أعراض الغدة النكافية

أعراض الغدة النكافية
أعراض الغدة النكافية

الغدة النكافية

تعدّ الغدد وحدات صغيرة من تجمّع للخلايا تنتشر في جسم الإنسان في أماكن مختلفة، وتؤدي وظائف مختلفة تبعًا للمكان الموجودة فيه؛ فهي التي تفرز عددًا كبيرًا ومهمًا من المواد الكيميائية التي يحتاجها الجسم في تنفيذ وظائف متعددة.

تُقسّم الغدد عمومًا إلى غدد قنوية تحتوي على قنوات داخلية وخارجية في جسم الإنسان، وتُفرَز المواد من خلالها، ومن أهم أمثلتها؛ الغدة اللعابية، والغدد العرقية، والغدد اللمفاوية، أما النوع الثاني فهو الغدد اللاقنوية أو الصّماء؛ وهي الغدد التي لا تصب إفرازاتها في قنوات خاصة بل في مجرى الدم مباشرةً، وهي تفرز عادةً مجموعة من الهرمونات المهمة، وتُعدّ الغدة النخامية والغدة الدرقية من أهمها.[١]

وفي هذا المقال سنتناول واحدة من الغدد القنوية التي تُسمى الغدة النكافية؛ إذ إنّها إحدى أنواع الغدد اللعابية التي توجد أسفل الأذنين خلف وجنتي الإنسان، وتفرز هذه الغدة سائلًا مائيًا غنيًا بالإنزيمات إلى تجويف الفم ليرطّبه، ويساعد في هضم الطعام.[٢]

تُعد الغدة النكافية أكبر الغدد اللعابية حجمًا، وتتعرّض لمجموعة من الأمراض، أشهرها هو مرض النكاف، الذي يحدث نتيجة تعرّض الغدة لعدوى فيروسية أثرت سلبيًا فيها، وأدّت إلى تورم واحدة أو كلتا الغدتين على جانبي الوجه، وينتقل هذا الفيروس بسهولة من شخص إلى آخر عبر اللعاب الملوّث الذي ينتقل عبر السعال أو العطس، كما ينتقل الفيروس عبر مشاركة أدوات الطعام والشراب مع شخص مصاب بالنكاف.[٣]


أعراض اضطرابات الغدة النكافية

قد تُصيب الغُدّة النُكافيّة وبقيّة الغُدَد الُّلعابيّة العديد من الأمراض التي تتراوح بين البسيطة التي قد تزول مع الوقت من تلقاء نفسها، والخطيرة التي تحتاج الدّواء، أو ربّما التدخُّل الجِراحي لِعلاجها،[٤] ويُمكن تلخيص الأسباب التي تؤدّي إلى تعطيل وظائف الغُدَد الُّلعابية بما فيها؛ الغُدّة النكافيّة في النِقاط الآتية:[٤][٥]

