محتويات
التهاب الأعصاب
يُعرَّف التهاب الأعصاب بأنه حدوث التهاب في الأعصاب الطرفية؛ أي الأعصاب الموجودة في الأطراف خارج الدماغ والحبل الشوكي، التي تنقل الإشارات العصبية والمعلومات الحسِّية من أجزاء الجسم المختلفة إلى الدِّماغ، وعند حدوث هذه الحالة تبدأ المشكلات الصحية بالظهور، وتظهر الأعراض حسب منطقة الإصابة؛ إذ يُمكن أن تتأثر الأعصاب المُتصلة باليد، أو الذراع، أو الكتف، أو العينين، أو الأذنين، فيبدأ الشعور بالخدر والوخز، بالإضافة إلى الضعف في العضلات، وقد تؤدي الحالات المتقدمة إلى الإصابة بالشلل، وتُعد النساء أكثر عُرضةً للإصابة بالتهاب الأعصاب، خاصّةً بعد تجاوز الخامسة والخمسين من العمر.[١]
أنواع التهاب الأعصاب
تتعدد أنواع الإصابة بالتهاب الأعصاب تبعًا لمنطقة الإصابة، وتتضمن هذه الأنواع ما يأتي:[٢]
- التهاب الأعصاب العام: يحدث هذا النوع من الالتهاب بسبب الإدمان على الكحول، ونقص الفيتامينات، وإصابة الأعصاب بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية، وتؤدي الإصابة به إلى الشعور بالألم والضَّعف، واحتمالية الإصابة بشلل الأطراف.
- شلل بيل: يُعرف أيضًا بشلل الوجه النصفي أو ما يُسمَّى التهاب العصب السَّابع، ويحدث بسبب وجود مشكلات في المناعة الذاتية أو نتيجةً للعدوى، ويؤدي إلى الشلل في جانب واحد من الوجه، وعادةً ما تستمر الإصابة بهذا النوع من الشلل عدَّة أشهر.
- عرق النسا: هو التهاب أو ضغط على العصب الوركي الرابط ما بين الحبل الشوكي والساق، ويؤدي إلى الشعور بالألم والضَّعف، وأحيانًا الشلل في الساق أو الأرداف، وعادةً ما تستمر الإصابة بضعة أيام ثم يتعافى المُصاب دون تدخُل طبي.
- التهاب العصب البصري: هو العصب الذي يربط بين العينين والدماغ، ويؤدي التهابه إلى حدوث مشكلات واضطرابات في الرؤية، ويحدث هذا الالتهاب بسبب الالتهابات الفيروسية، أو نتيجة الإصابة بالتصلُّب اللويحي، وفي حال حدوثه بسبب الالتهابات تزول الأعراض عند الشفاء من الإصابة.
- التهاب الأعصاب الدهليزي: هو العصب الذي يمر في الأذن الدَّاخلية وينقل معلومات التوازن إلى الدَماغ، وتحدث الإصابة بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، وتؤدي إلى الشعور بالدوار فجأةً، والإصابة بالغثيان والرغبة بالتقيؤ، وعادةً ما يكون التعافي بعد أسبوع إلى أسبوعين من الإصابة.
- اعتلال العصب السمعي: تُعد الإصابة بهذا النوع من اعتلال الأعصاب غير واضحة الأسباب، لكن يُعزى السبب الأساسي إلى تلف العصب السَّمعي، أو تلف الشعيرات الدقيقة، كما قد ينتج عن تلف مسار العصب الواصل ما بين الأذن والدِّماغ، وتتضمن أعراض الإصابة فقدان السمع الخفيف أو الشديد، وصعوبات في إدراك الكلام، وتلاشي الأصوات.
- التهاب العصب العضدي: يُطلق عليه أيضًا التهاب الضفيرة العضدية، وهي الضفيرة التي توجد فيها أعصاب تربط الجهاز العصبي المركزي بالذراع والكتف والصدر، ويحدث الالتهاب فيها نتيجة العدوى، أو الإصابة القوية، أو الأمراض الجهازية، ويؤدي إلى الشعور بالألم والتنميل، والضعف في الكتف والصدر والذِّراع.
- التهاب العصب القطني: هو العصب الذي يمر بالفقرات القطنية، تؤدي إصابته بالالتهاب إلى ألم في الظهر والضعف والوخز.
- التهاب العصب البصري: يعرف العصب البصري بأنه العصب الذي ينقل المعلومات البصرية من العين إلى الدماغ، والتهابه عادةً ما يُسبب فقدانًا مؤقّتًا للبصر في عين واحدة فقط، ومن المحتمل أن تعود الرّؤية عند التعافي من الالتهاب، وفي معظم الحالات يكون سببه مجهولًا، إلا أن السبب الأكثر شيوعًا هو مرض التصلّب العصبي، وتتضمن الأعراض التي تواجه المصابين بالتهاب العصب البصري ما يأتي:[٣]
- الألم، إذ يعاني معظم الأشخاص المصابين بالتهاب العصب البصري من ألم في العين يزداد سوءًا بسبب حركتها، وفي بعض الأحيان يشعر الشخص كأن مصدره خلف العين.
