كيفية تلقيح البويضة

كيفية تلقيح البويضة
كيفية تلقيح البويضة

تلقيح البويضة

ما إن يتزوج الرجل والمرأة حتى يبدؤوا بالتفكير بإنجاب الأطفال، الذي يشبع غريزة الأمومة لدى الأم والأبوة لدى الأب، بالإضافة إلى أنّه سنة كونية تضمن بقاء الحياة البشرية، ولعل أكثر ما يواجه الزوجين من مصاعب عملية تلقيح البويضة، التي تعد من العمليات الحساسة في الجسم، كما أنّها تتأثر بالكثير من العوامل، وفي هذا المقال سنوضح كيف تتم هذه العملية وما هي العوامل التي تؤثر فيها.


البويضة

عندما تولد المرأة فإنّ جميع البويضات التي ستطلقها من المبيض تكون موجودةً، ويبدأ عددها بالتناقص مع التقدم بالعمر؛ وذلك لأن العمر يقلل الجودة والاستقرار الجيني للبويضات؛ لذا يعد الحمل بعد عمر 35 عامًا أمرًا صعبًا، ويطلق المبيض بويضةً واحدةً غير ناضجة كل دورة إنجابية لتتطور إلى النضج داخل الجريبات في المبيض من خلال ما يعرف بعملية الإباضة، وتكون البويضة الناضجة مرئيةً؛ أي يمكن رؤيتها بالعين البشرية، إذ يقدر حجمها بـ 0.1 ملم.

تتطور البويضة خلال عدة مراحل؛ أولها المرحلة الجرثومية البدائية، وفيها تكون البويضة خلايا جنينية تصبح في النهاية إما خلايا منوية أو بيضية؛ أي في النهاية تشكل العضو الذكري أو الأنثوي، ثم تنتقل البويضة إلى مرحلة بِزْرَةُ البَيضَة (Oogonium)، وهي خلايا ثنائية تحتوي على مجموعتين من الكروموسومات، ثم تتضاعف خلال عملية تعرف بالانقسام الاختزالي لتصبح بعد ذلك بويضةً ناضجةً أوليةً ثم بويضة ناضجة ثانوية.[١]


الحيوان المنوي

يتكون السائل المنوي الذي يقذفه الرجل عند الوصول إلى النشوة الجنسية من حيوانات منوية، إذ يقدر بأنّه يقذف 100 مليون حيوان منوي، على الرغم من أنّ الحمل يتطلب حيوانًا منويًا ذكريًا من الرجل وبويضة واحدة من الأنثى، لكن يتم إطلاق 100 مليون حيوان منوي؛ لأنّ عملية تلقيح البويضة تتم من خلال اختيار الحيوان المنوي الأكثر صحةً والأفضل جودةً كما أنّه ينتقل إلى قناة فالوب وتعدّ عملية الانتقال صعبةً؛ فقد لا تعيش جميع الحيوانات المنوية فيها، لكن يمكن للحيوان المنوي أن يعيش داخل جسم المرأة مدةً تصل إلى 5 أيام، أما على الأسطح كالملابس والفراش فإنّ الحيوانات المنوية تموت بمجرد جفاف السائل عليها، ومن المحتمل أن يعيش الحيوان المنوي مدةً أطول في الماء كونه ينمو في الأماكن الدافئة والرطبة.

تتأثر الحيوانات المنوية بالعديد من العوامل، بما فيها تدخين السجائر، وتعاطي المخدرات أو الأدوية غير المشروعة، وملامسة السموم والمبيدات الحشرية، والنظام الغذائي المتبع، والاستحمام بالماء الساخن، وارتداء الملابس الضيقة.

ليتمكن الحيوان المنوي من إتمام عملية الإلقاح ينبغي أن تتوفر فيه العديد من الشروط، كالكمية، إذ يقذف الرجل في الحالة الطبيعية ما يتراوح بين 2-6 ملليتر من السائل المنوي؛ أي ما يتراوح بين نصف ملعقة إلى ملعقة صغيرة، كما يجب أن يكون السائل المنوي سميكًا في البداية ولا يصبح رقيقًا إلا بعد مرور 10-15 دقيقةً من عملية القذف، بالإضافة إلى كثافته التي تقدر بخمسة عشر مليونًا لكل ملليتر، وحركة الحيوانات المنوية التي ينبغي أن تتحرك 32% منها على الأقل باتجاه مستقيم، ومع أنّ كميتها تقل مع التقدم بالعمر إلا أنّها لا تنقطع، وهذا على عكس النساء؛ إذ يمكن للرجل أن ينجب الأولاد مهما كان عمره.[٢]


كيف يتم تلقيح البويضة؟

من الصعب معرفة تاريخ الحمل بدقة، لكن الطبيب يحسب بدايته من أول يوم بعد آخر دورة شهرية للمرأة؛ أي قبل ما يقارب أسبوعين من حدوث الحمل، ويتم تلقيح البويضة من خلال عدة مراحل، وهي:[٣]

