محتويات
سوء التغذية عند الأطفال
يُقدر سوء التغذية عند الأطفال من اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية والبنك الدولي بانتظام من خلال مؤشرات التقزم، ونقص الوزن وزيادته، والهزال؛ إذ يُعاني 149 مليون طفل لم يبلغ سن الخامسة من التقزم، كما يعاني 49 مليون طفل من الهزال، ويُعاني 40 مليون طفل من زيادة الوزن حسب تقديرات عام 2018.
تظهر حالات زيادة الوزن المُرافقة لسوء التغذية عند عدم احتواء النظام الغذائي على التوازن الصحي، ويكون ذلك بتناول الطفل الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية مع إهمال الأغذية الغنية بالفيتامينات والمعادن اللازمة للنمو السليم، ممّا يُؤدي إلى التأثير السلبي على النمو، والصحة البدنية، والمزاج، والسلوك، والعديد من وظائف الجسم لدى الأطفال.[١][٢]
يُشير مصطلح سوء التغذية إلى حالة غير صحية خطرة، تنشأ نتيجة نقص المواد والعناصر الغذائية في النظام الغذائي للشخص، إذ تكون غير قادرة على كفاية الجسم وتلبية متطلباته، أو نتيجة عدم اتباع نظام غذائي متوازن، كاتباع نظام غذائي غني بالسعرات الحرارية، وعدم تناول الأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات والمعادن، ممّا يُؤثر سلبًا على النمو، والصحة البدنية، والمزاج، والسلوك، وغيرها من وظائف الجسم، كما يُؤثر سوء التغذية عادًة على الأطفال، وكبار السن والنساء الحوامل.[٣][٢]
أعراض سوء التغذية عند الأطفال
تتضمن أعراض سوء التغذية خسارة ما يقارب 10% أو أكثر من وزن الجسم على مدى 3-6 أشهر دون قصد، وعدم الرغبة بتناول الطعام، أو شعور الشخص بالتعب، والضعف والإجهاد الدائم، وكثرة المرض مع بطء التعافي، وضيق التنفس، وفقر الدم، وحدوث تغيرات في الجلد والشعر والأظافر، أمّا الأطفال فعادةً ما يعانون من عدم القدرة على التركيز، وتوقف النمو الطبيعي، وعدم زيادة الوزن والطول كما هو متوقع،[٣] بالإضافة إلى ما يأتي:[٤]
- معاناة الأطفال والرُضَّع من الهزال الشديد، بالإضافة إلى خسارة الدهون والعضلات في الجسم، بالتالي يُصبح جلد الطفل رقيقًا.
- تساقط الشعر، واسوداد لون البشرة.
- معاناة الطفل من اللامبالاة وسوء التصرف، أو البكاء لوقت طويل.
- معاناة الطفل المُصاب من انتفاخ في منطقة البطن.
- توقف النمو، أو عدم النمو الصحيح.
- معاناة الطفل من الوذمة، وهي احتباس الماء في أنسجة الجسم، وتعني هذه الحالة أنّ الطفل في حالة حرجة، وقد تودي بحياته، لذا يحتاج إلى العلاج السريع.
- معاناة الطفل المُصاب من عدم القدرة على الاتصال البصري.
- النوم كثيرًا، أو البكاء كثيرًا.
- التهيج.
أنواع سوء التغذية
توجد عدة أنواع لسوء التغذية، تؤدي إلى فشل الجسم في النمو كما هو متوقع في الطول أو الوزن وفقًا لعمره وجنسه، وتشمل هذه الأنواع ما يأتي:[٥]
نقص التغذية الحاد أو الهزال
يحدث نقص التغذية الحاد نتيجة فقدان مفاجئ في الوزن، ويؤدي إلى ثلاث حالات سوء تغذية، وهي:[٥]
- Marasmus أو ماريسماس: تحدث عندما تبدأ أنسجة الجسم وخلاياه الدهنية بالتحلل بسرعة عالية، في محاولة من الجسم لتعويض النّقص الكبير بالمُغذيات، مما يؤدي إلى تباطؤ العمليات الحيوية المختلفة في الجسم، لا سيما في الجهاز المناعي.
- Kwashiorkor أو الكواشيوركور: يبدو الطفل المُصاب بالكواشيوركور ممتلئًا، لكنه في الواقع يعاني من سوء تغذية أدّى إلى احتباس السوائل في الجسم، خاصّةً في الساقين والقدمين.
- مرازمس - كواشيركور (Marasmic-kwashiorkor): يتصف الفرد الذي يعاني من سوء التغذية في هذه الحالة بالهزال والامتلاء -بسبب احتباس السوائل- معًا.
نقص التغذية المزمن أو التقزم
يحدث نتيجة مرور فترة زمنية طويلة المدى من سوء التغذية، مما يؤدي إلى توقف النمو عن المستوى الطبيعي، وتبدأ هذه الحالة من مرحلة ما قبل الولادة بسبب سوء صحة الأم، ومن أسبابها أيضًا قلة الرضاعة الطبيعية، وتعرض الطفل للعدوى والنقص في العناصر الغذائية الأساسية.
نقص التغذية من العناصر الغذائية الدقيقة
يتضمن ذلك نقصًا متوسّطًا إلى حاد في أحد المعادن، مثل: الكالسيوم، واليود، والحديد، والزنك، والسيلينيوم، أو أحد الفيتامينات A، وB، وC، وD، والفولات؛ إذ تعد هذه الفيتامينات والمعادن ذات أهمية كبرى للقيام بالعمليات الحيوية المختلفة في الجسم، ويؤدي نقصها إلى التسبب بسوء التغذية.
