أدوية حرقة المعدة ونقص فيتامين ب-12: ما العلاقة بينهما

أدوية حرقة المعدة ونقص فيتامين ب-12: ما العلاقة بينهما
أدوية حرقة المعدة ونقص فيتامين ب-12: ما العلاقة بينهما

فيتامين ب 12 وأدوية حرقة المعدة

فيتامين ب12 من الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء كغيره من فيتامينات ب الأخرى؛ وهذا يعني أنّه يذوب في الماء وينتقل عبر مجرى الدم، ويستطيع جسم الإنسان أن يُخزّن فيتامين ب 12 لمدة تصل إلى أربع سنوات، ويُطرح الزائد على الحاجة منه مع البول، ويُعدّ هذا الفيتامين أكبر الفيتامينات حجمًا وأكثرها تعقيدًا في طبيعة الهيكل، ويوجد هذا الفيتامين طبيعيًا في منتجات اللحوم، ولا يُصنّع إلّا من خلال التخمير البكتيري، ويُعدّ مهمًا للحفاظ على صحة الخلايا العصبية ووظائف الدماغ وإنتاج خلايا الدم الحمراء، وانخفاض مستوياته في الدم قد يؤدي إلى حدوث مشكلات عصبية وفقر الدم.[١]

أدوية حرقة المعدة هي المُستخدَمة لعلاج الارتجاع المعدي المريئي (GERD) عن طريق تثبيط إنتاج حمض المعدة وغيرها من الإفرازات، الأمر الذي ربما يؤثر في امتصاص فيتامين ب12، وهذا ما يُبيّن في هذا المقال مع ذكر الأسباب الأخرى المؤدية إلى الإصابة بانخفاض مستويات فيتامين ب12.[٢]


العلاقة بين أدوية حرقة المعدة ونقص فيتامين ب 12

لُوحظَ وجود علاقة بين تناول بعض أدوية حرقة المعدة وزيادة خطر حدوث نقص في مستويات فيتامين ب12، ذلك اعتمادًا على آلية عمل هذه الأدوية؛ إذ تقلل من إنتاج أحماض المعدة والإفرازات الأخرى، وهذا بدوره ربما يقلل من امتصاص الفيتامين، ويجب أخذ هذه العلاقة بعين الاعتبار، إذ إنّ نقصه يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة ودائمة في حال عدم تشخيصه وعلاجه لمدة طويلة، وتتضمن هذه المضاعفات: الخرف، والتوهان، وتلف الأعصاب، واضطرابات في المشي، وفقر الدم.

وُجِدَ ارتباط بدرجات متفاوتة بين نقص فيتامين ب12 ونوعين شائعين من أدوية حرقة المعدة؛ وهما حاصرات مستقبلات الهيستامين من النوع الثاني، والتي تتضمن السيميتيدين (Cimetidine) والفاموتيدين (Famotidine)، ومثبطات مضخات البروتون؛ ومن أمثلتها أوميبرازول (Omeprazole)، ولانزوبرازول (Lansoprazole)، فعند تناول أيٍّ من هذه الأدوية يوميًا لمدة عامين أو أكثر بجرعات يزيد متوسطها عن 1.5 حبة تبيّن حدوث زيادة كبيرة في خطر الإصابة بنقص في مستويات فيتامين ب12.

وهذا لا يعني التوقف عن تناول هذه الأدوية؛ إذ إنّ هذه الدراسات أثبتت وجود ارتباط بين هذه الأدوية ونقص فيتامين ب12، لكنّها لم تشر إلى أنّها تسبب هذا النقص مباشرةً، فإذا كان الشخص يتناول أدوية حرقة المعدة وقلق حيال نقص هذا الفيتامين فتجب استشارة الطبيب إذ ما كان متاحًا تقليل جرعة هذه الأدوية، أو الحصول على مكملات فيتامين ب12 معها.[٢]


أسباب نقص فيتامين ب 12

إنّ نقص هذا الفيتامين في الجسم قد يتسبب في حدوث فقر دم، وإذا كان النقص خفيفًا فربما لا يعاني الشخص من أي أعراض تدل على ذلك، لكن في حال ترك الحالة دون علاج فقد تظهر مجموعة من الأعراض؛ بما في ذلك: الشعور بالتعب، والدوار، وضيق التنفس، وخفقان القلب، وشحوب الجلد، والإمساك أو الإسهال، وفقد الشهية، والمشكلات العصبية؛ مثل: التنميل والوخز وضعف العضلات، ومشكلات نفسية؛ مثل: الاكتئاب والتغيرات السلوكية.

