أضرار ارتفاع هرمون الحليب

ارتفاع هرمون الحليب

يُسمّى مرض فرط برولاكتين الدم أو ما يُعرف باسم ارتفاع هرمون الحليب بذلك نظرًا لارتباطه بزيادة إفراز البرولاكتين (هرمون الحليب) في الدم بكميّات أكثر من الحد الطبيعي، وتتركّز وظيفة هذا الهرمون في تحفيز إنتاج الحليب في الثدي بعد الولادة لدى النساء، بالتالي فإنّ معدّلاته المُرتفعة خلال هذه المدة يُعدّ أمرًا طبيعيًّا، والغدّة النخاميّة الموجودة في قاعدة الدماغ المركزَ المسؤول عن إنتاج هذا الهرمون، ويؤُثّر هرمون الحليب في مستويات الهرمونات الجنسيّة (الإستروجين والتستستيرون) لدى كُلٍّ من الّرجال والنساء.[١]


المستوى الطبيعي لهرمون الحليب

لمعرفة نسبة هرمون الحليب في جسم شخص ما لا بُدّ من صيامه قبل الفحص بليلة كاملة؛ إذ يبدأ الصيام في الليل ويُخضع للفحص صباحًا، ويُعدّ الطبيب الذكر مصابًا بارتفاع البرولاكتين عند ارتفاع القيمة على 20 نانوغرامًا / مل، وعند المرأة يرتفع إلى 25 نانوغرامًا / مل، وإذا ما كانت النتائج أعلى من القيم المذكورة يطلب الطبيب عدّة تحاليل من المريض لمعرفة السبب في هذا الارتفاع ووصف العلاج المناسب[٢].


أضرار ارتفاع هرمون الحليب

قد يؤدّي ارتفاع إفراز هرمون الحليب لدى النساء إلى خفض إنتاج هرمون الإستروجين، ممّا يؤدي إلى التأثير في قوّة العظام ومتانتها، إذ على الرغم من إمكانيّة التداوي من ارتفاع هرمون الحليب في الدم، غير أنّه بعد سنة أو اثنتين من بدء العلاج قد تبدأ هذه المشكلات بالظهور، بالتالي فإنّ هؤلاء النساء قد يلجأن إلى بعض الأساليب المُوصى بها من الاختصاصيين لحماية أنفسهم من الإصابة بهشاشة العظام؛ كممارسة الرياضة، والحرص على تناول الأطعمة التي تحتوي على الكالسيوم، والابتعاد عن التدخين،[٣] بالإضافة إلى تسبُّبه في حدوث بعض المشكلات؛ مثل[٤]:

  • فقدان النظر: في حال تطوّر الورم الحليبي ونموّه يُصبح كبيرًا، وقد يضغط على العَصب البصَري، كما يؤدّي إلى عدم القدرة على الرؤية.
  • قُصور الغدّة النخاميّة: في حال تضخُم الأورام في الغدّة النخاميّة فإنّها قد تضغط على الغدّة لتعطّل بدورها وظائف الهرمونات الأُخرى التي تُدار بواسطة هذه الغدّة، مما ينتج منه قصور أداء وظائفها، بالإضافة إلى تسبّبها في نقص هرمونات النمو وقصور في الغدد الكُظريّة.
  • مضاعفات أثناء الحمل: عند ارتفاع مستويات هرمون الإستروجين ومصاحبته لنمو ورم برولاكتيني أثناء الحمل فإنّ هذه الظروف قد تؤدّي إلى نمو الورم، وظهور بعض الأعراض الأخرى المصاحبة له؛ كالصُداع، ومشكلات في الرؤية.


أعراض ارتفاع هرمون الحليب

تختلف الأعراض التي تترافق مع ارتفاع هرمون الحليب لدى النساء، وقد تشمل الأعراض الآتية إذ تُستثنى مراحل الرضاعة والحَمل:[٥]

  • العُقم.
  • التدفّق التلقائي للحليب بصورة غير طبيعية.
  • عدم انتظام الدورة الشهريّة.
  • انقطاع الطمث من خلال عدم القُدرة على الإباضة.
  • ألَم في الثديين.
  • الشعور بألَم أثناء الجماع بسبب جفاف المهبل.
  • فقدان الرغبة الجنسيّة.

أمّا في حال حدوثه لدى الرجال فإنّه يشتمل على انعدام القدرة الجنسيّة، والشعور بألَم يُصاحب تكوّن الورم البرولاكتيني، وتشتمل الأعراض الأُخرى عند الرجال على ما يأتي:

  • عدم القدرة على الانتصاب.
  • تدفُّق الحليب من الثديَّين.
  • العُقم.
  • فقدان الرغبة الجنسيّة.
  • تثدّي الرجل، إذ تتطوّر أنسجة الثدي وتنمو.