بالإضافة إلى ناك الحالات قد يتمثّل نقص التغذية بما يأتي:
- نقص الحديد: إنّ أكثر حالات نقص التغذية انتشارًا في العالم هي نقص الحديد، الذي يمكن أن يؤدي إلى الأنيميا التي تُسبب التّعب الشّديد، ويمكن الحصول على الحديد من بعض الأطعمة، مثل: الخضروات الورقية الداكنة، واللحوم الحمراء، وصفار البيض، إذ تساعد الجسم على تكوين خلايا الدم الحمراء، فعندما يعاني الشخص من نقص الحديد ينتج الجسم خلايا دم حمراء أقل، وهذه الخلايا التي ينتجها تكون أصغر وأقل من خلايا الدم الصحية، كما أنها أقل كفاءةً في توصيل الأكسجين إلى الأنسجة والأعضاء. ووفقًا لمنظمة الصحة العالميّة فإن أكثر من 30% من سكان العالم يعانون من نقص الحديد، وهو نقص التغذية الوحيد السائد في كلّ من البلدان النامية والصناعية، ويؤثر فقر الدم الناجم عن نقصه على عدد كبير من الأشخاص.[٦]
- نقص فيتامين أ: يعدّ فيتامين (أ) من العناصر الغذائية المهمة لصحة العين وعملها، والصحة الإنجابية عند الرجال والنساء، كما أنه يؤدي دورًا في تعزيز جهاز المناعة. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن نقص فيتامين (أ) هو السبب الرئيس للعمى الذي يمكن الوقاية منه عند الأطفال، والنساء الحوامل اللواتي يعانين من نقصه لديهن معدلات وفيات أعلى، كما أنّ البيتا كاروتين يتحوّل إلى فيتامين (أ)، وهو من المغذيات التي تعمل كمضادّ للأكسدة، وتوجد باللون الأحمر والبرتقالي والأصفر من الأطعمة، وبالنسبة لحديثي الولادة فإن أفضل مصدر لهذا الفيتامين هو حليب الأم، وللآخرين من المهم تناول الكثير من الأطعمة الغنية به، وتشمل الآتي:[٦]
- الحليب.
- البيض.
- الخضروات الخضراء، مثل: الكرنب، والقرنبيط، والسبانخ.
- الخضروات ذات اللون البرتقالي، مثل: الجزر، والبطاطا الحلوة، والقرع.
- الفواكه الحمراء والصفراء، مثل، المشمش، والبابايا، والخوخ، والطماطم.
- نقص الثيامين: الثيامين أو كما يعرف بفيتامين ب1 هو جزء مهم من الجهاز العصبي، كما يساعد الجسم على تحويل الكربوهيدرات إلى طاقة كجزء من عملية التمثيل الغذائي، فنقصه يمكن أن يؤدي إلى فقدان الوزن، والتعب، وكذلك بعض الأعراض المعرفية، مثل: الارتباك، وفقدان الذاكرة على المدى القصير، ويمكن أن يؤدي أيضًا إلى تلف الأعصاب والعضلات، وقد يؤثّر على القلب.[٦]
- نقص فيتامين ب3 أو النياسين: هو فيتامين آخر يساعد الجسم على تحويل الغذاء إلى طاقة، وغالبًا ما يشار إلى النقص الحاد في النياسين باسم البلاجرا (pellagra)، ويمكن العثور عليه في معظم البروتينات الحيوانية، بالإضافة إلى الفول السوداني، ونتيجةً لذلك فإنّ نقصه نادر الحدوث في البلدان المتقدمة أو في المجتمعات التي تأكل اللحوم، وتشمل أعراض البلاجرا الإسهال، والخرف، واضطرابات الجلد، ويمكن عادةً علاجه باتباع نظام غذائي متوازن وتناول مكملات فيتامين ب3.[٦]
- نقص الفولات أو فيتامين ب9: إنّ فيتامين B9 أو ما يشار إليه بحمض الفوليك يساعد الجسم على تشكيل خلايا الدم الحمراء وإنتاج الحمض النووي، كما أنه يساعد على تطوير الدماغ وتشغيل الجهاز العصبي، وحمض الفوليك هو الشكل الصناعي الذي يوجد في المكملات الغذائية أو الأطعمة المدعمة، كما أنّ له أهميةً خاصةً بالنسبة لنمو الجنين؛ إذ إنّه يؤدي دورًا حاسمًا في تشكيل الدماغ والحبل الشوكي، ونقصه يمكن أن يؤدي إلى تشوهات خلقية خطيرة، ومشكلات في النمو، أو فقر الدم، ويمكن الحصول على حمض الفوليك من بعض الأطعمة، بما في ذلك:[٦]
- الفاصولياء.
- الحمضيات.
- الخضار الورقية الخضراء.
- اللحوم، مثل: الدواجن، ولحم البقر والغنم.
- المحار.
- منتجات الحبوب المدعمة.
- الحبوب الكاملة.
المراجع
- ↑ "Child malnutrition", www.apps.who.int, Retrieved 10-9-2019. Edited.
- ^ أ ب Dr. Ananya Mandal, MD , "What is malnutrition?"، www.news-medical.net, Retrieved 10-9-2019. Edited.
- ^ أ ب "Malnutrition", www.nhs.uk, Retrieved 10-9-2019. Edited.
- ↑ "Signs & Symptoms of Malnutrition in Babies", www.livestrong.com, Retrieved 10-9-2019. Edited.
- ^ أ ب Maanasi Radhakrishnan (31-5-2019), "4 Types Of Malnutrition And Their Effects"، www.stylecraze.com, Retrieved 5-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج Healthline Editorial Team (13-2-2018), "Nutritional Deficiencies (Malnutrition)"، www.healthline.com, Retrieved 6-11-2019. Edited.