محتويات
الجلطة الدماغية
يتعرّض بعض الأشخاص للإصابة بالسكتة الدماغية أو الجلطة الدماغيّة (Stroke)، ويحدث ذلك نتيجة انقطاع التروية الدمويّة إلى أحد أجزاء الدماغ، الذي يؤدي بدوره إلى منع إيصال الدم الحامل للأكسجين إلى خلايا الدماغ، وبالتالي يؤدي إلى موت هذه الخلايا خلال عدة دقائق، وتُعدّ سكتة الدماغ خامس مُسبِّب للوفاة شيوعًا في العالم.
يوجد نوعان من السكتة الدماغية؛ هما: السكتة الدماغيّة الإقفاريّة، والتي تحدث عندما تتسبب الجلطة الدموية في قطع إمدادات الدم عن الدماغ، بالإضافة إلى السكتة الدماغية النزفية التي تحدث نتيجة حدوث النزيف في أحد الأوعية الدمويّة في الدماغ، حيث الضغط الناتج من نزيف الدم يؤدي إلى إلحاق ضرر بخلايا الدماغ المحيطة، وتجدر الإشارة إلى أنَّ 87% من سكتات الدماغ تحدث نتيجة انسداد الشرايين بجلطات الدم أو اللويحات، أي من نوع السكتة الدماغية الإقفارية، ويجدر التنويه إلى أنَّ الجلطة الدماغيّة من الحالات المرضيّة الطارئة التي تلزم التدخّل الطبيّ السريع لمنع تفاقم الحالة، وحدوث المضاعفات المرضيّة التي قد تؤدي إلى الوفاة.[١][٢]
آثار جلطة الدماغ
تسبب سكتة الدماغ الإعاقة المؤقتة أو الدائمة، وتعتمد مضاعفات جلطة الدماغ على مدة انقطاع الدم عن الدماغ وسرعة تلقي العلاج، وأيّ من جزء من الدماغ عُرِّض للضرر، وتشمل مضاعفات وآثار جلطة الدماغ ما يأتي:[٣]
- الشلل أو فقدان حركة العضلات، يصاب المريض بالشلل في جهة واحدة من جسمه بعد التعرض لسكتة الدماغ، ويفقد السيطرة على عضلات معينة؛ مثل: العضلات في جانب واحد من الوجه، أو عضلات أحد الذراعين.
- صعوبة الكلام أو البلع، إذ تسبب سكتة الدماغ فقدان السيطرة على العضلات في الفم أو في الحلق، مما يسبب صعوبة التحدث أو صعوبة البلع أو تناول الطعام، كما قد يعاني المريض صعوبة في النطق، أو التحدث، أو فهم الكلام، أو القراءة، أو الكتابة.
- فقدان الذاكرة أو صعوبة التفكير، يعاني العديد من الأشخاص الذين عُرِّضوا لسكتة الدماغ من فقدان الذاكرة، ويعاني مرضى آخرين صعوبة في التفكير، أو اتخاذ القرارات، أو فهم معنى الكلام.
- المشاكل العاطفية، يعاني الأشخاص الذين عُرّضوا لسكتة الدماغ من الصعوبة في التحكم بعواطفهم، وتتطور لديهم الإصابة بالاكتئاب.
- الألم، إذ يشعر المريض بالألم أو التخدر أو الأحاسيس الأخرى الغريبة في الجانب المتأثر بسكتة الدماغ من الجسم، فعلى سبيل المثال، فقد تسبب سكتة الدماغ فقدان الإحساس في إحدى الذراعين، بالإضافة إلى شعور مزعج بالتخدر فيها.
- التغيّر في التصرفات والقدرة على العناية بالنفس، إذ يصبح الأشخاص الذين عُرّضوا لسكتة الدماغ منطوين أكثر وغير اجتماعيين ومندفعين أكثر.
- مضاعفات أخرى: التي تتضمن:[٤]
- حدوث مشاكل في الرؤية.
- فقدان الجسم القدرة على التحكم بدرجة الحرارة.
- فقدان التوازن.
- صعوبة في التنفس.
- فقدان الرغبة الجنسية، إذ لا تؤثر السكتة الدماغية في عمل الجهاز التناسلي مباشرةً، لكنها قد تؤثر في المشاعر والأحاسيس المرتبطة بالجماع.
