محتويات
البيض
يُعدّ البيض جزءًا أساسيًا في الكثير من الأنظمة الغذائية في أنحاء العالم، إذ إنّه ليس مصدرًا غذائيًا فقط في ذاته، لكنّه يُستخدم في إعداد مئات الوجبات والمكونات الأخرى اللازمة لطهو مجموعة كبيرة من الطعام أيضًا، ويستخدم الإنسان في نظامه الغذائي العديد من أنواع البيض، لكنّ بيض الطيور أكثر الأنواع استهلاكًا، ومنها بيض الدجاج، وهو الأكثر شيوعًا، ولقد كان البيض جزءًا من النظام الغذائي البشري منذ آلاف السنين، إذ اكتُشِفََ في وقت مبكر من التطور الثقافي بمنزلة شكل آمن ومفيد من الطعام، ويُعدّ البيض من الأطعمة الغنية بالكثير من العناصر الغذائية المهمة، كما يوفر الكثير من الفوائد الصحية للجسم.[١]
يتكوّن البيض من مكوّنين رئيسين؛ وهما البياض، الذي يشكّل الجزء الأبيض من البيض، ويتكوّن معظمه من بروتين، والصفار؛ وهو الجزء البرتقالي أو أصفر اللون الذي يحتوي على كلّ أنواع العناصر الغذائية المهمة.[٢]
فوائد صفار البيض
إنّ تناول بيضة كاملة بصفارها وبياضها معًا يوفر التوازن الصحيح للبروتين والدهون والسعرات الحرارية، كما يتيح ذلك لمعظم الأشخاص الشعور بالشبع والامتلاء بعد تناول البيض في الوجبات، وعلى الرغم من أنّ معظم العناصر الغذائية في البيضة موجودة في صفار البيض، لكنّ توزيع البروتينات يبدو على كل مكونات البيض، وقد يوفر صفار البيض العديد من الفوائد الصحية للجسم، ومنها ما يأتي:[٣]
- التقليل من خطر اضطرابات جهاز الهضم، وقد يُعزى ذلك إلى البروتينات الموجودة في صفار البيض؛ مثل: الفوسفيتن (Phosvitin)، الذي يخفّض مستويات عدد من المركبات في الجسم التي تسبب الالتهابات.
- تعزيز وظائف جهاز المناعة، توجد مركبات معينة تُسمى غليكوببتيدات سلفاتية (Sulfated glycopeptides) في غشاء صفار البيض، وتساعد هذه المركبات في تحفيز إنتاج الخلايا البلعمية، وهي خلايا في جهاز المناعة تحمي الجسم من الأمراض والعدوى.
- خفض ضغط الدم، يحتوي صفار البيض على مركبات عدة تُسمّى الببتيدات، التي وُجِدَ أنّها قد تساعد في خفض ضغط الدم، وبما أنّ ارتفاع ضغط الدم أحد أهم عوامل الخطر لأمراض القلب والأوعية الدموية، فقد يقلل ذلك من خطر الإصابة بهذه الأمراض.
- التقليل من خطر مشكلات الرؤية، إذ تشير جمعية القلب الأمريكية إلى أنّ صفار البيض مصدر مهم لمركبات اللوتين (Lutein) وزياكسانثين (Zeaxanthin)، وهما من الكاروتينات الضرورية للحفاظ على صحة العين؛ فقد تحمي من إعتام عدسة العين والتنكس البقعي، وهما من اضطرابات العيون الشائعة، وغالبًا ما تظهران على الأشخاص مع تقدُّم العمر بعد سن 55 عامًا.
القيم الغذائية في صفار البيض
يوجد فرق كبير بين السعرات الحرارية الموجودة في بياض البيض عن تلك الموجودة في الصفار، إذ يحتوي صفار بيضة كبيرة الحجم على 55 سعرة حرارية، بينما يحتوي البياض على 17 سعرة حرارية فقط، ومع ذلك، فإنّ الاختلاف في ما بينهما لا يقتصر على السعرات الحرارية فقط، إذ يختلف المحتوى الغذائي بدرجة كبيرة في ما بينهما، ومن القيم الغذائية الموجودة في صفار البيض ما يأتي:[٤]
- البروتين، تحتوي بيضة واحدة كبيرة الحجم على 6.28 غرام، و2.68 غرام من هذه البروتينات موجود في صفار البيض، وتبلغ الكمية الموصى بها من البروتين 0.8 غرام لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
- الدهون، يأتي نصف السعرات الحرارية من الدهون الموجودة في البيض، ويوجد في صفار بيضة كبيرة 1.6 غرام من الدهون المشبعة، كما يحتوي الصفار أيضًا على أحماض أوميغا 3 الدهنية الصحية التي تساعد في تقليل الالتهاب في الجسم، وقد تقلل من خطر الإصابة بأمراض مزمنة؛ مثل: أمراض القلب، والسرطان، والتهاب المفاصل.
- الكربوهيدرات، يحتوي صفار البيض على كميات صغيرة من الكربوهيدرات، ولا يحتوي على أيّ كمية من السكر أو الألياف الغذائية.