  • عملية الإباضة: في بداية الأمر لا بُدّ من توفّر البويضة لإتمام عملية التلقيح، وأشير أعلاه إلى أن المبيض يطلق كل شهر بويضة واحدة بعد أن تنمو مجموعة من البويضات في أكياس صغيرة تسمى الجريبات، وتحدث هذه العملية بعد مرور أسبوعين من الدورة الشهرية.
  • الجسم الأصفر: تتطور البويضة بعد أن تخرج من الجريب إلى ما يعرف بالجسم الأصفر، وهذا يرافقه إفراز الجسم لهرمون يساعد على زيادة سماكة بطانة الرحم، مما يجعله جاهزًا للحمل.
  • قناة فالوب: تنتقل البويضة بعد ذلك إلى قناة فالوب وتبقى في هذه القناة يومًا كاملًا بانتظار الحيوان المنوي الذكري لتحدث عملية تلقيح البويضة، وهذا يحدث غالبًا قبل أسبوعين من الدورة الشهرية، وإذا لم تتوفر حيوانات منوية فإنّ عملية الإخصاب لن تتم وتعود البويضة إلى الرحم، وتعود مستويات الهرمونات إلى الحد الطبيعي، وتبدأ بطانة الرحم التي تكونت بالانسلاخ من خلال ما يعرف بالدورة الشهرية.
  • التخصيب: عندما ينتقل الحيوان المنوي إلى قناة فالوب ويلتقط البويضة لتخصيبها تتغير البويضة كليًا بحيث لا يستطيع أي حيوان منوي آخر تلقيحها، وعند الإخصاب يتم تحديد جينات الجنين وجنسه، وذلك إذا كان الحيوان المنوي يحتوي على كروموسوم Y فإنّ الجنين يكون ذكرًا، أما إذا كان يحتوي على كروموسوم X فإنّ الجنين يكون أنثى.
  • الزرع: بعد تلقيح البويضة تبقى في قناة فالوب مدة تتراوح ما بين 3-4 أيام، لكنها بعد مرور 24 ساعة من تلقيحها تبدأ بالانقسام السريع إلى خلايا عديدة وتستمر بالانقسام؛ كونها تتحرك ببطء خلال قناة فالوب لتذهب إلى الرحم ويحدث ما يسمى الزرع؛ أي انغراس البويضة الملقحة في بطانة الرحم التي تكونت، وتلاحظ بعض النساء ظهور بقع من الدم خلال هذه المرحلة، وبعد ذلك تزداد سماكة بطانة الرحم ويغلق عنق الرحم بسدادة من المخاط وتبقى البويضة الملقحة في هذا المكان حتى تتم الولادة، وبعد مرور ثلاثة أسابيع تبدأ الخلايا بالنمو على شكل كتل، ويرافق ذلك تكوّن الخلايا العصبية الأولى للجنين، وبعد إنهاء مرحلة الزرع تبدأ مستويات هرمون الحمل بالارتفاع ليتم كشفها من خلال اختبار الحمل، وذلك قد يظهر بعد مرور 7 أيام من الإباضة.


ما العوامل التي تؤثر على تلقيح البويضة؟

يمكن أن تؤثر العديد من العوامل في عملية تلقيح البويضة وعملية الإباضة نفسها، وتتضمن هذه العوامل ما يأتي:[٤]

  • اضطرابات الإباضة: التي تتضمن الإصابة بمتلازمة تكيس المبياض، أو زيادة مستويات هرمون البرولاكتين، أو الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية أو قصورها، مما يؤثر في الحيض والإباضة.
  • تشوهات عنق الرحم: من الممكن أن يؤدي وجود سلائل في الرحم أو أورام غير سرطانية -أي حميدة- وتعرف بالأورام الليفية الرحمية إلى سد قناة فالوب ومنع البويضة المخصبة من الانعراس في الرحم.
  • السرطان وعلاجاته: تؤثر بعض أنواع السرطانات -خاصةً التي تصيب الأعضاء التناسلية- في تلقيح البويضة وإنتاجها؛ إذ إنّها تضغف خصوبة المرأة.

وقد تكون العوامل المؤثرة في تلقيح البويضة من الرجل، ومنها:

  • عدم قدرة الحيوانات المنوية على الوصول إلى البويضة.
  • إنتاج حيوانات منوية غير طبيعية.


المراجع

  1. Rachel Gurevich (2020-04-20), "Oocyte Development During the Reproductive Cycle", verywellfamily.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  2. Trina Pagano, MD (2018-10-30), "Sperm FAQ", webmd.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  3. Nivin Todd, MD (2020-06-21), "Pregnancy and Conception", webmd.com, Retrieved 2020-08-15. Edited.
  4. "Infertility", mayoclinic.org, 2019-07-25, Retrieved 2020-08-15. Edited.

فيديو ذو صلة :