محتويات
الزهري
الزهري هو مرض بكتيري مُعدٍ ينتقل من المريض إلى الشخص السليم عن طريق الاتصال الجنسي، والأشخاص المصابون به لا يدركون عادةً أنهم مصابون؛ بسبب عدم شعورهم بالإعياء، ولأن البثور التي يسببها تكون غير مؤلمة. ويمكن أن تنقل الأم المصابة بالزهري المرض إلى الجنين أثناء الولادة، لكن لا ينتقل عن طريق استعمال أدوات المريض أو مشاركة الطعام والشراب، أو عن طريق المراحيض أو برك السباحة، أو عن طريق السعال أو العطس، وعلى الرغم من خطورته إلا أنه مرض سهل العلاج، خاصّةً عند اكتشافه مبكرًا.[١]
مراحل مرض الزهري وأعراضه
يمرّ مرض الزهري بأربع مراحل لكل منها أعراضها المميزة، وفي ما يأتي تفصيل لكل مرحلة:[٢]
- المرحلة الأولية: تسمى هذه المرحلة بالزهري المبكر، وتبدأ بعد 3-4 أسابيع من التقاط المريض للبكتيريا، فتظهر قرحةٌ واحدة دائرية على جسم المصاب تشبه لسعة الحشرة، وهي قرحة غير مؤلمة لكن شديدة العدوى، ومن الممكن أن تزداد هذه التقرحات وتنتشر في المنطقة التي تدخل منها البكتيريا، مثل: الفم، والمستقيم، والأعضاء التناسلية مثل القضيب والمهبل، لكنها تختفي بعد 2-6 أسابيع دون ترك أي علامة.
- المرحلة الثانية: تبدأ هذه المرحلة بعد ستة أسابيع من التعرّض للعدوى وتستمرّ من شهرٍ إلى ثلاثة أشهر، وتتمثّل أهم أعراضها بظهور طفحٍ جلدي على راحة اليدين والكفوف، وأخمص القدمين، وفي أي مكانٍ في الجسم، وتصاحب هذا الطفح أعراض أخرى، مثل:
- الصّداع.
- تورم العقد اللمفاوية.
- التعب.
- الحمى.
- انخفاض الوزن.
- تساقط الشعر.
- الألم في المفاصل.
ثم تختفي هذه الأعراض بغض النظر عن حصول المريض على العلاج، وأكثر المراحل التي يكون فيها معديًا هي المرحلة الأولى والثانية.
- المرحلة الخاملة: هي المرحلة التي تختفي فيها الأعراض رغم استمرار وجود البكتيريا داخل الجسم، وقد تستمرّ هذه المرحلة عدة سنوات قبل تحوّلها إلى المرحلة التالية.
- المرحلة الثالثة المتقدّمة: هي مرحلة تطوّر المرض بسبب عدم أخذ العلاج اللازم، ويصل إليها 15-30% من المرضى الذين لم يحصلوا على العلاج، وتحدث هذه المرحلة بعد سنوات عديدة من التقاط العدوى، وهي مرحلة خطيرة مهددة لحياة المريض يصاحبها العديد من المشكلات الخطيرة، مثل أمراض القلب، واضطرابات الدماغ والأعصاب، مثل[٣]:
- السكتة الدماغية.
- التهاب السحايا.
- فقدان البصر.
- فقدان السمع.
- فقدان الذاكرة.
- تلف الأنسجة اللينة والعظام.
- عدوى تصيب الدماغ والنخاع العظمي تسبب الشلل.
- الصداع الحاد.
- التنميل.
- الخرف.
- صعوبة تناسق حركة العضلات.