- الفيتامنات والمعادن، يمتلك البيض العديد من الفيتامينات والمعادن المهمة؛ مثل: فيتامينات ب، خاصةً فيتامين ب2 وفيتامين ب12، كما يحتوي أيضًا على كمية لا بأس بها من فيتامين أ وفيتامين د وفيتامين هـ، بالإضافة إلى حمض الفوليك -فيتامين ب9- والبيوتين -فيتامين ب7-، وهذه الفيتامينات، ما عدا فيتامين ب2، توجد في صفار البيض، وكما أنّه مصدر جيد للسيلينيوم، والكالسيوم، واليود، والفوسفور.
أضرار تناول صفار البيض
إنّ من أكثر الأمراض المتعلقة في صفار البيض شيوعًا التسمم الغذائي الناتجة من العدوى البكتيرية من بكتيريا السالمونيلا، والتي توجد في الدواجن طبيعيًا، وقد يتلوّث البيض بهذه البكتيريا، وتبدو عدوى السالمونيلا خطيرة، خاصةً عند الأطفال الصغار، والأشخاص الذين يعانون من أمراض مناعية، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة، ومع ذلك، فإنّ اتباع بعض احتياطات السلامة الأساسية عند شراء البيض وتخزينه وطبخه يقلل بدرجة كبيرة من خطر حدوث التسمم الغذائي.[٣]
ومن النصائح التي تساعد في التعامل مع البيض بأمان ما يأتي:[٣]
- شراء البيض من مصادر موثوقة ومرخّصة فقط.
- التأكد من عدم وجود تشققات أو ثقوب في القشرة قبل شرائه.
- تخزين البيض في الثلاجة على درجة حرارة 4.4 مئوية.
- غسل اليدين والأسطح المكشوفة بالماء والصابون بعد لمس البيض النيء.
- تناول البيض فورًا بعد طبخه، وتبريده لساعتين فقط بعد طبخه.
- طهو البيض حتى يصبح البياض جامدًا على الأقل، كما يجب على الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالتسمم الغذائي طهو البيض حتى يصبح كلٌّ من الصفار والبياض جامدَين.
- التخلص من البيض المكسور، أو الملوّث، أو المتصدع، أو منتهي الصلاحية.
- تجنب البيض ذي المظهر أو الرائحة الغريب.
- إبقاء البيض النيء بعيدًا عن الأطعمة الأخرى -خاصةً تلك التي لا تحتاج إلى طهو-.
تأثير صفار البيض في الكوليسترول في الجسم
كان الاختصاصيون ينصحون الأشخاص الأصحاء بعدم تناول ما يزيد على 300 ملليغرام من الكوليسترول يوميًا حتى وقت قريب، لكن في عام 2016 م أزالت منظمة الإرشادات الغذائية الأمريكية (DGA) أيّ حدّ أو قيمة لتناول الكوليسترول، فعلى الرغم من أنّ العديد من الأشخاص يعتقدون أنّ الأطعمة الغنية بـالكوليسترول، مثل البيض، ترفع مستويات الكوليسترول في الدم، لكنّ هذا الأمر ليس صحيحًا عادةً، إذ ينتج الكبد الكوليسترول بكميات كبيرة، فهو عنصر غذائي ضروري للخلايا، وعند تناول كميات كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، مثل البيض، يخفّض الكبد إنتاج كمية الكوليسترول، ويحدث العكس عندما يحصل الجسم على كميات أقل من الكوليسترول من الطعام، ونتيجة ذلك؛ لا تتغيّر مستويات الكوليسترول بدرجة كبيرة عند معظم الأشخاص الذين يتناولون الأطعمة الغنية به كما أشارت نتائج بعض الدراسات.[٥][٢]
تجب الإشارة إلى أنَّ الجسم يحتاج إلى الكوليسترول في العديد من العمليات في الجسم؛ مثل: إنتاج فيتامين د، وهرمونات الستيرويد؛ مثل: هرمونات الإستروجين، والبروجسترون، والتستوستيرون، بالإضافة إلى أنّه يساهم في إنتاج الأحماض الصفراوية التي تساعد في هضم الدهون، كما يوجد في غشاء كلّ خلية من خلايا الجسم؛ لذلك يُعدّ الحصول عليه من الطعام بكميات معتدل أمرًا مفيدًا.[٢]
المراجع
- ↑ John Staughton (BASc, BFA) (5-5-2020), "6 Impressive Benefits Of Eggs"، organicfacts, Retrieved 9-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Franziska Spritzler, RD, CDE (12-7-2016), "Are Whole Eggs and Egg Yolks Bad For You, or Good?"، healthline, Retrieved 9-6-2020. Edited.
- ^ أ ب ت Jennifer Huizen (1-11-2019), "All you need to know about egg yolk"، medicalnewstoday, Retrieved 9-6-2020. Edited.
- ↑ Jacquelyn Cafasso (13-12-2018), "How Many Calories Are in an Egg?"، healthline, Retrieved 9-6-2020. Edited.
- ↑ AncelKeys, Joseph T.Anderson, bFranciscoGrande (1965), "Serum cholesterol response to changes in the diet: II. The effect of cholesterol in the diet", Metabolism, Issue 14, Folder 7, Page 759-765. Edited.