محتويات
ما اكتئاب ما بعد الولادة؟
لعلّ الولادة أهم التجارب التي تمرّ بها الأم لتعيش بعد ذلك تجربة الأمومة، والتي هي من التجارب الفريدة التي تُشعِرها بأحاسيس السعادة والحب ومشاعر الخوف والقلق والتوتر أيضًا، والتي قد تتفاقم إلى مشاعر أكثر خوفًا وسلبيةً لتؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب؛ وهو ما يُعرَف باكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Depression)، والذي قد تبدأ الأم الشعور به في مرحلة ما بين (4-6) أسابيع ما بعد الولادة أو بعد ذلك بأشهر؛ وهو من أنواع الاكتئاب الذي يجب فيه التدّخل الطبيّ؛ لما قد يؤثر سلبًا في الأب والأم والطِفل أيضًا. وفي هذا المقال حديث عن الأسباب التي تؤدي إلى هذا النوع من الاكتئاب، وما إن كانت هناك قابلية للوقاية من خطر الإصابة به.[١]
أنواع اكتئاب ما بعد الولادة وأعراضه
توجد 3 أنواع لاكتئاب ما بعد الولادة، ويعتمد تصنيفها بشكلٍ أساسيّ على ما إن كانت أعراضها خفيفة أو متوسطة أو خطيرة قد تُهدّد حياة الأم والطِفل، وتشمّل هذه الأنواع الآتي:[٢]
- أعراض الكآبة النفاسية ما بعد الولادة : أو ما يُطلَق عليها اسم البيبي بلوز (Baby blues)، وهو من أكثر أنواع اكتئاب ما بعد الولادة انتِشارًا، والذي قد تصل نسبته ما بين الأُمهات إلى 80%، وربما يستمر لمدة قصيرة تتراوح ما بين بضعة أيام إلى أسبوعين، ثم قد يختفي من تلقاء نفسه[٣]؛ ومن أهم أعراضِه:
- الحُزن.
- القلق.
- التقلُبات المِزاجيّة.
- البُكاء.
- التعب والارهاق.
- انخفاض التركيز.
- اضطرابات في النوم.
- انخفاض في الشهيّة.
- اكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum depression): هو النوع المقصود الحديث عنه في هذا المقال، وقد لا يُميَّز بينه وبين اكتِئاب البيبي بلوز، لكنّه يبدأ في وقت مُبكّر ويستمر لمدة طويلة إذا لم تُعالَج المصابة به، وتشمل أعراضُه:
- التعب الشديد والارهاق.
- اضطرابات في النوم؛ التي قد تشمل الأرق أو كثرة النوم.
- البُكاء بشكلٍ مُفرط.
- تقلُبات مزاجيّة شديدة.
- صعوبة في تقبُّل الطِفل.
- اضطرابات في الشهيّة؛ والتي قد تشمل: فقد الشهيّة أو الأكل بِشكلٍ مُفرط.
- مشاعِر اليأس والذنب وقلّة القيمة.
- نوبات من القلق والهلع والغضب.
- الابتعاد عن العائلة والأصدقاء.
- فقد الاهتمام بممارسة الأنشطة اليوميّة.
- أفكار انتحاريّة أو سلبيّة تتضمّن إيداء النفس أو الطِفل.
- ضعف القدرة على التركيز أو التفكير.
- ذُهان ما بعد الولادة (Postpartum psychosis)": هو من الأنواع النادرة والخطيرة التي قد تحدث خلال الأسبوع الأول ما بعد الولادة، والتي يجب فيها التدّخُل الفوريّ، وتشمل أعراضه الآتي:
- الهلوسة والأوهام.
- الطاقة المُفرطة.
- محاولة إيذاء النفس أو الطِفل.
- اضطرابات النوم.
- الارتِباك والتشوش.
- الإصابة بـجُنون الشك.
