محتويات
هل من الطبيعي أن تعاني الحامل من البواسير؟
تعرف البواسير على أنَّها الأوردة المتورِّمة التي تظهر حول المستقيم، والتي يُصاحبها ظهور مجموعة من الأعراض المثيرة للانزعاج، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى كوْن البواسير واحدة من المشكلات الشائعة وغير الضَّارة التي تؤثر في أكثر من نِصف النساء الحوامل، خاصةً خلال الفترة التي تتراوح بين الثلث الثاني إلى الثلث الثالث من الحمل، ورغم ذلك، فهي قد تظهر في أيْ وقت خلال الحمل، إذْ تعدّ النساء الحوامل أكثر عُرضة للإصابة بالبواسير، بل من الطبيعي معاناتهم من هذه المشكلة، ويُعزى ذلك إلى وجود أسباب وعوامل عِدة؛ كالإصابة بالإمساك، وزيادة حجم الدم خلال الحمل، وزيادة الضغط المؤثر من وزن الجنين في الرحم على منطقة الحوض، والذي يبدأ في الأسبوع 25 تقريبًا، ليُسفر عن هذه العوامل تورم الأوردة في الجزء السفلي من الجسم، وحدوث البواسير.[١][٢]
ما أعراض البواسير للحامل؟
تعتمد الأعراض التي تُصاحب ظهور البواسير خلال الحمل على نوع البواسير المتكوِّنة، إنْ كانت داخليَّة أو خارجيَّة، لذا، سنوضِّح في الآتي مجموعة من هذه الأعراض، مع التأكيد على أنَّها لا تكفي لتشخيص الإصابة بالبواسير دون الرجوع إلى الطبيب:
أعراض البواسير الخارجية
تتكوَّن البواسير الخارجيَّة على الجزء الخارجي من الشرج، وقد يُصاحبها واحدة أو أكثر من الأعراض المذكورة على النحو الآتي:[١]
- الشعور بالألم.
- تكون كتلة صلبة بالقرب من المستقيم.
- الشعور بالحكّة حول المستقيم.
- المعاناة من ألم في المستقيم يتفاقم عند الجلوس.
- زيادة حدة الألم أحيانًا وربما النزيف عند الشدّ أو تعريض المنطقة لضغطٍ كبير.
أعراض البواسير الداخلية
تظهر البواسير الداخليَّة في الجزء الداخلي من المستقيم، وقد يُصاحبها ظهور مجموعة من الأعراض المختلفة، التي نذكر منها الآتي:[١]
- تدلي الباسور؛ وهي الحالة التي يخرج فيها الباسور عبر فتحة الشرج بسبب الشدّ.
- نزيف المستقيم، فقد يلاحظ الشخص نزول الدم فاتح اللون على ورق المرحاض، أو في المرحاض نفسه.
- عدم الشعور بالألم عادةً في حالة البواسير الداخلية، ولكنْ، قد تشكو المرأة من الألم عند حدوث تدلِّي الباسور.
- تمدّد البواسير الناجم عن الضغط المؤثر من الجنين الذي ينمو في الرحم.
ما الخطة العلاجية المناسبة لتخفيف أعراض البواسير للحامل؟
لتخفيف أعراض البواسير خلال فترة الحمل بصورة آمنة دون الإضرار بصحة الجسم أو الجنين في الرحم، يوصَى باتباع ما يأتي:
وسائل منزلية لتخفيف أعراض البواسير للحامل
للسيطرة على أعراض الانزعاج الذي تسبِّبه البواسير، يوصى باتباع الآتي:[٣]
- تجنب الجلوس لفترات طويلة من الوقت، فالجلوس يزيد من مقدار الضغط المؤثر في منطقة المستقيم والشرج، وفي حالة الحاجة للجلوس، يوصَى بأخذ فترات مستقطعة من الراحة، سواءً بالوقوف أو الاستلقاء على جانب الجسم.
- الجلوس على الوسادة الخاصة بالبواسير، والتي تأتي على صورة حلقة أو شبيهة بحلوى الدونات.
- نقع منطقة الباسور بالماء الدافئ، دون إضافة حمام الفقاعات أو الصابون إلى الماء.