تشخيص الزهري
في بداية التشخيص يُجري الطبيب فحصًا جسديًّا للمريض للبحث عن الأعراض، ثم يسأله عن تاريخ علاقاته الجنسية، بعد ذلك يطلب إجراء الاختبارات التي تؤكد الإصابة بالزهري، ويوجد العديد من هذه الاختبارات التي يعتمد عليها الطبيب، يُذكر منها ما يأتي:[٤]
- فحص عينة دموية من المريض لتأكيد وجود الأجسام المضادة التي يفرزها الجسم لمواجهة البكتيريا فيه، وتظل فيه عدة سنوات، لذا يستخدم هذا الاختبار لتشخيص العدوى الحالية والسابقة.
- فحص عينة من السائل الذي يخرج من القروح التي تظهر في المرحلة الأولى أو الثانية.
- يوجد تحليل آخر يُجرى للتأكد من وجود المرض، هو فحص السائل الشوكي؛ لمعرفة مدى إصابة الجهاز العصبي.
يجب أن يخضع كلا الزوجين للفحوصات، كما قد يوصي الطبيب باختبار فيروس نقص المناعة البشري؛ لأن الإصابة بمرض الزهري تزيد خطر دخول هذا الفيروس الخطير إلى الجسم عبر القروح والبثور المفتوحة.[٢]
طريقة انتقال مرض الزهري
يُعدّ هذا المرض أحد الأمراض المنقولة جنسيًا التي تصيب الجسم، وهي الأمراض التي تنتشر عن طريق الجماع؛ إذ ينتقل مرض الزهري عن طريق لمس القرحة أو الآفات التي تشبه الثآليل، الأمر الذي يجعله يُنقَل عن طريق الاتصال الجنسي، كما ينتقل من الأم إلى طفلها عن طريق الولادة، أو أثناء وجوده في رحمها خلال مرحلة حملها به.[٥]
علاج الزهري
تبدأ مرحلة العلاج بمصارحة المصاب لنفسه والتوجه إلى الطبيب المختص، فمرض الزهري يسهل علاجه عند اكتشافه مبكرًا، ويكون العلاج كالآتي:
- يبدأ العلاج باستخدام البنسلين، وهو مضاد حيوي يقتل البكتيريا، وتُعطى منه جرعة واحدة فقط إذا كانت مدة الإصابة بالمرض تقلّ عن سنة، وتُعطى ثلاث جرعات إذا كان عمر الإصابة أكثر من سنةٍ، وتؤخذ الجرعة كل ثلاثة أسابيع، وإذا كان المريض يعاني من حساسية تجاه البنسلين يستخدم مضاد حيوي بديل، ويجب عليه الامتناع عن الجماع حتى الانتهاء من تناول العلاج والتأكد من اختفاء العدوى.[٦] والضرر النّاتج عن المرحلة المتقدمة من مرض الزهري يكون عادةً دائمًا غير قابل للانعكاس، كما أن العلاج لا يجعل الجسم مقاومًا للمرض فيمكن أن يُصاب به مرةً أخرى.[٧]
- بالنسبة للمرأة الحامل المصابة بمرض الزهري فهو له تأثير كبير على الجنين في حال عدم علاجه؛ إذ قد يصاب بمشكلات عديدة، مثل الزهري الخَلقي، والبنسلين هو المضاد الحيوي الوحيد المسموح باستخدامه خلال فترة الحمل، وعلاج المرأة الحامل لا يغني عن فحص الطفل بعد ولادته للتأكد من عدم إصابته بالزهري الخَلقي وإعطائه المضادات الحيوية بعد التأكد من إصابته.[٦]
الوقاية من الزهري
من أهم طرق الوقاية من مرض الزهري هي الامتناع عن الجماع إلا مع الشريك الموثوق ضمن إطار العلاقات الشرعية، واستخدام الواقي الذكري لمنع انتقال المرض، وتجنب شرب الكحول والأدوية التي تؤثر في الحكم على الأمور وتغيب العقل، مما يُوقع الشخص في ممارسة جماع غير محمية.[٦]
كما يجب على بعض الأشخاص إجراء تحاليل الزهري رغم عدم وجود أعراض للمرض؛ وذلك لاكتشافه مبكرًا والتمكن من علاجه بسهولة، مثل:[٢]
- الأشخاص الذين مارسوا جماع غير محمي مع شريك قد يكون مصابًا بالزهري.
