محتويات
التهاب الجرح بعد الخياطة
قد تحتاج بعض الجروح إلى الخياطة باستخدام الغرز الطبية، والتي هي عبارة عن خيوط رفيعة، تُستخدم لجمع وإغلاق أطراف الجروح العميقة، التي قد تنجم عن التعرّض لحادث أو إصابة، أو بعد إجراء جراحة في الجسم، وكغيرها من الجروح الأخرى، قد تتعرّض الجروح بعد خياطتها إلى العدوى والالتهاب، فكيف يمكن معرفة أن هذه الجروح ملتهبة؟ وكيف يمكن معالجة هذه الحالة؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال[١]
ما هي أعراض التهاب الجرح بعد الخياطة؟
تتمثّل وظيفة الجلد الرئيسية بحماية طبقات الجسم الداخلية من مسببات الأمراض التي قد تدخلها، ولكن إن حدوث جرج أو إصابة في الجلد يُسهّل الطريق أمام البكتيريا وغيرها من مسببات الأمراض، مما يؤدي إلى التهاب الأنسجة المحيطة مسببة ظهور مجموعة من الأعراض المزعجة، ومن أهم أعراض التهاب الجرح بعد الخياطة ما يأتي:[٢]
- تورم واحمرار الجرح والمنطقة المحيطة به، أو ظهور خطوط حمراء حول المنطقة.
- الألم عند لمس الجرح، أو تحريك المنطقة المصابة.
- تضخّم الغدد الليمفاوية القريبة من موقع الجرح.
- الحمّى، وارتفاع درجة حرارة الجرح والمنطقة المحيطة به.
- خروج دم، أو سوائل وصديد أصفر أو أخضر من الجرح.
- خروج رائحة كريهة من الجرح.
ما هي مضاعفات التهاب الجرح بعد الخياطة؟
تحتاج حالات التهاب الجروح بعد الخياطة إلى طلب الرعاية الصحية الفورية، ذلك لأن الحالات التي تُترك دون علاج قد تتسبّب في الإصابة ببعض المضاعفات الخطيرة، ومن ضمن هذه المضاعفات ما يلي:[٢]
- العدوى الجلدية الناخرة (Necrotizing fasciitis): وهي حالة التهابية تنجم عن عدوى بكتيرية، وغالبًا ما تكون نتيجة الإصابة بواحدة من المجموعة أ من بكتيريا العقديات (Streptococcus)، وتتسبّب هذه الحالة بألمٍ حادّ في مكان الجرح، بالإضافة إلى التورم والاحمرار، وقد تتطور العدوى وتُسبّب ظهور تقرحات وبقعًا سوداء أو بثور على الجلد، بالإضافة إلى التعب الجسدي العام، والإعياء، والإسهال، وعلى الرغم من خطورة هذه العدوى، إلّا أنّها نادرة الحدوث.
- الإنتان (Sepsis): وتُسمّى بتسمم الدم، أو تعفن الدم، وهي حالة طارئة وخطيرة، تحدث نتيجةً لاستجابة الجسم الشديدة للعدوى، وتتسبّب بمجموعة من الأعراض الشديدة، بما في ذلك:
- تسارع معدل ضربات القلب.
- ضيق في التنفس.
- القشعريرة والرجفة.
- فقدان التوازن.
- الحمّى.
- ألم شديد.
ما هي مراحل استشفاء جرح العملية بعد الخياطة؟
يمر الجرح بثلاث مراحل أثناء عمليةالاستشفاء، يمكن تلخيص كل مرحلة بما يلي:[٣]
- المرحلة الأولى (التورم): تبدء مرحلة الاستشفاء هذه بتكوين الأوعية الدموية الموجودة في منطقة الجرح لمجموعة من التجلّطات الدموية الطفيفة، والتي تمنع فقدان الكثير من الدم، إلى جانب وصول أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء إلى موقع الجرح؛ لمحاربة البكتيريا ومكافحة العدوى، وغالبًا ما تستمر هذه المرحلة لستة أيام تقريبًا، ويرافقها مجموعة من الأعراض، كالتورم والاحمرار، والألم.
- المرحلة الثانية ( إعادة البناء): تبدء هذه المرحلة فور انتهاء مرحلة التورم، وغالبًا ما تستمر من أربعة أيام إلى شهر، وتتمثّل أحداث هذه المرحلة ببدء تكوّن الندبة مكان الجرح، وتماسك أطرافه مع بعضها البعض، وقد تظهر بعض النتوءات الحمراء الجديدة داخل الجرح في بعض الحالات، بالإضافة إلى احتمالية الشعور بألمٍ حادٍ في مكان الجرح، وعلى الرغم من هذا الألم، إلّا أنّ ذلك يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا على شفاء الجرح، وعودة الأحاسيس إلى الأعصاب، ويبدأ هذا الألم بالتقلّص تدريجيًا مع مرور الوقت.
