محتويات
حموضة المعدة
تتكوّن المعدة من ثنيات صغيرة تسمح لها بالتمدّد لتستطيع استيعاب كمياتٍ كبيرةً من الطعام، ويبقى الطعام في المعدة مدةً ما بين 3-5 ساعات قبل أن ينتقل إلى باقي أعضاء الجهاز الهضمي، كما يوجد في المعدة مزيج من الإنزيمات، وهي مسؤولة عن عملية الهضم فيها، لذلك فإنّ المعدة تحتاج إلى إفرازات تشبه المخاط لحماية نفسها من هذه الإنزيمات.[١]
قد تصاب المعدة بمشكلات عديدة، منها الارتداد الحمضي، وهو حالة منتشرة تتمثّل بالشعور بألم حارق أسفل منطقة الصدر، وتنتج عن عودة حمض المعدة إلى ممرات التغذية، وتعرف باسم حرقة المعدة.[٢][٣]
أعراض حموضة المعدة
غالبًا ما يحدث الارتداد الحمضي أو حرقة المعدة عند الشعور بالحرقة بسبب الإكثار من تناول الطعام، أو الارتجاع المريئي، كما يسبب شعورًا بحرقة غير مريحة في منطقة الصدر، تزداد سوءًا عند الاستلقاء والانحناء، ويمكن أن تستمرّ عدة ساعات، بالإضافة إلى أنّها عادةً ما تزداد سوءًا عند تناول الطعام، بينما يمكن أن ينتقل ألم الحرقة إلى الرقبة والحنجرة، وقد يصل إلى حد الشعور بالحرقة في الجزء الخلفي من الحلق، بالتالي يشعر المصاب بطعم حامض أو مرّ، وإذا أصيب الشخص بحرقة المعدة مرتين أو أكثر خلال سبعة أيام تسمى الحالة الارتداد المريئي، وقد يواجه البعض أعراضًا أخرى، وهي على النحو الآتي:[٤][٣]
- الشعور بألم وحرقة في منطقة الصدر، خاصّةً بعد تناول الطعام، وقد يحدث خلال الليل أحيانًا.
- ازدياد الألم سوءًا عند الانحناء أو الاستلقاء.
- الشعور بطعم حمضي أو بمرارة في الفم.
- ارتجاع الأطعمة أو السوائل مع الشعور بطعم حمضي في الحلق.
- المعاناة من صعوبة في عملية البلع.
- الإصابة بسعال مزمن.
- التهاب الحلق المتكرر.
- الإصابة بالتهاب الحنجرة أو البحة المستمرة في الصوت.
أعراض حموضة المعدة تستدعي مراجعة الطبيب
لا بد من التوجه إلى الطبيب وطلب المساعدة الفورية في العديد من الحالات، من ضمنها ما يأتي:[٤]
- الشعور بألم أو ضيق شديد في الصدر، خاصّةً في حال مرافقته لعلامات وأعراض أخرى، مثل: الإحساس بألم في الجزء العلوي من الجسم كالذراع، أو الشعور بألم في الفك، أو مواجهة صعوبة في عملية التنفس، فقد تكون هذه العلامات مؤشرًا على تعرّض الشخص للإصابة بنوبة قلبية.
- الإصابة بحموضة المعدة أكثر من مرتين في الأسبوع.
- استمرار الأعراض وعدم استجابة الشخص للأدوية المصروفة دون وصفة طبية.
- المعاناة من صعوبة في البلع.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ المستمران.
- فقدان الوزن؛ نظرًا لقلة الشهية أو مواجهة صعوبة في تناول الطعام.