- فقدان الرؤية في عين واحدة، إذ يتطوّر فقدان البصر الملحوظ عادةً على مدار ساعاتٍ أو أيام، ويتحسّن من عدة أسابيع إلى عدة أشهر، وفي بعض الحالات يكون فقدان الرؤية دائمًا.
- فقدان الرؤية الجانبية.
- فقدان القدرة على تمييز الألوان، وغالبًا ما يؤثر التهاب العصب البصري على إدراك اللون؛ فتبدو الألوان أقل وضوحًا من المعتاد.
- التهاب العصب السابع: يعدّ التهاب العصب السابع شكلًا من أشكال شلل الوجه المؤقت، إذ ينجم عن تعرض العصب السابع للضرر والالتهاب، وينتقل هذا العصب عبر قناة عظمية ضيقة ممتدة من الجمجمة أسفل الأذن إلى عضلات الوجه من كل جانب؛ أي أنّ العضلات في كل جانب لها عصب خاص مسؤول عن الرمش، وإغلاق العنين، وإعطاء التعابير للوجه، إضافةً إلى حمل المعلومات المسؤولة عن إفراز اللعاب، لذلك يؤثر تعرض هذا العصب لأي ضرر على عملية انتقال الأوامر من الدماغ إلى عضلات الوجه، مما يسبب حدوث تشنجات أو ضعف في عضلاته.[٤] وفي الحقيقة لم يُكشَف السبب الحقيقي وراء هذه الحالة، لكن قد يُعزى إلى الإصابة بالتهاب السحايا الفيروسي، أو قروح البرد الفيروسية؛ إذ تسبب هذه الحالات التهاب العصب السابع، وحدوث تضيق في القناة التي يعبر منها، مما يقلل من التروية الدموية والأكسجين في العصب، وفي بعض الحالات البسيطة قد يتعرض غشاء الميالين الذي يغلف العصب ويحميه من الضرر للإصابة.[٤]
أعراض التهاب الأعصاب
يعتمد ظهور أعراض التهاب الأعصاب على منطقة وجود العصب، ففي حال تلف الأعصاب البصرية تحدث اضطرابات في الرؤية، وفي الحالات الشَّديدة يحدث فقدان للبصر، أما في حال تلف أعصاب الأذن الداخلية فتتضمن الأعراض حدوث مشكلات في التوازن والسمع، لكن توجد بعض الأعراض العامة التي يشعر بها المُصاب، تتضمن ما يأتي:[١]
- الشعور بالوخز والحرقة، بالإضافة إلى إحساس غير طبيعي في المنطقة المصابة.
- الشعور بألم يُشبه الطعن.
- فقدان الإحساس.
- ضعف وهزال في العضلات.
- احتمالية الإصابة بشلل في المنطقة المصابة.
- حدوث احمرار في الجلد.
أسباب التهاب الأعصاب
يُعد السبب الحقيقي لالتهاب الأعصاب في معظم الحالات غير معروف، لكن توجد بعض عوامل الخطر التي تزيد من فرصة الإصابة، تتضمن ما يأتي:[٥]
- العدوى: يوجد العديد من أنواع العدوى التي تؤدي إلى التهاب الأعصاب، مثل: الجُذام، وجدري الماء، والإصابة بالهربس البسيط، والدفتيريا.
- الإصابات الجسدية: مثل الإصابة بمتلازمة النفق الرسغي في أعصاب اليد التي تؤثر على الإبهام والسبابة، كما أنَّ التعرُض لإحدى الإصابات أو الكدمات القوية قد يسبب التهاب الأعصاب، وارتداء الأحذية ذات الكعب العالي المُسبِّبة لزيادة الضَغط على الأعصاب المُغذية لأصابع القدم، وتؤدي هذه الإصابات إلى الشعور بالألم والتنميل.
- الإصابات الكيميائية: يؤدي استخدام بعض الأدوية عن طريق الحقن إلى إصابة الأعصاب القريبة من موقع الحقن بالضَّرر، إذ يحدث في هذه الحالة التهاب الأعصاب كأحد الآثار الجانبية لهذه الأدوية.
- العلاج الإشعاعي: يمكن أن يحدث التهاب الأعصاب بسبب العلاج الإشعاعي لمختلف أنواع السرطان.
- نقص العناصر الغذائية: يرتبط التهاب الأعصاب بنقص بعض العناصر الغذائية، خاصةً نقص مجموعة فيتامين (ب)، مثل: فيتامين ب1، وفيتامين ب2، وفيتامين ب6، وفيتامين ب12.
- الإصابة بالأمراض: تؤدي الإصابة ببعض الأمراض إلى التهاب الأعصاب واعتلالها، منها ما يأتي:
- داء السكري.
- قصور الغدة الدرقية.
- أمراض المناعة الذاتية، مثل: التصلب اللويحي، والذئبة الحمامية.
- الحماض المزمن.
- بعض أنواع السرطان.
