محتويات
الحمل خارج الرحم
يُعرَف الحمل خارج الرحم طبيًا بأنّه انغراس البويضة المخصّبة أو الملقّحة خارج مكانها الطبيعي في بطانة الرحم الداخلية لتستقرّ في قناة فالوب وتتطوّر، وعلى الرغم من أنّ معظم حالات الحمل خارج الرحم تحدث في قناة فالوب، لكنّها قد تحدث في أماكن أُخرى؛ كعنق الرحم، والمبيض، وتجويف البطن. وتظهر أعراض الحمل خارج الرحم بعد 6 - 8 أسابيع من آخر دورة شهرية[١]. ولا تستطيع قناة فالوب احتواء البويضة الملقحة النامية نظرًا لتكوينها التشريحي، وتبلغ نسبة حدوث الحمل خارج الرحم بنسبة حمل واحد من أصل 50 حالة حمل.[٢]
أسباب الحمل خارج الرحم
هذه الأسباب قد لا تظهر واضحةً تمامًا، لكن قد ترتبط الحالات الآتية بحدوث الحمل خارج الرحم:[٢][٣]
- الإصابة بعدوى أو التهاب في قناة فالوب؛ مما يؤدي إلى حدوث انسداد جزئي أو كلّي في قناة فالوب.
- تكوّن نسيج ندبي في قناة فالوب إثر الخضوع لعملية جراحة سابقة في قناة فالوب، إذ يعيق هذا النسيج الندبي حركة البويضة المخصّبة نحو تجويف الرحم.
- الخضوع لعمليات جراحة سابقة في منطقة الحوض، مما يسبب التصاقات في الأحشاء الداخلية.
- وجود عيب خَلقي أو نمو غير طبيعي لقناة فالوب، مما يؤدي إلى نشوء الشكل غير الطبيعي لقناة فالوب.
- عوامل جينية.
- عوامل هرمونية.
أعراض الحمل خارج الرحم
غالبًا لا تدرك السيدات وجود حمل خارج الرحم لديهن، وتظهر الأعراض خلال الأسابيع الأولى من الحمل -كما ذُكر سابقًا-، وتظهر الأعراض الكلاسيكية الأولى للحمل خارج الرحم لدى 50% من النساء؛ وهي غياب الدورة الشهرية، والنزيف المهبلي، وألم البطن. وعلى الرغم من ذلك قد تشير هذه الأعراض إلى حالات أخرى؛ كالإجهاض المنذر، أو الحمل المُهدّد بالإجهاض[١]. ومن الأعراض الأخرى المصاحبة للحمل خارج الرحم[٤]:
- آلام الحوض، والنزيف المهبلي الخفيف، اللذان يُعدّان من العلامات الأولى للحمل خارج الرحم.
- الغثيان، والتّقيؤ مع الألم.
- الشّعور بمغص البطن والألم الحاد فيه.
- الإحساس بألم من جهة واحدة من الجسم.
- المعاناة من الإعياء والدوخة.
- الشّعور بألم في الكتف والرقبة والشرج.
مضاعفات الحمل خارج الرحم
قد يؤدي الحمل خارج الرحم إلى تمزيق قناة فالوب وحدوث النزيف الشديد والألم الحاد، مما يستدعي التدخل الطبي العاجل. ومن أهم الأعراض الظاهرة ما يأتي[١][٥]:
- الشعور بألم شديد في منطقة الشرج.
- وجود حاجة مُلحّة إلى التبرُّز؛ ذلك بسبب النزيف الداخلي.
- الشعور بألم شديد في الكتف؛ بسبب تمزق قناة فالوب، وتجمّع الدم إلى جانب الحجاب الحاجز، والتسبب في تهييج الأعصاب المُغذّية للكتف.
- الإصابة بالصّدمة؛ إذ تشعر السيدة بالدوخة، والدوار، والإغماء، والألم الشديد المفاجئ الحاد.
- قد يؤدي الدم المتجمّع في تجويف الحوض إلى تكوُّن نسيج ندبي؛ مما يقلل فرص الحمل والإنجاب، كما قد يؤدي النسيج الندبي إلى زيادة فرص حدوث حمل آخر خارج الرحم في المستقبل.
عوامل خطر الحمل خارج الرحم
توجد جملة من عوامل الخطورة المتعارف عليها قد تزيد من خطر حدوث الحمل خارج الرحم، وفي حال وجود أيّ من هذه العوامل تجب استشارة الطبيب لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل خطر الإصابة بالحمل خارج الرحم. وفي ما يأتي بيان لهذه العوامل:[٣][١]:
- السيدات اللواتي تجاوزن الـ 35 عامًا.
- وجود تاريخ مرضي للإصابة بإجهاضات متعددة، وجراحات مسبقة في منطقتَي البطن والحوض، أو حمل خارج الرحم، أو الأمراض المنقولة جنسيًا؛ كمرض السيلان، والكلاميديا، أو الإصابة بمرض التهاب الحوض والانتباذ البطاني الرحمي.