- التبول اللاإرادي.
أعراض الجلطة الدماغية
هناك العديد من العلامات التي تظهر عند الإصابة بالجلطة الدماغية، وتظهر الأعراض بشكل سريع ومفاجئ في أغلب الحالات، وأحيانًا تظهر بشكلٍ تدريجيّ خلال عدّة أيام أو ساعات، ومن الجدير بالذكر أنّ الأعراض تختلف باختلاف الجزء المتضرِّر من الدماغ، وباختلاف نوغ الجلطة الدماغية، ومن أبرزها ما يأتي:[١][٥]
- فقدان القدرة على تحريك بعض أجزاء الجسم، أو الإصابة بالتخدر في الساقين، أو الوجه، أو الذراعين وتحديدًا في حال الإصابة بهذه المشكلة في جانب واحد من الجسم.
- الإصابة بالتشويش أو الارتباك، إذ ترافق ذلك صعوبة في استيعاب حديث الآخرين أو التحدّث.
- الإصابة باضطرابات في القدرة على المشي؛ مثل: المعاناة من الدوخة، وحدوث اضطراب في التنسيق بين حركات الجسم، وفقدان التوازن، والسقوط غير المبرر.
- الشعور بألم في القدمين واليدين يزداد شدة عند تغيّر درجات الحرارة أو عند الحركة.
- الشعور بصداع مفاجئ وشديد، ويبدو مرافقًا لاضطراب الوعي أو التقيؤ.
- التعرض لبعض مشكلات الرؤية في العينين.
- الشعور بالتعب والضعف المفاجئ.
- الإصابة بمشاكل في التنفّس.
- الإصابة باضطراب في القدرة على التغوط، أو التحكّم بالتبوّل.
- الإصابة بحالة من الاكتئاب، والصعوبة في التعبير عن المشاعر والأحاسيس.
- مشاكل الرؤية؛ مثل: صعوبة الرؤية بعين واحدة أو الاثنتين، أو الرؤية المزدوجة، بالإضافة إلى زغللة العينين.[٦]
- تدلي الوجه من جهة واحدة.[٦]
يجب التنويه لأنّ الجلطة الدماغية من الاضطرابات الطارئة، فظهور المضاعفات الناتجة من الإصابة بالجلطة يعتمد على سرعة تلقي العلاج، لذا من الضروري مراجعة الطوارئ فورًا عند الشعور بأي من الأعراض السابقة، فتلقي العلاج بفارق دقيقة واحدة قد يصنع فرقًا كبيرًا.[١][٥]
عوامل تزيد من خطر الإصابة بسكتة الدماغ
هناك العديد من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسكتة الدماغ، وتشمل هذه العوامل ما يأتي:[٢]
- ارتفاع ضغط الدم، يُعدّ ارتفاع ضغط الدم العامل الرئيس لارتفاع خطر الإصابة بسكتة الدماغ.
- مرض السكري، حيث الأشخاص المصابون بالسكري معرّضون أربع مرات أكثر للإصابة بسكتة الدماغ من غيرهم.
- رجفان الأذين، إذ يصاب 15% من المرضى الذين يعانون من رجفان الأذين بسكتة الدماغ.
- مستوى الكولسترول، يشمل مستوى الكولسترول الذي يسبب سكتة الدماغ ارتفاع نسبة الكولسترول الضار، أو المسمى البروتين الدهني منخفض الكثافة، أو انخفاض مستوى الكولسترول النافع المسمى البروتين الدهني مرتفع الكثافة.
- قلة النشاط المُسبِّبة لزيادة الوزن، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة الكولسترول الضار في الجسم، وهذا مجتمعًا يزيد من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، مما يزيد من خطر الإصابة بسكتة الدماغ.
- التغذية غير الصحية، يسبب تناول الكثير من الأطعمة التي تحتوي على الدهون المشبعة والمتحولة، بالإضافة إلى الكولسترول والصوديوم والسكر الإصابة بمرض السكري، وتصلب الشرايين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة كولسترول الدم.
- السنّ، إذ إنَّ الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 55 عامًا معرضون لخطر الإصابة بسكتة الدماغ أكثر من الأشخاص الأصغر سنًا، وتزداد نسبة الخطر في الإصابة بسكتة الدماغ مع تقدم السن أكثر.