لماذا تشعر الأم باكتئاب ما بعد الولادة؟
قد ينتج اكتئاب ما بعد الولادة من التعرّض لإجهاد عاطفي قوي أو خلل في توازن المواد الكيميائيّة في الدّماغ، أو كلا السببين، إذ ما تزال أسباب الإصابة بهذا الاضطراب غير دقيقة، لكن هناك الكثير من العوامل التي تساهم في رفع خطر الإصابة به، ومن أهمّها:[٤]
- العوامل الاقتِصاديّة.
- القلق المُفرط بشأن الطفل والمسؤوليات المُترتبة على ذلك.
- معاناة من ولادة صعبة أدّت إلى الاكتِئاب.
- التغيُّرات الجسديّة أثناء الحمل.
- الوحدة ونقص الدّعم الأُسري.
- التاريخ الطبي لوجود مشكلات في الصّحة العقليّة.
- التغييرات الهرمونيّة؛ بسبب انخِفاض مستويات هرمونَي الأستروجين والبروجسترون المفاجئ والشديد.
- التعرُّض لمُضاعفات ما بعد الولادة؛ كسلس البول وفقر الدّم واضطربات في التمثيل الغذائي وضغط الدّم.
- اضطرابات النوم.
- صعوبات الرضاعة الطبيعيّة؛ إذ قد ترتبط باكتِئاب ما بعد الولادة وفقًا لدراسة في جامعة نورث كارولاينا؛ إذ إنّ الأُمهات اللّواتي يعانون من صعوبات في الرضاعة في الأُسبوعين المُقبلين من الولادة هُنّ أكثر عُرضة لاكتئاب ما بعد الولادة.[٥]
كيف تتجنب الأم اكتئاب ما بعد الولادة؟
الوقاية من الإصابة باكتِئاب ما بعد الولادة غير ممكنة؛ لكن هُناك طرق تُقلّل من خطر الإصابة، ومن أهمها الآتي:[٦]
- التواصل الدائم مع الأسرة والأصدقاء في حال وجود أيّ تطوّرات.
- الحصول على قسطٍ من الراحة والنوم خلال الحمل، وممارسة العديد من الأنشطة التي تساعد في تغيير المزاج للأفضل.
- أداء التمارين الرياضيّة المخصصة للحوامل، واتباع نظام غذائي صحيّ ومُتكامل مفيد لصحتَي الأم والطِفل.
- الاحتِفاظ ببيانات الطبيب إذا ظهورت العديد من التساؤلات عند الحامل.
- ترتيب لوازم الطفل وحفظها؛ للحصول عليها عند الحاجة إليها بسرعة.
علاج اكتئاب ما بعد الولادة
تُذكَر طرق علاج تتبعها الأم للتقليل من أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، ومن أهم طرق العلاج الطبية التي تُستخدَم في الحالات الشديدة من اكتِئاب ما بعد الولادة:[٧]
- نصائِح عامّة لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة:
- التحدّث إلى الأُمهات اللّواتي عانين من هذه التجربة، والتعلّم منها.
- محاولة الراحة التامّة والنوم أثناء نوم الرضيع.
- التحدّث عن المشاعر السلبيّة إلى الأب أو الأُسرة أو الأصدقاء.
- تخصيص وقت لأداء الأنشطة المُحببّة والخروج لزيارة الأصدقاء.
- طلب المُساعدة مع الأسرة أو الأصدقاء.
- العلاج الطبيّ: ويتضمّن الآتي:
- العلاج النفسيّ؛ الإجراء الذي يُساعد فيه الاختصاصيّ النفسيّ لتعليم المصابة استراتِجيات تساعدها في تغيير طريقة التفكير والشعور والتصرُّف.