أسباب الحموضة
من الأسباب التي تؤدّي إلى ارتداد الحمض حدوث شذوذ في المعدة، يسمى فتق الحجاب الحاجز الناتج عن تحرّك الجزء العلوي من المعدة فوق الحجاب الحاجز، وهي العضلات الفاصلة بين المعدة والصدر، إذ إنّ الحاجز غالبًا ما يُبقي الحمض داخل المعدة، وحدوث فتق في الحجاب الحاجز يمكن أن يسبّب انتقال الحمض إلى المريء، ممّا يسبب ظهر أعراض الحموضة، وتوجد عوامل يمكن أن تسبّب الإصابة بحرقة المعدة، يمكن إجمالها بما يأتي:[٥]
- التدخين.
- الحمل بالنسبة للمرأة.
- الإصابة بالسمنة.
- تناول كميات كبيرة من الطعام، أو الاستلقاء بعد تناول الطعام مباشرةً.
- تناول الأطعمة التي تسبّب الحموضة، مثل: الحمضيات، والبندورة، والشوكلاتة، والنعناع، والأطعمة الحارة أو الدسمة.
- شرب بعض المشروبات، مثل: الكحول، والمشروبات الغازية، والقهوة، والشاي.
- تناول بعض الأدوية، مثل: الأسبرين، أو الأيبوبروفين، أو بعض أدوية مرخيات العضلات أو أدوية ضغط الدم.
تشخيص حموضة المعدة
يُجري الطبيب العديد من الإجراءات لتشخيص الإصابة بحموضة المعدة، من أهمّها ما يأتي:[٤]
- الأشعة السينية: إذ تُظهر شكل المريء والمعدة للشخص وحالتهما.
- التنظير الداخلي: يُجرى التنظير الداخلي بأخذ خزعة أو عينة من نسيج المريء لتحليلها؛ للتحقق من وجود مشكلات في المريء.
- اختبارات فحص الحامض: إذ يرتدي الشخص جهازًا صغيرًا حول منطقة الخصر أو يضعه على حزام فوق الكتف؛ إذ يتصل هذا الجهاز بالحامض الموجود في المريء؛ بهدف معرفة وقت عودة حمض المعدة إلى المريء وتحديد مدته.
- اختبار حركية المريء: يُجرى هذا الاختبار لقياس الحركة والضغط في المريء.
علاج حموضة المعدة
يُمكن أن يساعد إجراء تغييرات في نمط الحياة على التخلص من حموضة المعدة والتخفيف من حدتها، كما يُمكن استخدام مجموعة من المواد الطبيعية للعلاج، مثل شراب بذور الريحان، فهو شراب مدر للبول يُستخدم لتخليص الجسم من السموم، كما أنه يُعادل تأثير الأحماض في الجسم؛ إذ يُساعد على تلطيف بطانة المعدة، بالتالي التخفيف من الشعور بالحرقة.[٦]
يمكن اللجوء إلى استخدام العديد من الأدوية التي تُباع دون وصفة طبية للمساعدة على الحد من حموضة المعدة، وفي حال عدم نجاح هذه الأدوية أو الاعتماد عليها كثيرًا يُنصح باستشارة الطبيب؛ فقد يحتاج الشخص إلى تشخيص إضافي أو وصفات طبية معينة، ومن أهم خيارات الأدوية غير الموصوفة طبّيًّا ما يأتي:[٤]
- الأدوية المضادة للحموضة: تعدّ هذه الأدوية علاجًا سريعًا للتخفيف من حموضة المعدة، إذ تُساعد على تقليل حمض المعدة، لكنها لا تمتلك أي تأثير علاجي للمريء في حال إصابته بأي ضرر بسبب الأحماض.
- مضادات مستقبلات الهستامين: تُساعد مضادات الهيستامين على تقليل حموضة المعدة، وعلى الرغم من أنها لا تعمل بسرعة الأدوية المضادة للحموضة، إلا أنّها توفّر راحةً أطول للشخص.
- مثبطات مضخة البروتون: تخفّف هذه الأدوية حمض المعدة، ومن الأمثلة عليها اللانسوبرازول، والأوميبرازل، والبريلزيك.