- المرحلة الثالثة (إعادة التكوين): وهي المرحلة الأخيرة من عملية الاستشفاء، والتي قد تمتد من 6 أشهر إلى سنتين، يحدث فيها مجموعة من التغيرات على مظهر الجرح والندبة، إذ غالبًا ما تتحوّل الندبة من ندبة ذات مظهر كثيف ومتورم وأحمر اللون، إلى مظهر أنحف وأكثر تسطحًا، وتميل إلى لون الجلد الطبيعي.
كيف يمكن تلاشي التهاب الجرح بعد الخياطة؟
لقد صممت بعض الأنواع من خيوط الغرز الطبية لتذوب تدريجيًا وتختفي من تلقاء نفسها بعد مرور مدّة من الزمن، ولكن قد تحتاج بعض الأنواع من الغرز الطبية للعودة إلى الطبيب لإزالتها بعد فترة معينة، إذ غالبًا ما تحتاج غرز الرأس إلى الإزالة بعد 3 إلى 5 أيام، والغرز فوق المفاصل كالركبة والمرفق تحتاج من 10 أيام إلى أسبوعين، ويمكن اتباع الخطوات الآتية للعناية بالجرح خلال هذه الفترة، والتقليل من خطر إصابته بالعدوى:[٤][٥]
- المحافظة على نظافة الجرح والمنطقة المحيطة به.
- تنظيف الجرح، ووضع مادة تغليف جديدة، واستبدال الضمادة، ووضع ضمادة جديدة ومعقمة.
- استخدام ضمادة الضغط السلبي، التي تُعزز تدفق الدم في الجرح، وتُسرّع عملية الشفاء، وهي عبارة عن مضخة تفريغ، وقطعة من الفوم مقطعة بشكل يتناسب مع شكل وموضع الجرح، وأنبوب مفرغ، يعمل على سحب الصديد والسوائل من الجرح، وبالتالي تسريع عملية الشفاء.
- تجنّب خدش الجرح وتحريك الغرز.
- تجنّب ممارسة التمارين الرياضية التي تتطلّب الاحتكاك الجسدي، ككرة القدم أو الهوكي؛ لمنع إصابة الجرح، ومنحه فرصة أفضل للشفاء.
- تجنّب السباحة إلى أن يشفى الجرح ويتم إزالة الغرز.
- منع الأطفال من اللعب بالتراب أو الطين، وغيره من الأشياء الملوثة للجروح.
كيف يعالج التهاب الجرح بعد الخياطة؟
تحتاج حالات التهاب الجروح بعد الخياطة إلى العلاج الفوري؛ منعًا لانتشار العدوى، وحدوث المضاعفات، ويبدء العلاج بعد أخذ عينة من الإفرازات أو الصديد المتدفق من الجرح الملتهب، وفحصها في المختبرات الخاصة لذلك؛ لتحديد السبب الكامن وراء الالتهاب، ونوع البكتيريا المسببة للعدوى في حال كانت العدوى بكتيرية، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة إجراء اختبار الحساسية للمضادات الحيوية، في حال وجود حاجة إلى استخدامها، لتحديد نوع المضاد الحيوي الأكثر فعالية وأمان في علاج العدوى، وتُعالج مثل هذه الحالات بإحدى العلاجات الآتية:[١]
- مضادات الفطريات؛ لمعالجة العدوى الفطرية.
- المضادات الحيوية الموضعية؛ لمعالجة العدوى البكتيرية الخفيفة.
- المضادات الحيوية الفموية؛ لعلاج العدوى البكتيرية الشديدة، والتي تؤثر في مساحة أكبر من الجلد والجسم.
- المضادات الحيوية التي تُعطى عن طريق الوريد (IV)؛ لمعالجة العدوى البكتيرية الشديدة للغاية.
- الاستئصال الجراحي للأنسجة الميتة والتالفة في موضع الجرح الملتهب، في الحالات الشديدة للغاية.
المراجع
- ^ أ ب "When Stitches Become Infected", healthline, Retrieved 2020-11-14. Edited.
- ^ أ ب "How to tell if your stitches are infected", medicalnewstoday, Retrieved 2020-11-14. Edited.
- ↑ "How to Know Your Surgical Cut Is Healing Right", webmd, Retrieved 2020-11-14. Edited.
- ↑ "How should I care for my stitches?", nhs, Retrieved 2020-11-14. Edited.
- ↑ "Surgical wound infection - treatment", medlineplus, Retrieved 2020-11-14. Edited.