تشخيص مرض الزهايمر

تشخيص مرض الزهايمر
تشخيص مرض الزهايمر

مرض الزهايمر

يُعرف مرض الزهايمر بأنَّه أحد أشكال الخَرَف المتقدِّم، الذي يحدث بسبب تحلُّل الخلايا في الدماغ وموتها، ويعدّ الزهايمر من الأمراض المُزمنة والمستمرَّة، تظهر أعراضه تدريجيًّا وتؤثر على الدماغ، بينما الخَرَف مصطلح أوسع يضمّ الحالات الناتجة عن إصابات الدماغ أو الأمراض التي تؤثر سلبًا على السلوك والتفكير والذاكرة، وتنعكس هذه التغيرات سلبًا على الحياة اليوميَّة للمريض، وبالاعتماد على تقارير جمعيَّة الزهايمر (Alzheimer’s Association)[١] فإنَّ مرض الزهايمر يُمثِّل ما نسبته 60-80% من حالات الخَرَف، مُعظمهم من الأفراد الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا. وحقيقةً لا يوجد علاج يشفي من هذا المرض، لكنْ يوجد علاج يبطئ تقدُّمه وتدهوُر الحالة.[٢][٣]


كيف يتم تشخيص مرض الزهايمر؟

تجدر الإشارة إلى أنَّ تشخيص مرض الزهايمر يعتمد على استخدام أنواع معيَّنة من الاختبارات لاستبعاد المشكلات الصحيَّة الأخرى التي تُسبِّب ظهور أعراض شبيهة بأعراضه، فالتشخيص الفعلي للمرض يستدعي فحص الدماغ عن كثب تحت المجهر، وهو أمر يستحيل القيام به خلال حياة المُصاب،[٤] لكنْ يجب القول إنَّ التشخيص الدقيق في الوقت المناسب يُعطي فُرصةً أفضل للتكيّف والاستعداد والتخطيط للمستقبل، والتوصل إلى أفضل الطرق العلاجيَّة التي تعالج أعراض المرض وتدعم المُصاب،[٥] وعمومًا توجد مجموعة من الوسائل التي يتبعها الطبيب لتشخيص الزهايمر، وفي ما يأتي توضيح لها:[٤]

  • التاريخ الصحي: يبدأ الطبيب بالفحص الجسدي العام، وطرح الأسئلة على المريض حول أمور عِدة، أبرزها:
    • الأعراض التي يعانيها، ويتضمَّن ذلك المشكلات التي يواجهها في أداء المهام اليوميَّة.
    • أنواع الأدوية التي يتناولها المريض.
    • المشكلات الصحيَّة الأخرى التي يُعانيها الفرد في الوقت الحالي، أو تِلك التي عانى منها في وقت سابق.
    • حالة الصحَّة العقليَّة، فقد يبدأ الطبيب بطرح مجموعة من الأسئلة التي تمكِّنه من معرفة إذا ما كان يُعاني من مشكلات في الصحة العقليَّة، كالاكتئاب.
    • معرفة التاريخ الشخصي للمُصاب، كالحالة الاجتماعيَّة، والظروف المعيشيَّة، والوظيفة التي يشغلها، والأحداث الأخرى المهمة في حياته.
    • معرفة التاريخ العائلي للشخص، بما في ذلك الأمراض التي يبدو أنَّها شائعة في العائلة.
    • معرفة أنواع الأطعمة التي يتناولها المريض واستهلاكه للكحوليَّات، وغير ذلك من نمط حياته المعتاد.[٢]
  • تقييم الحالة العقلية: ينتقل الطبيب إلى الجزء الذي يقيِّم فيه الحالة العقليَّة للمريض، ويُمكن تحقيق ذلك بإجراء اختبار الحالة العقلية المصغر (MMSE)، فيبدأ بطرح أنواع معيَّنة من الأسئلة، كأنْ يطلب من المريض معرفة ما هو اليوم، أو من الرئيس الحالي، أو تذكُّر قائمة قصيرة من الكلمات واسترجاعها، إذْ يساعد هذا الاختبار على تقييم الذاكرة طويلة المدى والذاكرة قصيرة المدى عند الفرد، والتوجهات للزمان والمكان، ومعرفة إذا ما كانت لديه مشكلات في مناطق محدَّدة في الدماغ مسؤولة عن التفكير، أو مهارات التخطيط، أو التعلم، أو التذكر.[٢][٤]
  • الفحص الجسدي: فيه قد يُجري الطبيب فحص ضغط الدم، وتقييم سرعة نبض القلب، ومعرفة درجة حرارة الجسم، وأحيانًا يستدعي الأمر أخذ عيَّنة من البول أو الدم وإرسالها إلى المختبر لفحصها.[٢]
  • الفحص العصبي: يدرس هذا النوع من الاختبارات العلاقة بين الدماغ والسلوك الصادر عن الفرد، فهو بذلك يساعد على تشخيص المشكلات الصحيَّة التي ينعكس تأثيرها على التفكير والعواطف والسلوك وعلاجها، بما في ذلك مرض الزهايمر، وخلال الفحص العصبي يكشف الطبيب عن ردود الفعل، وتناغم العضلات، والكلام، أمَّا الهدف من إجرائه فهو استثناء الحالات الأخرى المُحتملة من التشخيص، كأنْ تكون الأعراض الظاهرة على المُصاب ناجمةً عن الإصابة بالجلطة الدماغيَّة أو العدوى،[٢] ويساعد هذا الاختبار الطبيب والعائلة على فهم تأثير الاضطراب على الحياة اليوميَّة للمريض بصورة أفضل.[٤]
  • اختبارات فحص الدماغ: من أبرز أنواع اختبارات الدماغ المُستخدمة لتشخيص الزهايمر ما يأتي:[٢][٤]
    • التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (Positron emission tomography)، إذْ يُساعد هذا الاختبار في الكشف عن تراكم الصفائح، وهي مادة بروتينيَّة مرتبطة بأعراض مرض الزهايمر.
    • التصوير المقطعي المحوسب (Computed tomography)، تُستخدم في هذا الاختبار أشعة إكس للحصول على صُوَر للدماغ، تساعد على تحديد الخصائص غير الطبيعيَّة فيه، والكشف عن التغيُّرات التي تحدث في الدماغ وتكون شائعةً في المراحل المتقدمة من مرض الزهايمر.
    • التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging)، يساعد هذا الاختبار على تكوين صورة واضحة جدًّا للجزء المُراد تصويره في الجسم، لذا قد يساعد الطبيب على الكشف عن العلامات التي تُساعد في التشخيص، كالنزيف، والالتهاب، والمشكلات التركيبيَّة في الدماغ، فيتمكَّن من معرفة إذا كانت الأعراض التي تظهر على المريض ناجمةً عن وجود جلطة دماغيَّة أو أورام تُسبِّب ظهور أعراض شبيهة بأعراض مرض الزهايمر، كما يُمكن خلال هذا الفحص معرفة التغيرات التي تحدث في الدماغ المرتبطة بالمرض.


