محتويات
الاعتلال العضلي
يعدّ الاعتلال العضلي من المشكلات غير شائعة الانتشار بين الأفراد مقارنةً بغيره من الاضطرابات، وهذا يفسِّر سبب عدم معرفة الكثيرين حول هذا الاضطراب، وربما لم يسمع البعض بالاعتلال العضلي حتى الآن، لذا في هذا المقال توضيح لأبرز المعلومات المتعلقة بهذه الحالة.[١]
ما هو الاعتلال العضلي؟
في الحالة الطبيعيَّة يساهم في انقباض عضلات الجسم تناسق عمل مجموعة من البروتينات والمكوِّنات التركيبيَّة الأخرى الموجودة في العضلات، لذا فإنَّ حدوث أيْ خلل في هذه المكوِّنات قد يكون سببًا للإصابة بالاعتلال العضلي، وهنا يُمكن تعريف الاعتلال العضلي بأنَّه مصطلح يُستخدم لوصف الأمراض والاضطرابات التي تؤثر في العضلات،[١] وتتمثّل باختلال تركيبي أو وظيفي في العضلات الهيكليَّة، ينجم عنه ضعف عضلي، وهو أحد أكثر الأعراض التي يشكو منها المرضى.[٢]
ما أسباب الإصابة بالاعتلال العضلي؟
توجد مجموعة من الأسباب المُختلفة التي قد تنجم عنها الإصابة بالأمراض العضليَّة، وهذا يبرِّر وجود أنواع مختلفة من الاعتلال العضلي، كلٌّ منها يحدث لأسباب مختلفة،[١] وفي ما يأتي توضيح لمجموعةٍ منها:
- سوء التغذية العضلي (Muscular dystrophies): يعرف سوء التغذية العضلي بأنَّه الضعف التدريجي الذي يُصيب العضلات التي تنقبض إراديًّا، وهو من المشكلات التي قد تظهر أحيانًا عند الولادة، ويحدث في حال وجود طفرة في الجينات المسؤولة عن تكوين البروتينات الضرورية لتكوين عضلات سليمة.[٣][٤]
- التقلص العضلي الموجي (Neuromyotonia): يتميز هذا النوع بحدوث نوبات من الوخز والتيبّس، وهو واحد من أمراض المناعة الذاتية، يهاجم فيه الجهاز المناعي قنوات البوتاسيوم، الأمر الذي يؤثر بدوره في نقاط التقاء الإشارات الصادرة عن الألياف العصبيَّة مع الخلايا العضلية.[٣][٥]
- التهاب العضلات والجلد (Dermatomyositis): هو نوع من الاعتلال العضلي الذي يسبِّب التهاب الجلد والعضلات، وفي الحقيقة لا يُعرف السبب الأساسي وراء حدوثه، لكنَّه شبيه بأمراض المناعة الذاتيَّة التي تحدث عند مهاجمة الجسم للخلايا السليمة فيه، وقد يساهم ضعف الجهاز المناعي في حدوث هذا الاضطراب، كما في حال الإصابة بالسرطان، أو العدوى الفيروسية.[٣][٦]
- البِيلَة المَيُوغلوبينِيَّة (Myoglobinurias): تحدث هذه المشكلة بسبب الاضطرابات التي تؤثر في أيض بروتين الميوغلوبين الضروري لضمان عمل العضلات بنجاح.[٣]
- داء اختزان الغلايكوجين (Glycogen storage disease): هو من الاضطرابات التي تظهر في حال حدوث طفرة في الجينات التي تسيطر على الإنزيمات المسؤولة عن أيض الجلوكوز والجليكوجين.[٣]
- الاعتلال العضلي المتقدري (Mitochondrial myopathies): يحدث هذا الاضطراب بسبب وجود خلل في المتقدِّرة أو الميتوكندريا (Mitochondria)، وهي من التراكيب الخلوية المسيطرة على إنتاج الطاقة.[٣]
- متلازمة الشخص المتيبس (Stiff person syndrome): التي تتميَّز بحدوث نوبات من الصلابة والتشنُّجات المُنعكسة،[٣] ويجدر بالذّكر أنَّ متلازمة الشخص المتيبس قد تعدّ من أمراض المناعة الذاتيَّة التي قد تحدث بسبب مهاجمة الأجسام المضادَّة في الجسم لإنزيم نازع كربوكسيل حمض الجلوتاميك (GAD)، وهو الإنزيم الذي يؤدّي دورًا في تصنيع الناقل العصبي حمض الغاما-أمينوبيوتيريك (Gamma-Aminobutyric acid)، الذي يساهم في السيطرة على حركة العضلات، وقد تهاجم الأجسام المضادة نوعًا آخر من البروتينات يُعرف بالأمفيفيسين (Amphiphysin)، وهو البروتين الذي يوجد في النهايات العصبيَّة، ويساهم في الاتصال بين الخلايا العصبية.[٧]
- التهاب العضلات التعظمي (Myositis ossificans): هو الاضطراب الذي يصاحبه نمو العظم في النسيج العضلي،[٣] وتظهر هذه المشكلة في الجزء الذي تعرَّض لإصابة ينجم عنها ظهور كدمة عضليَّة عميقة، أو نتيجة التعرُّض لإصابات متكرِّرة في جزء محدَّد من الجسم، فيحدث خطأ أثناء تعافي هذه الإصابة، لتُستبدَل الخلايا العضلية عرَضيًّا بخلايا عظميَّة غير ناضجة في موقع الإصابة.[٨]
- الاعتلال العضلي الثانوي لعدم التوازن الكهرلي: الذي يحدث في حال عدم توازن الإلكتروليت أو الكهارل في الجسم، كما يحدث في حالة الارتفاع الشديد في مستويات البوتاسيوم أو الانخفاض الشديد في مستوياته، والذي قد يتعارض مع وظيفة العضلات.[١]
- الاعتلال العضلي السمي (Toxic myopathy): الذي يحدث في حال وجود سموم أو أدوية تتسبَّب بحدوث خلل في وظيفة العضلات وتركيبتها.[١]
- الاعتلال العضلي الناجم عن العدوى: يحدث هذا النوع في حال الإصابة بعدوى تمنع العضلات من العمل بكفاءة.[١]
- الاعتلال العضلي الناجم عن خلل في الغدد الصمَّاء: يحدث هذا الاضطراب في الحالات التي تتعارض فيها الهرمونات مع وظيفة العضلات، وتعدّ اضطرابات الغدة الدرقية أو الغدة الكظرية من أكثر أسبابه شيوعًا.[١]
- داء لب العضلات المركزي (Central core myopathy): هو من الأمراض الوراثية التي ينجم عنها حدوث أعراض مختلفة الشِدّة.