  • تحصّي الغُدَد الُّلعابيّة: قد تؤدّي العديد من الأسباب إلى تكوّن حَصى صغيرة جدًا غنيّة بالكالسيوم التي يُمكن أن تستقر في الغُدّة نفسها دون أيّ عَرَض ظاهر، لكِن في حال استقرّت في قناة الغُدّة ستعمل حينها على سَّد القناة سدًّا جُزئيًّا أو كُلّيًّا، ممّا يُؤدّي إلى حبس تدُفق الُّلعاب وبالتالي انتفاخ الغُدّة والتسبُّب بالألَم، ويُعتقد بأنّ الجَفاف، وانخفاض مُعدّل استهلاك الغِذاء، وتعاطي بعض الأدوية؛ كأدوية ارتفاع ضغط الدّم قد تكون من المُسبّبات الرّئيسيّة لتكوّن الحَصى داخل الغُدَد الُّلعابيّة عامةً. ومن أعراضها:
    • الشعور بالألم الذي يزداد سوءًا عند تناول الطعام.
    • وجود كتلة مؤلمة في الفم.
  • التهاب الغُدَد الُّلعابيّة: ويحدُث نتيجة التهاب بكتيري عادةً ما يُصيب كِبار السّن المُصابين بتحصّي الغُدَد الُّلعابيّة، إضافة إلى إمكانيّة إصابة حَديثي الوِلادة خلال أسابيعهم الأُولى بالتهابات الغُدَد الُّلعابيّة، ويكون مُؤلمًا في الغالب، ومن أكثر أعراضه شيوعًا:
    • الحمى.
    • وجود كتلة غير طبيعية في الخدين.
    • خروج قيح كريه الرائحة، الذي قد يصل إلى الفم.
  • الالتهابات الفَيروسيّة: في حال تعرُّض الجِسم إلى التهاب فيروسي، فإنّ ذلك يُمكن أن يؤدّي إلى حدوث اضطرّاب في الغُدد النُّكافيّة؛ بسبب استقرار بعض الفيروسات داخِلها، مُسبّبةً العديد من الأعراض التي تتضمن:
    • انتفاخ الوَجه في كلا الجانبين.
    • ألم بالعضلات.
    • الحمى.
    • الصداع.
    • ألم المفاصل.
  • أكياس الغُدد الُّلعابيّة: وهي أكياس صغيرة جدًا قد تنشأ بسبب حدوث مشكلات أثناء تكوّن الأُذن وتطوُّرها، ممّا يرفع احتمال تشخيصها لدى الأطفال؛ إذ تُصاحبهم هذه المشكلة من قبل الولادة، وقد تتعدّد أسباب تكوّن الأكياس على الغُدَد الُّلعابيّة عامةً، فقد تتكوّن بسبب التهابات، وأورام، وحَصى، أو إصابات رّضحيّة تُصيب الغُدَد الُّلعابيّة الرّئيسيّة أو الغُدَد الصغيرة الأُخرى، ويُؤدّي ظهور الأكياس على الغُدد الُّلعابيّة إلى ظهور الأعراض الآتية:
    • صعوبة البَلع والأكل.
    • صعوبة الكَلام.
    • خروج مُخاط أصفر من الكيس عند انفجارها.
  • الأورام: تُوصَف معظم أورام الغُدَد الُّلعابيّة بأنّها أورام حميدة، وهي عادة ما تُصيب الغُدَد النُكافيّة تحديدًا؛ إذ يظهر الوَرم على شكل كُتلة غير مُؤلمة بطيئة النموّ تتمركز خلف الفّك إلى الأسفل من شَحمة الأُذن. في حين تُعدُّ أورام الغُدَد الُّلعابيّة بأنّها أقل عدائيّة ونادرة الحُدوث، ويُمكن أن تعود أسباب الإصابة بهذه الأورام إلى التعرّض لِلإشعاع أو الإصابة بِمتلازمة شوغرن.
  • مُتلازمة شوغرن: وهو اضطراب مُزمن ذاتيّ المناعة يُصيب بعض أجزاء الجسم؛ كالغُدد الُّلعابيّة، والغُدد الدّمعيّة، وغيرها من خلال تعرُّض هذه الأجزاء لِهجمات ذاتيّة من جهاز المناعة نفسه، وقد يؤدّي ذلك إلى عدد من الأعراض منها:
    • جفاف العينين.
    • جفاف الفم.
    • تسوس الأسنان.
    • السعال الجاف.
    • ألم في المفاصل وانتفاخها.
    • ظهور التقرحات في الفم.
    • تورم الغدد اللعابية.
    • الشعور بالإعياء غير المبرر.
    • تكرار إصابة الغدد اللعابية بالعدوى.


علاج اضطرابات الغدة النكافية

يختلفُ علاج الغُدَد اللُّعابيّة حسب سبب الإصابة؛ إذ يلجأ الأطبّاء إلى استئصال الأورام الحميدة التي قد تنشأ على الغُدَد الُّلعابيّة، بينما يستخدم العِلاج الإشعاعي لِمحاولة التخلّص من الأورام الخَبيثة التي قد تُصيب الغُدَد الُّلعابيّة، ويُمكن أن يُوصَى بأخذ المُضَادّات الحَيويّة لِلتخلّص من الالتهابات البكتيريّة التي تُصيب هذه الغُدَد، ومن الممُكن أن تكون العناية الجيّدة بنظافة الفّم والأسنان سببًا لتلافي الإصابة بأيّ من اضطرابات الغُدَد الُّلعابيّة.[٤]


مرض النكاف

النكاف عدوى فيروسية؛ لذا فإنه لا يُعالَج بتناول المضادات الحيوية؛ فإنّها غير فعالة في علاجه، ويتناول المصاب الأدوية المختلفة لعلاج الأعراض حتى يأخذ المرض دورته في الجسم ويختفي، وحتى يكوّن الجسم مناعة ضدّه، وعادةً ما يختفي النكاف خلال أسبوعين من الإصابة، وفيما يأتي أهم التعليمات التي يجب اتباعها لتخفيف حدة الأعراض:[٦]

  • الإكثار من شرب السوائل، خاصة المياه، وتجنب عصائر الفواكه التي تُحفز إفراز اللعاب الذي قد يكون مؤلمًا للمصاب.
  • أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة والنوم.
  • وضع كمادات باردة على الجزء المتورم؛ لتخفيف الألم.
  • تناول الأطعمة المهروسة السائلة؛ لتجنب المضغ الذي قد يكون مؤلمًا.
  • الغرغرة بماء دافئ مضاف إليه الملح.
  • تناول الأدوية المُسكّنة المختلفة، مثل؛ الأسيتامينوفين والإيبوبروفين التي لا تحتاج إلى وصفة طبية لصرفها.

أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة بالنكاف الحصول على تطعيم ضدّ المرض، ويتوفر هذا اللقاح في صورة أحد مكوّنات اللقاح الثلاثي؛ الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، على جرعتين للأطفال كلهم قبل سنّ دخول المدرسة، بحيث الجرعة الأولى بين عمرَي 12-15 شهرًا، والجرعة الثانية بين عمرَي الرابعة والسادسة، أمّا الجرعة الواحدة فقط منه؛ فإنّها غير فعالة تمامًا للوقاية من الإصابة بالمرض؛ لذا يجب على طلاب المدارس، والعاملين في المجال الصحي، والمسافرين عبر الدول التأكد من حصولهم على الجرعتين. وبالنسبة للجرعة الثالثة من اللقاح، فإنّها غير مطلوبة عادةً، إلّا أنّه في بعض الحالات يوصي الطبيب بالحصول عليها، مثل؛ العيش في مكان معرّض لانتشار النكاف به.

ويُحذّر من وصف المطعوم للأشخاص الذين يعانون من حساسية مميتة تجاه المضاد الحيوي النيوميسين، أو من أيّ مكونات اللقاح المختلفة، كما يُحذّر من وصفه للنساء الحوامل، أو اللاتي يخططن لحدوث الحمل خلال أربعة أسابيع، ومرضى نقص المناعة الشديد، كما يُفضّل للمرضى الذين يعانون من إعياء بسيط الانتظار حتى تمام الشفاء قبل الحصول على اللقاح، وكذلك النساء الحوامل يجب عليهن الانتظار لبعد الولادة للحصول على اللقاح.

يُعدّ اللقاح الثلاثي آمن تمامًا للاستخدام، والأعراض الجانبية التي قد تصاحب استخدامه أقل خطرًا كثيرًا من الإصابة بمرض النكاف نفسه، وعادةً لا يعاني معظم الأشخاص من أيّ أعراض جانبية، إلّا أنّ بعضهم قد يعانون من طفح جلدي، أو ارتفاع طفيف في درجة الحرارة، أو ألم المفاصل لبعض الوقت.

في حالات نادرة قد يعاني الأطفال من تشنجات بعد الحصول على اللقاح؛ بسبب ارتفاع الحرارة، لكن لا تسبب هذه التشنجات حدوث أيّ آثار طويلة الأجل، ولا توجد أيّ علاقة بين تناول اللقاح الثلاثي وإصابة الأطفال بالتوحد كما يزعم بعضهم طبقًا لدراسات عديدة أجرتها الأكاديمية الأمريكية للأطفال، ومعهد الطب، ومراكز التحكم بالأمراض والوقاية منها.[٣]


مضاعفات مرض النكاف

إنّ مضاعفات مرض النكاف نادرة إلّا أنّها خطيرة جدًا إن تُرِك من دون علاج، أو إذا أصاب كبار السن، رغم أنّ هذا المرض يُصيب الغدد النكافية بالتحديد، إلّا أنّه قد يصيب أعضاءً أخرى، مثل؛ الدماغ، والأعضاء التناسلية، فالتهاب الخصيتين عند الذكور أحد أهم مضاعفات النكاف، ممّا قد يُسبب العقم لدى الرجال المصابين به في حالات نادرة، وهو ما يُسيطر عليه باستخدام الكمادات الباردة على الخصيتين مرات عدّة في اليوم.

وأحيانًا يصف الطبيب أدوية مسكّنة قوية لتسكين الألم المصاحب له، أمّا الإناث يتعرضن لتضخم المبايض، وهذا الالتهاب مؤلم لكن لا يسبب ضررًا للبويضات، لكنّ مرض النكاف خطير على النساء الحوامل؛ إذ يزيد من خطر الإصابة بالإجهاض لديهن، وقد يسبب مرض النكاف الإصابة بـالتهاب السحايا والتهاب الدماغ، وهما من الاضطرابات الخطيرة التي قد تودي بحياة المريض، لذا يجب على مريض النكاف التوجه للطبيب فور الإصابة بتشنّجات، أو الصداع الحاد.

ومن المضاعفات الأخرى لمرض النكاف التهاب البنكرياس المؤقت الذي يُسبِّب ألم البطن، والغثيان، والتقيؤ، وفيروس النكاف قد يؤدي أيضًا إلى الإصابة بفقد سمع مستمر في خمس حالات من كلّ عشرة آلاف حالة.[٧]


المراجع

  1. "Glands", yourhormones, Retrieved 19-2-2019. Edited.
  2. Oliver Jones (2019-9-29), "The Parotid Gland"، teachmeanatomy.info, Retrieved 2019-10-24. Edited.
  3. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (2018-9-26), "Mumps"، www.mayoclinic.org, Retrieved 2019-10-24. Edited.
  4. ^ أ ب ت Rachel Nall (2018-6-18), "Salivary Gland Disorders"، healthline, Retrieved 2018-12-20. Edited.
  5. "Salivary Gland Disorders", health.harvard,2018-11، Retrieved 2018-12-20. Edited.
  6. Mike Paddock (2017-12-14), "What to know about mumps"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 2019-10-24. Edited.
  7. Erica Roth (2017-7-31), "Mumps: Prevention, Symptoms, and Treatment"، www.healthline.com, Retrieved 2019-10-24. Edited.

فيديو ذو صلة :

735 مشاهدة