محتويات
آلام النمو
تُعدّ آلام النمو (Growing Pains) أكثر أنواع آلام الأطراف شيوعًا عند الأطفال، إذ يعاني ما بين 10% و35% من الأطفال من هذه الآلام مرة واحدة على الأقل خلال حياتهم، وتُعرف بأنّها نمط من الآلام الحميدة غير الخطيرة التي تؤثر في الأطفال، وتحدث هذه الآلام عند الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و12 سنة من الذكور والإناث، لكنّها أكثر شيوعًا بقليل عند الإناث.
على الرغم من أنّه يُطلَق على هذه الآلام اسم آلام النمو، لكنّها لا تحدث في السنوات التي يبدو فيها نمو الطفل أكبر ما يمكن؛ لذلك فقد لا ترتبط هذه الآلام بالنمو، وقد سُمّيَت بهذا الاسم في المرحلة بين 1930-1940 عندما كان يُعتقد أنّ هذه الآلام ناتجة من نمو العظام سرعة أكبر عند مقارنتها بنمو الأوتار، لكن في الوقت الحاضر يعلم الباحثون أنّ هذا ليس صحيح، لكن بقي الاسم نفسه على الرغم من الفهم الجديد لهذه الآلام، وما زال سببها غير معروف بدقة.[١]
أعراض آلام النمو
آلام النمو شعور غير مريح وخافق عادةً ما تحدث على جانبي الجسم، خاصةً في الساقين، ويبدأ في وقت متأخر بعد الظهر أو في المساء ويختفي في الصباح، ولا يستمر، كما قد تترافق آلام النمو عند بعض الأطفال أيضًا بالإصابة بالصداع أو آلام في البطن، ومن الطرق التي تظهر فيها آلام النمو عند الأطفال واليافعين ما يأتي:[٢]
- آلام النمو في الساقين، تُعدّ السيقان والجزء الخلفي السفلي من الساق والجزء الخلفي من الركبتين وأمام الفخذين أكثر المناطق شيوعًا لحدوث آلام النمو.
- آلام النمو في الركبتين، تحدث آلام النمو في الركبتين خلف الركبة، ونادرًا ما يتأثر مفصل الركبة نفسه بالألم، كما تجب الإشارة إلى أنّ آلام النمو لا تُسبِّب أي تغيُّر في شكل المفصل، أمّا إذا كان المفصل مؤلمًا أو أصبح أحمر اللون ودافئًا وحدث تورم فيه، فقد يبدو ذلك علامة على حدوث التهاب المفاصل الشبابي مجهول السبب (Juvenile idiopathic arthritis).
- آلام النمو في الذراع، التي تؤثر في كلتا الذراعين، ويترافق ألم الذراع مع ألم في الساق في الوقت نفسه.
- آلام النمو في الظهر، إنّ آلام النمو في الظهر أمر غير شائع؛ لذلك فقد يدلّ ألم الظهر عند الأطفال على الإصابة بمشكلات أخرى.
أسباب آلام النمو
إنّ سبب حدوث آلام النمو غير واضح، والكثير من الأشخاص يعتقدون أنّ هذه الآلام ناتجة من نمو العظام، لكنّ العظام تنمو ببطء حتى خلال مرحلة طفرة النمو، ولا يسبب هذا النمو البطيء الشعور بأي ألم، ويعاني بعض الأطفال من نوبات آلام النمو لسنوات عديدة، وتختفي هذه الآلام في منتصف سن البلوغ، وقد يلاحظ بعض الأطفال أنّ هذه الآلام قد تزداد شدة عند ممارسة الكثير من الجري أو اللعب، لكن ليس كل الأطفال يعانون من النمط نفسه لآلام النمو.
وقد يبدو سبب آلام النمو ما يأتي:[٣]
- وضعية الجسم السيئة، إنّ الوقوف أو الجلوس أو المشي بطريقة خاطئة يزيد من الضغط أكثر مما هو معتاد على العضلات الداعمة للجسم، ففي بعض الأحيان، قد يعاني الأطفال الذين لديهم أقدام مسطحة للغاية من مشكلات وآلام أكثر من الأطفال الآخرين.
- المشكلات العاطفية، قد يسبب التوتر والحزن الشعور بآلام، لكن عند الأطفال من النادر أن يبدو ذلك سبب الآلام.