- الإصابة بسكتة الدماغ سابقًا، إذ تزيد الإصابة السابقة بسكتة الدماغ العابرة (TIA) -الانسداد المؤقت في الشرايين- من خطر الإصابة بسكتة الدماغ.
- التدخين، يزيد التدخين من خطر الإصابة بتصلب الشرايين، ومن خطر زيادة تجلط الدم، مما يسبب تضيق الشرايين، ويسبب الضرر في جدران الأوعية الدموية، وتزيد هذه العوامل جميعها من خطر الإصابة بسكتة الدماغ.
علاج الجلطة الدماغية
تعالج الجلطة الدماغيّة بناءً على نوع الجلطة التي يتعرض لها الشخص المصاب، ومن أهم الطرق العلاجيّة المتّبعة ما يأتي:[٦]
- السكتة الدماغية الإقفارية، حيث اللجوء إلى العديد من الطرق العلاجيّة لمعالجة السكتة الدماغيّة الإقفاريّة، ومن أبرز هذه الطرق ما يأتي:
- مضادّات التخثّر، تُعدّ إحدى الطرق العلاجية الضرورية للوقاية من إلحاق الضرر بأنسجة الدماغ، وتُؤخذ الأدوية المضادّة لتكدّس الصفائح الدمويّة، أو الأدوية المضادّة للتخثّر، ويجب أن تُؤخَذ هذه خلال 24 إلى 48 ساعة من بدء الأعراض.
- الأدوية الحالّة للخثرة الدمويّة، تفيد هذه الأدوية في تفتيت الخثرة الدمويّة، مما يعيد بدوره تدفّق الدم إلى الدماغ، والحدّ من الضرر الحاصل بالأنسجة؛ ومن أمثلتها منشط بلازمينوجين النسيجي، الذي يُفضَل إعطائه خلال 3 إلى 4.5 ساعات من بدء الأعراض.
- استئصال الخثرة، تُستأصل الخثرة الدمويّة عن طريق إدخال قسطرة عبر أحد الأوعية الدمويّة في الرأس وإيصالها إلى الخثرة الدمويّة، لإزالتها بهدف إعادة التدفّق الطبيعيّ للدم، ويجب تطبيق هذه خلال 6 إلى 24 ساعة من بدء الأعراض.
- الجراحة، يُلجأ إلى الجراحة في حال عدم نجاح الطرق السابقة في التخلّص من الخثرة الدمويّة، حيث الطبيب يختار اللجوء إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الخثرة.
- السكتة الدماغية النزفية، يُلجَأ في هذا النوع من الجلطة الدماغيّة إلى بعض طرق علاجيّة أخرى، التي يُذكر منها الآتي:
- الأدوية، يصف الطبيب أدوية تساعد في زيادة تخثّر الدم لمنع النزيف، بالإضافة إلى وصف بعض الأدوية التي تفيد في خفض ضغط الدم، والوقاية من خطر التعرّض للنوبات العصبيّة، ومنع انقباض الأوعية الدمويّة.
- الربط، يُدخَل في هذه الحالة أنبوب طويل وصولًا إلى منطقة النزيف، ويستخدم الطبيب جهازًا يربط الشريان الضعيف لمنع النزيف.
- الجراحة، يُلجَأ في هذه الحالة إلى الجراحة في حال كان النزيف ناتجًا من تمزّق أحد الأوعية الدمويّة المتمدّدة، وقد يحتاج الطبيب إلى إجراء عملية جراحة لاستئصال هذا التمدّد في الأوعية الدمويّة للحد من النزيف.
المراجع
- ^ أ ب ت "Stroke", nhlbi, Retrieved 2019-4-24. Edited.
- ^ أ ب Jennifer Berry, "Ischemic stroke: Causes, symptoms, and risk factors"، medicalnewstoday, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (11-6-2019), "Stroke"، mayoclinic, Retrieved 7-7-2019. Edited.
- ↑ "The Effects of Stroke on the Body", healthline, Retrieved 2019-4-24. Edited.
- ^ أ ب "Everything you need to know about stroke", medicalnewstoday, Retrieved 2019-4-24. Edited.
- ^ أ ب ت Erica Hersh, "Everything You Should Know About Ischemic Stroke"، healthline, Retrieved 7-7-2019. Edited.