محتويات
الشمس وصحة الجسم
على الرغم من أنّ التعرُّض المفرط لأشعة الشمس قد يؤدي إلى حدوث العديد من التأثيرات السلبية بما في ذلك حدوث حروق الشمس، وتسريع شيخوخة الجلد، وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد، إلا أنّ التعرُّض المعتدل لهذه الأشعة يؤدي إلى العديد من التأثيرات الإيجابية على صحة الجسم، ولعل من أهمها زيادة إنتاج فيتامين د، إذ إنّ فيتامين د على عكس باقي الفيتامينات الأخرى يمكن إنتاجه في الجلد نتيجة لتفاعل ضوئي يحدث عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في الشمس، وهذا يلعب دورًا مهمًا في العديد من وظائف الجسم بما في ذلك الحفاظ على توازن الكالسيوم في الدم والعظام والحفاظ على صحة الجهاز العصبي العضلي ووظائف جهاز المناعة، [١] كما يعتقد العديد من الأشخاص أن أشعة الشمس مفيدة للشعر، فهل هذا صحيح؟ وهل يتأثر الشعر من عدم التعرُّض لأشعة الشمس؟ وما هو الوقت المناسب للتعرُّض لأشعة الشمس للحصول على فوائدها دون حدوث ضرر للجسم؟
فوائد الشمس للشعر
يمكن أنّ يكون التعرُّض لأشعة الشمس مفيدًا للشعر بطريقة غير مباشرة، إذ كما ذكر أعلاه، إن التعرض لأشعة الشمس يزيد من إنتاج فيتامين د، الذي يلعب دورًا مهمًا في نمو الشعر، فقد أثبتت الأبحاث أنّ فيتامين د يساعد على إنتاج بصيلات شعر جديدة، مما يؤدي إلى تحفيز نمو المزيد من الشعر، وعلى الرغم من ذلك فإنّ معظم الدراسات ركزت على تأثير نقص فيتامين د على الشعر، لذلك فإنّ التأثير المباشر لهذا الفيتامين على الشعر غير واضح تمامًا، وقد أشارت الدراسات إلى أنّ نقص فيتامين د يرتبط بحدوث داء الثعلبة، الذي هو أحد أسباب تساقط الشعر.[٢][٣]
ومن ذلك نستنتج، أنّ تعرض الجسم لأشعة الشمس يمكن أنّ يكون مفيدًا للشعر، وليس تعرض الشعر بحد ذاته، إذ إنّ تعرض الشعر المطول للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في الشمس يمكن أن تلحق به الضرر، وتتضمن هذه الأضرار تغير في لون الشعر وجفافه وتقصفه، كما يمكن أنّ يجعل الشعر يبدو تالفًا ويصعب تصفيفه.[٤]
الوقت المناسب للتعرض للشمس
على الرغم من الفوائد العديدة التي يمكن جنيها من التعرض لأشعة الشمس، إلا أنّه في الوقت نفسه يمكن لأشعة الشمس أن تطلق الأشعة فوق البنفسجية التي تخترق الجلد وتتلف الحمض النووي للخلية، وتسبب العديد من المخاطر، لذلك حتى يجني الفرد الفوائد الناجمة عن التعرض لأشعة الشمس دون أنّ يتعرض لأضرارها يفضل التعرض لها لمدة محددة وفي وقت محدد، ويعتمد ذلك على لون البشرة واتجاه الشمس، إذ عادةً ما يُصاب أصحاب البشرة الفاتحة بحروق الشمس أسرع من غيرهم، وعادةً ما تحدث حروق الشمس في الفترة بين الساعة 10صباحًا حتى الساعة 4 مساءً. [٥]
يصنع جسم معظم الأشخاص كمية كافية من فيتامين د عند الخروج في الشمس يوميًا لفترات قصيرة مع كشف الساعدين أو اليدين أو أسفل الساقين، وبدون استخدام واقي الشمس، وفي أواخر مارس أو بداية أبريل حتى نهاية سبتمبر، خاصةً من 11 صباحًا إلى 3 مساءً، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن التعرُّض لأشعة الشمس لمدة 5 إلى 15 دقيقة على الذراعين واليدين والوجه لحوالي مرتين إلى ثلاثة في الأسبوع يكفي للحصول على فوائد الشمس المنتجة لفيتامين د.[٥][٦]
أضرار عدم التعرض للشمس وتأثير ذلك على الشعر
تكمن المشكلة الرئيسية في عدم التعرض لأشعة الشمس، بعدم إنتاج كمية كافية لتلبية حاجات الجسم من فيتامين د، إذ إنّ نقص هذا الفيتامين يسبب العديد من التأثيرات السلبية على صحة الجسم، ولعل من أهم هذه التاثيرات السلبية تأثيره على توازن الكالسيوم في الجسم مما قد يزيد من خطر الإصابة بمشاكل العظام، بما في ذلك هشاشة العظام، وبالإضافة إلى ذلك، إن انخفاض مستويات فيتامين د في الجسم تحمل بعض المخاطر الصحية الأخرى، التي تتمثل بما يأتي:[٧]