لأنّ ارتفاع هرمون الحليب لدى الرجال لا يترافق مع عوارض علنيّة وظاهرة؛ كمشكلات الطمث وغيرها، فإنّه من الصعوبة أحيانًا تشخيصه لديهم، وفي بعض الحالات فإنّ الشعور بالصداع النّاجم عن ورم الغدّة النخاميّة، أو تطوّر مشكلات النظر تُعدّ الأعراض الأوليّة لدى كُلٍّ من الرجال والنساء نتيجة ارتفاع هرمون الحليب.


أسباب ارتفاع هرمون الحليب

يسبّب توفّر العديد من العوامل ارتفاع مستويات هرمون الحليب، لكن توجد عوامل رئيسة وواضحة تستطيع التسبّب في ذلك؛ كالحَمل، ويُعدّ أمرًا طبيعيًّا، وبالطبع توجد أسباب ثانويّة أخرى، وتِبعًا لدراسة أُجريت في عام 2013 فإنّ أورام الغدّة النخاميّة مسؤولة عن 50% من حالات ارتفاع هرمون الحليب في الدم، وتُعرف هذه الأورام بأنّها أورام حليبيّة تنشأ في الغدّة النخاميّة، وليست سرطانيّة، غير أنّ عوارضها قد تختلف وفق جنس المصاب. ومن الأسباب الأخرى المسؤولة عن ارتفاع هرمون الحليب ما يأتي:[٦]

  • أدوية الحموضة من مثبطات مستقبلات الهيستامين؛ مثل: رانتيدين-ranitidine ، وسيميتيدينcimetidine.
  • الأدوية الخافضة للضغط؛ مثل: فيراباميل-verapamil .
  • هرمون الإستروجين.
  • الأدوية المضادّة للاكتئاب؛ مثل: ديسيبرامين- desipramine، وكلوميبرامين-clomipramine .
  • مرَض تشمع الكبد، أو التندُّب الحاد في الكبد.
  • متلازمة كوشينغ-Cushing syndrome، التي تَنتج بسبب ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول.
  • الالتهابات، أو الأورام، أو إصابات الغدّة تحت المهاد.
  • تناول الأدوية المُضادّة للغثيَان؛ مثل: ميتوكلوبراميد-metoclopramide.


علاج ارتفاع هرمون الحليب

عندما تدخل المرأة في مرحلة الحمل أو الرضاعة فليس ارتفاع هرمون الحليب ضارًا، بل حالة طبيعية لا بُدّ من حدوثها، أمّا خارج هاتين المرحلتين فإنّ الارتفاع ضارّ وخطير ويحتاج إلى العلاج، ويختلف العلاج الموصوف من الطبيب الاختصاصي باختلاف السبب في الارتفاع[٧]، وفي ما يأتي بعض العلاجات الشائعة لارتفاع هرمون البرولاكتين حسب السبب:

السبب العلاج المناسب
مشكلة في الغدة الدرقية (قصور الغدة الدرقية) هرمون الغدة الدرقية التخليقي الذي يُخفض من مستوى هرمون الحليب المرتفع[٨].
استخدام أنواع خاصة من الأدوية في علاج أمراض معينة استبدال أدوية أخرى بالأدوية المستخدمة لا تؤثر في مستوى البرولاكتين وتحت إشراف طبي[٨].
حالات الإصابة بمرض فرط البرولاكتين في الدم (البرولاكتينوميا) أدوية خاصة؛ مثل: البروموكريبتين-bromocriptine، وكابيرجولين-cabergoline[٨]
حالات وجود ورم في الغدة النخامية يؤثر في إنتاج هرمون الحليب العلاج الدوائي بوصفه خطوة أولى، وإذا فشل العلاج الدوائي يلجَأ إلى العلاج الجراحي.[٥]
وجود ورم في الغدة النخامية العلاج بالإشعاع في حالات فشل العلاجات الدوائية والعلاجات الجراحية فقط.[٥]


المَراجع

  1. "Hyperprolactinemia", .hormone,2017-11، Retrieved 2019-2-4. Edited.
  2. J Hum Reprod Sci, "Hyperprolactinemia"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 12-7-2019. Edited.
  3. "Prolactinoma", niddk.nih,2012-4، Retrieved 2019-2-4. Edited.
  4. Mayo Clinic Staff (2018-5-12), "Prolactinoma"، mayoclinic, Retrieved 2019-2-4. Edited.
  5. ^ أ ب ت Nicole Galan (28-11-2018), "hyperprolactinemia overview"، www.verywellhealth.com, Retrieved 12-7-2019.
  6. Tessa Sawyers (2018-11-20), "What Is Hyperprolactinemia?"، healthline, Retrieved 2019-2-4. Edited.
  7. "How are high prolactin (PRL) levels treated?", www.webmd.com, Retrieved 12-7-2019. Edited.
  8. ^ أ ب ت "Hyperprolactinemia", www.hormone.org, Retrieved 12-7-2019. Edited.

فيديو ذو صلة :

480 مشاهدة