احتباس الدم في اليد

احتباس الدم

يُعرَف احتباس الدم بشكل عام على أنه تراكمٌ للدم خارج الأوعية الدموية، إذ يحدث احتباس الدم نتيجة إصابةٍ في جدار الأوعية الدموية، مما يدفع الدم إلى التسرّب من الأوعية الدموية إلى الأنسجة المحيطة، بينما يمكن أن ينجم احتباس الدم عن إصابة أيّ نوعٍ من الأوعية الدموية كالشريان أو الوريد، ويصف احتباس الدم عادةً النزيف الذي يتخثّر.

يعتبر احتباس الدم مشكلةً شائعةً للغاية واجهها الكثير من الأشخاص في وقتٍ ما في حياتهم، إذ يمكن اعتبار احتباس الدم تحت الجلد أو الأظافر بأنها كدماتٌ أرجوانية اللون تتراوح بأحجامٍ مختلفة، بينما يمكن أن يحدث احتباس الدم في عمق الجسم حيث قد لا يكون مرئيًا، إلا أنه قد تشكّل حالات احتباس الدم في بعض الأحيان كتلة أو تجمّعًا يمكن الشعور بها، وفي الغالب تتم تسمية حالة احتباس الدم على أساس موقعها.

تتحلل معظم حالات احتباس الدم تلقائيًا بمرور الوقت حيث تتحلل الخثرات الدموية المتشكّلة ويتعافى جدار الأوعية الدموية، إلا أنه في حالاتٍ أخرى، يصبح التخلص من احتباس الدم جراحياً أمرًا ضروريًا بناءً على الأعراض المرافقة له أو موقع تشكّله[١].


احتباس الدم في اليد

تعتبر الصدمة أو الضربة المباشرة هي السبب الأكثر شيوعًا لاحتباس الدم في اليد، ومن أنواع الصدمات؛ حوادث السيارات، والسقوط، وإصابات الرأس، وكسور العظام، والجروح الناتجة عن العيارات النارية، وقد يحدث تضرر الأنسجة أيضًا بسبب عطس شديد أو حركةٍ مفاجئة للذراع أو الساق، الأمر الذي يتسبب بتلف الأوعية الدموية، بالتالي يتسرّب الدم إلى الأنسجة المحيطة؛ وهذا الدم يميل إلى التخثّر أو التجلّط، وكلما زادت كمية النزف، زاد حجم تكوّن احتباس الدم، كما يمكن لبعض الحالات الصّحية أن تتسبب باحتباس الدم إمّا في اليد أو في أي جزءٍ آخر من الجسم، ومن هذه الحالات ما يمكن ذكره كالتالي[٢]:

  • تناول بعض أنواع الأدوية: يمكن أن تزيد مميّعات الدم أو الأدوية المضادة للتخثّر، بما في ذلك الوارفارين، والأسبرين، وكلوبيدوجريل، من احتمال حدوث نزيفٍ واحتباس الدم، وبسبب عدم استطاعة الجسم في مثل هذه الحالات على إصلاح الضرر الحاصل في الأوعية الدموية، فإن ذلك يسمح للدم بالتسرّب باستمرار عبر المناطق المتضررة.
  • الأمراض أو الحالات التي قد تقلل من عدد الصفائح الدموية في مجرى الدم (نقص الصفيحات) أو تقلل من وظيفتها: ومثال على ذلك الالتهابات الفيروسية؛ كالحصبة الألمانية، والنّكاف، وجدري الماء، وفيروس العوز المناعي البشري، والتهاب الكبد الوبائي ج، وفقر الدم اللاتنسجي، ونقص فيتامين (د).
  • إصابات العظام: ترتبط الكسور دائمًا باحتباس الدم في مكان الكسر، كما يمكن أن ترتبط كسور العظام الطويلة مثل عظم الفخذ وعظم العضد بكميةٍ كبيرة من النزيف.
  • كسور عظم الحوض: يمكن أن يحدث النزيف في هذه الحالات أيضًا بشكل كبير حيث يتطلّب الأمر قدراً كبيراً من القوة لكسر هذه العظام وتلف الأوردة والشرايين القريبة أيضًا بشكل متكرر.
  • الحيض: يمكن أن يتراكم الدم في المهبل كجزءٍ من فترة الحيض الطبيعية، وبدلاً من التدفق على الفور، قد يشكل جلطاتٍ دموية صغيرة.
  • الحمل: يعتبر نزيف المهبل وتمرير جلطات الدم أو احتباس الدم أثناء الحمل أمرًا ليس طبيعيًا، وهي أسباب لطلب العناية الطبية الفورية.
  • المخاض والولادة: يعدّ تجلط الدم بعد ولادة الطفل أمرًا شائعًا نسبيًا.


