محتويات
مرض كرون
يُعدّ مرض كرون مرضًا مزمنًا وطويل الأجل، يُسبب التهابًا مزمنًا في الجهاز الهضمي؛ إذ يمكن أن يؤثر على أي جزء من القناة الهضمية، ابتداءً من الفم وصولاً إلى فتحة الشرج، ويُؤثر في أغلب حالاته على الجزء السفلي من الأمعاء الدقيقة، مسببًا العديد من الأعراض المزعجة، بما في ذلك؛ القرحة المعوية، وعدم الراحة والألم، وتتراوح الأعراض بين الخفيفة التي لا تُسبب ألمًا شديدًا للمصاب، والشديدة جدًا التي تُهدد الحياة، ويمكن أن يظهر مرض كرون في أي عمر، إلّا أنّه أكثر شيوعًا للظهور بين عمر 15 و40 عامّا. [١]،[٢]
مرض كرون والزواج
لا يستهدف مرض كرون الأعضاء التناسلية أو يصيبها بأي شكل؛ لذلك يبقى الشخص سليماً جنسياً وقادرٌ على ممارسة العلاقة الجنسية تمامًا، ولا يعد هذا المرض معديًا، أيّ لا ينتقل للشريك السليم، إلّا أنّ ما تواجهه العائلة من مشكلات نفسية وضغوطات عصبية، قد تُؤثرّ سلبًا على العلاقة الزوجية، لأنّ مرض كرون يُعدّ من الأمراض المزمنة طويلة الأجل، التي تحتاج إلى رعاية دائمة ومستمرة، فقد يواجه بعض الأزواج صعوبة في التأقلم مع وجود هذا المرض لدى الشريك؛ إذ تأتي أعراض هذا المرض ضمن نوبات مُفاجئة من الألم، وقد تستمر لفتراتٍ طويلة من الزمن، إضافةً إلى الأعباء المالية التي تحتاجها علاجات المرض، ولا يعني ذلك فشل جميع العلاقات الزوجية التي يُعاني أحد طرفيها من مرض كرون، فالوعي بطبيعة المرض، أعراضه، وعلاجه، وتفهّم الوضع الصحي والنفسي للمصاب، جميعها عوامل مهمّة لإنجاح العلاقة الزوجية، واستمرارها.[٣]
أعراض مرض كرون
تختلف أعراض مرض كرون، اعتمادًا على الجزء الملتهب من الجهاز الهضمي، وتتضمن الأعراض الشائعة ما يلي:[٤]،[٥]
- ألم وتشنّج في عضلات البطن، الذي يسوء بعد تناول الطعام.
- الإسهال المتكرر.
- التعب العام والإعياء الشديد.
- فقدان الوزن غير المبرر.
- وجود دم ومخاط في البراز.
قد تكون توجد فترات طويلة، تدوم لعدة أسابيع أو أشهر، تكون فيها الأعراض خفيفة جدًا أو لا تظهر أبدًا ، تليها فترات من الانتكاسات تكون فيها الأعراض شديدة ومزعجة جدًا، ومن ضمن الأعراض الأقل شيوعًا ما يلي:[٤]،[٥]
- ارتفاع درجة حرارة الجسم، والحمّى.
- الشعور بالغثيان، والتقيؤ.
- ألم وتورّم المفاصل والتهاب المفاصل.
- التهاب وتهيج العينين.
- التهاب مناطق من الجلد، مسببة الألم والاحمرار والتوّرم، وعادةً ما يكون في جلد الساقين.
- تقرحات الفم.
- تأخر النمو لدى الأطفال المصابين، لأنّ الالتهاب يُمكن أن يُؤثّر على امتصاص الجسم للعناصر الغذائية من الطعام.
- انخفاض أو فقدان الشهية، ممّا يُؤدي إلى فقدان الوزن، وأحيانًا يُؤدّي إلى فقر الدم.[٢]
- نزيف المستقيم والتشققات الشرجية المؤلمة.[٢]
- التهاب الكبد أو القناة الصفراوية.[٢]
أسباب مرض كرون
لا تزال الأسباب الرئيسية الكامنة وراء الإصابة بمرض كرون مجهولة، إلّا أنّ العديد من الدراسات وضحّت وجود مجموعة من العوامل التي تُساهم في ظهور المرض، أو زيادة الأعراض سوءًا، ومن ضمن هذه الأسباب ما يلي:[٦]،[٧]
- النشاط المناعي غير الطبيعي لخلايا وبروتينات الجهاز المناعي في الجسم؛ إذ يُصنف مرض كرون كأحد أمراض المناعة الذاتية، التي تحدث نتيجةً لمهاجمة الجهاز المناعي لخلايا الجسم بالخطأ، وفي حالة مرض كرون، تُهاجم مكوّنات الجهاز المناعي خلايا وأنسجة الجهاز الهضمي، وتُسبّب التهابها وتهيّجها.
- العوامل الوراثية؛ إذ حُددت مجموعة من الجينات المرتبطة بمرض كرون.
- التاريخ المرضي للعائلة، فوجود إصابات سابقة بمرض كرون ضمن أفراد العائلة، يزيد من فرص إصابة أفراد آخرين.
