محتويات
سوء التغذية
يتمثّل مفهوم سوء التغذية بما له علاقة بنقص حصول الأشخاص على العناصر الغذائية الأساسية والطاقة، وتدخل في ذلك عدّة مفاهيم متعلّقة بالبدانة والوزن الزائد، وفقر الجسم إلى المعادن والفيتامينات، بالإضافة إلى مشكلات الهزال، والنحافة الشديدة، والتقزّم، وهي مصطلحات مرتبطة بمشاكل نقص الغذاء.
وتوضّح الإحصائيّات العالمية معاناة ما يساوي 462 مليون إنسان من النحافة وقلّة الوزن، بينما يعاني 1.9 مليار من البدانة الشّديدة، ويصل مجموع الوفيات بين الأطفال دون عمر خمس سنوات إلى 45%، ويشمل ذلك حالات متعلّقة بمشكلات نقص الغذاء، كالهزال الشديد، الذي تُقدّر إحصاءاته بـ 17 مليون طفل، إلى جانب حالات التقزّم المقدّرة بـ 155 مليون طفل، وحالات السمنة المقدّرة بأعداد تصل إلى 41%، وتُسجّل أغلبية هذه الحالات في البلاد منخفضة ومتوسطة الدخل، وينعكس ذلك على التنميتين الاقتصادية والاجتماعية لهذه المناطق لتطال السكّان والمجتمع والدولة جميعها.[١]
أمراض سوء التغذية
تنتج أمراض سوء التغذية من الاستهلاك المبالغ فيه للأطعمة والغذاء، أو قلّة الاستهلاك الشّديد للعناصر الغذائية، والسعرات الحرارية الموجودة في الأطعمة المقلية، والحلويات سبب في البدانة التي تُعدّ شكلًا من أشكال أمراض التغذية المعتمدة على اكتساب المزيد من السعرات، والدهون، مع الافتقار إلى بعض العناصر الغذائية؛ كالفيتامينات، والمعادن، تحديدًا الزنك، والحديد، واليود، وفيتامين أ، وأمراض التقزّم، والهزال الشديد، والنحافة تمثّل وجهًا آخر من الأمراض المرتبطة بنقص حصول الجسم على العناصر الغذائية الأساسية، التي تشمل: المُغذّيات الدقيقة، والبروتين، والسعرات الحرارية، ويُشار إلى أنّ الأمراض الناتجة من سوء التغذية قد تصل في خطورتها إلى حدّ الوفاة أحيانًا.[٢]
يرتبط نقص المُغذّيات الدقيقة في الجسم بظهور عدّة أعراض مَرَضية، وفي ما يلي توضيح المُغذّيات وطبيعة الأعراض المرتبطة بها:[٢]
- نقص اليود، الذي يعني ظهور عدّة مشكّلات مرتبطة بإفرازات الغدة الدرقية، إذ يسبب ذلك نقصًا في إنتاج الهرمونات، وتضخّمًا في الغدّة نفسها، إضافة إلى تأثير ذلك في نمو الإنسان.
- فيتامين أ، يؤدي نقصه إلى ظهور أعراض العشى الليلي، وجفاف العين.
- عنصر الحديد، يسبب نقصه حدوث مشكلات مرتبطة بتنظيم درجة حرارة الجسم، إلى جانب تسببه في اضطرابات المعدة، وتأثيره سلبًا في وظائف المخ.
- الزنك، يسبب انخفاضه ظهور مشكلات التساقط في الشعر، والإسهال، وبطء شفاء الجروح والتئامها، وتوقّف النموّ، بالإضافة إلى انعدام الشهية.
أنواع أمراض سوء التغذية
فقر الدم
يصيب فقر الدم الإنسان بسبب عدم حصول الجسم على كفايته من العناصر اللازمة لأداء وظائفه، وهو شائع بين كبار السنّ الذين لا يتغذّون بشكل جيّد، بالإضافة إلى النساء الحوامل، فهؤلاء يحتاجون إلى المزيد من الدم، ويرتبط فقر الدم بالأساس بانخفاض أعداد هيموغلوبين الدم في الجسم، الأمر الذي ينعكس على فقد وحدات الأكسجين التي تحملها خلايا الدم الحمراء لإيصالها إلى أعضاء الجسم.
وتشمل أعراض مرض فقر الدم أو ما يُطلَق عليه اسم الأنيميا عدّة علامات لا تبدو واضحة في بداية المرض، ثمّ سرعان ما تبدأ بالظهور، وهي موضّحة في الآتي:[٣]
- التعب العام.
- مشاكل في النظر.
- اضطرابات في نموّ الأطفال والمراهقين.
- سرعة نبضات القلب بشكل غير طبيعي.
- الدوخة.
- ألم في الرأس.
- ألم في عظام الصدر والمفاصل.
- آلام عضلات البطن.
- عدم القدرة على التنفّس بشكل صحيح.
- برودة الأطراف.
- انتفاخ اليدين والقدمين.