- النساء الحوامل.
- نزيلو السجون.
مرض الزهري والحمل
النساء الحوامل المصابات بالزهري يكن عرضةً للإجهاض أو ولادة جنين ميت أو ولادة الجنين مبكرًا، كما يمكنهن نقل العدوى إلى الجنين، مما يصيبه بالزهري الخَلقي، وهو اضطراب خطير مهدد لحياة الطفل ويصاحبه ظهور مشكلات مختلفة، مثل:[٢]
- التشوهات.
- تأخر النمو.
- التشنجات.
- الطفح الجلدي.
- ارتفاع حرارة الجسم.
- تضخم الكبد أو الطحال.
- فقر الدم.
- اليرقان.
- ظهور قرحة معدية.
إذا تطور الزهري الخَلقي لدى الطفل بسبب عدم اكتشافه وعلاجه فسيصل إلى المرحلة المتقدمة منه التي تسبب تضرر العظام، والأسنان، والعين، والأذن، والدماغ.
مضاعفات مرض الزهري
عندما لا يُعالَج مرض الزهري فقد تستمرَ العدوى لسنوات أو عقود من دون ظهور أيّ أعراض، بالتالي قد ينتهي الأمر إلى انتشار المرض إلى أجزاءٍ الجسم المختلفة، مثل الدماغ أو الأعصاب، الأمر الذي يسبب مشكلات خطيرة قد تهدد الحياة، وهو ما يُسمّى الزهري فوق الثانوي، فالأشخاص الذين يعانون منه قد يصابون بالعديد من المشكلات، منها ما يأتي:[٨][٩]
- العمى.
- أمراض القلب.
- تلف في الدّماغ.
- الاضطرابات العصبية.
- الأمراض العقلية.
- الصداع الشديد.
- فقدان التّنسيق العضلي.
- الشلل أو عدم القدرة على تحريك جزءٍ من أجزاء الجسم.
- ظهور نتوءات صغيرة من الأنسجة الميّتة والألياف في جميع أنحاء الجسم.
- نقل الأم الحامل إذا كانت مصابةً بمرض الزهري العدوى إلى الجنين، بالإضافة إلى أنّ إصابتها تزيد من خطر حدوث الإجهاض، أو ولادة الجنين وحدوث مضاعفات المرض لديه في ما بعد، كوجود مشكلات في العظام، والكبد، والدماغ، والطحال، وتأخر النمو.
- زيادة خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، إذ يعدّ الأشخاص المصابون بمرض الزهري أكثر عرضةً بخمس مرّات للإصابة بمرض الإيدز من غيرهم؛ وذلك لأنّهم قد يتعرّضون للنزيف، ممّا يُسهّل على فيروس نقص المناعة البشرية الدّخول إلى الجسم.
المراجع
- ↑ "Syphilis", www.plannedparenthood.org, Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ^ أ ب ت ث Shannon Johnson (2017-11-28), "Syphilis"، www.healthline.com, Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ↑ "Syphilis ", www.cdc.gov,2017-6-8، Retrieved 2019-10-23. Edited.
- ↑ Lori Smith (2017-12-21), "Syphilis: What you need to know"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-10-24. Edited.
- ↑ "Syphilis", kidshealth.org, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (2019-9-19), "Syphilis"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-10-24. Edited.
- ↑ "SYPHILIS SYMPTOMS & TREATMENT", www.avert.org,2018-7-1، Retrieved 2019-10-24. Edited.
- ↑ "Symptoms -Syphilis", www.nhs.uk, Retrieved 12-10-2019. Edited.
- ↑ Melinda Ratini, DO, MS (2017-4-12), "What Problems Can Syphilis Cause?"، .webmd, Retrieved 2019-2-17.