- الاعْتِلال العَضَلِيّ الخَيْطيّ (Nemaline myopathy): هو مجموعة من الاضطرابات التي تتميز بوجود القضبان الخيطية (Nemaline rods) في العضلات.[١]
ما هي أعراض الإصابة بالاعتلال العضلي؟
توجد مجموعة من الأعراض التي قد تصاحب الإصابة بالاعتلال العضلي، في ما يأتي مجموعة من أبرزها:[١]
- الضعف العضلي، ومن أشهر أشكاله الضعف العضلي الذي يؤثر بصورة أكبر في العضلات الموجودة في الجزء العلوي من الساقين والذراعين، مقارنةً بتأثيره في العضلات الموجودة في اليدين والقدمين.
- الضمور العضلي (ترقق العضلات)، الذي قد يظهر عند البعض في حال استمرار الاعتلال العضلي لسنوات عِدَّة.
- اضطراب شكل العظام، وغالبًا ما يحدث ذلك بسبب الضعف العضلي الذي يمنع العظام من المحافظة على شكلها الطبيعي.
- أعراض أخرى، كالإعياء، وفقدان الطاقة في الجسم، وزيادة الضعف خلال اليوم أو تقدّمه مع بذل الجهد.
كيف يُشخص الاعتلال العضلي؟
يبدأ تشخيص الاعتلال العضلي بمعرفة التاريخ العائلي التفصيلي للمريض، وإجراء الفحص الجسدي الذي يهدف إلى تأكيد شِدَّة الأعراض العضليَّة وأماكن وجودها في الجسم، كما يوصي الطبيب بإجراء عدد من الفحوصات الأخرى، منها:[٢]
- تحليل مستويات الإنزيمات التي تساهم في تشخيص المشكلة المتوقَّعة: كمعرفة مستويات كيناز الكرياتين (Creatine kinase).
- تخطيط كهربائية العضل (Electromiography): يقدم هذا الفحص العديد من المعلومات حول اضطرابات الاعتلال العضلي؛ فهو يؤكد الإصابة به، ويسهِّل تشخيص سبب حدوثه، كما يساعد على تحديد المكان المناسب لأخذ الخزعة العضليَّة.
- الخزعة العضلية: يوصي الطبيب بهذا الإجراء في الحالات التي يكون فيها تشخيص الاعتلال العضلي بالطرق السابقة غير حاسم.
- تحاليل الدم: كإجراء العدّ الدمويّ الشامل، وفحص مستوى الإلكتروليت، وتحديد سرعة ترسب الدم (Erythrocyte sedimentation rate)، وفحص العامل المضاد للنواة (Anti-nuclear antibody).[١]
ما هو علاج الاعتلال العضلي؟
يعتمد العلاج في هذه الحالة على نوع الاعتلال العضلي الذي يعانيه الفرد، إذْ تُعالَج بعض حالاته باستخدام مثبطات المناعة والمعالجة بالغلوبيولين المناعي (Immunoglobulin therapy)، ويجدر بالذّكر أنَّ مُعظم الحالات تستدعي استخدام العلاجات الداعمة، كالعلاج الوظيفي، والعلاج الفيزيائي، وعلاج الكلام والبلع، وأدوية الرئة، والسيطرة على النظام الغذائي، وقد يتطلب الأمر اللجوء إلى العلاج الجراحي لوجود تشوُّهات في الأطراف والعمود الفقري في الحالات طويلة الأمد.[٩]
المراجع
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر Heidi Moawad, "Myopathy Causes, Symptoms, and Treatment"، verywellhealth, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ^ أ ب Tomislav Meštrović, "What is Myopathy?"، news-medical, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Myopathy Information Page", ninds.nih, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ↑ "Muscular dystrophy", mayoclinic, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ↑ "Acquired Neuromyotonia", rarediseases, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ↑ Carmella Wint ,Marijane Leonard, "Dermatomyositis: What Is It?"، healthline, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ↑ "Stiff Person Syndrome", clevelandclinic, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ↑ Nicole Galan (25-1-2018), "Myositis ossificans: Symptoms and treatment"، medicalnewstoday, Retrieved 1-8-2020. Edited.
- ↑ "Myopathies", clevelandclinic, Retrieved 1-8-2020. Edited.