- العِلاج بالأدويّة، والتي تشمل مضادات الاكتئاب، إذ تفيد مُضادّات الاكتئاب في تخفيف أعراض الاكتئاب، لكنّها قد تحتاج إلى أسابيع لإظهار فاعليّتها، ومن أهم هذه الأدوية التي وافقت عليها إدارة الغذاء والدواء (FDA) دواء يُسمّى بريكسانولون لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن يجب أن يؤخذ تحت إشراف طبيّ؛ نظرًا لأنّ هذا النوع من الدّواء قد يُسبب ظهور أعراض جانبيّة أثناء الحمل أو الرضاعة.
- العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)؛ هو العِلاج الذي يُستخدّم في الحالات الشديدة جدًا من اكتِئاب ما بعد الولادة فقط.
مُضاعفات اكتئاب ما بعد الولادة؟
قد يُسبب تعرّض الأم لهذه المشكلة حدوث مضاعفات محتملة عند الطِفل والأم، وتشمل هذه المُضاعفات الآتي:[٧]
- المُضاعفات عند الأم: التي تتضّمن:
- الإحساس بالتعب وفقد الطاقة.
- عدم القدرة على رعاية الطِفل أو معرفة احتياجاته.
- ارتفاع خطر محاولة الانتحار.
- تقلُبات مِزاج مستمرة.
- المُضاعفات عندّ الطِفل: توجد دراسة يُعتقَد فيها أنّ البيئة التي ينشأ فيها الطِفل بوجود اضطرابات نفسيّة -بما في ذلك: اكتئاب ما بعد الولادة- تؤدي إلى:[٨]
- مشكلات سلوكيّة.
- البكاء المستمر.
- التوتّر.
- اضطرابات في عِلاقة الطِفل مع الأم.
- صُعوبات التعلُّم ومشكِلات في تطوّر اللُّغة.
- مشكلات في التكيُّف في المدرسة أو مع الأطفال الآخرين.[٩]
أسئلة شائعة عن اكتئاب ما بعد الولادة
كم قد يستمر اكتئاب ما بعد الولادة عند الأم؟
لا يُمكن التحديد؛ إذ وفقًا لمراجعة أُجريت في 2014 م فإنّ الأعراض قد تخفّ مع الوقت في مدة ما بين (3-6) أشهر من بداية الاكتئاب، ولكن كان هناكت وفي الدّراسة نفسها أُمهات ما زلن يعانين من الأعراض حتى بعد 6 أشهر، وهناك (30-50)% من الأمهات اللواتي عانين من اكتئاب ما بعد الولادة بعد سنة من الولادة، أمّا نِصف الأمهات في الدّراسة فكًنّ ما يزلن يُعانين من الاكتئاب بعد 3 سنوات من الولادة[١٠].
هل يتأثر الرجل باكتئاب ما بعد الولادة؟
نعم؛ أثبتت نتائج دراسة أُجريت في عام 2007 م أنّ هُناك ما يصِل إلى 25% من الآباء قد يشعورن بالاكتِئاب خلال السنة الأولى بعد الولادة، ووفقًا للدّراسة فذلك بسبب التغيّرات في هُرمون التستُوستيرون ومستويات في الهرمونات الأخرى بسبب التوتر والتغييرات الجديدة.[١١]
المراجع
- ↑ "What to know about postpartum depression", medicalnewstoday, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "Postpartum depression", mayoclinic, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "Depression in pregnant women and mothers: How children are affected", ncbi.nlm.nih, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "What to know about postpartum depression", medicalnewstoday, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "Mothers with breastfeeding difficulties more likely to suffer postpartum depression", unc, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "postpartum depression", healthline, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ^ أ ب "Postpartum depression", womenshealth, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "Effects of Perinatal Mental Disorders on the Fetus and Child", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "Maternal Depressive Symptoms: Associations With Adolescents' Internalizing and Externalizing Problems and Social Competence", pubmed.ncbi.nlm.nih, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "The Course of Postpartum Depression: A Review of Longitudinal Studies", journals.lww, Retrieved 17-6-2020. Edited.
- ↑ "Sad Dads", ncbi.nlm.nih, Retrieved 17-6-2020. Edited.