ما هي أعراض مرض الزهايمر؟

تظهر على مرضى الزهايمر بعض السلوكيَّات والأعراض المُستمرة التي تزداد سوءًا مع الوقت، ومن أبرزه هذه الأعراض ما يأتي:[٢]

  • فقدان الذاكرة، الذي يؤثر على الأنشطة اليوميَّة.
  • مواجهة مشكلات في الكتابة أو القراءة.
  • قِلَّة النظافة الشخصيَّة.
  • مواجهة صعوبة في حل المشكلات.
  • الانسحاب من المجتمع والعائلة والأصدقاء.
  • حدوث تغيرات في المزاج والشخصيَّة.
  • مواجهة مشكلات في المهام الاعتيادية، كاستخدام الميكرويف مثلًا.
  • الشعور بالتشويش حول الزمان والمكان.
  • قلّة القدرة على إصدار الأحكام.
  • فقدان الوزن، وأحيانًا يكون شديدًا.[٦]
  • صعوبة الحركة أو تغيير المكان دون مساعدة.[٦]
  • المُعاناة من سلس البول أو سلس البراز.[٦]
  • صعوبة البلع.[٦]
  • اضطرابات النوم.[٦]
  • الإصابة بالهلوسات أو الأوهام.[٦]


هل يمكن علاج مرض الزهايمر في المنزل؟

بالطبع لا يُمكن علاج مرض الزهايمر في المنزل، لكنْ يُعدّ التكيُّف والتعايش معه جزءًا أساسيًّا ومهمًّا في الخطَّة العلاجيَّة المُعدَّة للسيطرة على الأعراض ومنع تدهور المرض، ولتحسين تأقلم المريض مع مشكلته وتخفيف المهام عنه وتسهيلها وتقديم الدعم المعنوي له يُمكن الأخذ بعين الاعتبار النصائح الموضَّحة على النحو الآتي:[٧]

  • الاحتفاظ بالأدوية في مكان آمن، والتأكد من الجرعات المستهلكة يوميًّا.
  • الاحتفاظ بالمفاتيح والمحافظ وأرقام الهاتف وغيرها من الأمور المهمة في الأماكن ذاتها في المنزل؛ لكي لا يشعر المريض بالضياع.
  • حمل الهواتف المزوَّدة بخاصيَّة تحديد الموقع؛ للتمكن من تحديد مكان المريض.
  • التخلُّص من الأثاث الزائد والفوضى.
  • التقليل من عدد المرايا في المنزل؛ فقد تكون المرايا مُخيفةً ومشوِّشةً لمريض الزهايمر.
  • التأكد من أنَّ مريض الزهايمر يحمل بطاقة تعريف أو سوار التنبيه الطبي.
  • التأكد من استخدام المريض للأحذية المريحة.
  • تركيب الدرابزين الثابت على السلالم وفي الحمامات.
  • الاحتفاظ بالصور الفوتوغرافية وغيرها من الأمور ذات المعنى في أنحاء المنزل.


المراجع

  1. "What Is Alzheimer’s Disease?", alz.org, Retrieved 31-5-2020. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ Jaime Herndon ,Kristeen Cherney, "Everything You Need to Know About Alzheimer’s Disease"، healthline, Retrieved 29-5-2020. Edited.
  3. "Alzheimer's disease", mayoclinic, Retrieved 29-5-2020. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج "Alzheimer's Disease: How It’s Diagnosed", webmd, Retrieved 29-5-2020. Edited.
  5. "Diagnosis -Alzheimer's disease", nhs, Retrieved 29-5-2020. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح "Symptoms -Alzheimer's disease", nhs, Retrieved 29-5-2020. Edited.
  7. "Alzheimer's disease", mayoclinic, Retrieved 29-5-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :