كيف توقف نزيف الجرح

كيف توقف نزيف الجرح
كيف توقف نزيف الجرح

الجروح النزفية

عندما يتعرّض الجلد للجرح، فإنَّ الصفائح الدمويّة تقوم بمهمَّة منع استمرار النزيف بتكوين تجلط يحد من تدفق الدم عبر الجرح، وهو ما يحدث في مُعظم حالات الجروح الخفيفة، والتي يمكن مداواتها بتنظيفها جيدًا، وتغطيتها بلاصق جروح أو شاش طبي ملائم، ولكنْ قد يستدعي الأمر تطبيق خطوات الإسعاف الأوَّلي في الحالات الشديدة التي يكون فيها الجرح كبيرًا وعميقًا، فما هي الإسعافات الأولية لوقف نزيف الجروح؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.[١][٢]


ما الإسعافات الأولية لتوقيف نزيف الجروح؟

لوقف نزيف الجرح النازف، يتوجَّب على الفرد اتباع مجموعة من خطوات الإسعاف الأولي، وهي موضحة على النحو الآتي:


وقف النزيف

يتم وقف النزيف باتباع الآتي:[٣]

  • الحرص على تهدئة وطمأنة المُصاب، خاصةً في حالة إصابته بالخوف جرَّاء مشاهده نزيف الدم.
  • تطبيق ضغط مباشر على الجرح أو مكان القطع النازف، ويكون ذلك باستخدام قطعة من القماش أو الشاش أو الملابس النظيفة، والاستمرار على هذا النحو إلى حين ملاحظة توقف النزيف.


  • عدم إزالة قطعة القماش أو النسيج الموضوعة على الجرح، حتى في حال غمرها الدم بالكامل، وإنَّما يوضع مزيدًا من الشاش أو القماش فوقها مع استمرار الضغط.
  • مساعدة المصاب على الاستلقاء لزيادة تدفق الدم إلى الدماغ، وتقليل فرصة حدوث الإغماء.
  • رفع الذراع أو الساق أعلى من مستوى القلب للمساعدة على إبطاء النزيف.
  • تجنّب وضع المرقأة أو الضاغط (Tourniquet) الذي يُستخدم لوقف النزف من الوعاء الدموي، ما لم يكن النزيف شديدًا ولا يتوقف بالضغط المباشر.
  • تجنب إزالة الأشياء المغروسة بعمق في الجسم؛ كالسكين، لتجنب حدوث الضَّرر والنزيف الشديد، وإنما يوضع الشاش أو القماش حول الشيء المغروس في داخل الجسم دون تحريكه.
  • الحرص عند التعامل مع حالات النزيف الشديد، حيث يتوجّب طلب الرعاية الطبية فورًًا، والقيام بالآتي:[٤]
    • الحفاظ على ثبات الجزء المصاب.
    • وضع المصاب مستلقيًا على الأرض، ورفع قدميه حوالي 30 سنتمترات.
    • تغطية المصاب بغطاء مناسب إنْ توفَّر.
    • عدم تحريك المصاب قدر الإمكان في حالة تعرضه لإصابة في الرأس، أو العنق، أو الظهر، أو الساق، لتجنب تفاقم الحالة.


تنظيف الجرح ووضع الضمادة

يتوجّب على الفرد تنظيف الجرح وتغطيته بعد توقف النزيف في حالات الجروح السطحيّة، وذلك بهدف منع تعرّضه للعدوى،[٤] وللقيام بذلك يوصَى بالآتي:[٢][٣]

  • غسل اليدين وتجفيفها جيدًا.
  • تنظيف الجرح السطحي بوضعه تحت ماء الصنبور، ويمكن الاستعانة بقطعة من الصابون، وتجنب استخدام المعقِّمات، كاليود مثلًا، فربما تتسبَّب في إتلاف النسيج.
  • التربيت على المنطقة بمنشفة جافّة.
  • استخدام قطعة من الشاش المعقّم لوضعها على الجرح، مع الحرص على نظافة الشاش بتغييره باستمرار، وينصح باستخدام النوع المضاد للماء للحفاظ على بقاء الجرح جافًّا أثناء الاستحمام.



متى يجب طلب الرعاية الطبية في حالات الجروح النازفة؟

قبل كل شيء، يجب التواصل مع الطواريء في حالات معينة، وهي:[٣]

  • وجود الجرح في البطن أو الصدر.
  • الاعتقاد بوجودنزيف داخليّ.
  • حدوث النزيف الشديد.
  • عدم توقف النزيف بعد مضيّ عشرة دقائق من الضغط الثابت على منطقة الجرح.


ومن جانبٍ آخر، يجب الاستعانة بالطبيب في الحالات التالية:[٣]

  • وجود أوساخ أو بقايا في الجرح لا يمكن التخلص منها.
  • التعرض للجروح العميقة، أو ذات الحواف الخشِنة.
  • الشعور بالتنميل حول منطقة الجرح.
  • الحالات التي يكون فيها الجرح ناجمًا عن عضة حيوانية أو بشريّة.
  • ظهور أعراض العدوى في الجرح.
  • عدم تلقي المصاب بجرح عميق لقاح الكزاز (Tetanus vaccine) خلال السنوات الخمس الأخيرة السابقة.
  • التعرض للجرح في الوجه.



هل تستدعي الجروح النازفة تلقي حقن وعلاجات معينة؟

الإصابات الشديدة والنزيف الهائل المُصاحب لها قد يكون السبب وراء حدوث الوفاة، كونه قد يؤثر على التروية الدموية لأعضاء مهمة حيوية في الجسم جراء النزيف، وفي هذا الجانب، قد يلجأ الأطباء إلى استخدام مجموعة من العلاجات لوقف النزيف الشديد، وهذه العلاجات تختلف في فعاليتها وأمان استخدامها بشكلٍ كبير، وبكل الأحوال، الطبيب هو الشخص المسؤول عن إعطاء المصاب الأدوية الموضعيّة أو الحقن التي من شأنها أنْ تساعد على وقف النزيف، ومن هذه الأدوية نذكر الآتي:[٥]


  • عوامل تخثر موضعية: فهي تساعد على وقف النزيف في الأماكن التي يصعب الوصول إليها، ومن الأمثلة على هذه العوامل:[٥]
    • الكولاجين؛ الذي يحفز تجمع الصفائح الدموية.
    • المنتجات المعتمدة على الجيلاتين، والتي غالبًا ما تُدمج مع مادّة محفّزة للتخثر.
    • المنتجات التي تحتوي على السليولوز (Cellulose).
    • فايبرين (Fibrin) الذي يُستخدم موضعيًّا.

  • عوامل تخثر جهازية: قد يلجأ إليها الطبيب لتخفيف النزيف الذي لا يمكن وقفه بالضغط المباشر أو استخدام عوامل التخثر الموضعيَّة، ومن أبرز عوامل التخثر الجهازية المستخدمة في حالات النزيف الشديد ما يعرف بمضادات انحلال الفبرين (Antifibrinolytic)، ومن أكثر أنواعها استخدامًا حمض الترانيكساميك (Tranexamic acid)، الذي دمج بنجاح في معظم بروتوكولات السيطرة على النزيف بعد الإصابات، لفعاليتها في الحدّ من الوفيات بعد الحوادث، كما توجد مواد أخرى شائعة للاستخدام مثل حمض أمينوكابرويك (Aminocaproic acid)، وأَبروتينين (Aprotinin) قد يصفها الطبيب في بعض الحالات.



علامات تدل على التهاب الجروح النازفة

تزداد خطورة تعرّض الجرح للعدوى في الحالات التي يزيد فيها طوله عن 5 سنتمرات، أو أنَّه كان ناجمًا عن عضة من الحيوانات أو البشر، أو في حالة تلوثه بالأوساخ، أو في حالة وجود شيء في الجرح مُسبقًا قبل تنظيفه، أو في حال كانت حوافّه خشِنة،[٢] وعمومًا، في الحالات التي تتعرَّض فيها الجروح النازفة للعدوى، يمكن ملاحظة تدهور حالة الجرح بدلًا من تحسُّنه، ومن العلامات التي تدل على التهاب الجروح:[٦]

  • انتفاخ وتورّم الجرح.
  • احمرار الجرح والشعور بالألم فيه.
  • نزول الإفرازات المصفرّة أو المخضرَّة من الجرح.
  • ظهور خطوط حمراء على الجلد حول الجرح.
  • الشعور بدفيء البشرة حول الجرح.
  • المُعاناة من الغثيان أو التقيؤ.
  • الشعور بالآلام والأوجاع.
  • الإصابة بالحمّى والقشعريرة.
  • صدور رائحة كريهة من الجرح.
  • انتفاخ العقد اللمفاوية تحت الذقن، أو في العنق، أو في منطقة الإبط، أو أصل الفخذ.[٢]
  • الشعور بالتعب الجسدي العام.[٢]



تدابير السلامة لمسعف حالات نزيف الجروح

عندما تقوم بإسعاف حالات نزيف الجروح، يجب عليك الاهتمام بعدم التلامس مع سوائل الجسم للشخص المصاب، وفي هذه الحالة نتحدث عن الدم، كما يجب الأخذ بعين الاعتبار تطبيق إجراءات السلامة أثناء تنظيف الجرح والتخلص من المواد المستخدمة في التنظيف، ولتقليل فرصة انتقال العدوى من المصاب يوصَى بالآتي:[٧]

  • الحرص على ارتداء معدات الوقاية الشخصية (Personal protective equipment) الملائمة، مثل الكمامة، والقفازات، ونظارات الوقاية، وقناع الحماية.
  • الحرص على تغطية كامل أجزاء الجسم المكشوفة.
  • التقليل من تناثر الدم أو سوائل الجسم الأخرى أثناء إسعاف المصاب.
  • التعامل مع الأدوات الحادة بحذرٍ شديد.
  • وضع واقٍ بينك وبين دم المصاب إنْ أمكن ذلك.



  • وضع القناع في حال كانت هناك فرصة للإصابة بأمراض تنتقل عبر الهواء.
  • الحرص على غسل اليدين أو أجزاء الجسم الأخرى التي تعرَّضت للدم، ويكون ذلك باستخدام الماء والصابون مباشرةً بعد الانتهاء من تقديم الإسعاف الأولي للمصاب، حتى في حالة ارتداء القفازات.
  • التخلص من معدات الوقاية الشخصيَّة الملوَّثة بالدم، وطرحها في وعاء ملائم.
  • التواصل مع الطبيب فورًا في حالة التلامس المباشر مع سوائل شخص آخر أثناء إسعافه.
  • ارتداء القفازات المصنوعة من مادة اللاتيكس المطاطيَّة، وفي حالة المُعاناة من حساسية تجاهها يُمكن استخدام القفازات المصنوعة من مواد أخرى غير اللاتيكس، فالقفازات تقي من التقاط الأمراض في حالة التلامس مع الدم الملوث بالعدوى ووجود جروح مفتوحة في البشرة، كانتقال عدوى التهاب الكبد الوبائي الفيروسي، وعدوى فيروس عوز المناعة البشري.[٤]




المراجع

  1. Annette McDermott, "6 Home Remedies to Stop Bleeding", healthline, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج "Cuts and grazes", nhs, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Bleeding Cuts or Wounds", webmd, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Bleeding", medlineplus, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Pharmacological adjuncts to stop bleeding: options and effectiveness", ncbi, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  6. Jayne Leonard (25/4/2019), "How to recognize and treat an infected wound", medicalnewstoday, Retrieved 31/1/2021. Edited.
  7. Kathleen Handal, "How can I protect myself when helping someone during a medical emergency?", sharecare, Retrieved 31/1/2021. Edited.

فيديو ذو صلة :