- حدوث حمل على الرغم من إجراء ربط لقناة فالوب، أو استخدام اللولب الرحميّ.
- الخضوع لإجراءات المساعدة في الخصوبة والإنجاب، أو تناول أدوية الخصوبة.
- التدخين.
- الإصابة بعيوب تشريحية في قناة فالوب تمنع حركة البويضة.
- المعاناة من مشكلات العقم والخصوبة المرتبطة بحدوث الحمل خارج الرحم لأكثر من عامين.
علاج الحمل خارج الرحم
لا تستطيع البويضة الملقّحة النجاة والنمو خارج الرحم؛ لذلك يُحتِّم الإجراء الطبي إزالة النسيج المتكوّن من الحمل خارج الرحم، إذ تتوفر جملة من العلاجات المطروحة لعلاج الحمل خارج الرحم حسب ما تقتضيه الحالة والأعراض قبل حدوث مضاعفات قد تهدد حياة السيدة، ومنها ما يأتي[٦]:
- العلاج الدوائي، إذ تُعالَج المراحل الأولى من الحمل خارج الرحم غير المُصاحَب للنزيف الحادّ بحقن دواء الميثوتركيسيت بعد التشخيص القطعي بوجود الحمل خارج الرحم، حيث الدواء يوقِف انقسام خلايا البويضة المخصّبة، فبعد حقن الدواء يطلب الطبيب فحص مستوى هرمون موجِّه الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة لتحديد مدى استجابة الجسم للعلاج المقدّم، وتحديد إذا احتاجت السيدة إلى حقن أخرى من الميثوتريكسيت.
- الجراحة بالتنظير، يُحدِث الطبيب شقًّا صغيرًا إلى جانب سُرَّة البطن، ويُدخِل أنبوبًا مزوّدًا بضوء وكاميرا إلى داخل قناة فالوب ليزيل الحمل خارج الرحم، ثم يُقيّم بعد ذلك الضرر الواقع في قناة فالوب ومدى النزيف؛ ليُصلِح قناة فالوب، أو يستأصِلها في حالة تمزّقها.
- الجراحة الطارئة، ففي حالات النّزيف الحاد يُجري الطبيب عملية جراحة طارئة لإنقاذ حياة السيدة؛ ذلك بإحداث شقّ جراحي في البطن واستئصال قناة فالوب المتضررة، وفي بعض الحالات النّادرة قد تصبح قناة فالوب قابلة للإصلاح.
تشخيص الحمل خارج الرحم
عند شك السيدة في الحمل خارج الرحم تجب المراجعة الفورية للطبيب، إذ إنّه يستطيع تشخيص حدوث الحمل خارج الرحم من خلال الفحص السّريري للسيدة، كما تُنفّذ سلسلة من الفحوصات لتأكيد الحمل خارج الرحم. ومن تلك الإجراءات التّشخيصية:[٣][٦]
- إجراء الصورة فوق الصوتية عبر المهبل؛ لتأكيد وجود كيس الحمل في داخل الرحم أو لا.
- عمل تحاليل الدم؛ لتحديد نسبة هرمون موجِّه الغدد التناسلية المشيمائية البشرِيّة وهرمون البروجسترون، حيث مستواهما أقلّ من المتوقع على مدى عدة أيام، أو يبقيان في المستوى الأوليّ نفسه، مما يؤكد حدوث الحمل خارج الرحم عند عدم ظهور كيس الحمل في الرحم في صورة الموجات فوق الصوتية.
- تحاليل الدم الأخرى -كتعداد الدم الكامل-؛ لتحديد الإصابة بفقر الدم جرّاء النزيف الحاصل، وتحليل لتحديد فصيلة الدم؛ للتحضير لعملية نقل الدم عند الحاجة. ومن الجدير بالذكر أنّه عند شعور السيدة بالألم الحادّ، ووجود نزيف حاد قد يتخطّى الطبيب إكمال الفحوصات الطبية لإجراء التدخلين الطبي والجراحي الطارئين بأسرع وقت؛ إذ قد تنفجر قناة فالوب في الحالات مرتفعة الخطورة مسببةً نزيفًا داخليًا غزيرًا.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Melissa Conrad Stöppler, "Ectopic Pregnancy Symptoms, Signs, Treatment, and Surgery"، www.medicinenet.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ectopic Pregnancy", americanpregnancy.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Marissa Selner, Rachel Nall (8-1-2018), "Ectopic Pregnancy"، www.healthline.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "What to Know About Ectopic Pregnancy", www.webmd.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ↑ "Ectopic Pregnancy Symptoms and When to Call 911", www.webmd.com, Retrieved 20-10-2019. Edited.
- ^ أ ب "Ectopic pregnancy", www.mayoclinic.org, Retrieved 20-10-2019. Edited.