- العدوى البكتيرية، مثل؛ الإصابة ببعض سلالات الميكوباكتريوم، وبكتيريا الإشريكية القولونية، والالتهابات المعوية المختلفة.
- النظام الغذائي؛ إذ تُؤثّر بعض الأطعمة على تهيّج الالتهاب وزيادته، ولكن من غير المرجّح أنّ النظام الغذائي هو المسؤول عن التسبب في المرض.
- التدخين.
تشخيص مرض كرون
عادةً ما يُشخيص مرض كرون بعد استبعاد الأمراض الأخرى التي تُسبّب نفس الأعراض، ويُشخص بإجراء العديد من الفحوصات والاختبارات الطبية، من ضمنها ما يلي:[٨]
- فحوصات فقر الدم والعدوى، للتحقق من الإصابة بفقر الدم ، أو وجود علامات تدل على وجود عدوى.
- فحص وجود دم خفي في البراز.
- التصوير المقطعي المحوسب، أو التصوير بالرنين المغناطيسي، لتوفير صورة واضحة للأمعاء وباقي أجزاء الجهاز الهضمي.
- تنظير القولون، لفحص القولون، وأخذ عينة من أنسجته ليتم فحصها في المختبرات الخاصّة، بحثًا عن الخلايا الالتهابية التي تُسمّى الأورام الحبيبية، التي يُؤكّد وجودها التشخيص بداء كرون.
- التنظير الباطني الكبسولي، الذي يُجرى فيه ابتلاع كبسولة موصولة بكاميرا، لالتقاط صور للأمعاء الدقيقة، تُنقل إلى جهاز تسجيل، تُوفّر صورًا واضحة للأمعاء، وأجزاء الجهاز الهضمي الأخرى، وتُبين وجود أي أعراض غريبة في الجهازالهضمي.
علاج مرض كرون
لا يوجد في الوقت الحالي علاجًا نهائيًا لمرض كرون، إلّا أنّ العديد من العلاجات المتوفرة تهدف للحد من الالتهاب الذي يحفّز العلامات والأعراض، وتخفيف الأعراض، ومنع حدوث المضاعفات التي قد تحدث على المدى الطويل، ومن ضمن هذه العلاجات، ما يلي:[٨]
- الأدوية المضادة للالتهابات: وهي الخطوة الأولى في علاج هذا المرض، وتتضمن أنواعًا متعدّدة، مثل؛ الكورتيكوستيرويدات، التي تنجح في تخفيف الالتهاب لدى بعض المُصابين، ولكنّها تفشل في حالاتٍ أُخرى.
- مُثبطات الجهاز المناعي: تقلل هذه الأدوية الالتهاب باستهدافها الجهاز المناعي، مثل؛ أزاثيوبرين، وإينفليكسيماب، وميثوتريكسيت، وفيدوليزوماب وغيرها.
- المضادات الحيوية: يُمكن أن تُقلّل المضادات الحيوية الالتهاب، وتُخفّف من التقرحات والخراجات الناجمة عن مرض كرون، إضافةً إلى مقاومة بعض أنواع البكتيريا المعوية، التي تُنشط جهاز المناعة المعوي، ممّا يُؤدي إلى الالتهاب.
- مضادات الإسهال: مثل؛ مكمّلات الألياف، وغيرها من الأدوية التي تُساهم في تخفيف الإسهال.
- مسكنات الألم: مثل؛ الأسيتامينوفين، وإيبوبروفين، ونابروكسين الصوديوم، وغيرها.
- مكمّلات الحديد الغذائية: لمعالجة حالات فقر الدم التي قد تُرافق مرض كرون، نتيجةً لنزيف الأمعاء.
- العمليات الجراحية: لإزالة الأجزاء التالفة من القناة الهضمية، وإعادة توصيل الأجزاء السليمة.
- اتباع نظام غذائي خاص: يُعطى بإنبوب التغذية، أو حقن العناصر الغذائية في الوريد، لتحسين تغذية المصاب، وتوفير الراحة للمعدة والأمعاء.
- تناول وجبات صغيرة: إذ يمكن أن يُوفّر تقسيم الوجبات الغذائية اليومية إلى خمس أو ست وجبات صغيرة يوميًا بدلاً من وجبتين أو ثلاثة وجبات أكبر الشعور بالراحة للمُصاب.
- شرب الكثير من السوائل: مثل؛ الماء، وتجنّب شرب الكحوليات والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، أو المشروبات الغازية.
المراجع
- ↑ "What is Crohn’s Disease?", crohnscolitisfoundation, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ^ أ ب ت ث Yvette Brazier (2019-1-11), "What is Crohn's disease?"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ↑ Guanwei Li,Jianan Ren،Gefei Wang، وآخرون (2015-10-10)، "Impact of Crohn’s Disease on Marital Quality of Life: A Preliminary Cross-Sectional Study "، academic, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ^ أ ب "crohns disease", nhs, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ^ أ ب "Crohn's disease ", nhsinform, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ↑ Adam Schoenfeld, "crohns disease"، medicinenet, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ↑ Kimberly Holland (2019-5-2), "Understanding Crohn’s Disease"، healthline, Retrieved 2019-11-24. Edited.
- ^ أ ب "Crohn's disease", mayoclinic, Retrieved 2019-11-24. Edited.