محتويات
نقص الكالسيوم
إن الكالسيوم أحد أهم العناصر المعدنيّة الموجودة في جسم الإنسان، فقد أثبتت التحاليل الطبيّة أنّ 99% من الكالسيوم في الجسم موجودة في العظام والأسنان، و1% فقط موجود في الدم والعضلات، ويحصل الشخص على كفايته اليوميّة منه من المواد الغذائيّة، كالحليب، والأجبان، والألبان، والفاصولياء، والعدس، حيث يقوم الدم بامتصاصه من الجهاز الهضميّ واستخدامه في الوظائف الحيويّة، أما الكمية الكبرى فيتمّ تخزينها في العظام والأسنان إلى وقت الحاجة إليها.[١]
قد يحدث نقص الكالسيوم أو انخفاض مستوى تركيزه في الجسم بسبب تناقص الكميّة التي يحصل عليها من الغذاء؛ لأنّ الجسم لا يستطيع تصنيع الكالسيوم ذاتيًّا، وينقسم نقصه إلى قسمين، هما: نقص كالسيوم الدم؛ أي انخفاض تركيزه في الدم بسبب تناول بعض الأدوية التي تثبطه أو بعض الأمراض التي تؤثر على الجسم، ممّا يؤثر على كفاءة وظائف الدماغ والقلب، أمّا القسم الثاني فهو نقص كالسيوم التغذية بسبب العزوف عن تناول الأطعمة الغنيّة به، ممّا ينتج عنه قلة الكمية المخزّنة في العظام والأسنان، فينجم عن ذلك هشاشة العظام وتساقط الأسنان.[٢]
أعراض نقص الكالسيوم
في العديد من الحالات لا يسبب نقص الكالسيوم أي أعراض أو علامات، لكن من الأعراض التي قد تظهر حدوث اضطرابات في الغشاء الخلوي للخلايا، مما يؤدي إلى تهيج عصبي عضلي، وتشمل الأعراض الأخرى ما يأتي:[٣][٤]
- حدوث تشوه في عضلات الوجه، بحيث يتغير شكلها.
- التنميل حول الفم والشفتين، وفي اللسان، وفي نهايات أصابع اليدين والقدمين.
- آلام في عضلات الجسم.
- تشنُّج عضلة الساق خلال النوم مع حدوث تشنجات وانقباضات في راحتي الكفين وباطن القدمين.
- التأثير على الجهاز العصبي، ممّا ينتج عنه ضعف التركيز وضعف عام في القدرات العقليّة.
- بطء ضربات القلب، وانخفاض ضغط الدم، وفشل القلب الاحتقاني، وهي حالات تحدث نتيجة نقص الكالسيوم الذي يؤثر على أداء كلٍّ من القلب والدورة الدمويّة.
- آلام في العمود الفقري والرقبة والعظام، مع سرعة تعرضها للكسر من أبسط سقوط.
- التقوّس غير الطبيعي للعمود الفقريّ.
- فقدان الرغبة بتناول الطعام.
- آلام في منطقة الصدر والقلب، مع حدوث الإغماء وفقدان الوعي.
- صعوبة التنفس.
- سرعة تكسُّر الأظافر وقلَّة كثافة العظام.
أسباب نقص الكالسيوم
يوجد العديد من العوامل التي تزيد من خطر التعرض لنقص الكالسيوم مع التقدم بالسن، ومن هذه العوامل ما يأتي:[٢]
- ضعف إمداد الجسم بالكمية الكافية من الغذاء المتناول؛ بسبب عدم تناول الحصة اليوميّة من الكالسيوم.
- نقص عناصر الفسفور وفيتامين د، والتي تعمل على تثبيت الكالسيوم بسبب ضعف إمداد الجسم بها بسبب الغذاء غير المتوازن وعدم التعرض الكافي لأشعة الشمس.
- انقطاع الدورة الشهريّة عند المرأة، ممّا يسبب خفض مستوى هرمون الإستروجين في الدم، الذي يعمل على تثبيت الكالسيوم في العظام، لذلك يجب عند بلوغه سن انقطاع الطمث زيادة تناول الكالسيوم لتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام وأمراض نقصه الأخرى.
- التقدم بالعمر يجعل قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم من الوجبات الغذائية أقل كفاءةً؛ بالتالي يبدأ الجسم بسحبه من المخزون، لذلك يُعطى كبار السن جرعات منه.
- سوء امتصاص الكالسيوم بسبب وجود مواد داخل الجهاز الهضمي تعيق امتصاصه للدم.
- خلل في عمل الغدة الدرقيّة.
- تناول بعض الأدوية التي تؤثر على امتصاص الكالسيوم من الجهاز الهضمي والأدوية المستخدمة لعلاج فرط مستوياته في الدم.
- الإصابة بالفشل الكلويّ.
- عمليات نقل الدم الكبرى.
- إزالة أنسجة الغدة الدرقية كجزء من الجراحة لإزالة الغدد جار الدرقية.
- متلازمة العظام الجائعة، والتي قد تحدث بعد الجراحة لعلاج فرط نشاط جارات الدرقية.
- نقص المغنيسيوم في الدم وزيادته.
- الصدمة الإنتانية.