- الوراثة: بعض أمراض التهاب الأعصاب تحدث بسبب الوراثة وانتقالها عبر الجينات إلى الأجيال التالية، ومنها اعتلال الأعصاب البصري الوراثي، واعتلال الأعصاب النشواني، وغيرهما.
- السموم والأدوية: يحدث التهاب الأعصاب أحيانًا بسبب بعض الملوثات البيئية، والمعادن، والأدوية، والمواد الكيميائية، مثل: المبيدات الحشرية، والزئبق، والرصاص، وغيرها، وأحيانًا يحدث كأحد الآثار الجانبية لأدوية الكوليسترول، وضغط الدم، والتهاب المفاصل.
تشخيص التهاب الأعصاب
يشخص الطبيب الإصابة بالتهاب الأعصاب بإجراء الفحوصات الآتية:[١]
- التاريخ الطبي للمريض.
- الفحص البدني لتقييم الإصابة.
- إحالة المُصاب إلى الطبيب المُختص، كاختصاصي العيون أو الأعصاب.
- اختبارات الدم.
- الاختبارات العصبية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- خزعة الأعصاب.
- التصوير المقطعي البصري التماسكي.
علاج التهاب الأعصاب
يُمكن علاج التهاب الأعصاب اعتمادًا على نوع الإصابة، إذ تتضمن الخيارات العلاجية ما يأتي:
شلل بيل
في معظم حالات الإصابة فإن الأعراض تختفي دون علاج، لكن قد تحتاج العضلات في الوجه إلى عدة أسابيع أو أشهر لاستعادة قوتها، وتتضمن العلاجات ما يأتي:[٦]
- الأدوية: التي يُمكن أن تكون واحدًا من الخيارات الآتية:
- الأدوية الستيرويدية التي تُقلل الالتهاب.
- مسكنات الألم التي تؤخذ دون وصفة طبية، مثل: الإيبوبروفين، أو الأسيتامينوفين.
- الأدوية المضادة للفيروسات أو البكتيريا عند حدوث الإصابة نتيجة العدوى.
- قطرات العين.
- العلاج المنزلي: الذي يشمل الآتي:
- كمادات العين في حال حدوث الجفاف.
- تدليك الوجه.
- ممارسة تمارين العلاج الطبيعي لتحفيز عضلات الوجه وتقويتها.
عرق النسا
يهدف علاج عرق النسا إلى تقليل الألم وتحسين الحركة، وتتضمن خيارات العلاج ما يأتي:[٧]
- الأدوية: منها ما يأتي:
- مسكنات الألم اللاستيرويدية، مثل: الأيبوبروفين، والأسبرين.
- مرخيات العضلات لتخفيف الانزعاج المرتبط بتشنج العضلات، مثل سيكلوبنزابرين.
- العلاج الطبيعي: للمساعدة على تقليل ألم العصب وزيادة قوة عضلات الظهر والبطن والساقين.
- الحقن: يجري حقن مضادات الالتهاب في العمود الفقري لتقليل التورم والتهاب الجذور العصبية.
- الجراحة: التي يُلجَأ إليها إذا لم تنجح العلاجات السابقة في التخلُص من التهاب عرق النسا.
التهاب العصب البصري
عادةً ما يتم التعافي من التهاب العصب البصري دون تلقي أي علاج، وفي بعض الحالات تُعطى الأدوية الستيرويدية لتقليل الألم، كما يُلجأ إلى العلاج عبر تبادل البلازما في الحالات الشديدة.[٨]
التهاب العصب الدهليزي
يكون علاج التهاب العصب الدهليزي للتخفيف من الأعراض الناجمة عن الإصابة به، ويتضمن الخيارات الآتية:[٩]
- أدوية للتخفيف من الغثيان، مثل الأوندانسيترون.
- السوائل الوريدية في حال الإصابة بالجفاف بسبب التقيؤ الشديد.
- علاجات لتقليل الدوخة، مثل الميكليزين.
- استخدام الأدوية المضادة للفيروسات مثل الأسيكلوفير في حالة الالتهاب الناجم عن الفيروسات.
المراجع
- ^ أ ب ت "What is Neuritis: Causes, Symptoms, Diagnosis, and Treatment", www.docdoc.com.sg, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "Neuritis", www.hearingchoices.com.au, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ Lydia Krause (16-5-2017), "Optic Neuritis"، healthline.com, Retrieved 2-12-2018. Edited.
- ^ أ ب "Bell's Palsy Fact Sheet", www.ninds.nih.gov, Retrieved 16-12-2019. Edited.
- ↑ Dr. Chris, "Neuritis (Nerve Inflammation), Types, Causes and Symptoms"، www.healthhype.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ April Khan and Marijane Leonard (29-8-2017), "Bell’s Palsy: What Causes It and How Is It Treated?"، www.healthline.com, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "Sciatica: Management and Treatment", my.clevelandclinic.org, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "Optic neuritis", www.mayoclinic.org, Retrieved 15-11-2019. Edited.
- ↑ "Vestibular Neuritis: Management and Treatment ", my.clevelandclinic.org, Retrieved 15-11-2019. Edited.