محتويات
الصوديوم
يُعدّ الصوديوم أحد أنواع المعادن شديدة التفاعل، ونتيجة ذلك فإنّه لا يوجد بشكل حر في الطبيعة، وبدلًا من ذلك يوجد دائمًا في شكل ملح، وكلوريد الصوديوم الشكل الغذائي الأكثر شيوعًا للصوديوم، ويُسمّى أيضًا ملح الطعام. وفي هذا المقال حديث عن أهمية الصوديوم ودوره في جسم الإنسان، بالإضافة إلى مصادر الصوديوم الغذائية والكمية المناسبة لهذا العنصر.[١]
أهمية الصوديوم لجسم الإنسان
يلعب الصوديوم دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة الجسم، إذ تؤثر كمية الصوديوم في الجسم على كمية السوائل في الدم وحول الخلايا، ويراقب الجسم بشكل دوري حجم الدم، وتركيز الصوديوم فيه، وعندما يرتفع أيّ منهما للغاية تكتشف أجهزة الاستشعار التابعة للقلب والأوعية الدموية والكليتين هذه الزيادة، وتحفّز الكليتين لزيادة إفراز الصوديوم خارج الجسم، وبالتالي عودة حجم الدم إلى وضعه الطبيعي، وعندما ينخفض حجم الدم أو تركيز الصوديوم للغاية تُفعَّل أجهزة الاستشعار عدة آليات لزيادة حجم الدم، وتتضمن هذه الآليات ما يأتي:[٢]
- تحفّز الكليتان الغدد الكظرية لإفراز هرمون الألدوستيرون، الذي يسبب احتفاظ الكلى بالصوديوم، ويتخلّص من البوتاسيوم، الأمر الذي يقلل كمية البول المنتجة، وبالتالي يؤدي في المحصلة إلى زيادة حجم الدم.
- تفرز الغدة النخامية الفاسوبريسين، الذي يُسمّى أيضًا الهرمون المضاد لإدرار البول، ويؤدي الفاسوبريسين إلى احتفاظ الكلى بالماء.
مصادر الصوديوم الغذائية
يوجد الصوديوم بشكل طبيعي في بعض الأطعمة، وغالبًا ما يضاف إليها أثناء عملية التصنيع، كما يضيف معظم الأشخاص أثناء الطهو وعلى الطاولة في شكل ملح الطعام، وبالإضافة إلى ذلك يوجد الصوديوم في بعض الأطعمة؛ مثل: الكرفس، والشمندر، والحليب، وغالبًا ما يُضاف أيضًا إلى الأطعمة المعبأة والمجهزة بكل أشكالها أثناء التصنيع؛ إما في شكل ملح، أو شكل آخر من أشكال الصوديوم الشائعة؛ مثل: صودا الخبز.[٣]
بصورة عامة يحصل الشخص على أكثر من سبعين في المئة من الصوديوم من الأطعمة المصنعة، والمعلبة، وأطعمة المطاعم، ويصعب تقليل كميته عندما يضيفه المنتجون إلى الطعام قبل شراء الشخص له، وتناول الأطعمة الأقل تصنيعًا وإعداد معظم وجبات الطعام في المنزل من أفضل الطرق للمساعدة في التحكم بالصوديوم الذي يتناوله الشخص، ويحصل الشخص على الكمية المتبقية من الصوديوم عادةً من الأنظمة الغذائية التي تحتوي على هذا المعدن طبيعيًا، أو من ملح الطعام الذي يُضاف إلى الطعام وقت الطبخ، ووقت الأكل، ويشكّل ملح الطعام 11 في المئة فقط من إجمالي استهلاك الصوديوم؛ لذلك حتى إن انقطع الشخص عن استخدام ملح الطعام نهائيًا فمن المحتمل أن يحصل على كمية كبيرة من الصوديوم.[٣]
الكمية المناسبة من الصوديوم للشخص
تحثّ العديد من السلطات الصحية الشخص على الحد من تناوله للصوديوم؛ ذلك للسيطرة على ضغط الدم، وتشير نتائج التقديرات إلى أنّ الجسم يحتاج فقط إلى 186 ملليغرامًا من الصوديوم يوميًا ليعمل بصورة صحيحة، وعلى الرغم من ذلك يصعب استهلاك هذه الكمية القليلة من الصوديوم؛ لذلك يوصي معهد الطب بأن يستهلك البالغون الأصحاء نحو 1500 ملليغرام من الصوديوم يوميًا، وفي الوقت نفسه توصي العديد من المنظمات الأخرى بأن يحد البالغون الأصحاء من تناولهم اليومي للصوديوم إلى أقل من 2300 ملليغرام؛ أي ما يعادل ملعقة صغيرة من الملح.[٤]
حدّدت هذه المنظمات هذه الكمية بناءً على أدلة من الدراسات السريرية تشير إلى أنّ تناول أكثر من 2300 ملليغرام يوميًا يؤثر سلبًا في ضغط الدم، ويزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ونتيجة فقد الصوديوم أثناء التعرق لا تنطبق هذه التعليمات على الأشخاص النشيطين للغاية؛ مثل: الرياضيون المنافسون، أو العمال الذين يتعرضون للحرارة، وعلى الرغم من ذلك تشير بعض التوصيات إلى أنّ الأشخاص الذين لا يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يستفيدون من الحد من كمية الصوديوم، وظهرت بعض الأدلة التي تشير أيضًا إلى أنّ استهلاك كمية أقل من الملح لا يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص الأصحاء إلّا بشكل محدود، كما يبدو ضارًا.[٤]
اضطرابات الصوديوم
عند تقدم سن الشخص يصبح جسمه أقل قدرة على الحفاظ على توازن السوائل والصوديوم لعدة أسباب، وتتضمن ما يأتي:[٢]
- انخفاض الشعور بالعطش، لا يشعر الأشخاص كبار السن بالعطش بسرعة مماثلة للشباب، ونتيجة ذلك لا يشربون السوائل عند الحاجة.