- زيادة خطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية
- ضعف الإدراك عند كبار السن
- الربو الشديد عند الأطفال
- السرطان
أمّا في ما يتعلق بتأثير عدم التعرض لأشعة الشمس على الشعر، فهو يرتبط أيضًا بنقص فيتامين د، إذ إظهرت الأبحاث أنّ انخفاض مستويات هذا الفيتامين في الجسم يمكن أنّ تؤدي إلى حدوثتساقط الشعر،[٨] كما قد يؤدي ذلك إلى وقف نمو الشعر الجديد من بصيلات الشعر، وبالإضافة إلى ذلك، قد رُبط نقص فيتامين د بالإصابة بداء الثعلبة، كما ذكرنا سابقًا، فقد وجدت دراسة أنّ النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 18 و 45 سنة واللواتي يعانينّ من تساقط الشعر كان لديهم مستويات منخفضة من فيتامين د.[٩][١٠]
هل يزيد التعرض للشمس من فرصة السرطان؟
تعدّ أشعة الشمس هي المسؤولة عن معظم التجاعيد والبقع التي تظهر على الوجه، إذ يمكن للأشعة المنبعثة منها أن تسرع شيخوخة الجلد، كما يمكن للأسف أن تزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد، فالأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس يمكنها اختراق طبقات الجلد، وإتلاف الحمض النووي في الخلايا، وهذا يزيد من خطر الإصابة بالسرطان.[٥]
ونتيجة لذلك، يجب على جميع الأشخاص تقليل الوقت الذي يقضونه تحت أشعة الشمس، وخاصةً بين منتصف الصباح وبعد الظهر، ويمكن اتباع بعض النصائح التي تساعد على حماية البشرة من أشعة الشمس، والتقليل من خطر الإصابة بسرطان الجلد، ومنها ما يأتي:[١١]
- ارتداء قبعة ذات حواف عريضة لتغطية الوجه والرقبة والأذنين.
- ارتداء نظارات شمسية لحماية الجلد المحيط بالعينين.
- ارتداء ملابس ذات أكمام طويلة وسراويل طويلة، واختيار الأقشمة الداكنة اللون.
- استخدام كريم واقٍ للشمس بعامل حماية لا يقل عن 15، ويجب استخدامه قبل الخروج إلى الشمس بثلاثين دقيقة، وتكرار وضعه كل ساعتين أو عند السباحة أو التعرُّق.
المراجع
- ↑ M. Nathaniel Mead (2008-03-31), "Benefits of Sunlight: A Bright Spot for Human Health", ncbi, Retrieved 2020-09-16.
- ↑ Kayla McDonell, RD (2016-08-05), "The 5 Best Vitamins for Hair Growth (3 Other Nutrients)", healthline, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ↑ Dong Ha Kim, M.D., Jin Woong Lee, M.D., In Su Kim, (2012-07-24), "Successful Treatment of Alopecia Areata with Topical Calcipotriol", Ann Dermatol. , Issue 24, Folder 3, Page 341. Edited.
- ↑ "Best Ways to Protect Your Hair From Sun Damage", health.clevelandclinic, 2020-07-26, Retrieved 2020-09-16. Edited.
- ^ أ ب ت Rachel Nall, MSN, CRNA (2019-03-31), "What Are the Benefits of Sunlight?", healthline, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ "How to get vitamin D from sunlight", nhs, 2018-08-30, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ Christine Mikstas, RD, LD (2020-07-27), "Vitamin D Deficiency", webmd, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ Karrie T Amor 1, Rashid M Rashid, Paradi Mirmirani, "Does D matter? The role of vitamin D in hair disorders and hair follicle cycling", pubmed, Retrieved 2020-09-26. Edited.
- ↑ H Rasheed 1, D Mahgoub, R Hegazy, M El-Komy, R Abdel Hay, M A Hamid, E Hamdy (2013-02-19), "Serum ferritin and vitamin d in female hair loss do they play a role", Skin Pharmacol Physiol ., Issue 26, Folder 2, Page 101. Edited.
- ↑ Annamarya Scaccia (2017-07-27), "Vitamin D Deficiency and Hair Loss", healthline, Retrieved 2020-09-17. Edited.
- ↑ "Sunlight", cancer.gov, 2020-04-30, Retrieved 2020-09-17. Edited.