تُشخّص حالات فقر الدم من خلال إجراء فحوصات تعداد الدم الكامل، وأخذ مسحة دموية لخلايا الدم البيضاء، وفحص شكل كريات الدم الحمراء، بالإضافة إلى الفحوصات التي تكشف عن وجود خلايا مشوّهة وغير سليمة، وتُعالَج هذه المشكلة الطبية حسب نوعها؛ فمثلًا: يصف الأطبّاء المكمّلات الغذائية لعلاج فقر الدم الناتج من نقص في الفيتامينات، بينما يُعالَج النوع المنجلي منه بالمضادات الحيوية، ومكمّلات الفولات، والأدوية المسكّنة، إضافة إلى عمليات نقل الدم عند الاضطرار، أمّا فقر الدم الناتج من نقص الحديد فعلاجه هو تغيير نمط الغذاء، وتناول مكمّلات الحديد.[٣]
نقص بروتين الدم
لا يعاني الناس من هذه الحالة في الدول المتقدّمة، فهو ينحصر وسط سكّان البلاد الذين لا يأكلون طعامًا صحيًّا متوازنًا، ويرتبط بمشكلات سوء التغذية بشكل أساسي، ويُعزَى السبب فيه إلى انخفاض كمية البروتين الموجودة في الدم، التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بطبيعة النظام الغذائي المتّبع، ويتوضّح ذلك وفق الآتي:[٤]
- نقص كمية السعرات الحرارية المأخوذة من الغذاء البروتيني.
- اتّباع أنظمة غذاء تفتقر إلى البروتين في حالات الإصابة بمرض فقد الشهية العصبي، أو الشّره المرضي.
- تناول غذاء خالٍ تمامًا من البروتينات النباتية والحيوانية.
- النساء الحوامل اللواتي يشعرن بالغثيان والتقيؤ المستمر، مما يسبب خسارتهنّ العناصر الغذائية -كالبروتين-.
تتمثّل أعراض نقص بروتين الدم بمجموعة علامات موضّحة أدناه:[٤]
- الحاجة المُلحّة إلى تناول الطعام البروتيني.
- تساقط الشعر.
- هشاشة العظام.
- جفاف الجلد، وضعف بناء الأظافر.
- التقاط العدوى البكتيرية والفيروسية باستمرار.
- العصبية، والتغيّرات المزاجية.
يحتاج المصابون بنقص بروتين الدم إلى عمل فحوصات جسمية، واختبارات شاملة لتحديد سبب المشكلة، وغالبًا ما يُنفّذ العلاج باعتماد برامج غذائية غنية بالبروتين، ويشار إلى وجوب حصول الأجسام على 10% من السعرات الحرارية من البروتين يوميًّا، ولا تشمل هذه النسبة كلًّا من الحوامل، والرياضيين الذين يحتاجون إلى أكثر من هذه الكمية، وتختلف المسببات المؤدية إلى الإصابة بالمرض، الأمر الذي يجعله محطّ عناية مكثّفة من الاختصاصيين، ويُشترَط في العلاج حصول المريض على الغذاء المتوازن والمكوّن من البروتين، إلى جانب التدخل الطبي الذي غالبًا ما يسيطر على الحالة بنجاح.[٤]
الإسقربوط
يشكّل هذا المرض واحدًا من أمراض سوء التغذية المنتشرة حول العالم، وهو ناتج من نقص فيتامين ج في البرامج الغذائية المتّبعة، ويرافقه ظهور مجموعة من الأعراض تبدأ بعد مرور 3 أشهر على الإصابة الشديدة، وتتراوح من إنسان لآخر، فقد لا تظهر الأعراض كلها لدى الشخص، وقد تتطوّر عند إهمالها دون علاج حالات فقر الدم الحادّ، أو نزيف الجلد، أو مشكلات اللثة، وغالبًا ما تتمثّل بالتعب العام، والضعف، والألم.
والمرضى من الأطفال فوق سنّ 5 أشهر يتناولون الدواء الفموي الموصوف لعلاج الإسقربوط، وهو مركّب من حمض الأسكوربيك، وقد صادقت عليه إدارة الدواء والغذاء الأمريكية.[٥]
الوقاية من أمراض سوء التغذية
تُجرى الوقاية من سوء التغذية وأمراضها من خلال استهلاك المكمّلات الغذائية، وحبوب الحديد، والزنك، وتأخذ بعض المدارس والمنظمات الصحية على عاتقها هذه المسؤولية بتوفير ما يلزم لسكّان المناطق الفقيرة، وينبغي الدمج بين ممارسة الرياضة وبرامج الغذاء الصحي المحتوية على عناصر الغذاء كلها؛ كالكربوهيدرات، والمعادن، والفيتامينات، والدهون، والبروتينات.[١]
المراجع
- ^ أ ب "Malnutrition", www.who.int,16-2-2018، Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Lizzie Streit (10-10-2018), "Malnutrition: Definition, Symptoms and Treatment"، www.healthline.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ^ أ ب Minesh Khatri (12-10-2019), "Anemia"، www.webmd.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ^ أ ب ت Jennifer Berry (15-11-2017), "What you need to know about hypoproteinemia"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 19-11-2019. Edited.
- ↑ "Scurvy", www.rarediseases.info.nih.go, Retrieved 19-11-2019. Edited.