الوقاية من حموضة المعدة
يُمكن اتباع العديد من الخطوات لتجنب حموضة المعدة، من أهمها ما يأتي:[٧]
- تغيير النظام الغذائي: فقد ترتبط حموضة المعدة ببعض أنواع الأطعمة والمشروبات، ولا بدّ من التخفيف أو الامتناع عن تناول هذه المأكولات عند ملاحظة تأثيرها على المعدة، ومن الأمثلة عليها الكحول، والشوكولاتة، والمشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة، والأطعمة الغنية بالدهون، والأطعمة المقلية، والأطعمة الحارة، والبصل، وعصائر الحمضيات المختلفة، كالبرتقال، والليمون، والنعناع، والمشروبات الغازية، والطماطم أو صلصة الطماطم، واستبدال الوجبات اليومية الكبيرة بوجبات صغيرة متعددة طوال اليوم؛ إذ يُمكن للوجبات الكبيرة أن تؤدي إلى حرقة المعدة.
- ضبط الوزن: أي إنقاص الوزن في حال المعاناة من السمنة أو زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي؛ إذ يؤدي الوزن الزائد إلى زيادة الضغط على البطن، ممّا يزيد من ارتجاع الحمض إلى المريء.
- استبدال الملابس الضيقة بملابس فضفاضة: إذ تُؤدي الملابس الضيقة إلى الضغط على البطن، ممّا يزيد من فرصة الإصابة بحموضة المعدة.
- الإقلاع عن التدخين: إذ يُعزز دخان السجائر كمية الأحماض التي تُنتجها المعدة، كما أنّه يؤدّي إلى إرخاء العضلات التي تمنع الحمض من العودة إلى المريء، ممّا يُسبب حموضة المعدة.
- تنظيم استخدام الأدوية: إذ تؤدي بعض أنواع الأدوية إلى الشعور بحرقة المعدة، كما أنّ الاستخدام المنتظم للأدوية المضادة للالتهابات والألم يُساهم في ذلك.
- تجنب ممارسة التمارين الرياضية الشديدة أو عالية التأثير: فعلى الرغم من آثار ممارسة الرياضة على الجسم وتحقيق العديد من الفوائد التي يُعد إنقاص الوزن من أهمها الذي يُساهم في تقليل حموضة المعدة، إلّا أن ممارسة بعض التمارين كتمرين الكرنش قد يزيد الوضع سوءًا، لذا لا بدّ من استبدال هذه التمارين بتمارين خفيفة، كاستبدال الجري بركوب الدراجة أو السباحة.
- اتباع بعض الإجراءات عند الانزعاج من حموضة المعدة ليلًا: منها ما يأتي:
- تجنب الأطعمة التي تُسبب حرقة المعدة.
- تناول وجبة عشاء خفيفة.
- عدم الاستلقاء بعد تناول الطعام مدة ساعتين إلى ثلاث ساعات.
- رفع الرأس عن السرير بمقدار 10-15 سنتيمترًا تقريبًا.
- النوم على أحد الجانبين لمنع الحمض من الرجوع إلى المريء.
المراجع
- ↑ "Stomach", www.healthline.com,17-12-2014، Retrieved 23-1-2019. Edited.
- ↑ Markus MacGill (13-11-2017), "What is acid reflux?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 23-1-2019. Edited.
- ^ أ ب Jerry R. Balentine (14-10-2019), "Heartburn Definition, Causes, Symptoms, Relief Remedies, and Medicine,"، www.medicinenet.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Heartburn", www.mayoclinic.org,17-5-2018، Retrieved 24-10-2019. Edited.
- ↑ "What Is Acid Reflux Disease?", www.webmd.com, Retrieved 23-1-2019. Edited.
- ↑ "Basil Seeds: 7 Surprising Benefits Of Sabja Seeds", food.ndtv.com,21-8-2018، Retrieved 27-10-2019. Edited.
- ↑ James Beckerman (2-5-2019), " Heartburn Relief Tips"، www.webmd.com, Retrieved 24-10-2019. Edited.