- التغيرات في الكلى، تصبح الكليتان أقل قدرة على استعادة الماء، وتركيز البول مع تقدم سن الشخص، والأمر الذي يسبب فقد كمية كبيرة من الماء في البول.
- وجود كمية أقل من السوائل في الجسم، يحتوي جسم كبار السن على كمية أقل من السوائل، إذ تشكّل 45 في المائة فقط من وزن الجسم لديهم سائلًا مقارنة بستين في المئة عند الشباب، الأمر الذي يعني أنّ فقدهم للسوائل أو الصوديوم بشكل طفيف، كما يحدث عند ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو نتيجة عدم تناول الطعام والشراب الكافي يسبب الكثير من العواقب الأكثر خطورة لدى كبار السن.
- عدم القدرة على الحصول على الماء، يعاني بعض كبار السن من مشكلات جسد تمنعهم من الحصول على شيء يشربونه عندما يشعرون بالعطش، ويعاني بعضهم الآخر من الخرف، الأمر الذي يمنعهم من إدراك أنّهم عطشى، أو من التعببير عن ذلك، وقد يضطر هؤلاء الأشخاص إلى الاعتماد على الآخرين لتزويدهم بحاجتهم من الماء.
- الأدوية، يتناول الكثير من كبار السن أدوية لارتفاع ضغط الدم، أو مرض السكري، أو اضطرابات القلب التي تجعل الجسم يفرز السوائل الزائدة، أو يزيد الآثار السيئة لفقد السوائل.
تؤدي هذه الحالات إلى فقد السوائل، أو عدم الحصول على كمية كافية من السوائل، وبالتالي تسبب ارتفاع مستوى الصوديوم في الدم، أو الوصول إلى حالة الجفاف، ونظرًا لأنّ هذه المواقف أكثر شيوعًا بين كبار السن؛ فإنّ فرط صوديوم الدم أكثر شيوعًا أيضًا لديهم، كما لا يتحمل كبار الصوديوم فرط صوديوم الدم بشكل جيد، ويؤدي إلى انخفاض القدرة على الانتباه، والغيبوبة، والموت إذا كان شديدًا.[٢]
يُعدّ انخفاض مستوى الصوديوم في الدم أيضًا أكثر شيوعًا بين كبار السن، وينتج نقص صوديوم الدم عادةً عندما يحتفظ الجسم بكمية كبيرة من السوائل، كما يحدث في بعض الأمراض؛ مثل: ضعف عضلة القلب، وأمراض الكبد، ويحدث نقص صوديوم الدم أيضًا في كبار السن الذين يتناولون أنواعًا معينة من مدرات البول؛ كمدرات البول الثيازيدية، ومنها هيدروكلوروثيازيد، خاصةً إذا لم تعمل الكليتان بقدرتها الطبيعية، ويؤدي استخدام المكملات الغذائية السائلة، أو أخذ السوائل الوريدية منخفضة الصوديوم أثناء الوجود في المستشفى إلى نقص صوديوم الدم لدى كبار السن.[٢]
المراجع
- ↑ "SODIUM", webmd, Retrieved 1-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Overview of Sodium's Role in the Body", msdmanuals, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "Sodium sources: Where does all that sodium come from?", heart, Retrieved 2-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "How Much Sodium Should You Have per Day?", healthline, Retrieved 2-6-2020. Edited.