- ممارسة تمارين كيجل (Kegel)، وذلك بعد الأخذ بمشورة الطبيب والتأكد من أمان ممارسة هذا التمرين، إذ إلى جانب أهميَّة تمارين كيجل في تحضير أرضية منطقة العجان للولادة، فهي تساعد على تحسين الدورة الدموية في المنطقة.[٢]
- النوم على الجزء الجانبي من الجسم والابتعاد عن الاستلقاء على الظهر، فذلك يساعد على تقليل الضغط المؤثر على الحوض والبواسير، عدا عن كون النوم على الجزء الجانبي من الجسم يعدّ ضروريًّا بعد الثلث الأول من الحمل بصورة عامّة، وهنا يُنصح أيضًا بمحاولة الاستلقاء على الجانب الأيسر من الجسم بضع مرات خلال اليوم لتقليل الضغط المؤثر على أوردة المستقيم.[٢]
- الحرص على الحركة، ويمكن استشارة الطبيب حول مدى أمان ممارسة بعض التمارين خلال الحمل.[٢]
- الحرص على تنظيف منطقة الشرج بالماء الدافيء وورق المرحاض بعد الانتهاء من التبرز، وذلك بدلًا من استخدام المحارم الورقيّة الجافّة، مع ضرورة تجنب مسح المنطقة بقوة، فربما يؤدي ذلك إلى تهيج الأنسجة الحسَّاسة فيها.[٢]
- التربيت بدلًا من الفرك عند تنظيف منطقة الشرج.[٤]
- تجنب الشدّ أثناء التبرز، فهذا يزيد من تفاقم مشكلة البواسير.[٤]
- القيام بدفع الباسور إلى الداخل بلطف في حالة خروجه، ويمكن الاستعانة بالجل المرطب للقيام بذلك.[٤]
- استخدام قطعة من الثلج ملفوفة بقماش لوضعها على منطقة الباسور بلطف.[٤]
طرق تخفيف الإمساك عند الحامل في المنزل
يساهم الإمساك في تفاقم مشكلة البواسير خلال الحمل، لذا، يوصى باتباع النصائح المذكورة في الآتي لتخفيف الإمساك:[٣][٤]
- تناول كميات كافية من المأكولات التي تحتوي على الألياف، بما في ذلك الخضروات والفواكه، وخبز الشوفان، وغيرها.
- الحرص على شرب كميات كافية من السوائل خلال اليوم.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكنْ بعد الأخذ بمشورة الطبيب حول نوع التمارين الآمنة خلال الحمل.
العلاج الطبي للبواسير خلال الحمل
قبل البدء باستخدام أيْ نوع من الكريمات أو المراهم الموضعية أو العلاجات التي يمكن صرفها بدون وصفة طبية، لا بدّ من استشارة الطبيب أولًا والأخذ برأيه، وذلك حفاظًا على سلامة الجنين في الرحم، والتأكد من أمان استخدام العلاج. ونذكر في الآتي بعض العلاجات التي قد يصِفها الطبيب للمرأة الحامل لتخفيف أعراض البواسير لديها:[٣]
- مكملات الألياف؛ إذْ يمكن استشارة الطبيب حول إمكانية تناول هذه المكملات بصورة آمنة خلال الحمل لتخفيف الإمساك.
- الأدوية الملينة للبراز، فقد يوصي الطبيب بالأنواع التي يمكن استخدامها خلال الحمل بصورة آمنة.
- الأدوية الموضعيّة التي تحتوي على بندق الساحرة (Witch-hazel).
- كريم أو تحاميل البواسير الآمن استخدامها خلال فترة الحمل.
وقد يلجأ الطبيب لطريقة الحزم أو التضميد الشرجي (Anal packing)، وهي عبارة عن ضمادة داخلية يقوم الطبيب المختص بوضعها في حالة معاناة المرأة الحامل من نزول كميات كبيرة من الدم إلى جانب البواسير، وفي بعض الحالات، يوصي الطبيب بإجراء عملية جراحية بهدف إزالة الباسور والتخلص منه.[١]
متى يجب مراجعة الطبيب؟
يتوجب على المرأة الحامل مراجعة الطبيب عند إصابتها بالبواسير في الحالات المذكورة في الآتي:[١][٢]
- المعاناة من أعراض البواسير المؤلمة، والتي تتعارض مع إنجاز الأنشطة اليوميَّة.
- تفاقم الأعراض مع الوقت وعدم تحسُّنها.
- تغيُّر لون الباسور إلى الأزرق.
- حدوث النزيف الشديد.
- ظهور الشرخ أو الشق الشرجي (Anal fissure) الذي يثير الألم الشديد.
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج Jenna Fletcher (19/3/2020), "What to know about hemorrhoids during pregnancy", medicalnewstoday, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Hemorrhoids During Pregnancy", whattoexpect, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت "What can I do to treat hemorrhoids during pregnancy?", mayoclinic, Retrieved 27/4/2021. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج "Piles in pregnancy", nhs, Retrieved 27/4/2021. Edited.