بسهولة، وعند النساء يساعد هرمون الإستروجين في الحفاظ على الكالسيوم ضمن المستوى الطبيعي؛ لذلك بمجرد توقف المبيضين عن إنتاج هذا الهرمون تبدو النساء أكثر عرضة لهشاشة العظام.
- لين العظام: إذا لم تُرسَّب كمية كافية من الكالسيوم أثناء النمو فلن تصبح العظام صلبة، ويؤدي نقص كلٍّ من الكالسيوم وفيتامين د إلى الكساح عند الأطفال شائعًا، مما يؤدي إلى انحناء الساقين عند الطفل المصاب.
- الحثل العضلي: مجموعة من الأمراض الموروثة التي تضعف فيها العضلات التي تتحكم بالحركة تدريجيًا، والشكل الأكثر شيوعًا عند الأطفال يُسمّى الحثل العضلي دوشيني (Duchenne) ويصيب الذكور فقط، ويظهر بين سن 2 إلى 6 سنوات، ويعيش المصابون عادةً إلى أواخر سن البلوغ أو أوائل العشرينات.
- الوهن العضلي: مرض مناعي ذاتي يؤدي إلى إنتاج أجسام مضادة تتداخل مع الأعصاب التي تحفز تقلصات العضلات، وتُعدّ عضلات الوجه والرقبة الأكثر تأثرًا بشكل واضح، وتظهر على هيئة الجفون المتدلية، والرؤية المزدوجة، وصعوبة البلع، والتعب العام.
الحفاظ على صحة الجهاز العضلي
من المهم الحفاظ على صحة الجهاز العضلي؛ إذ إنّه يتحكم بكلّ جسم الإنسان، ومن المهم معرفة قاعدة مهمة؛ وهي أنّ العضلات تصبح أقوى عند استخدامها بانتظام؛ مثل: استخدام عضلات الذراع عند المرفق، إذ عند استخدام عضلات الذراع في حمل شيء ثقيل فإنّ هذا يقوّي العضلات، وهذا ما يُسمّى تدريب المقاومة؛ أي عمل تمارين معينة لتقوية العضلات؛ ذلك باتباع ثلاث خطوات تتضح في ما يأتي:[٥]
- الضغط: عند ممارسة رياضة المقاومة، مثل: حمل الأوزان، فإنّ الضغط على العضلات يبدو قليلًا، لكن ليس لدرجة الضرر الشديد أو حدوث الإصابات.
- الراحة: عند الراحة فإنّ الجسم يعيد بناء العضلات والأنسجة الضامة بطريقة تهيئها في المرة القادمة للضغط.
- الإجهاد المتكرر: عند الضغط على العضلات نفسها مرة أخرى وتكرار العملية تصبح العضلات أقوى تدريجيًا.
المراجع
- ↑ Tim Barclay (9-4-2020), "Muscular System"، innerbody, Retrieved 25-7-2020. Edited.
- ↑ Jill Seladi-Schulman (4-2-2020), "How Many Muscles Are in the Human Body?"، healthline, Retrieved 25-7-2020. Edited.
- ↑ Lana Burgess (25-4-2018), "What are the main functions of the muscular system?"، medicalnewstoday, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ "MUSCULOSKELETAL SYSTEM DISEASES", dmu, Retrieved 26-7-2020. Edited.
- ↑ Healthwise Staff (5-5-2019), "Healthy Muscles"، uofmhealth, Retrieved 26-7-2020. Edited.