- التعب العضلي، ففي بعض الحالات فإنّ زيادة النشاط البدني عما هو معتاد عليه الطفل قد يزيد من آلام العضلات، وعلى الرغم من ذلك، فإنّ الأطفال كلهم ربما يمارسون أنشطة في بعض الأيام أكثر من الأنشطة التي يمارسونها في المعتاد ومعظمهم لا يشعرون بأي ألم.[٣] والجري أو التسلق أو القفز خلال النهار يزيد من خطر آلام الساق في الليل عند الأطفال.[٤]
حالات آلام النمو التي تحتاج مراجعة الطبيب
في البداية تجدر الإشارة إلى أنّ آلام النمو دائمًا ما يشعر بها الطفل على جانبي الجسم؛ لذلك فقد يدل الألم في ساق واحدة عند الطفل على وجود مشكلة أكثر خطورة تحتاج إلى استشارة الطبيب، كما يجب الانتباه إلى أنّ آلام النمو لا تسبب ألمًا في المفاصل، ولا تسبب العرج عند الطفل أو ارتفاع في درجة الحرارة، وتنبغي استشارة الطبيب في حال حدثت آلام عند الطفل في الساق وترافق مع الأعراض الآتية، إذ إنّها ليست من أعراض آلام النمو:[٥]
- التعرض لإصابة؛ مثل: السقوط.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- فقدان الشهية.
- العرج أو صعوبة في المشي.
- ظهور طفح جلدي.
- تورم في المفاصل واحمرارها ودفئها وألم فيها.
- نقص الوزن.
- الشعور بالتعب والضعف.
طرق منزلية للتخفيف من آلام النمو
تساعد بعض الطرق المنزلية في التخفيف من آلام النمو عن الطفل، ومنها ما يأتي:[٦]
- تدليك رجلَي الطفل، فغالبًا ما يستجيب الأطفال لـلتدليك اللطيف، لكنّ بعض الأطفال الآخرين يشعرون بتحسن عند احتضانهم.
- استخدام وسادة التدفئة، يساهم التعرض للحرارة في تهدئة آلام العضلات؛ لذلك فإن استخدم وسادة التدفئة قبل النوم أو عندما يشتكي الطفل من آلام في الساق قد يبدو مفيدًا، لكن تجب إزالة وسادة التدفئة عندما ينام الطفل، كما يفيد الحمام الدافئ قبل النوم أيضًا.
- استخدام مسكن الألم، إذ يعطى الطفل الـإيبوبروفين (ibuprofen) أو الباراسيتامول (Paracetamol) لتخفيف الألم، لكن يجب عدم تناول الأسبرين، فقد يزيد من خطر الإصابة بمتلازمة راي، وهي حالة نادرة لكنها خطيرة.
- تمارين الإطالة، قد يساعد تمدد عضلات الساقين خلال النهار في منع حدوث الألم ليلًا، لكن تجب استشارة طبيب الأطفال في فعل ذلك، وسؤاله عن أفضل تمارين التمدُّد للطفل.
علاج المصاب بآلام النمو
لا يوجد علاج محدد من آلام النمو، ولحسن الحظ، فإنّ آلام النمو لا تسبب حدوث أي مشكلات خطيرة، ولا تؤثر في نمو الطفل، وغالبًا ما تزول من تلقاء نفسها في غضون عام أو عامين، وفي حال لم تختفِ تمامًا خلال عام أو نحو ذلك فغالبًا ما تصبح أقل إيلامًا، وخلال هذه المدة يساعد الوالدان الطفل في تخفيف الانزعاج والألم اللذين يشعر بهما من خلال العلاجات المنزلية المذكورة أعلاه[٦].
المراجع
- ↑ "Growing Pains", my.clevelandclinic,18-1-2019، Retrieved 23-6-2020. Edited.
- ↑ Erica Hersh (5-4-2019), "Everything You Need to Know About Your Child’s Growing Pains"، healthline, Retrieved 22-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "Growing pains", .betterhealth.vic,10-2018، Retrieved 22-6-2020. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (13-8-2019), "Growing pains"، mayoclinic, Retrieved 22-6-2020. Edited.
- ↑ Dan Brennan, MD (4-11-2018), "Growing Pains"، webmd, Retrieved 22-6-2020. Edited.
- ^ أ ب Mayo Clinic Staff (13-8-2019), "Growing pains"، mayoclinic, Retrieved 22-6-2020. Edited.