علاج نقص الكالسيوم
في العادة يكون نقص الكالسيوم سهل العلاج، فعادةً ما ينطوي على إضافته إلى النظام الغذائي، ويجب على الشخص عدم علاج نفسه واللجوء إلى استخدام مكملات الكالسيوم دون استشارة الطبيب؛ إذ من الممكن أن تتسبب بحدوث حصى الكلى، وتتوفر عدة أشكال من المكملات الكالسيوم، منها:[٢]
- كربونات الكالسيوم، وهي الأقل كلفةً وتحتوي على كميات أكبر من الكالسيوم.
- سترات الكالسيوم، وهي من أسهل الأنواع امتصاصًا.
- فوسفات الكالسيوم، الذي يتم امتصاصه بسهولة أيضًا ولا يسبب الإمساك.
- تتوفر مكملات الكالسيوم بأشكال سائلة وأقراص قابلة للمضغ.
من الضروري الانتباه إلى أن بعض الأدوية قد تتفاعل سلبًا مع مكملات الكالسيوم، وتشمل هذه الأدوية ما يأتي:
- حاصرات بيتا لضغط الدم، مثل الأتينولول، والتي قد تقلل من امتصاص الكالسيوم في حال تناولها خلال ساعتين من تناول المكملات.
- مضادات الحموضة التي تحتوي على الألومنيوم؛ فهي قد تزيد من مستويات الألومنيوم في الدم.
- الأدوية الخافضة للكوليسترول التي تعتمد على حمض المادة الصفراء، مثل الكولستيبول، والتي قد تقلل من امتصاص الكالسيوم وتزيد من فقدانه في البول.
- أدوية الإستروجين، والتي يمكن أن تؤثر على مستويات الكالسيوم في الدم.
- الديجوكسين، إذ إن مستويات الكالسيوم العالية يمكن أن تزيد من سمية دواء الديجوكسين.
- مدرات البول، والتي يمكن أن تزيد من مستويات الكالسيوم، مثل هيدروكلوروثيازيد، أو تقلل من مستوياته في الدم، مثل فوروسيميد.
- بعض المضادات الحيوية، مثل: الفلوروكينولونات، والتتراسكلين، إذ يمكن تقليل امتصاصها عند تناولها مع مكملات الكالسيوم.
في بعض الأحيان لا تكون التغييرات في النظام الغذائي ومكملات الكالسيوم كافيةً لعلاج نقصه، وفي هذه الحالة قد ينظم الطبيب مستوياته عن طريق إعطاء حقن الكالسيوم بانتظام، ويمكن توقع نتائج هذه الحقنة خلال الأسابيع القليلة الأولى من العلاج، وستتم مراقبة الحالات الشديدة من النقص على فترات من شهر إلى ثلاثة أشهر.
أطعمة غنية بالكالسيوم
إن الأطعمة الرئيسة الغنية بالكالسيوم هي منتجات الألبان، بما في ذلك الحليب، والجبن، والزبادي، مع ذلك يوجد العديد من المصادر غير الألبان فيها هذا المعدن، ومنها ما يأتي:[٥]
- البذور: إن بعض البذور غنيّة بالكالسيوم، بما في ذلك السمسم، والكرفس، وبذور الشيا، كما تقدم البروتين والدهون الصحية، كبذور الشيا، فهي غنية بأحماض أوميجا 3 الدهنية النباتية، وتختلف كمية الكالسيوم التي تحتويها البذور من نوع إلى آخر.
- الجبن: إن الجبن مصدر جيد للكالسيوم، كما يمتص الجسم الكالسيوم الموجود في منتجات الألبان بسهولة أكثر من الموجود في المصادر النباتية.
- اللبن: يعد اللبن من المصادر الممتازة للكالسيوم، كما أن العديد من أنواعه غنية أيضًا بالبكتيريا الحية البروبيوتيك، والتي لها فوائد صحية مختلفة.
- السردين والسلمون المعلب: تحتوي هذه الأسماك على الكالسيوم؛ وذلك بفضل عظامها القابلة للأكل، كما توفر هذه الأسماك الزيتية أيضًا أحماض أوميغا 3 الدهنية عالية الجودة، والتي تُعدّ مفيدةً للقلب والدماغ والجلد.
- الفاصولياء والعدس: فهما غنيان بالألياف والبروتين والمغذيات الدقيقة، وقد يحتويان على كميات مناسبة من الكالسيوم.
- اللوز: من بين جميع المكسرات يُعدّ اللوز من بين أعلاها بمستويات الكالسيوم، وقد يساعد تناولها على خفض ضغط الدم، والتخلص من الدهون في الجسم وعوامل الخطر الأخرى لمشاكل الأيض.
- بعض الخضروات الورقية: إن الخضروات الورقية الداكنة مغذية للغاية، وبعضها يحتوي على الكالسيوم، ومنها السبانخ واللفت.
المراجع
- ↑ Tim Newman (21-8-2017), "Calcium: Health benefits, foods, and deficiency"، medicalnewstoday, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ^ أ ب ت April Khan and Ana Gotter (20-7-2018), "Hypocalcemia (Calcium Deficiency Disease)"، healthline, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ James L. Lewis, III , (3-2018), "Hypocalcemia"، msdmanuals, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ Melissa Conrad Stöppler, MD (10-9-2019), "Hypocalcemia: Symptoms & Signs"، medicinenet, Retrieved 21-10-2019. Edited.
- ↑ Kerri-Ann Jennings, MS, RD (27-7-2018), "Top 15 Calcium-Rich Foods (Many Are Non-Dairy)"، healthline, Retrieved 21-10-2019. Edited.