ومع تقدم السن قد يصعب على الجسم امتصاص فيتامين ب12 بطريقة صحيحة؛ مما يؤدي إلى حدوث نقص في مستوياته في الدم، كما يحدث هذا النقص بسبب إجراء جراحة لخسارة الوزن أو عمليات جراحة أخرى تتضمن جزءًا من المعدة أو بسبب شرب الكثير من الكحول، وربّما الشخص أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين ب12 عند الإصابة ببعض الحالات التي تتضمن ما يأتي:[٣]

  • التهاب المعدة الضموري: هي حالة تترقّق فيها بطانة المعدة.
  • فقر الدم الخبيث: هو انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء الذي يحدث عندما لا تستطيع الأمعاء امتصاص فيتامين ب 12 بطريقة صحيحة، إذ يحتاج الجسم إلى فيتامين ب 12 لصنع خلايا الدم الحمراء، ويُحصَل على هذا الفيتامين من تناول الأطعمة؛ مثل: اللحوم، والدواجن، والمحار، والبيض، ومنتجات الألبان، ويرتبط بروتين خاص يُسمّى العامل الداخلي بفيتامين ب12، مما يسمح بامتصاصه في الأمعاء، ويُطلَق هذا البروتين من خلال الخلايا في المعدة، وعندما لا تصنع المعدة كمية كافية من هذا العامل لا تستطيع الأمعاء امتصاص فيتامين ب12 بكميات كافية، مما يتسبب في حدوث فقر الدم الخبيث.[٤]
  • الحالات التي تؤثر في الأمعاء الدقيقة، بما في ذلك داء كرون، أو الداء البطني الزلاقي، أو نمو البكتيريا أو الطفيليات في الأمعاء الدقيقة.
  • اضطرابات الجهاز المناعي، بما في ذلك مرض جريفز أو الذئبة.
  • تناول بعض الأدوية التي تؤثر في عملية الامتصاص، فقد تتداخل بعض الأدوية مع قدرة الجسم على امتصاص فيتامين ب12؛ بما ذلك أدوية حرقة المعدة كما ذُكِرَ سابقًا، وبعض أدوية مرض السكري؛ مثل: الميتفورمين.
  • اتباع نظام غذائي نباتي: إذ يوجد فيتامين ب12 في الأغذية الحيوانية؛ كاللحوم والدواجن -كما ذُكرَ سابقًا-.


استخدامات أدوية حرقة المعدة

أدوية حرقة المعدة تُستخدم لعلاج أعراض الارتداد المعدي المريئي، وعسر الهضم، وحرقة المعدة، وتعمل هذه الأدوية من خلال معادلة حموضة المعدة أو تقليلها، مما يؤدي إلى التخفيف من الأعراض الناتجة من زيادة الأحماض في المعدة؛ بما في ذلك الحرقة في الصدر، وارتجاع حمض المعدة عبر المريء، والطعم المُرّ في الفم، والسعال الجاف المستمر، والألم عند الاستلقاء.[٥]

توجد أنواع عدة من أدوية حرقة المعدة، فبعضها يعمل عن طريق تحييد أحماض المعدة، ولا يؤثر في إنتاج هذه الأحماض، بينما بعضها؛ مثل: مثبطات مضخة البروتون ومضادات الهيستامين 2 تسهم في تقليل إنتاج الأحماض في المعدة؛ مما يساعد في التخفيف من الأعراض المترافقة لزيادتها.[٦]


المراجع

  1. Adam Felman (28-11-2017), "Everything you need to know about vitamin B-12"، medicalnewstoday, Retrieved 25-4-2020. Edited.
  2. ^ أ ب "Can heartburn drugs lead to vitamin B-12 deficiency?", mayoclinic,3-4-2020، Retrieved 25-4-2020. Edited.
  3. Melinda Ratini, DO, MS (19-6-2019), "Vitamin B12: What to Know"، webmd, Retrieved 24-4-2020. Edited.
  4. Richard LoCicero, MD (19-1-2018), "Pernicious anemia"، medlineplu, Retrieved 25-4-2020. Edited.
  5. C. Fookes, BPharm (30-4-2018), "Antacids"، drugs., Retrieved 25-4-2020. Edited.
  6. Gabriela Pichardo (26-1-2020), "Which OTC Meds Treat Heartburn?"، webmd, Retrieved 25-4-2020. Edited.

فيديو ذو صلة :

468 مشاهدة