أعراض ترافق احتباس الدم

يمكن لبعض حالات احتباس الدم أن يرافقها عدد من الأعراض، والتي يمكن ذكرها كالآتي[٣]:

  • تغيير اللون في منطقة احتباس الدم.
  • التهاب وتورم.
  • الألم عند لمس المنطقة المصابة.
  • الاحمرار.
  • الدفء في الجلد المحيط بمنطقة احتباس الدم.
  • الألم.

بينما تكون حالات احتباس الدم الداخلية أكثر صعوبةً في التعرّف عليها، لذلك يجب على أيّ شخصٍ تعرّض لحادث أو تعرّض لإصابةٍ خطيرة التحقق بانتظام مع الطبيب للكشف عن أي ورمٍ دموي داخلي، وتكون حالات احتباس الدم في الجمجمة خطيرة، حتى بعد مراجعة الطبيب للإصابة، فقد لا تظهر الأعراض فورًا، لكنها تظهر بعد أيامٍ قليلة من الإصابة خلال أول 72 ساعة، لذلك من الضروري مراقبة الأعراض الجديدة، مثل[٣]:


علاج احتباس الدم

في بعض الحالات لن يكون الشخص بحاجةٍ إلى العلاج، إذ يقوم الجسم عادة بإعادة امتصاص الدم المتحبّس مع مرور الوقت، بينما للتخلص من احتباس الدم تحت الجلد أو الظفر أو الأنسجة الرخوة الأخرى، يجب على الشخص إراحة المنطقة المصابة وتطبيق كيس ثلج ملفوف بمنشفة لتخفيف أي ألمٍ أو تورم قد يرافقه.

وقد يوصي الأطباء ببعض مسكنات الألم التي تصرف بدون وصفةٍ طبية إذا كانت الإصابة مؤلمة، بينما ينصح البعض الآخر عادة الشخص بتجنّب بعض مسكنات الألم، مثل الأسبرين، الذي يضعف الدم ويجعل احتباس الدم أمرًا أسوأ.

وفي بعض الأحيان، قد يتطلّب احتباس الدم تصريفٌ جراحي، وقد تكون الجراحة أكثر احتمالًا إذا ضغط الدم على الحبل الشوكي أو الدماغ أو الأعضاء الأخرى، وفي حالاتٍ أخرى، قد يرغب الأطباء في استنزاف احتباس الدم لأنه يكون عرضة لخطر تشكّل المضاعفات.

وقد لا يكون العلاج الجراحي ضروريًا في جميع الحالات، حتى عندما يكون احتباس الدم داخل الجمجمة، لكن في حالاتٍ نادرة، قد يستمر احتباس الدم في التطوّر حيث تستمر الأوعية الدموية التالفة في نزف المزيد من الدم، والنّتيجة هي خليطٌ من الدم القديم والجديد الذي سيحتاج الأطباء إلى إزالته بالكامل[٣].


احتباس الدم والكدمة

يميل اللون والألم الحاصل في المنطقة المصابة إلى جعل الأشخاص يعتقدون أن احتباس الدم والكدمات أمران متشابهان، بينما تتطور الكدمة عند تسرب الدم من الشعيرات الدموية، مما يؤدي إلى ظهور بقعةٍ أرجوانية أو زرقاء أو داكنة على الجلد، ويتغير لون الكدمة أثناء شفاؤها، وعادة ما يتحول إلى اللون الأصفر قبل أن تتلاشى تمامًا، والكدمات عموما ليست أمرًا خطيرًا. ومعظم الكدمات تلتئم من تلقاء نفسها دون الحاجة للعلاج، وحدوث الكدمات الشديدة امرًا نادرًا، ولكنها قد تلحق الضرر بالأنسجة أو الأعضاء الداخلية وتتطلب علاجًا لمنع العدوى، وقد يكون بعض الأشخاص أكثر عرضةً للكدمات، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من فقر الدم أو نقص الفيتامينات وأولئك الذين يتناولون الأدوية المميّعة للدم.

في المقابل، فإن احتباس الدم هو تسرّب الدم من الأوعية الدموية الكبيرة، قد تكون العلامة التي يتركها زرقاء داكنة أو سوداء، ولكنها قد تسبب أيضًا احمرارًا كبيرًا، وتسبب الصدمات الأكثر حدة احتباس الدم الذي قد يكون خطيرًا ويتطلّب علاجًا طبيًا[٣].


المراجع

  1. "HEMATOMA", rxlist, Retrieved 29-01-2020. Edited.
  2. "Hematoma Pictures, Symptoms, Causes, and Treatment", medicinenet, Retrieved 29-01-2020. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Hematoma: Everything you need to know", medicalnewstoday, Retrieved 29-01-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

614 مشاهدة